«المذنب» في الخميس الأسود: التداولات الإلكترونية غير القابلة للمراقبة
دقيقتان هزتا أسواق نيويورك


|إعداد حسين ابراهيم|
يركز المتداولون في تحليلهم لانزلاق اسواق المال الاميركية، على التداول الالكتروني السريع وانظمة التداول المعقدة، كسبب رئيسي لما حصل يوم الخميس الماضي، حيث بدا ان السقوط الحر الذي شهدته تلك الاسواق بدأ بأمر بيع لسهم واحد.
وجاء امر البيع، وهو كبير الحجم، لاسهم من شركة «بروكتر اند غامبل» بعيد الساعة 2.40 بعد الظهر بتوقيت نيويورك، اي قبل ساعتين وعشرين دقيقة من الاغلاق، حيث كانت اسواق المال الاميركية تعاني بالفعل خسائر بسبب المخاوف بشأن ديون اليونان. بعد دقائق من ادخال هذا الامر، انزلق مؤشر داو جونز الصناعي ليخسر الف نقطة قبل ان يعوض الجزء الاكبر منها بسرعة.
وقد ارسل الامر الى سوق نيويورك للاوراق المالية، حيث سبب توقفا في تسجيل الاوامر. وفجأة هوت اسهم «بروكتر اند غامبل» وهي من اكثر اسهم السوق استقرارا، بنسبة 35 في المئة.
ولم يتضح بالضبط كيف اثّر تداول سهم الشركة على الاوراق المالية الاخرى. ولكن انهيار هذا السهم الثقيل ساعد في دفع مؤشر داو جونز نزولا. ويعتقد متداولون ان التراجع السريع لسهم الشركة تم التقاطه بفضل نماذج الكمبيوتر العاملة في السوق، ما اطلق سلسلة من اوامر البيع لاسهم اخرى.
وطرح هذا الانهيار السريع سؤالا عن حدود فاعلية ما يسمى بالـ «circuit breakers» وهي انظمة تسمح بوقف التداولات في كل السوق في الظروف الاستثنائية، كما اظهر نقاط ضعف التغييرات في خصائص التداولات التي شهدتها الاسواق الحديثة، حيث تتم التداولات بسرعة كبيرة بين اجهزة الكمبيوتر، وليس بشكل مباشر بين وسطاء من البشر.
ويقول متداولون ان الموجة البيعية اظهرت في الحد الادنى ان الاشراف التنظيمي على التداول لم يواكب تطور طبيعة التداول نفسه.
وقال رئيس التداول الالكتروني في بنك «كريدي سويس» دان ماثيسون «ليس هناك آلية في النظام الحالي لمنع خطأ من تحطيم سهم. هناك ضرورة لكي يتفحص المنظمون سبل تقييد استخدام اوامر الاسواق، او اضافة نوع من الـ circuit breakers».
وعلى مدى العامين الماضيين، انتقلت التداولات من يد شبكة شفافة نسبيا من «صناع السوق» البشر تنفذ اوامر البيع والشراء، الى نظام يسيره الكمبيوتر بالكامل تقريبا، وهو نظام مجزأ بين عشرات اللاعبين. وليس لدى سلطات التنظيم القدرة على مراقبة العديد من هؤلاء اللاعبين بصورة مباشرة.
وقال وليام اوبرين الرئيس التنفيذي لشركة «دايركت ايدج» للتداول الالكتروني ان «تداولات الخميس اظهرت اوجه الخلل في النظام الحالي. علينا ان نتعلم من ذلك».
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اعلن اول من امس ان السلطات التنظيمية «تقيّم ما حصل عن كثب وهمّها حماية المستثمرين ومنع حصول ذلك من جديد». وسوف تعقد لجنة فرعية في مجلس النواب الاميركي جلسة استماع الثلاثاء للتحقيق في ما حصل.
وفي بيان مشترك، قالت لجنة الاسواق المالية الاميركية ولجنة تداول السلع بالاجل ان «نشاط التداول غير العادي الخميس شمل تقلبات شديدة على عدد من الاوراق المالية الفردية. وهذا لا يتناسب مع الاداء الفعال لاسواقنا المالية وسنقوم بأي تغييرات بنيوية او تغييرات اخرى ضرورية».
