«الشجرة» ختام «كان 63»

كراو - سكوت يعيدان مجد «المصارع» بعدما خابت حظوظ الأول في الأدوار العصرية

تصغير
تكبير
|بيروت - من محمد حسن حجازي|

بين 12 و23 الجاري تقام الدورة 63 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي ويرأس لجنة تحكيمها المخرج الاميركي تيم بورتون، وفيما شريط الافتتاح «ROBIN HOOD» لـ ريدلي سكوت مع راسل كراو، وكايت بلانشيت، فإن شريط الختام سيكون بعنوان «الشجرة» ويحكي عن شجرة

كانت تتحدث الى طفلة اسمها سيمون وعمرها عشر سنوات فقط.

الأسطورة

كتب وصوّر الكثير عن شخصية روبن هود، والذي وضعه السيناريست برايان هيلغيلاند مختلف كثيراً عن الصورة المرسومة في اذهاننا عن روبن، من انه لص ظريف اعتاد ان يقف في درب القوافل العابرة للبورجوازيين فيسرق اموالهم وحليّهم، ويحولها الى الفقراء اينما التقاهم او ذهب الى منازلهم يعطيهم ما استطاع تأمينه من مأكل ومشرب وملبس.

لا صورة روبن هنا مع سكوت مختلفة. انه فارس حقيقي، جلب النصر للانكليز وجعل الفرنسيين في موقعة بحرية دموية ينسحبون يجرجرون اذيال الهزيمة، وهو نفسه الذي يتقدم المقاتلين في المعارك المختلفة، يهابه الجميع، لكنه في لحظة يصير انساناً عادياً يجلس بين الرجال عادياً، متواضعاً.

اول من حسده على واقعه هذا، هو الامير جون (اوسكار اسحق) الذي اصبح ملكاً خلفاً لـ ريتشارد الذي لقّب بـ قلب الاسد (داني هيوستون) الذي عرف باقدامه وشجاعته، وقد سقط جثة هامدة اثر كمين وقع فيه، وكان على جون ان يكون البديل او الخلف.

وفي موازاة هذه التطورات ظهرت قصة حب رقيقة، شفافة، بدت عفوية جداً حتى لا تكسر من سياق الفيلم بين روبن (كراو) وماريون لوكسلي (كايت بلانشيت) التي يسقط زوجها خلال معركة الدفاع عن الملك ريتشارد في الكمين، ولم يظهر ان روبن يستغل واقع الارملة لكي يحل مكان زوجها، بل استلزم ذلك وقوعها هي في حبه اولاً، وبالتالي بدا فارساً في الحب ايضاً.

وما يحصل لاحقاً ان الملك الجديد الذي شاهد بأم العين القتال الخارق لـ روبن، اعلن ان الرجل خارج على القانون وطلب اعتقاله وإعدامه الامر الذي جعل بقاءه حيث هو افضل له بعيداً عن رجال الملك وبالتالي خاض حرب عصابات للفوز ببعض ما عند البورجوازيين لإطعام الفقراء.

فيلم كارلوس

خاض الثائر الفنزويللي كارلوس السجين في فرنسا منذ 16 عاماً معركة من سجنه ضد باتريس لوكونت منتج حلقات عن سيرته، والمخرج اساياس الذي ذهل كيف ان كارلوس حصل على نسخة من المسلسل في 300 صفحة وقرأها بالكامل في سجنه وأعطى ملاحظات كثيرة على ما جاء فيها منكراً عمالته لليبيا، او تعاطيه الخمرة والمخدرات، او دراسته في موسكو، او قتل السيدة العطار متهماً رجال رفعت الاسد في ذلك، واعتبر ان صورة الارهابي التي يتم اشاعتها عنه، تسيء اليه معتبراً نفسه ثائراً ومعتبراً اسرائيل واميركا ابرز اعدائه.

كل هذا في جانب، ومعركة الفيلم الذي انجزه اساياس عن المسلسل في جانب مضيء. فقد رفض مجلس ادارة مهرجان «كان» عرض الفيلم في اي من مسابقاته، ولم ينتبه هؤلاء الى ان «قنال بلوس»

التي تدعم المهرجان هي وراء انتاجه، فتدخل القيمون

عليها وفرضوا على ادارة المهرجان ادراجه على لائحة الافلام في المسابقة لكن خارج المنافسة على السعفة الذهبية، وبالتالي دخل الفيلم غصباً عن المهرجان.

بو شارب

المخرج الجزائري رشيد بو شارب يشارك في المهرجان بفيلمه «خارج عن القانون» في اطار المسابقة الرسمية رغم ما اثاره سياسيون وناشطون حقوقيون فرنسيون من ان الشريط يسيء الى فرنسا لأنه يحملها مسؤولية المجزرة التي حصلت في 8 مايو 1945 على يد الفرنسيين ضد الجزائريين، والمفارقة الغريبة هنا ان الانتاج للفيلم فرنسي، وكانت

مطالبة بمنع مشاركة الفيلم في «كان»، ومنع عرضه في

الصالات لأنه سيثير المشاعر والمشاكل.

ميكالكوف

انه المخرج نيكيتا ميكالكوف الذي يشارك بشريط «الشمس الخادعة» الممول رسمياً في روسيا بـ 55 مليون دولار لكن عندما شاهده ستة آلاف مدعو الى عرض خاص بقصر الكرملين، خرج الجميع غير مصدقين في الذكرى 65 للثورة والانتصار على النازي

هتلر يجيء فيلم ليقول ان الروس في تلك الحقبة كانوا جبناء ارادوا الاستسلام في البداية.

وفي وقت يعتبر فيه نيكيتا انه انما استند الى وثائق رسمية في رسم هذه الصور فإن احباطاً هيمن على الجانب الرسمي خصوصاً وان الفيلم

سيظهر في مهرجان دولي وسيكتب عنه آلاف النقاد من العالم.



تجديد قصر المهرجانات...



بعد 28 عاماً على افتتاحه ليكون بديلاً للقصر القديم الذي استضاف الدورات السينمائية منذ العام 1946، قرر المشرفون على مهرجان «كان» السينمائي الدولي، تجديد القصر الواقع على الشاطي اللازوردي للمدينة الجميلة واعطائه طابعاً فنياً مميزاً، بعيداً عن صورة المبنى المغلق على نفسه، والاقرب الى المباني الحكومية معدومة المعنى.

80 الف متر مربع مساحة كامل المكان، وتنتهي الاعمال التغييرية والتجميلية فيه آخر العام 2012، بينما تنجز حالياً المرحلة الاولى والتي تعنى بالمسرح الكبير (غراند اوديتوريوم) حيث يقام حفلا الافتتاح والختام والعروض الخاصة الاستعراضية، على ان تجدد القاعة الرحبة بالكامل وتستوعب 2246 كرسياً بكلفة 57 مليون يورو تكون جاهزة لدورة 2012، على ان تشمل المرحلة الثانية من المشروع توسعة مساحة الصالات من خلال طبقتين مساحة كل منهما عشرة آلاف متر مربع.

كل ما يفعله المشرفون انهم يواكبون التطور الحضاري العالمي المتسارع، ومقتضيات المناخ السينمائي عاماً بعد عام، خصوصاً وان الانظار في كل مكان تمنح منبر «كان» خصوصية في كل شيء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي