الحريري يزور واشنطن في «ذروة» الحراك الإقليمي

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|
رغم ان القوى الحزبية والسياسية اللبنانية، لا تزال منشغلة باجراء الحسابات وجردات الكسب والخسارة في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي اجريت الاحد في بيروت والبقاع، فان بدء الاستعدادات لقيام رئيس الحكومة سعد الحريري بزيارة رسمية للولايات المتحدة في نهاية الشهر الجاري، سيخرج المناخ الداخلي من اجواء الاستحقاق الى الاستحقاقات السياسية الأكبر المتصلة بالوضع الاقليمي.
وهذه الزيارة واقعياً ليست أمراً مفاجئاً، بل كانت معروفة ووضعت لها برمجة منذ مدة، ويرجح أن يكون موعدها بعد 28 مايو، لكن السؤال المطروح حيالها هو هل تسبق الزيارة التي طال انتظارها للحريري الى دمشق أم تعقبها؟ ذلك أن اللافت في موضوع زيارة دمشق هو أنها تجاوزت كل المواعيد المبدئية والنظرية التي طرحت حيالها، ولم يحدد موعدها بعد.
واذا كان هذا الموضوع غاب نسبياً عن واجهة التداول في الآونة الاخيرة بفعل عوامل عدة من بينها الانشغال بالانتخابات البلدية، فان بعض المطلعين يقولون انه يبدو واضحاً ان هناك تريثاً سورياً في تحديد موعد الزيارة يقابله عدم الحاح لبنان على احراج دمشق في تحديده.
واذا كان استكمال عمل اللجان الوزارية والفنية لملف الاتفاقات الثنائية بين لبنان وسورية هو الشعار العلني المتعارف عليه لتحديد موعد الزيارة، فان المطلعين انفسهم لا يخفون ان خلفية هذا التأخير في تحديد موعد زيارة الحريري تتصل ضمناً بمجموعة اسباب أخرى في عزّ انشغال دمشق بالقمم المتلاحقة والزيارات التي قام بها الرئيس بشار الاسد للخارج فضلاً عن ترقب رسم الملامح العملية لموقع سورية عقب مجمل هذه التحركات. وفي هذا الوقت فان لبنان بدوره يبدو عند وضعية الانتظار ويحاول ان يحافظ ما امكن على الاستقرار الداخلي من دون اي قفزات في المجهول.
ولذا يقول المطلعون انه سيكون من الاهمية بمكان ترقب المحادثات التي سيجريها الحريري في واشنطن مع الرئيس باراك اوباما وكبار المسؤولين. كما سيكون مثيراً للاهتمام ترقب الصدى السوري لهذه الزيارة وما اذا كان سيسرع او سيؤخر زيارة الحريري لدمشق.
واشارت معلومات الى ان رئيس الوزراء سيزور أيضاً نهاية الجاري، مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويلقي كلمة لبنان بوصفه رئيساً لمجلس الأمن، بعدما قرّر لبنان الرسمي اعتماد «النقاش الموضوعي» لشهر مايو، في مجلس الأمن عنوان «حوار الثقافات في ضوء الأمن والسّلم الدوليين».
وكان لافتاً انه بالتوازي مع التحضيرات لتوجه رئيس الحكومة لواشنطن، نشرت إحدى الصحف البيروتية كلاماً نُسب الى الحريري منقولاً عن «شخصيات لبنانية» لم تحددها، ومفاده انه «مع أن تقتني المقاومة في لبنان كل ما يمكنها من الدفاع عن حدود وسيادة لبنان بما في ذلك صواريخ سكود في مواجهة أي محاولة اسرائيلية للاعتداء على لبنان».
كما نقلت عن الشخصيات نفسها قول الحريري: «أنا لا أختلف مع حزب الله في عنوان المقاومة نهائيا، بل أختلف معه في بعض الأمور الداخلية وأنا لا أعبأ بما يمكن أن يفرح أو يزعل أحدا في الخارج، وما يعنيني مصلحة بلدي أولا وأخيرا».
وسارع رئيس الوزراء اللبناني الى نفي ما نُسب اليه، وجاء في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي: «في وقت يؤكد رئيس الوزراء ان ما يعنيه هو بالفعل مصلحة لبنان أولاً وأخيراً، فإن الكلام المنسوب اليه يتعارض تعارضاً كلياً مع مصلحة لبنان لأن من شأنه جرّه إلى تجاذبات إقليمية خطيرة يجهد الرئيس الحريري منذ أن ظهرت بوادر مخاطرها إلى حماية لبنان منها، وعلى هذا الأساس، فإن ما نشر على لسان الرئيس الحريري اليوم (امس) هو في إطار الكلام المنسوب وغير الصحيح».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي