هكذا تم لهم ما أرادوا، ومر قانون الخصخصة، اللهم لا اعتراض، ولسنا ننقم على الديموقراطية التي أقرته بالأغلبية، فهي اختيارنا في النهاية، وإذا قبلنا بها ابتداء، فعلينا تقبل نتائجها انتهاء، فالمسألة مسألة مبدأ.
علينا الآن أن نتعامل مع الخصخصة بنظرة مختلفة، علينا كلٌ من موقعه أن نراقب تطبيقها بشكل صحيح لنحفظ حقوقنا، علينا كنواب وشعب وملاك لنسبة 40 في المئة من الشركات المساهمة التي سيتم تأسيسها أن نكون أكثر فاعلية في مراقبة أدائها، علينا ألا نبيع حقوقنا وأسهمنا عند أول إعلان بعد خمسة أعوام، لا نكن سلبيين، علينا المساهمة في الجمعيات العمومية، ومن يبع أسهمه وقتها فقد ساهم من دون وعي أو إدراك في بيع حقه في إيصال صوته بأسلوب إدارة تلك الشركات المساهمة، علينا أن نكتب في الصحف دفاعاً عن حقوقنا إن سلبت دون وجه حق، علينا أن نلجأ لقضائنا النزيه حال تعرضنا لظلم هنا أو هناك.
أرجو من وقف في وجه قانون الخصخصة، وأناً شخصياً كتبت عنه أربع مقالات متعاقبة قبل هذا المقال، أن يغير من استراتيجيته المستقبلية في التعاطي مع أسلوب حياة جديدة، دعونا من العمل الفوضوي، والطرح الغوغائي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، نحن أمام واقع فرضته الديموقراطية، رضينا أم أبينا، فالخصخصة أصبحت خياراً لا مفر منه بعد أن صوت على القانون ثلاثة وثلاثون من أعضاء مجلس الأمة.
أرجوكم ثم أرجوكم، دعونا عن اتهام نوايا من صاغ القانون وصوت عليه وأقره، فالنوايا والقلوب لا يعلمها إلا الله سبحانه، لنتعامل مع الأحداث والحياة بقلب مفتوح وعقل متفتح، لنكن أكثر ديناميكية ووعياً، فالشعوب الحرة تأبى البكاء والعويل أمام التحديات الكبرى، لنركز على الممارسات، لنتعلم فن الاستثمار الأمثل لوضعنا المقبل لا محال.
لننشر ثقافة العمل الجاد، لنترك الكسل والجمود، وثقافة لوم الآخرين، والطرح السلبي الممجوج، صحيح أننا لم نختر الخصخصة، وكنا نرى أنها في غير صالحنا في هذا التوقيت بالذات، ولكننا اخترنا أن نعيش أحراراً، وعبرنا عن رأينا في الوقت المناسب والمكان المناسب، وعدا ذلك يعد من السفه المقيت، فمن غير العدل أن نتهم الآخرين مهما بلغ اختلافنا معهم بالسرقة والنهب دون بينة أو برهان، فالبينة على من ادعى، أقول هذا مذكراً كل من يمارس التعبير عن رأيه في المجالس والديوانيات، أو كتابة المقالات، أو فضاءات الإعلام من قنوات تلفزيونية وصحف إلكترونية ومنتديات عالم الانترنت.
لقد قُضي الأمر، وانتهى النقاش، وحان وقت العمل.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com