تحقيق / «الراي» رافقت عددا من رجالها في جولة تضمنت تمرينا وهميا على مدى الجهوزية للتعامل مع الحوادث
إدارة الإطفاء البحري... سواعد فتية لحماية الأرواح والممتلكات في المياه الإقليمية الكويتية

كابينة القيادة

أجهزة الاتصال قديما

العقيد المكراد متحدثا إلى الزميل ناصر الفرحان

طاقم الزورق «منجد»

الزورق «منجد»

زوارق برمائية

المقدم عبدالمحسن الحيدر يشرح صور المعرض

متحف مركز الانقاذ

الزورق «منتصر» لإطفاء حرائق الناقلات

العقيد خالد المكراد (تصوير أحمد عماد)
















|كتب ناصر الفرحان|
على متن الزورق «المنجد» كانت رحلة «الراي» البحرية مع مجموعة من أفراد مركز الاطفاء البحري ضمت مدير الادارة العقيد خالد المكراد مدير منطقة الاطفاء البحري، والمقدم عبدالمحسن الحيدر رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري.
وفيما شهدت «الراي» تمرينا وهميا للوقوف على الاستعدادات والامكانات التي يتمتع بها أفراد مركز الاطفاء البحري، كان العقيد المكراد سخيا في الحديث... عن الواقع والامكانات والتطلعات.
من مهمة الادارة في حماية الارواح والممتلكات في المياه الكويتية بدأ الحديث، وتشعب الى قدرة الزوارق وأطقمها على اداء الواجب، وكشف عن مراكز جديدة ستفتتح قريبا ومنها مركز منطقة الخيران الذي سيفتتح في أواخر العام المقبل، ومركز بوبيان ضمن الخطة الخمسية للدولة.
ومن المراكز إلى الزوارق، حيث أعلن المكراد عن بناء زورق جديد تحت اسم «مجاوب» في كوريا الجنوبية والذي يعتبر الاحدث في ما وصلت إليه صناعة الزوارق بطول يبلغ 45 مترا وبامكانات متقدمة في الانقاذ كونه يعتبر الأكبر في العالم.
ومن الامكانات الى المطالب، حيث أكد العقيد المكراد أنه لا يوجد تأمين لا على الافراد ولا على الآليات، رغم رفع كتاب بذلك إلى ديوان الخدمة المدنية لكن الرد لم يصل بعد.
ونوه المكراد بالتعاون والتنسيق بين الادارة وإدارة خفر السواحل، وأمل ان يكون ذلك نموذجا للتعاون مع الجهات الأخرى، آملا ايضا إنشاء مركز رئيسي للبحث والانقاذ البحري يكون قادرا على تسلم البلاغات من السفن المنكوبة ومن مراكز البحث والانقاذ في الدول المجاورة والتعاون لانقاذ المنكوبين في المياه الاقليمية وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة المعنية.
وانتقد المكراد غياب الرقابة الجادة من قبل وزارة المواصلات ممثلة في إدارة النقل على تأجير «الجت سكي» والسفن الصغيرة سواء للصيد والنزهة وما قد يؤدي ذلك إلى حوادث قد تذهب بالارواح.
وفي ما يلي نص الحديث:
• ما طبيعة عمل ادارة الاطفاء البحري وعدد ومهام المراكز التابعة لها؟
- هي احدى الادارات التابعة للادارة العامة للاطفاء ومهمتها حماية الارواح والممتلكات في المياه الكويتية من خلال اربعة مراكز بحرية منتشرة على طول السواحل الكويتية والجزر، وهي مركز الشعيبة للانقاذ البحري ومهمته ان يتعامل مع الحوادث في المنطقة الجنوبية، ويوجد به اكبر مركز انقاذ على المستوى الاقليمي، وقادر على التعامل مع حوادث وحرائق ناقلات النفط والسفن العملاقة في الشعيبة ويسمى «منتصر» وهناك مركز السالمية للانقاذ البحري ويعنى بالتعامل مع الحوادث في المنطقة الوسطى مثل الغرق والانقاذ السريع لان المنطقة المسؤول عنها تكثر فيها الاماكن الترفيهية، ولذا فهو يضم فريق غواصين مختصا في التعامل مع هذه الحالات وهناك ايضا مركز الشويخ للانقاذ البحري وموقعه في ميناء الشويخ ويتعامل مع الحوادث التي تقع في ميناء الشويخ، ويغطي المنطقة الشمالية حتى الحدود الكويتية - العراقية، اما المركز الرابع فهو مركز فيلكا للانقاذ البحري، وهو قادر على تغطية الحوادث التي تقع داخل جزيرة فيلكا، او في المنطقة البحرية القريبة منه، حيث يعتبر مركزا «برمائيا» ويعتبر مركز السالمية الاكبر من حيث عدد الزوارق اما مركز الشعيبة فهو يمتاز بنوعية وحجم زوارقه.
• هل هناك مراكز جديدة ستفتتح قريبا؟
- هناك مركز منطقة الخيران وهو قيد الانشاء، وموقعه في مدينة صباح الاحمد والمتوقع افتتاحه اواخر عام 2011، وهناك مركز بوبيان وسيتم افتتاحه مع ميناء بوبيان وضمن الخطة الخمسية للدولة.
• وهل هناك زوارق جديدة ستدخل الخدمة؟
- يجري الآن بناء زورق (مجاوب) في كوريا الجنوبية وكلفته 5 ملايين دينار يبنى على احدث ما توصلت اليه صناعة الزواق، حيث يبلغ طوله 45 مترا وهو مختص بالاطفاء والانقاذ وسيدخل الخدمة اواخر هذا العام وسيوضع في ميناء الشويخ، وسينقل مستقبلا إلى ميناء بوبيان بعد افتتاحه ويعتبر من اكبر الزوارق في العالم وتستخدم به احدث وافضل التكنولوجيا الحديثة، وذلك لمواكبة حركة تطور النقل البحري في الكويت، لان من اساسيات النقل البحري سلامة طرق الملاحة وامنها ويتولى ذلك رجال خفر السواحل، وحماية هذه القطع البحرية وهي مهمة رجال الاطفاء البحري.
وللعلم فانه متى ما صنفت المياه الكويتية وموانئها بانها آمنة فذلك سيوفر مبالغ كبيرة تذهب لشركات التأمين ويعطي للدول الاخرى الحافز على التعامل مع الموانئ الكويتية، لانها آمنة والا فلن تجد احدا يتعامل معك لو كنت غير آمن وطرقك البحرية غير سالكة.
• ما حقيقة ما اثير من لغط حول مشروع الزورق وتغيير مكان بنائه وانه مخالف لما اتفق عليه لضعف في الهيكل ورداءة في التصنيع؟
- كل الملاحظات التي اثيرت تم التطرق اليها وبمعرفة ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات، ولم يتم تغيير شيء الا بمعرفتنا، ومنها ان الحوض تغير من الصين إلى كوريا الجنوبية، يسبب زلزال اصاب المنطقة وتقدم صاحب الشركة بطلب تغيير الحوض مع المواصفات نفسها وتمت الموافقة بعد أخذ رأي لجنة المناقصات وديوان المحاسبة، وكوريا رائدة في مجال بناء وصنع الزوارق.
• ما صحة ان زوارقكم قديمة الصنع وتفتقد التكنولوجيا الحديثة؟
- زوارقنا صالحة للاستخدام وفي حالة ممتازة، وهي تحت الصيانة طول العام، وتملك اجهزة رصد حراري ورادار واجهزة اتصال، ولكنها على احدث مستوى والافضل على المستوى الاقليمي.
ويكفي أننا الوحيدون في المنطقة الذين نملك ادارة خاصة للانقاذ البحري وآليات متطورة ومصنوعة خصيصا لهذا العمل، وللعلم فإن ادارة الانقاذ البحري انشئت عام 1954 ونملك اسطولا من 19 قطعة بحرية ويعمل بالادارة قرابة 350 ما بين ضباط وافراد وفنيين ومهندسين وغواصين وقد تكون عندنا زوارق قديمة نوعا ما ولكن تعمل بكفاءة جيدة جدا، مثل زورق منتصر في الشعيبة الذي دخل الخدمة منذ 1992 ومازال يعمل بكفاءة عالية.
• تفتقد ادارتكم العنصر النسائي ... ما الاسباب الكامنة وراء ذلك؟
- بداية، اؤكد ان كل الهيئة العاملة في منطقة الانقاذ البحري هم من الكويتيين، ونظرا لطبيعة عملنا الشاق فلا توجد لدينا موظفات، واؤكد ان المرأة لا تصلح للعمل في الانقاذ البحري، ولكن سيتم قبولها في مهن ادارية وتفتيش في الادارة العامة للاطفاء فطبيعة المرأة لا تصلح في الانقاذ لاننا نعمل في اجواء طقس سيئة وغوص تحت الماء وانتشال جثث وحريق ناقلات عملاقة.
• يطالب افراد ادارتكم بضرورة ادخالهم ضمن مظلة التأمين الصحي نظرا للمخاطر التي تواجههم ... فما ردكم؟
- للاسف لا يوجد تأمين لا على افرادنا ولا على الآليات التابعة لنا، وقد طالبنا بذلك ورفعت المطالبات إلى ديوان الخدمة المدنية، ولم تقرر حتى الان، واؤكد ان الادارة العامة للاطفاء لا تبخل على ابنائنا وفي حالة اصابة اي ضابط او فرد يعمل بالادارة تتم متابعة حالته الصحية داخل الكويت، واذا احتاج إلى العلاج بالخارج يرسل فورا تكريما لما يواجهه من مخاطر، ولعل اخر الحوادث اصابة رئيس مركز الشويخ والذي سيبعث إلى الخارج قريبا لاستكمال علاجه.
• ما مدى التعاون مع خفر السواحل؟
- التنسيق والتعاون مستمران بيننا وبين خفر السواحل وعلى اعلى المستويات، ولا اذكر انه وقع حادث الا وتجد خفر السواحل معنا، فهم يؤمنون لنا الامن وسلامة الملاحة، ونحن نتعامل مع الحادث واتمنى ان يكون هذا التعاون مع جميع الجهات المعنية الاخرى.
• لماذا لا يكون هناك تنسيق مع الجهات الاخرى؟
- التعاون موجود ولكنه ليس بمستوى الطموح، بل هي اجتهادات فردية، قد لا تتوافر لو حصل حادث كبير كسقوط طائرة او احتراق او غرق سفينة عملاقة فعلى الرغم من وجود كافة الامكانات لكنها موزعة على جهات عديدة ومستوى التنسيق بينها ضعيف وغير منظم.
• لماذا لا تكون هناك جهة واحدة تنظم هذا العمل والمجهود؟
- لقد ادركت الجهات الحكومية المعنية هذا الموضوع وتم تشكيل لجنة سميت «لجنة البحث والانقاذ البحري لدولة الكويت» في 14/2/2008 اكثر من عشر جهات حكومية، ومسؤوليتها انشاء مركز رئيسي للبحث والانقاذ البحري في دولة الكويت قادر على تسلم البلاغات من السفن المنكوبة ومن مراكز البحث والانقاذ البحري للدول المجاورة، والتعاون لانقاذ المنكوبين في المياه الاقليمية، بالاضافة إلى تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة المعنية، وتم تكليف اللجنة بالعمل على المصادقة على الاتفاقية الدولية بشأن البحث والانقاذ (SAR) من قبل الكويت بعد دراستها ومراجعتها من قبل اللجنة.
• وما الجهات المعنية في تشكيل هذه اللجنة؟
- قطاع النقل في وزارة المواصلات مع الطيران المدني والارصاد الجوية وخفر السواحل والدفاع المدني من وزارة الداخلية، وسلاح البحرية وسلاح الطيران من وزارة الدفاع، بالاضافة إلى ان ادارة الاطفاء البحري، بالاضافة إلى امكانية الاستعانة بالجهات الحكومية الاخرى للحاجة والمساعدة مثل مؤسسة الموانئ الكويتية ومؤسسة البترول الكويتية ووزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ووزارة الاعلام.
• واين وصلت الاجتماعات لانشاء هذا المركز؟
- لقد حاولت الادارة العامة للاطفاء منذ 1998 جمع هذه الجهات في مكان واحد وتحت مسمى واحد، وبعد مرور 12 سنة لم نصل إلى شيء، بل ان وزارة المواصلات شكلت لجنة للبحث والانقاذ البحري في 2008 وعقدت ثلاثة اجتماعات وتوقف الموضوع بعد تغيير الوزراء والوكلاء في المواصلات، وحتى اليوم ونحن مصرون ونجاهد لانشاء هذا المركز الحيوي المهم.
• ما الاضرار التي ستلحق بالكويت لعدم وجود لجنة للانقاذ البحري؟
- بالاضافة إلى عدم التنسيق بين الجهات الحكومية في حال وقع حادث كبير، فإن ذلك يؤثر على سمعة الكويت في الخارج، وبانها لا تزال غير موقعة على الكثير من الاتفاقيات
وخاصة اتفاقية البحث والانقاذ البحري.
• ما الجديد في عمليات الانقاذ البحري السريع؟
- في نهاية العام الحالي سندخل خدمة «الجت سكي» للانقاذ البحري وذلك للتدخل السريع في حال وقوع حوادث حريق او غرق، وخاصة في الاماكن الترفيهية والشاليهات وغيرها لمزيد من السرعة في الوصول إلى مواقع الحوادث.
• هل لديكم القدرة على التعامل مع حادث سقوط طائرة او احتراق وغرق سفينة نقل عملاقة؟
- الامكانات موجودة في الافراد والمعدات ولكن توزيعها على جهات عديدة يؤدي إلى افتقار للتنسيق وسرعة التنسيق وسرعة الاتصال بينها بحيث سيكون هناك قصور في التعامل مع هذه الحوادث وستضيع مسؤولية التقصير لعدم وجود جهاز انقاذ بحري يرتب هذه العملية.
• هل هناك ضوابط على تأجير «الجت سكي» وسفن النزهة؟
- هذه من مهام ادارة النقل في وزارة المواصلات، وللاسف فهي غير جادة في مراقبة تأجير «الجت سكي» و«السفن الصغيرة، سواء للصيد او التنزه، حتى ان بعضها يفتقد لابسط شروط الامن والسلامة ولعل حادث انقاذ 19 فردا العام الماضي حاضرة في ذهني حيث كان اكبرهم سنا في الستين من العمر واصغرهم عمره سنة ونصف السنة، استأجروا سفينة صغيرة من الشاطئ لا يوجد بها حتى سترة نجاة، وطبعت بهم قرب «كبر» لولا العناية الالهية وسرعة تدخل رجالنا لكانوا في خبر كان وانا اناشد المسؤولين في وزارة المواصلات خصوصا ونحن نقترب من اجازة الصيف ان يهتموا بعملهم ويراقبوا اماكن التأجير ومخالفة كل من لا يلتزم لان ارواح الناس وممتلكاتهم امانة في اعناقنا جميعاً.
• وماذا عن أحواض السباحة في المزارع والشاليهات؟
- هذه مشكلة اخرى نعاني منها خصوصا عدم وجود حمام السباحة في مكان مغلق باحكام، سواء في الشاليه او المزرعة او المجمعات، حيث تعرض الكثير من الاطفال للغرق لعدم وجود ما يمنعهم من السباحة او ان يتواجد معهم، وعدم وجود شروط الأمن والسلامة كالطفاحة مثلا، ولذا ارجو من الاهالي واصحاب المجمعات الاهتمام بذلك.
• رسالتك لمن توجهها؟
- بما ان عمليات البحث والانقاذ البحري لنجدة المنكوبين في البحر ومد يد المساعدة لهم من المهام والواجبات الرئيسية، خصوصا الدول التي تقع على البحار وتنشط بها حركة النقل البحري، وبما ان الكويت لديها سواحل تمتد على مسافة (660) كيلو مترا وتنشط بها حركة النقل البحري من ناقلات للنفط إلى سفن تجارية وركاب بجميع انواعها وازدياد اعداد الموانئ والمراسي البحرية التي قاربت (3300) مرسى، موزعة على النوادي البحرية على امتداد الشواطئ الكويتية، وما تحتويها من يخوت وزوارق نزهة فانني اوجه رسالة إلى المسؤولين بضرورة انشاء مركز للبحث والانقاذ البحري قادر على التعامل مع الكوارث البحرية بجميع أنواعها، سواء في المياه الاقليمية او غيرها وتنفيذا للاتفاقيات الدولية الخاصة بسلامة الارواح بالبحار.
والشكر موصول لجريدة «الراي» مع تسليطها الضوء على انجازات الاطفاء وتوجيه الجمهور إلى اهمية اخذ الحيطة والحذر في التعامل مع البحر سواء كعاملين او مرتادين.
شكر خاص
تتقدم «الراي» بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري المقدم عبدالمحسن الحيدر والنقيب محمد بودستور، وقائد زورق «منجد» النقيب محمد البغلي وطاقم الزورق المهندس عبدالعزيز المنصوري والعريف بدر جمال والعريف علي العباد والنوخذة في طراد انقاذ (3) فيصل ابوالبنات ووكيل عريف عبدالرحمن نصيب على ما قاموا به من جهود في الجولة التي قمنا بها في المياه الاقليمية والعرض الخاص للآليات في طرق الانقاذ والاطفاء والتي استمرت لاكثر من ساعتين... كفو يا رجال.
مقتطفات
- بدأت الجولة البحرية في تمام الساعة 11 صباحا وانتهت بعد 12 ظهرا.
- كانت الجولة على متن الزورق «المنجد» وهو من ابرز الزوارق الموجودة وامكانيته عالية في الاطفاء والانقاذ.
- تم اجراء تمرين وهمي بسيط للوقوف على الاستعدادات والامكانات التي يتمتع بها افراد مركز الاطفاء البحري.
رافق «الراي» بالاضافة إلى طاقم الزورق كل من العقيد خالد المكراد مدير منطقة الاطفاء البحري والمقدم عبدالمحسن الحيدر رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري.
على متن الزورق «المنجد» كانت رحلة «الراي» البحرية مع مجموعة من أفراد مركز الاطفاء البحري ضمت مدير الادارة العقيد خالد المكراد مدير منطقة الاطفاء البحري، والمقدم عبدالمحسن الحيدر رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري.
وفيما شهدت «الراي» تمرينا وهميا للوقوف على الاستعدادات والامكانات التي يتمتع بها أفراد مركز الاطفاء البحري، كان العقيد المكراد سخيا في الحديث... عن الواقع والامكانات والتطلعات.
من مهمة الادارة في حماية الارواح والممتلكات في المياه الكويتية بدأ الحديث، وتشعب الى قدرة الزوارق وأطقمها على اداء الواجب، وكشف عن مراكز جديدة ستفتتح قريبا ومنها مركز منطقة الخيران الذي سيفتتح في أواخر العام المقبل، ومركز بوبيان ضمن الخطة الخمسية للدولة.
ومن المراكز إلى الزوارق، حيث أعلن المكراد عن بناء زورق جديد تحت اسم «مجاوب» في كوريا الجنوبية والذي يعتبر الاحدث في ما وصلت إليه صناعة الزوارق بطول يبلغ 45 مترا وبامكانات متقدمة في الانقاذ كونه يعتبر الأكبر في العالم.
ومن الامكانات الى المطالب، حيث أكد العقيد المكراد أنه لا يوجد تأمين لا على الافراد ولا على الآليات، رغم رفع كتاب بذلك إلى ديوان الخدمة المدنية لكن الرد لم يصل بعد.
ونوه المكراد بالتعاون والتنسيق بين الادارة وإدارة خفر السواحل، وأمل ان يكون ذلك نموذجا للتعاون مع الجهات الأخرى، آملا ايضا إنشاء مركز رئيسي للبحث والانقاذ البحري يكون قادرا على تسلم البلاغات من السفن المنكوبة ومن مراكز البحث والانقاذ في الدول المجاورة والتعاون لانقاذ المنكوبين في المياه الاقليمية وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة المعنية.
وانتقد المكراد غياب الرقابة الجادة من قبل وزارة المواصلات ممثلة في إدارة النقل على تأجير «الجت سكي» والسفن الصغيرة سواء للصيد والنزهة وما قد يؤدي ذلك إلى حوادث قد تذهب بالارواح.
وفي ما يلي نص الحديث:
• ما طبيعة عمل ادارة الاطفاء البحري وعدد ومهام المراكز التابعة لها؟
- هي احدى الادارات التابعة للادارة العامة للاطفاء ومهمتها حماية الارواح والممتلكات في المياه الكويتية من خلال اربعة مراكز بحرية منتشرة على طول السواحل الكويتية والجزر، وهي مركز الشعيبة للانقاذ البحري ومهمته ان يتعامل مع الحوادث في المنطقة الجنوبية، ويوجد به اكبر مركز انقاذ على المستوى الاقليمي، وقادر على التعامل مع حوادث وحرائق ناقلات النفط والسفن العملاقة في الشعيبة ويسمى «منتصر» وهناك مركز السالمية للانقاذ البحري ويعنى بالتعامل مع الحوادث في المنطقة الوسطى مثل الغرق والانقاذ السريع لان المنطقة المسؤول عنها تكثر فيها الاماكن الترفيهية، ولذا فهو يضم فريق غواصين مختصا في التعامل مع هذه الحالات وهناك ايضا مركز الشويخ للانقاذ البحري وموقعه في ميناء الشويخ ويتعامل مع الحوادث التي تقع في ميناء الشويخ، ويغطي المنطقة الشمالية حتى الحدود الكويتية - العراقية، اما المركز الرابع فهو مركز فيلكا للانقاذ البحري، وهو قادر على تغطية الحوادث التي تقع داخل جزيرة فيلكا، او في المنطقة البحرية القريبة منه، حيث يعتبر مركزا «برمائيا» ويعتبر مركز السالمية الاكبر من حيث عدد الزوارق اما مركز الشعيبة فهو يمتاز بنوعية وحجم زوارقه.
• هل هناك مراكز جديدة ستفتتح قريبا؟
- هناك مركز منطقة الخيران وهو قيد الانشاء، وموقعه في مدينة صباح الاحمد والمتوقع افتتاحه اواخر عام 2011، وهناك مركز بوبيان وسيتم افتتاحه مع ميناء بوبيان وضمن الخطة الخمسية للدولة.
• وهل هناك زوارق جديدة ستدخل الخدمة؟
- يجري الآن بناء زورق (مجاوب) في كوريا الجنوبية وكلفته 5 ملايين دينار يبنى على احدث ما توصلت اليه صناعة الزواق، حيث يبلغ طوله 45 مترا وهو مختص بالاطفاء والانقاذ وسيدخل الخدمة اواخر هذا العام وسيوضع في ميناء الشويخ، وسينقل مستقبلا إلى ميناء بوبيان بعد افتتاحه ويعتبر من اكبر الزوارق في العالم وتستخدم به احدث وافضل التكنولوجيا الحديثة، وذلك لمواكبة حركة تطور النقل البحري في الكويت، لان من اساسيات النقل البحري سلامة طرق الملاحة وامنها ويتولى ذلك رجال خفر السواحل، وحماية هذه القطع البحرية وهي مهمة رجال الاطفاء البحري.
وللعلم فانه متى ما صنفت المياه الكويتية وموانئها بانها آمنة فذلك سيوفر مبالغ كبيرة تذهب لشركات التأمين ويعطي للدول الاخرى الحافز على التعامل مع الموانئ الكويتية، لانها آمنة والا فلن تجد احدا يتعامل معك لو كنت غير آمن وطرقك البحرية غير سالكة.
• ما حقيقة ما اثير من لغط حول مشروع الزورق وتغيير مكان بنائه وانه مخالف لما اتفق عليه لضعف في الهيكل ورداءة في التصنيع؟
- كل الملاحظات التي اثيرت تم التطرق اليها وبمعرفة ديوان المحاسبة ولجنة المناقصات، ولم يتم تغيير شيء الا بمعرفتنا، ومنها ان الحوض تغير من الصين إلى كوريا الجنوبية، يسبب زلزال اصاب المنطقة وتقدم صاحب الشركة بطلب تغيير الحوض مع المواصفات نفسها وتمت الموافقة بعد أخذ رأي لجنة المناقصات وديوان المحاسبة، وكوريا رائدة في مجال بناء وصنع الزوارق.
• ما صحة ان زوارقكم قديمة الصنع وتفتقد التكنولوجيا الحديثة؟
- زوارقنا صالحة للاستخدام وفي حالة ممتازة، وهي تحت الصيانة طول العام، وتملك اجهزة رصد حراري ورادار واجهزة اتصال، ولكنها على احدث مستوى والافضل على المستوى الاقليمي.
ويكفي أننا الوحيدون في المنطقة الذين نملك ادارة خاصة للانقاذ البحري وآليات متطورة ومصنوعة خصيصا لهذا العمل، وللعلم فإن ادارة الانقاذ البحري انشئت عام 1954 ونملك اسطولا من 19 قطعة بحرية ويعمل بالادارة قرابة 350 ما بين ضباط وافراد وفنيين ومهندسين وغواصين وقد تكون عندنا زوارق قديمة نوعا ما ولكن تعمل بكفاءة جيدة جدا، مثل زورق منتصر في الشعيبة الذي دخل الخدمة منذ 1992 ومازال يعمل بكفاءة عالية.
• تفتقد ادارتكم العنصر النسائي ... ما الاسباب الكامنة وراء ذلك؟
- بداية، اؤكد ان كل الهيئة العاملة في منطقة الانقاذ البحري هم من الكويتيين، ونظرا لطبيعة عملنا الشاق فلا توجد لدينا موظفات، واؤكد ان المرأة لا تصلح للعمل في الانقاذ البحري، ولكن سيتم قبولها في مهن ادارية وتفتيش في الادارة العامة للاطفاء فطبيعة المرأة لا تصلح في الانقاذ لاننا نعمل في اجواء طقس سيئة وغوص تحت الماء وانتشال جثث وحريق ناقلات عملاقة.
• يطالب افراد ادارتكم بضرورة ادخالهم ضمن مظلة التأمين الصحي نظرا للمخاطر التي تواجههم ... فما ردكم؟
- للاسف لا يوجد تأمين لا على افرادنا ولا على الآليات التابعة لنا، وقد طالبنا بذلك ورفعت المطالبات إلى ديوان الخدمة المدنية، ولم تقرر حتى الان، واؤكد ان الادارة العامة للاطفاء لا تبخل على ابنائنا وفي حالة اصابة اي ضابط او فرد يعمل بالادارة تتم متابعة حالته الصحية داخل الكويت، واذا احتاج إلى العلاج بالخارج يرسل فورا تكريما لما يواجهه من مخاطر، ولعل اخر الحوادث اصابة رئيس مركز الشويخ والذي سيبعث إلى الخارج قريبا لاستكمال علاجه.
• ما مدى التعاون مع خفر السواحل؟
- التنسيق والتعاون مستمران بيننا وبين خفر السواحل وعلى اعلى المستويات، ولا اذكر انه وقع حادث الا وتجد خفر السواحل معنا، فهم يؤمنون لنا الامن وسلامة الملاحة، ونحن نتعامل مع الحادث واتمنى ان يكون هذا التعاون مع جميع الجهات المعنية الاخرى.
• لماذا لا يكون هناك تنسيق مع الجهات الاخرى؟
- التعاون موجود ولكنه ليس بمستوى الطموح، بل هي اجتهادات فردية، قد لا تتوافر لو حصل حادث كبير كسقوط طائرة او احتراق او غرق سفينة عملاقة فعلى الرغم من وجود كافة الامكانات لكنها موزعة على جهات عديدة ومستوى التنسيق بينها ضعيف وغير منظم.
• لماذا لا تكون هناك جهة واحدة تنظم هذا العمل والمجهود؟
- لقد ادركت الجهات الحكومية المعنية هذا الموضوع وتم تشكيل لجنة سميت «لجنة البحث والانقاذ البحري لدولة الكويت» في 14/2/2008 اكثر من عشر جهات حكومية، ومسؤوليتها انشاء مركز رئيسي للبحث والانقاذ البحري في دولة الكويت قادر على تسلم البلاغات من السفن المنكوبة ومن مراكز البحث والانقاذ البحري للدول المجاورة، والتعاون لانقاذ المنكوبين في المياه الاقليمية، بالاضافة إلى تنسيق الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة المعنية، وتم تكليف اللجنة بالعمل على المصادقة على الاتفاقية الدولية بشأن البحث والانقاذ (SAR) من قبل الكويت بعد دراستها ومراجعتها من قبل اللجنة.
• وما الجهات المعنية في تشكيل هذه اللجنة؟
- قطاع النقل في وزارة المواصلات مع الطيران المدني والارصاد الجوية وخفر السواحل والدفاع المدني من وزارة الداخلية، وسلاح البحرية وسلاح الطيران من وزارة الدفاع، بالاضافة إلى ان ادارة الاطفاء البحري، بالاضافة إلى امكانية الاستعانة بالجهات الحكومية الاخرى للحاجة والمساعدة مثل مؤسسة الموانئ الكويتية ومؤسسة البترول الكويتية ووزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ووزارة الاعلام.
• واين وصلت الاجتماعات لانشاء هذا المركز؟
- لقد حاولت الادارة العامة للاطفاء منذ 1998 جمع هذه الجهات في مكان واحد وتحت مسمى واحد، وبعد مرور 12 سنة لم نصل إلى شيء، بل ان وزارة المواصلات شكلت لجنة للبحث والانقاذ البحري في 2008 وعقدت ثلاثة اجتماعات وتوقف الموضوع بعد تغيير الوزراء والوكلاء في المواصلات، وحتى اليوم ونحن مصرون ونجاهد لانشاء هذا المركز الحيوي المهم.
• ما الاضرار التي ستلحق بالكويت لعدم وجود لجنة للانقاذ البحري؟
- بالاضافة إلى عدم التنسيق بين الجهات الحكومية في حال وقع حادث كبير، فإن ذلك يؤثر على سمعة الكويت في الخارج، وبانها لا تزال غير موقعة على الكثير من الاتفاقيات
وخاصة اتفاقية البحث والانقاذ البحري.
• ما الجديد في عمليات الانقاذ البحري السريع؟
- في نهاية العام الحالي سندخل خدمة «الجت سكي» للانقاذ البحري وذلك للتدخل السريع في حال وقوع حوادث حريق او غرق، وخاصة في الاماكن الترفيهية والشاليهات وغيرها لمزيد من السرعة في الوصول إلى مواقع الحوادث.
• هل لديكم القدرة على التعامل مع حادث سقوط طائرة او احتراق وغرق سفينة نقل عملاقة؟
- الامكانات موجودة في الافراد والمعدات ولكن توزيعها على جهات عديدة يؤدي إلى افتقار للتنسيق وسرعة التنسيق وسرعة الاتصال بينها بحيث سيكون هناك قصور في التعامل مع هذه الحوادث وستضيع مسؤولية التقصير لعدم وجود جهاز انقاذ بحري يرتب هذه العملية.
• هل هناك ضوابط على تأجير «الجت سكي» وسفن النزهة؟
- هذه من مهام ادارة النقل في وزارة المواصلات، وللاسف فهي غير جادة في مراقبة تأجير «الجت سكي» و«السفن الصغيرة، سواء للصيد او التنزه، حتى ان بعضها يفتقد لابسط شروط الامن والسلامة ولعل حادث انقاذ 19 فردا العام الماضي حاضرة في ذهني حيث كان اكبرهم سنا في الستين من العمر واصغرهم عمره سنة ونصف السنة، استأجروا سفينة صغيرة من الشاطئ لا يوجد بها حتى سترة نجاة، وطبعت بهم قرب «كبر» لولا العناية الالهية وسرعة تدخل رجالنا لكانوا في خبر كان وانا اناشد المسؤولين في وزارة المواصلات خصوصا ونحن نقترب من اجازة الصيف ان يهتموا بعملهم ويراقبوا اماكن التأجير ومخالفة كل من لا يلتزم لان ارواح الناس وممتلكاتهم امانة في اعناقنا جميعاً.
• وماذا عن أحواض السباحة في المزارع والشاليهات؟
- هذه مشكلة اخرى نعاني منها خصوصا عدم وجود حمام السباحة في مكان مغلق باحكام، سواء في الشاليه او المزرعة او المجمعات، حيث تعرض الكثير من الاطفال للغرق لعدم وجود ما يمنعهم من السباحة او ان يتواجد معهم، وعدم وجود شروط الأمن والسلامة كالطفاحة مثلا، ولذا ارجو من الاهالي واصحاب المجمعات الاهتمام بذلك.
• رسالتك لمن توجهها؟
- بما ان عمليات البحث والانقاذ البحري لنجدة المنكوبين في البحر ومد يد المساعدة لهم من المهام والواجبات الرئيسية، خصوصا الدول التي تقع على البحار وتنشط بها حركة النقل البحري، وبما ان الكويت لديها سواحل تمتد على مسافة (660) كيلو مترا وتنشط بها حركة النقل البحري من ناقلات للنفط إلى سفن تجارية وركاب بجميع انواعها وازدياد اعداد الموانئ والمراسي البحرية التي قاربت (3300) مرسى، موزعة على النوادي البحرية على امتداد الشواطئ الكويتية، وما تحتويها من يخوت وزوارق نزهة فانني اوجه رسالة إلى المسؤولين بضرورة انشاء مركز للبحث والانقاذ البحري قادر على التعامل مع الكوارث البحرية بجميع أنواعها، سواء في المياه الاقليمية او غيرها وتنفيذا للاتفاقيات الدولية الخاصة بسلامة الارواح بالبحار.
والشكر موصول لجريدة «الراي» مع تسليطها الضوء على انجازات الاطفاء وتوجيه الجمهور إلى اهمية اخذ الحيطة والحذر في التعامل مع البحر سواء كعاملين او مرتادين.
شكر خاص
تتقدم «الراي» بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري المقدم عبدالمحسن الحيدر والنقيب محمد بودستور، وقائد زورق «منجد» النقيب محمد البغلي وطاقم الزورق المهندس عبدالعزيز المنصوري والعريف بدر جمال والعريف علي العباد والنوخذة في طراد انقاذ (3) فيصل ابوالبنات ووكيل عريف عبدالرحمن نصيب على ما قاموا به من جهود في الجولة التي قمنا بها في المياه الاقليمية والعرض الخاص للآليات في طرق الانقاذ والاطفاء والتي استمرت لاكثر من ساعتين... كفو يا رجال.
مقتطفات
- بدأت الجولة البحرية في تمام الساعة 11 صباحا وانتهت بعد 12 ظهرا.
- كانت الجولة على متن الزورق «المنجد» وهو من ابرز الزوارق الموجودة وامكانيته عالية في الاطفاء والانقاذ.
- تم اجراء تمرين وهمي بسيط للوقوف على الاستعدادات والامكانات التي يتمتع بها افراد مركز الاطفاء البحري.
رافق «الراي» بالاضافة إلى طاقم الزورق كل من العقيد خالد المكراد مدير منطقة الاطفاء البحري والمقدم عبدالمحسن الحيدر رئيس مركز السالمية والشويخ للانقاذ البحري.