من الحياة / في شارعنا سوق

تصغير
تكبير
|منى عبدالباري حيدر|

«من اشترى ما لا يحتاج باع ما يحتاج»... مثل انكليزي، كم جميل أن تتنوع الأسواق وتزدهر البلاد بالمجمعات، ويكون تنافسا بين أجود البضاعات، ولكن عندما تتحول المجمعات الى منازل سكنية فهنا يحق الوقوف، ووجود علامة استفهام تراودنا، هل أغلقت المجمعات التسويقية؟ وهل كل من هب ودب حول منزله الى مجمع، هل لديه تصريح بذلك؟ عند التجول أثناء القيادة في السيارة نلاحظ بوجود أوراق تم لصقها على الأعمدة الكهربائية أو ارسال رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال بوجود معرض بالفيلا الفلانية... الخ، كانت في البداية ظاهرة بسيطة غير واضحة الصورة، الا انها تحولت الى ظاهرة واضحة وأصبحت تتنافس السيادات بين بعضهن، وكم تمنيت أن تكون حرفة يدوية محلية، الا أنها في الغالب بضاعة مستوردة ولا وجود للمحلية، هناك عائلات حقا محتاجة الزمن وقف ضدها فحاولت أنت تكسب من صنع يدها وليس معنى ذلك من كان محتاجا أو غير محتاج أن يلجأ الى هذا الأسلوب، أصبحت المتاجرة السكنية ليست فقط اسكان المؤجرين، بل ايجار طاولات للعرض، ويتم عرض كل ما يخطر على البال من أكل ولبس... الخ، جميعنا يعلم أن التقليد في مجتمعنا الصغير أمر سائد، فمن فتح مشروعاً صغيراً أو عمل بفكرة سواء كانت فنية أو حرفية فالجميع يتناولها بالتقليد الأعمى، وليس بتقليد فكري متطور، حتى مصادر الابداع نكون مبتعدين عنها بخلاف التقليد المستنسخ، أصبح في كل شارع ومنطقة معارض، وما هي الا عبارة عن استنساخ فكري دون وجود التميز بين البضائع، أصبح ما شاء الله الجميع خبيرات تجميل، ومصممات أزياء، وفنانين تشكيليين... الخ.

الهدف فقط المتاجرة، وليس طرح الأجود، فلم نذهب للأسواق ولم الأسواق متوافرة أساسا، والمنطقة يسودها محلات، ولكن سكنية وليست تجارية!

حتى المأكولات التي تحتوي على مدة زمنية وتحتاج لرقابة من وزارة الصحة والبلدية على تاريخي انتاجها وانتهائها، أصبحت للمتاجرة، نعشق جمع الدينار، والتقليد، ولكن لا نعشق كيف نفكر بطريقة صحيحة، حتى تكون مشاريعنا ناجحة، فشر الناس من يغش الناس، «حب المكاسب يحول حكماء الرجال الى بلهاء»... مثل صيني.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

monaart-111@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي