«البينة الجديدة»: المالكي أوفد وزير النفط إلى طهران سراً لترطيب الأجواء وإزالة الجفاء

علاوي يحذّر من اندلاع حرب أهلية في العراق: إيران تشجع أحزاباً سياسية على «الارتداد» نحو الطائفية

u0639u0631u0627u0642u064au0629 u0623u063au0645u0649 u0639u0644u064au0647u0627 u062eu0644u0627u0644 u062au0634u064au064au0639 u0627u062du062fu0649 u0636u062du0627u064au0627 u062au0641u062cu064au0631u0627u062a u0627u0644u0627u062bu0646u064au0646 u0641u064a u0627u0644u0646u062cu0641 u0623u0645u0633 t(u0631u0648u064au062au0631u0632)r
عراقية أغمى عليها خلال تشييع احدى ضحايا تفجيرات الاثنين في النجف أمس (رويترز)
تصغير
تكبير
بغداد، واشنطن، لندن - ا ف ب، د ب ا، يو بي آي - فيما حذّر رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، من مخاطر انزلاق بلاده إلى حرب طائفية جديدة بسبب المساعي الذي يبذلها خصومه السياسيون لتهميش مؤيديه ووقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج، متهما إيران بتشجيع الأحزاب السياسية على العودة إلى الطائفية، كشفت صحيفة «البينة الجديدة» العراقية امس، أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي أوفد وزير النفط حسين الشهرستاني ومدير مكتبه طارق النجم إلى طهران، «لترطيب الأجواء وإزالة الجفاء بين الجانبين، ولكسب الدعم في حال ترشيح الشهرستاني لمنصب رئاسة الوزراء».

في غضون ذلك، صرح اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع، بان الاعتداءات التي شهدتها مدن عدة في العراق وخلفت اكثر من 100 قتيل، اول من امس، «تحمل بصمات القاعدة» بينما تحدث اللواء حسين علي كمال وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات، عن «خرق امني» ناجم عن تقصير.

وقال علاوي في مقابلة مع صحيفة «الغارديان»، نشرت أمس، «إن الجماعات السياسية تخلت عن جهود تشكيل حكومة موحدة وتتراجع في اتجاه الطائفية بتشجيع من إيران». وأضاف، «ما لم تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها لحماية الديموقراطية الوليدة في العراق، فإن الصراع سيتجدد ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة ويصل إلى العالم بأسره ولا يقتصر على الدول المجاورة». وشدد على «أن العراق هو في مركز الصدارة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يغلي بالمشاكل وهي راكدة الآن غير أنها يمكن أن تذهب في أي اتجاه»، متهماً المجتمع الدولي بأنه «فشل في العراق».

واكد «ان تصاعد أعمال العنف الطائفي صار وشيكا ما لم يتمكن القادة السياسيون من إقناع الجمهور الذي ازداد تشككاً، بأن التعهدات التي قطعوها خلال مرحلة الانتخابات بتشكيل وحدة وطنية لم تكن محاولات جوفاء للتشبث بالسلطة».

وهاجم علاوي، تحرك المالكي لتشكيل تحالف جديد مع أحزاب شيعية يستثني تكتله «العراقية»، وقال «إنهم عائدون إلى طرقهم الطائفية الأصلية، مع أنهم انتُخبوا ببطاقة الوحدة الوطنية لكنهم يتصرفون عكس ذلك تماماً».

وأضاف أن إيران وتركيا «لديهما مصالح واضحة في التدخل في العملية السياسية في العراق، والذي وصل إلى مرحلة حاسمة مع تراجع دور القوات الأميركية التي تنتظر الآن أمراً بالانسحاب في شكل جماعي، واستعداد مجموعة من الدول المجاورة للاستيلاء على أي فراغ سياسي».

وقال: «هناك بعض الدول وعلى رأسها إيران، تتدخل في شؤون العراق الداخلية، وهذا التدخل صار كثيفاً في الأشهر الماضية ويجب أن يتوقف لأن هذه الدول ملزمة بالسماح للأمور بأن تأخذ مجراها والتوقف عن التدخل في العراق».

وحذّر من مضاعفات انسحاب القوات الأميركية قبل استقرار الأمور، داعياً المجتمع الدولي إلى «إدراك حقيقة أن لديه التزاما حيال العراق».

من ناحية أخرى، كتبت «البينة الجديدة» أن « زيارة الشهرستاني السرية لطهران، لتنسيق مواقفه مع الإيرانيين وترطيب الأجواء وإزالة الجفاء معهم في ظل الرفض المتواصل لأوساط واسعة في الائتلاف الوطني خصوصا التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم، لإعادة ترشيح نوري المالكي لولاية ثانية».

