أصبوحة / رابطة الأدباء في الكويت

وليد الرجيب





|وليد الرجيب|
دعا مجلس ادارة رابطة الأدباء أعضاءها، الى اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، لمناقشة زيادة رسوم العضوية، وتغيير اسم الرابطة، وذلك يوم الأحد الموافق 23 مايو الجاري.
ومنذ أن انتميت الى رابطة الأدباء في الكويت، في سبعينات القرن الماضي، مرت هذه الرابطة بانتعاشات ثقافية، وحيوية متفاعلة مع المجتمع الكويتي وقضاياه، كمؤسسة مجتمع مدني، كما مرت بفترات ضمور ثقافي، وعزلة عن المجتمع الكويتي، رغم تضاعف أعداد العضوية فيها، خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها مؤسسة مدنية جامدة، ونقابة باهتة.
وعندما انخرطت فيها مجموعة من الشباب، تفاءلت خيراً، لأن تجديد الدماء يخلق في العادة حيوية، كما أن الروح الشبابية روحية مجددة، ومتطلعة الى الأمام، فأملت بأن يكون في ذلك احياء وبعث لنشاط الرابطة، وعودة ألقها كمؤسسة مجتمع مدني من ناحية، وكنقابة تعنى بشؤون الأدب والأدباء من ناحية أخرى، خصوصا أن الظرفين الذاتي والموضوعي، كانا مهيأين لذلك، فالآن تشهد الساحة الثقافية زخماً كبيراً من النتاجات الأدبية، وبالتالي العقول والأفكار المختلفة، اضافة الى حاجة المجتمع الكويتي لانعاش دور جمعيات النفع العام، والتي كانت رابطة الأدباء في طليعتها، كي تسهم في القضايا التي تهم الناس، وهذا بالطبع في ظل غياب فاعلية المؤسسات الثقافية الرسمية.
لم أكن أريد الكتابة عن استقالة أصدقائي الشباب من مجلس ادارة الرابطة، حتى لا أفهم خطأً، لكن يبدو أن الخوف من الحساسيات، لن يفيد مؤسستنا العريقة، وسيكون تخلياً عن المسؤولية والواجب، الاستقالة المذكورة هي ما يقع في خانة ما يسمى بمرض الطفولة اليساري، أي عندما لا يعجبنا برلمان نقاطعه ولا نشارك فيه، وعندما لا يعجبنا مجلس ادارة نقابة، نتركه وقد نؤسس غيره، بدلاً من تغييره من الداخل، وهو من أسس العمل النقابي، ولكن تلك لم تكن ردة فعل أصدقائي الشباب فقط، ولكنهم شنوا هجوماً على معظم الأعضاء القدامى، ولم يستثنوا سوى ثلاثة، لم أكن منهم، وأسفت وخاب أملي، بعدما انتعش.
ساد بعدها فراغ، أثر على مسيرة الرابطة، وعندما جاء المجلس الجديد في الانتخابات التكميلية، أملنا أن تكون فترة السنة التي سيقضيها، حافلة بالنشاطات والانجازات النوعية، لأنه يضم من الأصدقاء والزملاء الأعزاء، والأخوة الكبار والناضجين، والذين نكن لهم كل احترام وتقدير، وهم كذلك وجوه عامة في المجتمع، لكني فوجئت بالدعوة لاجتماع الجمعية العمومية غير العادية، لتغيير اسم الرابطة.
أولاً، لماذا جمعية عمومية غير عادية؟ والتي عادة تدعى لأمر طارئ؟ ثانياً، لماذا تغيير اسم الرابطة، بعد قرابة نصف القرن على تأسيسها وقد اكتسب بعداً وعمقاً تاريخيين؟، أنا بالتأكيد لا أقدس الأسماء، لكني أرى شخصياً، أن تغيير اسم الرابطة ليس أولوية، وهو ليس معوقاً لعملها وأهدافها، كما أن اسم «رابطة الأدباء في الكويت»، لا يعني أن تضم غير كويتيين في عضويتها، ولا يسمح قانون وزارة الشؤون بذلك، رغم وجود العديد من الأدباء والنقاد العرب، الذين يعيشون في الكويت، ويسهمون في التفاعل مع قضايانا الثقافية، كما يوجد عدد من العرب وغير الكويتيين يعملون بالرابطة.
لقد ارتأى الزملاء المؤسسون، أن يكون اسم الرابطة أكثر انفتاحاً ورحابة، على غرار التوجهات الثقافية الكويتية الرسمية، التي وضعت باعتبارها أن الثقافة عربية، وانعكس هذا التوجه ايجابياً في مجلة العربي، والمطبوعات الأخرى، وهذا يعزز وطنيتنا ولا يمحيها.
وعلى كل حال، أياً كان اسم الرابطة، فالناس سيشيرون إليها بالرابطة فقط، والمهم هو برامجها وأنشطتها، وليس اسمها، واليوم نحن أحوج الى الحفاظ على المكتساب، أياً كانت ضآلتها، بعدما فقدنا كمجتمع ورابطة الكثير منها.
osbohatw@gmail.com
www.alrujaibcenter.com
www.osboha.blogspot.com
دعا مجلس ادارة رابطة الأدباء أعضاءها، الى اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، لمناقشة زيادة رسوم العضوية، وتغيير اسم الرابطة، وذلك يوم الأحد الموافق 23 مايو الجاري.
ومنذ أن انتميت الى رابطة الأدباء في الكويت، في سبعينات القرن الماضي، مرت هذه الرابطة بانتعاشات ثقافية، وحيوية متفاعلة مع المجتمع الكويتي وقضاياه، كمؤسسة مجتمع مدني، كما مرت بفترات ضمور ثقافي، وعزلة عن المجتمع الكويتي، رغم تضاعف أعداد العضوية فيها، خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها مؤسسة مدنية جامدة، ونقابة باهتة.
وعندما انخرطت فيها مجموعة من الشباب، تفاءلت خيراً، لأن تجديد الدماء يخلق في العادة حيوية، كما أن الروح الشبابية روحية مجددة، ومتطلعة الى الأمام، فأملت بأن يكون في ذلك احياء وبعث لنشاط الرابطة، وعودة ألقها كمؤسسة مجتمع مدني من ناحية، وكنقابة تعنى بشؤون الأدب والأدباء من ناحية أخرى، خصوصا أن الظرفين الذاتي والموضوعي، كانا مهيأين لذلك، فالآن تشهد الساحة الثقافية زخماً كبيراً من النتاجات الأدبية، وبالتالي العقول والأفكار المختلفة، اضافة الى حاجة المجتمع الكويتي لانعاش دور جمعيات النفع العام، والتي كانت رابطة الأدباء في طليعتها، كي تسهم في القضايا التي تهم الناس، وهذا بالطبع في ظل غياب فاعلية المؤسسات الثقافية الرسمية.
لم أكن أريد الكتابة عن استقالة أصدقائي الشباب من مجلس ادارة الرابطة، حتى لا أفهم خطأً، لكن يبدو أن الخوف من الحساسيات، لن يفيد مؤسستنا العريقة، وسيكون تخلياً عن المسؤولية والواجب، الاستقالة المذكورة هي ما يقع في خانة ما يسمى بمرض الطفولة اليساري، أي عندما لا يعجبنا برلمان نقاطعه ولا نشارك فيه، وعندما لا يعجبنا مجلس ادارة نقابة، نتركه وقد نؤسس غيره، بدلاً من تغييره من الداخل، وهو من أسس العمل النقابي، ولكن تلك لم تكن ردة فعل أصدقائي الشباب فقط، ولكنهم شنوا هجوماً على معظم الأعضاء القدامى، ولم يستثنوا سوى ثلاثة، لم أكن منهم، وأسفت وخاب أملي، بعدما انتعش.
ساد بعدها فراغ، أثر على مسيرة الرابطة، وعندما جاء المجلس الجديد في الانتخابات التكميلية، أملنا أن تكون فترة السنة التي سيقضيها، حافلة بالنشاطات والانجازات النوعية، لأنه يضم من الأصدقاء والزملاء الأعزاء، والأخوة الكبار والناضجين، والذين نكن لهم كل احترام وتقدير، وهم كذلك وجوه عامة في المجتمع، لكني فوجئت بالدعوة لاجتماع الجمعية العمومية غير العادية، لتغيير اسم الرابطة.
أولاً، لماذا جمعية عمومية غير عادية؟ والتي عادة تدعى لأمر طارئ؟ ثانياً، لماذا تغيير اسم الرابطة، بعد قرابة نصف القرن على تأسيسها وقد اكتسب بعداً وعمقاً تاريخيين؟، أنا بالتأكيد لا أقدس الأسماء، لكني أرى شخصياً، أن تغيير اسم الرابطة ليس أولوية، وهو ليس معوقاً لعملها وأهدافها، كما أن اسم «رابطة الأدباء في الكويت»، لا يعني أن تضم غير كويتيين في عضويتها، ولا يسمح قانون وزارة الشؤون بذلك، رغم وجود العديد من الأدباء والنقاد العرب، الذين يعيشون في الكويت، ويسهمون في التفاعل مع قضايانا الثقافية، كما يوجد عدد من العرب وغير الكويتيين يعملون بالرابطة.
لقد ارتأى الزملاء المؤسسون، أن يكون اسم الرابطة أكثر انفتاحاً ورحابة، على غرار التوجهات الثقافية الكويتية الرسمية، التي وضعت باعتبارها أن الثقافة عربية، وانعكس هذا التوجه ايجابياً في مجلة العربي، والمطبوعات الأخرى، وهذا يعزز وطنيتنا ولا يمحيها.
وعلى كل حال، أياً كان اسم الرابطة، فالناس سيشيرون إليها بالرابطة فقط، والمهم هو برامجها وأنشطتها، وليس اسمها، واليوم نحن أحوج الى الحفاظ على المكتساب، أياً كانت ضآلتها، بعدما فقدنا كمجتمع ورابطة الكثير منها.
osbohatw@gmail.com
www.alrujaibcenter.com
www.osboha.blogspot.com