واظهرت تسجيلات اوامر التداول ومقابلات مع المتداولين صورة توضح ما حصل وكيف اخرجت عملية بيع روتينية، وان كبيرة، السوق من دائرة السيطرة.
وخلال فترة طويلة من يوم التداول الخميس، كانت الاسواق متراجعة بسبب مشكلات الديون الاوروبية واضطرابات اليونان. وبعيد الثانية بتوقيت نيويورك، لاحظ المتداولون على منصة التداول في سوق نيويورك تحركات عنيفة في اسواق العملات، بينما كان الذهب يصعد باستمرار. وتراجعت الاسهم بصورة اضافية.
نحو الساعة 2.40 بتوقيت نيويورك عندما كان مؤشر داو جونز متراجعا بنحو 500 نقطة، اوقفت شركة «تريدبوت سيستمز انك»، وهي شركة كبرى للتداولات فائقة السرعة، التداول للحد من خسائرها. كما انسحبت شركات اخرى للتداولات السريعة. وهذه المؤسسات تبيع وتشتري عندما يكون مستثمرون اخرون بحاجة الى التداول. لذلك فان انسحابها قد يكون مهد لانهيار السوق.
في الوقت نفسه تقريبا، ضرب امر البيع الكبير لاسهم «بروكتر اند غامبل» منصة التداول في سوق نيويورك. ولم يتضح من اين جاء امر البيع ولا حجمه بشكل دقيق. ولكنه كان يفوق بكثير اوامر الشراء المتاحة.
ولأن امر البيع هذا جاء في وسط موجة بيعية، فانه اطلق عمل نظام في سوق نيويورك للاوراق المالية مهمته ابطاء التداولات اذا كانت هناك تغيرات كبيرة في سعر او حجم تداول احد الاسهم. واوقف النظام التداولات الالكترونية على بعض الاسهم، متحولا الى نمط التداول البشري البطيء.
ومن المفترض ان يسمح هذا النظام لصناع سوق محددين - وهم اشخاص يعملون على المنصة- بالمساعدة في جلب الاوامر الى السوق. ويطلب من هؤلاء التدخل لبيع وشراء الاسهم، عندما لا يكون هناك مستثمرون راغبون في القيام بالتداولات.
وبدأت عملية الهبوط السريع في الساعة 2.45.52 بعد الظهر واستمرت نحو دقيقتين، وهي مدة تعتبر طويلة في التداولات نظرا لانه يتم تداول ملايين الاسهم في الثانية الواحدة- وخلال 80 ثانية لم تسجل بورصة نيويورك تداول اي سهم من اسهم «بروكتر اند غامبل» على الشاشة الكبيرة.
واستمر تدفق اوامر البيع على سوق نيويورك للاوراق المالية. وحين لم يكن بالامكان تلبية هذا الطلبات، تسربت الى اماكن تداولات الكترونية اخرى. وادى ذلك الى موجة كبيرة من اوامر البيع وخلق فارقا في الاسعار بين الاسهم في سوق نيويورك للاوراق المالية واسواق اخرى. ولم يكن هناك مشترون للعديد من الاسهم، ما جعلها تستمر في الهبوط حتى عقد صفقة عليها، وفي بعض الحالات نزل بعض الاسهم الى سعر سنت واحد.
وخلال هذا الوقت، تراجع سهم «بروكتر اند غامبل» 35 في المئة، ثم بدأ يسترد قيمته. وفي الساعة 2.47.42، سجلت بورصة نيويورك تداولات على السهم عند سعر 56.27 دولار، وهو اقل بقليل من سعره قبل وقف التداولات الالكترونية.
وفي الوقت نفسه، كان السوق يتراجع باكثر من 100 نقطة في الدقيقة الواحدة.
وقال دورين موغافيرو رئيس احدى شركات التداول على المنصة «كنا هنا ولم نعلم بما كان يحصل. اعتقدنا ان شيئا مرعبا قد حصل».
واعتبر بعض المتداولين ان المسؤول عن الانهيار السريع قد يكون نوعا من التداول يسمى «امر التمشيط بين الاسواق» وهو يرسل التداول تلقائيا الى حيث الاسعار الافضل. ويمكن لهذا النوع من الاوامر ان يبقى قائما حتى تتم تلبيته، حتى لو ادى ذلك الى نزول السعر الى ما يقرب من صفر. وتشكل التداولات بهذا النوع من الاوامر نحو نصف مجمل التداولات.
وكان عدد كبير من الاسهم التي انهارت بشكل دراماتيكي الخميس يتم تداولها وفقا لهذا النوع من الاوامر، حيث لم يكن هناك مشترون كما يبدو.
ونزلت اسهم شركة الاستشارات «اكسنتشور بي ال سي» من 41 دولار في الساعة 2.30 بعد الظهر الى 32.62 دولار عندما اخذت تداولاتها طريقها عبر سوق «اركا» في نيويورك. وبعد ثوان قليلة من ذلك اخذ امر من نوع «امر التمشيط بين الاسواق» على السهم طريقه الى «ناسداك» فظل ينزل الى سعر 5.54 دولار حتى وجد مشتريا، ثم مر امر اخر من النوع نفسه عبر «ناسداك» بسعر 3.04 دولار. ثم تم تداول السهم باقل بكثير «penny» اي قرش او سنت عند الساعة 2.47.53 بعد الظهر.
وتعرض سوق نيويورك للاوراق المالية لانتقادات من اسواق منافسة بسبب قيامه بابطاء التداول الخميس. وقال رؤساء هذه الاسواق ان الخطوة ادت الى تفاقم تدهور الاسعار في هذه الاسواق، حيث ساهم الابطاء في الحركة على اسهم الشركات التي شهدت اسعارها تحركات كبيرة في خفض السيولة، ما ادى الى تفاقم التقلب في اسواق اخرى.
وانتقد الرئيس التنفيذي لـ «ناسداك» روبرت غريفيلد مسؤولي سوق نيويورك بسبب ابطاء التداول ما ادى الى التراجعات في الاسواق الاخرى بسبب انظمة انتقال الاسهم من مكان تداول الى اخر بصورة الية.
الا ان الرئيس التنفيذي لسوق نيويورك للاوراق المالية يورونكست دنكان نيدروير دافع عن سياسة السوق قائلا «تقديري ان المنظمين سيلقون نظرة على ما حصل ويقولون انها فقط 30 او 60 ثانية ولم يهرب احد. كل ما فعلناه اننا خفضنا سرعة سيارة السابق عندما وجدنا الامر خطرا».
(عن «وول ستريت جورنال» و«فايننشال تايمز»)
يركز المتداولون في تحليلهم لانزلاق اسواق المال الاميركية، على التداول الالكتروني السريع وانظمة التداول المعقدة، كسبب رئيسي لما حصل يوم الخميس الماضي، حيث بدا ان السقوط الحر الذي شهدته تلك الاسواق بدأ بأمر بيع لسهم واحد.
وجاء امر البيع، وهو كبير الحجم، لاسهم من شركة «بروكتر اند غامبل» بعيد الساعة 2.40 بعد الظهر بتوقيت نيويورك، اي قبل ساعتين وعشرين دقيقة من الاغلاق، حيث كانت اسواق المال الاميركية تعاني بالفعل خسائر بسبب المخاوف بشأن ديون اليونان. بعد دقائق من ادخال هذا الامر، انزلق مؤشر داو جونز الصناعي ليخسر الف نقطة قبل ان يعوض الجزء الاكبر منها بسرعة.
وقد ارسل الامر الى سوق نيويورك للاوراق المالية، حيث سبب توقفا في تسجيل الاوامر. وفجأة هوت اسهم «بروكتر اند غامبل» وهي من اكثر اسهم السوق استقرارا، بنسبة 35 في المئة.
ولم يتضح بالضبط كيف اثّر تداول سهم الشركة على الاوراق المالية الاخرى. ولكن انهيار هذا السهم الثقيل ساعد في دفع مؤشر داو جونز نزولا. ويعتقد متداولون ان التراجع السريع لسهم الشركة تم التقاطه بفضل نماذج الكمبيوتر العاملة في السوق، ما اطلق سلسلة من اوامر البيع لاسهم اخرى.
وطرح هذا الانهيار السريع سؤالا عن حدود فاعلية ما يسمى بالـ «circuit breakers» وهي انظمة تسمح بوقف التداولات في كل السوق في الظروف الاستثنائية، كما اظهر نقاط ضعف التغييرات في خصائص التداولات التي شهدتها الاسواق الحديثة، حيث تتم التداولات بسرعة كبيرة بين اجهزة الكمبيوتر، وليس بشكل مباشر بين وسطاء من البشر.
ويقول متداولون ان الموجة البيعية اظهرت في الحد الادنى ان الاشراف التنظيمي على التداول لم يواكب تطور طبيعة التداول نفسه.
وقال رئيس التداول الالكتروني في بنك «كريدي سويس» دان ماثيسون «ليس هناك آلية في النظام الحالي لمنع خطأ من تحطيم سهم. هناك ضرورة لكي يتفحص المنظمون سبل تقييد استخدام اوامر الاسواق، او اضافة نوع من الـ circuit breakers».
وعلى مدى العامين الماضيين، انتقلت التداولات من يد شبكة شفافة نسبيا من «صناع السوق» البشر تنفذ اوامر البيع والشراء، الى نظام يسيره الكمبيوتر بالكامل تقريبا، وهو نظام مجزأ بين عشرات اللاعبين. وليس لدى سلطات التنظيم القدرة على مراقبة العديد من هؤلاء اللاعبين بصورة مباشرة.
وقال وليام اوبرين الرئيس التنفيذي لشركة «دايركت ايدج» للتداول الالكتروني ان «تداولات الخميس اظهرت اوجه الخلل في النظام الحالي. علينا ان نتعلم من ذلك».
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اعلن اول من امس ان السلطات التنظيمية «تقيّم ما حصل عن كثب وهمّها حماية المستثمرين ومنع حصول ذلك من جديد». وسوف تعقد لجنة فرعية في مجلس النواب الاميركي جلسة استماع الثلاثاء للتحقيق في ما حصل.
وفي بيان مشترك، قالت لجنة الاسواق المالية الاميركية ولجنة تداول السلع بالاجل ان «نشاط التداول غير العادي الخميس شمل تقلبات شديدة على عدد من الاوراق المالية الفردية. وهذا لا يتناسب مع الاداء الفعال لاسواقنا المالية وسنقوم بأي تغييرات بنيوية او تغييرات اخرى ضرورية».
واظهرت تسجيلات اوامر التداول ومقابلات مع المتداولين صورة توضح ما حصل وكيف اخرجت عملية بيع روتينية، وان كبيرة، السوق من دائرة السيطرة.
وخلال فترة طويلة من يوم التداول الخميس، كانت الاسواق متراجعة بسبب مشكلات الديون الاوروبية واضطرابات اليونان. وبعيد الثانية بتوقيت نيويورك، لاحظ المتداولون على منصة التداول في سوق نيويورك تحركات عنيفة في اسواق العملات، بينما كان الذهب يصعد باستمرار. وتراجعت الاسهم بصورة اضافية.
نحو الساعة 2.40 بتوقيت نيويورك عندما كان مؤشر داو جونز متراجعا بنحو 500 نقطة، اوقفت شركة «تريدبوت سيستمز انك»، وهي شركة كبرى للتداولات فائقة السرعة، التداول للحد من خسائرها. كما انسحبت شركات اخرى للتداولات السريعة. وهذه المؤسسات تبيع وتشتري عندما يكون مستثمرون اخرون بحاجة الى التداول. لذلك فان انسحابها قد يكون مهد لانهيار السوق.
في الوقت نفسه تقريبا، ضرب امر البيع الكبير لاسهم «بروكتر اند غامبل» منصة التداول في سوق نيويورك. ولم يتضح من اين جاء امر البيع ولا حجمه بشكل دقيق. ولكنه كان يفوق بكثير اوامر الشراء المتاحة.
ولأن امر البيع هذا جاء في وسط موجة بيعية، فانه اطلق عمل نظام في سوق نيويورك للاوراق المالية مهمته ابطاء التداولات اذا كانت هناك تغيرات كبيرة في سعر او حجم تداول احد الاسهم. واوقف النظام التداولات الالكترونية على بعض الاسهم، متحولا الى نمط التداول البشري البطيء.
ومن المفترض ان يسمح هذا النظام لصناع سوق محددين - وهم اشخاص يعملون على المنصة- بالمساعدة في جلب الاوامر الى السوق. ويطلب من هؤلاء التدخل لبيع وشراء الاسهم، عندما لا يكون هناك مستثمرون راغبون في القيام بالتداولات.
وبدأت عملية الهبوط السريع في الساعة 2.45.52 بعد الظهر واستمرت نحو دقيقتين، وهي مدة تعتبر طويلة في التداولات نظرا لانه يتم تداول ملايين الاسهم في الثانية الواحدة- وخلال 80 ثانية لم تسجل بورصة نيويورك تداول اي سهم من اسهم «بروكتر اند غامبل» على الشاشة الكبيرة.
واستمر تدفق اوامر البيع على سوق نيويورك للاوراق المالية. وحين لم يكن بالامكان تلبية هذا الطلبات، تسربت الى اماكن تداولات الكترونية اخرى. وادى ذلك الى موجة كبيرة من اوامر البيع وخلق فارقا في الاسعار بين الاسهم في سوق نيويورك للاوراق المالية واسواق اخرى. ولم يكن هناك مشترون للعديد من الاسهم، ما جعلها تستمر في الهبوط حتى عقد صفقة عليها، وفي بعض الحالات نزل بعض الاسهم الى سعر سنت واحد.
وخلال هذا الوقت، تراجع سهم «بروكتر اند غامبل» 35 في المئة، ثم بدأ يسترد قيمته. وفي الساعة 2.47.42، سجلت بورصة نيويورك تداولات على السهم عند سعر 56.27 دولار، وهو اقل بقليل من سعره قبل وقف التداولات الالكترونية.
وفي الوقت نفسه، كان السوق يتراجع باكثر من 100 نقطة في الدقيقة الواحدة.
وقال دورين موغافيرو رئيس احدى شركات التداول على المنصة «كنا هنا ولم نعلم بما كان يحصل. اعتقدنا ان شيئا مرعبا قد حصل».
واعتبر بعض المتداولين ان المسؤول عن الانهيار السريع قد يكون نوعا من التداول يسمى «امر التمشيط بين الاسواق» وهو يرسل التداول تلقائيا الى حيث الاسعار الافضل. ويمكن لهذا النوع من الاوامر ان يبقى قائما حتى تتم تلبيته، حتى لو ادى ذلك الى نزول السعر الى ما يقرب من صفر. وتشكل التداولات بهذا النوع من الاوامر نحو نصف مجمل التداولات.
وكان عدد كبير من الاسهم التي انهارت بشكل دراماتيكي الخميس يتم تداولها وفقا لهذا النوع من الاوامر، حيث لم يكن هناك مشترون كما يبدو.
ونزلت اسهم شركة الاستشارات «اكسنتشور بي ال سي» من 41 دولار في الساعة 2.30 بعد الظهر الى 32.62 دولار عندما اخذت تداولاتها طريقها عبر سوق «اركا» في نيويورك. وبعد ثوان قليلة من ذلك اخذ امر من نوع «امر التمشيط بين الاسواق» على السهم طريقه الى «ناسداك» فظل ينزل الى سعر 5.54 دولار حتى وجد مشتريا، ثم مر امر اخر من النوع نفسه عبر «ناسداك» بسعر 3.04 دولار. ثم تم تداول السهم باقل بكثير «penny» اي قرش او سنت عند الساعة 2.47.53 بعد الظهر.
وتعرض سوق نيويورك للاوراق المالية لانتقادات من اسواق منافسة بسبب قيامه بابطاء التداول الخميس. وقال رؤساء هذه الاسواق ان الخطوة ادت الى تفاقم تدهور الاسعار في هذه الاسواق، حيث ساهم الابطاء في الحركة على اسهم الشركات التي شهدت اسعارها تحركات كبيرة في خفض السيولة، ما ادى الى تفاقم التقلب في اسواق اخرى.
وانتقد الرئيس التنفيذي لـ «ناسداك» روبرت غريفيلد مسؤولي سوق نيويورك بسبب ابطاء التداول ما ادى الى التراجعات في الاسواق الاخرى بسبب انظمة انتقال الاسهم من مكان تداول الى اخر بصورة الية.
الا ان الرئيس التنفيذي لسوق نيويورك للاوراق المالية يورونكست دنكان نيدروير دافع عن سياسة السوق قائلا «تقديري ان المنظمين سيلقون نظرة على ما حصل ويقولون انها فقط 30 او 60 ثانية ولم يهرب احد. كل ما فعلناه اننا خفضنا سرعة سيارة السابق عندما وجدنا الامر خطرا».
(عن «وول ستريت جورنال» و«فايننشال تايمز»)