في سياق متصل، أعلنت عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات قاسم العبودي امس، أن المحكمة الاتحادية العليا هي الجهة الوحيدة المخولة بالتصديق على نتائج الانتخابات البرلمانية، ردا على إعلان نائب الرئيس طارق الهاشمي القيادي في «العراقية» اول من أمس، انه لن يصدق بصفته عضو مجلس الرئاسة على نتائج الانتخابات في حال استبعاد أي من المرشحين الفائزين استنادا الى قرارات هيئة المساءلة والعدالة.

ميدانيا، قال العسكري ان تفجيرات الاثنين، «تحمل بصمات القاعدة»، مضيفا ان «الاعتداءات هي نتيجة الضربات التي تعرض لها التنظيم اخيرا من خلال قتل واعتقال رموزه». واضاف ان «من الطبيعي ان تنفذ (القاعدة) اكثر من هجوم في مدن مختلفة مثل البصرة وواسط والحلة، على مواقع واهداف ومعامل مؤمنة لايصال رسائل اننا نستطيع ان ننفذ اعمالا في آن واحد وبمدن متعددة».

واعلن ان «الهدف من هذه العمليات ايقاف المبادرة للخطة الامنية العراقية في ملاحقة الاهداف الارهابية ومحاولة لتشتيت الاجهزة الامنية وممارسة الضغوط عليها واعادتها للخطوط الدفاعية دون ان تنفذ اهدافها الاستباقية والهجومية».

وقال: «نحن مستمرون في عملياتنا الاستباقية والهجومية ولن نتوقف عن ملاحقة الاهداف واعتقال الرموز الارهابية في القاعدة وسنلاحقهم من مدينة لاخرى».

واعتبر اللواء كمال في تصريح لصحيفة «البيان» المقربة من المالكي، ان «ما حدث الاثنين، هو نتيجة خرق امني بسبب ضعف اجراءات التفتيش في النقاط الامنية المنتشرة في بغداد خصوصا والعراق عموما». واكد انه «ستتم محاسبة القيادات الامنية التي وقعت فيها العمليات الارهابية لمعرفة مدى التقصير».

واكد الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان «القاعدة تهدف من خلال هذه العمليات الى ارباك الوضع السياسي والامني خصوصا خلال الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد المتمثلة بتشكيل الحكومة العراقية».

وحسب مصادر امنية، فان 60 هجوما وقع اول من أمس في عموم العراق، 11 منها هجمات مسلحة استهدف حواجز امنية في بغداد، لكن اعنفها الهجوم الذي وقع في الحلة الذي نفذ بسيارتين مفخختين وانتحاري واسفر عن سقوط 53 قتيلا وعشرات الجرحى.

واتخذت محافظات الجنوبية اجراءات مشددة تحسبا لتعرضها الى اعمال هجمات مماثلة للتي وقعت في البصرة والحلة وواسط.

وفي هذا السياق، ذكر العقيد مرتضى الشحتور مدير العلاقات والإعلام في مديرية شرطة محافظة الناصرية ان معلومات استخبارية على درجة عالية من الدقة أكدت توجه 3 سيارات ملغومة تستهدف الأسواق والأماكن المزدحمة بالمواطنين إلى المحافظات الجنوبية ومنها الناصرية.

وفي واشنطن، اعلن الناطق باسم الرئاسة الاميركية، ان سلسلة الاعتداءات التي شهدها العراق تشكل «محاولة اخيرة» من اعداء التقدم لزرع البلبلة، فيما ندد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي بـ«العنف العبثي».

وفي الفلوجة، أصيب ضابط برتبة رائد في الشرطة، وشرطي و4 مدنيين حال اثنين منهم خطيرة، جراء انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري. وتسبب الانفجار في إلحاق أضرار بعدد من السيارات المدنية.

واعلنت قيادة عمليات بغداد ان قوة عراقية تمكنت من القبض على 3 ارهابيين مسلحين اطلقوا النار على حاجز تفتيش في حي الحارثية الراقي في غرب بغداد. واكدت «ضبط اسلحة كاتمة للصوت بحوزتهم».

يشار الى ان سلسلة من الهجمات باسلحة كاتم للصوت استهدفت 9 حواجز امنية في بغداد الاثنين واسفرت عن مقتل نحو 10 من عناصر الامن، في وقت متزامن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي