الأصول تقول ان العمل، أي عمل، يجب أن يكون مدروساً بعناية إذا كان متصلاً في مستقبل جيل، ونعني هنا الأعمال التي تطلق على شكل مبادرات من قبل القائمين على حقل التربية والتعليم، الذي تحول إلى تجريب في الآونة الأخيرة! والنائب سالم نملان وجه سؤالاً لوزيرة التربية حول حضور «رجل» لاحتفال في مدرسة بمحافظة الأحمدي التعليمية، ونعلم أن النائب حينما يفقد التواصل مع أبناء دائرته حول الأمور المصيرية فإنه لا شك سيفقد وفق المنطق أصواتهم في الانتخابات المقبلة، وبالتالي يخرج بمسمى «نائب سابق» بجدارة... والتاريخ خير شاهد، والتغيير هنا قد لا يحقق غاياته أحياناً ولكنها ثقافة الاختيار هي المانع والأمل في الجيل الجديد المتحمس إلى نواب برؤى، نواب لا يغلقون هواتفهم، ويتواصلون مع قواعدهم من دون تحيز لمجموعة معينة، والعيار اللي ما يصيب يدوش... وعسى يفهمون!
وقد أخذنا النائب سالم نملان هنا مثالاً من باب السؤال الذي وجهه لوزيرة التربية والتعليم العالي مدخلاً لنخبره وبقية النواب المحترمين عن مسائل تخص وزارة التربية، فالحفل الذي تحدث عنه النائب ليس الوحيد، فهناك مدرسة «قاروه» التي أقامت حفلاً مشابهاً للذي سأل عنه، والأمر الأكثر خطورة هو ما تنوي المدرسة ذاتها، «قاروه المتوسطة للبنات» من تجربة «إطالة الدوام المدرسي حتى الثالثة عصرا» فقط في هذه المدرسة... يعني جهز غداء للأولاد عند الثانية، وغداء آخر عند الرابعة وتعال «درس الأولاد بعدها... هذا إذا كان فيهم حيل»... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
لم تكتف وزارة التربية بتجارب فاشلة كـ «المقررات»، و«تأنيث المرحلة الابتدائية»، و«كاميرات المراقبة»، و«الوجبات المدرسية غير الصحية»، و«كارثة منهجي العلوم والرياضيات التعجيزية» واختتمها المسؤولون في تهديد طلبة «أم الهيمان» في عدم إعادة الدروس... أي دروس واللي يرحم والديكم إذا كانت نسبة الغياب 100في المئة، فمن كنتم تدرسون؟!
والآن تريد الوزارة تجريب «إطالة الدوام الدراسي» في مدرسة «قاروه المتوسطة للبنات» فقط... هو إحنا ناقصين غربلة! نحن نتحدث عن تعليم وتربية، تعليم الطلاب والطالبات علماً يستفاد منه لا أن تعتمد مناهج في غاية الصعوبة نحن الكبار من حملة الشهادات العليا لم نستطع الإجابة عن بعض أسئلتها، خصوصا مادة العلوم... إنهم فلذات أكبادنا فالطالبة والطالب في حاجة إلى عناية فائقة، والمعلم والمعلمة كذلك في حاجة إلى رعاية وتشجيع، ولكن كيف يتم بلوغ هذه الغايات السامية في ظل ما تشهده الوزارة من تقلبات حتى في التعامل والتنقلات و... تعال رقع بين واسطة تعيد المنقول إلى مكانه، ومدرس خصوصي يشرح ما عجزت عنه بعض كوادر وزارة التربية أكرر بعض كوادر وزارة التربية... فلو خليت خربت!
أنا كولي أمر لم يتصلوا بي سوى عن طريق وريقات للتوقيع إما لرحلة رسومها كذا، أو رسوم لحفل تخرج، أو شكوى من غياب في ظروف قاهرة، هم لا يعلموا بها لأنها ببساطة لا يعلموا أن السبب في ذلك يعود لعدم اهتمامهم بجانب الاتصال بين المعلم/المعلمة والأسرة وبالتالي نحن نكرس جهدنا لتعليمهم ما فقدوا، وهم حتى الشكر لا نجده منهم سوى أسلوب متعنت عند التعامل مع بعضهم وقد ذكرنا كيف كانت مديرة مدرسة مع بعض أولياء الأمور وتطرقنا لحوادث حصلت في مقالات سابقة... وإنا لله وإنا إليه راجعون! إن الطلبة ليسوا حقل تجارب أولاً، ثم أن نتوقع منهم ثانياً أن يحددوا مصير مستقبلهم العالي بعد التخرج من الثانوية فأشك في سلامته... ومراحل الدراسة في وزارة التربية الابتدائية والمتوسطة والثانوية مرتبطة مع بعضها البعض، والإخلال في إحداها يسبب خللا في مخرجات التعليم...
مما تقدم، نطالب السادة النواب الوقوف ضد بعض الممارسات، ونناشد العقلاء في وزارة التربية في إيصال كلمتهم لعل وعسى أن نوقف بعض الرؤى النابعة من اجتهادات فردية فشلت وستفشل لأنها لا تراعي الوضع الفعلي ومتطلباته... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com