«ما يحدث في الغرف المغلقة مغاير لما نسمعه في الإعلام»

دمشق تعتبر أن واشنطن «فقدت مصداقيتها» وتتهمها في شكل غير مباشر بأنها «تمارس الكذب»

تصغير
تكبير
| دمشق - من جانبلات شكاي - القاهرة - «الراي» |

وجهت سورية انتقادات شديدة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، واعتبرت في شكل غير مباشر بأنها «تمارس الكذب»، و«فقدت مصداقيتها» لأنها لم تفِ بوعودها، وما تقوله في «الغرف المغلقة شيء مغاير تماماً لما يسمع في أجهزة الإعلام».

وقلل نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، من أهمية القرار الأميركي بتجديد العقوبات على سورية، واعتبر في مداخلة له خلال حضوره لقاء بين رجال أعمال موريتانيين وسوريين أول أمس في دمشق، أن ما أصدرته الإدارة من قرارات بتجديد العقوبات على سورية «ليس مفاجئاً للشعب السوري» وأضاف ان «أميركا ليست كل شيء وان السياسة الأميركية فقدت مصداقيتها، لأن عالم اليوم عالم يشهد التوجه نحو زيادة الأقطاب، عالم متحول بسرعة وسيشهد هذه التحولات على المدى المتوسط».

وتعتبر المواقف التي أطلقها المقداد، أول تعليق ورد سوري على إعلان أوباما في رسالة إلى الكونغرس، الثلاثاء، تمديد العقوبات التي فرضها سلفه جورج بوش عام 2004 لسنة واحدة، متهما دمشق بدعم منظمات «إرهابية» والسعي إلى امتلاك صواريخ وأسلحة دمار شامل، معتبرا أن سورية لا تزال تشكل «تهديداً غير مألوف واستثنائياً» لـ «الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة».

وتمديد العقوبات الذي كان يتم في شكل روتيني، تزامن هذه المرة مع ارتفاع في حدة التوتر بالمنطقة مع تهديدات إسرائيلية لكل من سورية ولبنان على خلفية ادعاءات بتهريب صواريخ «سكود» إلى «حزب الله».

وبدا من رسالة الرئيس الأميركي إلى الكونغرس، انه تم إغلاق الملف العراقي الشائك بين واشنطن ودمشق، حيث أشار أوباما إلى أن الحكومة السورية أحرزت «تقدما» لوقف تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق، من دون أن يوجه أي انتقاد، على خلاف المرات السابقة.

وفي رده على واشنطن، ارجع المقداد أسباب تمديد العقوبات إلى ضغوط مورست على إدارة أوباما، وقال إن الإدارة الأميركية «عاجزة أن تحقق ما وعدت به نتيجة للتداخلات المعروفة على الساحة الأميركية وحتى على الإدارة».

وقلل من أهمية العقوبات، ولفت إلى تراجع وتيرة التفاعل الأوروبي مع الاتهامات الأميركية، مشيراً إلى أنه «عندما كانت إدارة بوش تقول إن سورية لها نيات عدوانية ويجب عزلها كان هناك الكثير من الدول الأوروبية يتجاوب معها، إلا أننا نلاحظ اليوم أن مثل هذا التجاوب ليس موجوداً إلا في بعض الإدارات المتعصبة، بما يعني أن سياسة تعدد الأقطاب التي نطالب بها، تسير وتحقق إنجازات».

واعتبر أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ماضية «في نهج الصمود والتصدي وعدم التنازل عن حقوقها في مختلف المجالات»، مشدداً على أنه «ورغم المعاناة التي تعرضنا لها إلا أن الأبواب مشرعة، وإذا نظرنا إلى المستوى البعيد نجد أن الإمكانات هائلة ولا يمكن لهذه السياسات التي أثبتت فشلها أن تستمر».

وأضاف: «أنا لا أزرع التفاؤل الحذر بل التفاؤل الحقيقي، لأن ما يسمع في العلن من قبل الأميركيين مبالغ فيه وأن ما يجمع بيننا في الغرف المغلقة شيء مغاير تماماً لما يسمع في أجهزة الإعلام، فهم يحاولون إخفاءه لأنهم هم من يحاولون الاتصال بنا لنصل إلى سياسة ترضيهم، وهو الأمر الذي لا يمكن لهم الحصول عليه».

كما حملت صحيفة «البعث» (ا ف ب)، على تمديد العقوبات، معتبرة انه «كان حريا بالادارة الديموقراطية توسيع مظلة الحوار مع سورية صاحبة الدور الذي لا يمكن القفز عليه باعتراف الاميركيين انفسهم».

وكتبت ان «ما ساقه الرئيس اوباما في حيثيات رسالته للكونغرس تبريرا لتمديد العقوبات يكرر اتهامات جوفاء رددها شمعون بيريس وبنيامين نتنياهو مرات عدة خلال الايام الماضية حتى تكاد تكون رسالة اوباما رجع صدى لتلك الاصوات الاسرائيلية». واكدت ان «الادارة الاميركية اخطأت مجددا برسالتها الى سورية ويبدو ان انحيازها الاعمى لاسرائيل يعميها حتى عن رؤية مصالحها احيانا».

وفي موضوع متصل، نددت فصائل تحالف القوى الفلسطينية ولجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني، بتصريحات أوباما تجاه قوى المقاومة منتقدة وصفها بـ «الإرهابية».

واعتبرت في بيان تلقت «الراي» نسخة منه، أن التصعيد الأميركي تجاه سورية يتجاوب، ويتناغم مع الحملات الصهيونية من أجل الضغط لتمرير المفاوضات غير المباشرة، وتهرباً من الاستحقاقات المطلوبة في المنطقة وللتغطية على ملفات أخرى.

كما اعتبرت مصادر فرنسية رسمية، القرار الأميركي جزءا من التجاذب بين إدارة أوباما والكونغرس حول التقارب مع سورية، وتحدثت، حسب ما نقلته عنها صحيفة «الوطن»، عن «بعد داخلي أميركي» في قرار تمديد العقوبات، ورأت أنه يندرج في سياق «عملية شد الحبال بين الكونغرس والإدارة في شأن الانفتاح على سورية»، وأشارت إلى الدور الذي تقوم به بعض المجموعات في الولايات المتحدة ضد أي خطوة انفتاحية نحو سورية.

وفي القاهرة، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن أسفه لتجديد الولايات المتحدة للعقوبات المفروضة على سورية، وبدا في الوقت ذاته متشائما إزاء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال أمس: «تجديد العقوبات الأميركية المفروضة على سورية شيء مؤسف»، مشيرا إلى أن سياسات العقوبات «أثبتت فشلها».

 

مدفيديف يزور سورية

الأسبوع المقبل




دمشق - يو بي أي - يقوم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، بزيارة رسمية لسورية الأسبوع المقبل تستغرق يومين، ضمن جولة تشمل تركيا أيضاً.

وذكرت «وكالة سانا للانباء»، ان مدفيديف «سيجري مباحثات مع الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين في الدولة حول العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي