أشاد بالعلاقات «الكويتية - المغربية» في مستهل زيارته إلى الدار البيضاء

محمد الصباح: لتلتزم إسرائيل بالقانون الدولي وعلى إيران طمأنة العالم بسلمية برنامجها النووي

تصغير
تكبير
كونا - أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح بمستوى العلاقات الممتازة بين الكويت والمغرب التي وصفها بانها في تحسن دائم بفضل رعاية قائدي البلدين صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والملك محمد السادس.

وأكد الشيخ محمد الذي بدأ أمس زيارة رسمية للمغرب تستمر ثلاثة أيام، بعد انتهاء زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة الاميركية والتي استمرت ثلاثة أيام أجرى خلالها سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية تركزت على بحث تعزيز العلاقات الثنائية اضافة الى القاء محاضرة بعنوان «مجلس التعاون الخليجي... فرص وتحديات «في معهد الشرق الاوسط بواشنطن، أكد أن الكويت والمغرب يواصلان باستمرار مشاوراتهما السياسية حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وينسقان مواقفهما التي تتميز بتطابق وجهات النظر.

وأوضح ان زيارته للمغرب تأتي في سياق تعميق التشاور حول المستجدات الراهنة سواء في المنطقة العربية أوعلى الصعيد الدولي، وقال: ان «خطة السلام في الشرق الأوسط والملف النووي في منطقة الخليج ومجلس التعاون الخليجي ستكون من ابرز الملفات التي سيبحثها في المغرب».

وأضاف الشيخ محمد انه سيلتقي خلال زيارته الحالية للمغرب مع العاهل المغربي الملك محمد السادس كما سيبحث في الرباط مع المسؤولين المغاربة سبل تعزيز العلاقات الثنائية على ضوء اجتماع اللجنة الكويتية - المغربية المشتركة التي ستحتضنها الكويت في الأسابيع المقبلة وتأكيد دعم الكويت للتنمية في المغرب.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني شدد الشيخ محمد على ضرورة التزام الجميع بمن فيهم اسرائيل التزاما تاما ومطلقا بالقانون الدولي في شأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية، داعيا ايران الى ان تطمئن العالم جميعا على سلمية برامجها النووية.

وكان الشيخ محمد وصل الى مطار الرباط سلا في مستهل زيارة رسمية للمغرب تستمر ثلاثة أيام حيث كان في استقباله وزير الدولة المغربي امحند العنصر، ووكيل وزارة الخارجية المغربية يوسف العمراني، وسفير الكويت لدى المغرب محمد صالح الذويخ وأعضاء البعثة الديبلوماسية الكويتية في الرباط وعدد من كبار الشخصيات المدنية والعسكرية.

وفي نيويورك كان الشيخ محمد قد عقد اجتماعا مع السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون لمناقشة قضية العراق والملف النووي الايراني والمحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ودعم الكويت لجهود الامم المتحدة للاغاثة في جميع أنحاء العالم، واجتمع بشكل منفصل مع وزير خارجية استراليا ستيفن سميث ووزيرالخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ووزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري لبحث العلاقات الثنائية على هامش مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وأشاد الشيخ محمد خلال لقائه السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم أمن واستقرار العراق وسيادته ووحدة أراضيه.

ووصف المندوب الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي المباحثات بأنها كانت «ايجابية جدا»، وقال: ان «الشيخ محمد أعرب خلال اللقاء عن أمله في أن ينتهي العراق من اعادة فرز الاصوات ومن مرحلة الانتخابات وفي ان تتشكل الحكومة العراقية بأسرع وقت ممكن، مؤكدا دعم دولة الكويت للشعب العراقي».

وذكر السفير العتيبي أن الشيخ محمد أشار الى أن الكويت استقبلت بعد الانتخابات العديد من المسؤولين العراقيين بعد نظام صدام البائد، مؤكدا تطلع الكويت «لتشكيل الحكومة العراقية لتطوير العلاقات بين البلدين الى مستوى أفضل من المستوى الحالي»، وقال: ان «وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة في ما يتعلق بالالتزامات المتبقية على العراق والمنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن والصادرة تحت الفصل السابع من الميثاق وعلى ضرورة مواصلة العراق تعاونه في تنفيذ تلك الالتزامات»، وأضاف: أن «السكرتير العام شكر الكويت على مساهماتها ودورها في دعم العديد من أنشطة الأمم المتحدة الانمائية».

وقال: ان «الشيخ محمد أثنى من جهته على دور السكرتير العام في حشد الدعم والتأييد لإعادة اعمار هايتي كما أكد «أن الكويت تحرص على دعم جهود الأمم المتحدة وتقديم التبرعات لها في كل المناسبات».

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني أوضح السفير العتيبي أن الشيخ محمد أكد للسكرتير العام حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأبلغه أن الكويت أقامت تعاونا مع جهات أجنبية مثل فرنسا للاستفادة من الطاقة النووية في مجال تحلية المياه على سبيل المثال وغيرها من الاستخدامات السلمية.

وأضاف أن الشيخ محمد أكد خلال اللقاء أهمية مؤتمر مراجعة اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، كما أعرب عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه، وأوضح أن الشيخ محمد شدد على ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء بتلك المعاهدة، مؤكدا أن المؤتمر فرصة للدول تجدد فيها التزامها بالمعاهدة وبنودها ونصوصها.

وقال: ان «الشيخ محمد أكد دعمه لما ورد في كلمة السكرتير العام للامم المتحدة في افتتاح أعمال المؤتمر الاثنين الماضي بشأن ضرورة تنفيذ قرار الشرق الأوسط الداعي الى اعلان المنطقة خالية من الأسلحة النووية وانضمام اسرائيل «الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنضم بعد الى المعاهدة».

وأفاد السفير العتيبي بأن السكرتير العام أشاد بالتطور الأخير المتمثل في التوجه لبدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وأثنى على موقف لجنة المبادرة العربية في تأييد بدء هذه المفاوضات.

وفي سياق متصل بحث الشيخ محمد مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين وقضايا اقليمية ودولية أخرى.

وقال الشيخ محمد في تصريح لوسائل الإعلام: «تحدثنا عن مجريات مؤتمر استعراض اتفاقية منع الانتشار النووي وتبادلنا وجهات النظر بشأن الموقف العربي تجاه هذه المسألة»، وأضاف: ان «الجانبين تطرقا أيضا الى موضوع المبادرة العربية للسلام حيث ان المغرب والكويت عضوان في لجنة المتابعة ولتنسيق المواقف وتبادل المعلومات»، وأوضح ان اللقاء ناقش أيضا دور مجلس التعاون الخليجي في «دعم اخواننا في المغرب العربي ومملكة المغرب في التنمية الاقتصادية وهناك أيضا توافق في دعم التنمية الاقتصادية في المغرب العربي بشكل عام».

وعن العلاقات الكويتية - المغربية أشار الشيخ محمد الى أن اللجنة الكويتية - المغربية المشتركة ستجتمع في الكويت في الربع الأخير من هذا العام أي بعد شهر رمضان المبارك.

من جانبه أشاد الوزير الفهري بعد الاجتماع بالعلاقات الثنائية «المتميزة» التي تربط الكويت والمغرب «منذ زمن طويل ورغم البعد الجغرافي»، معربا عن تطلع بلاده لمواصلة تعزيزها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقال الفهري: ان «هناك توافقا في الرؤية وجدية في العمل الثنائي «بين الكويت والمغرب»، وأضاف: «تكلمنا في اطار الحوار المستمر بين الكويت الشقيقة والمغرب حول جدول أعمال مؤتمر استعراض اتفاقية منع الإنتشار النووي ونحن لدينا نفس الرؤية حيث أن البلدين انضما الى المعاهدة»، وأوضح ان الجانبين ناقشا موضوع جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية و« نحن نطالب بتفعيل القرار ذات الصلة الذي اعتمد في عام 1995»، وبين ان الاجتماع تباحث أيضا في الوضع في الشرق الأوسط ودعم مسيرة السلام وكيفية مساهمة البلدان العربية لتسهيل ما تقوم به الإدارة الأميركية حاليا بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة بين «الأشقاء» الفلسطينيين والطرف الإسرائيلي.

واعتبر أنه «علينا أن نستغل هذه الفرصة وهذا الاستعداد الأميركي حتى يكون الضغط مباشرا من المجتمع الدولي حول التصرفات الإسرائيلية خصوصاً القرارات والتصريحات التي نشرت بعد قمة الجامعة العربية خصوصاً المتعلقة بالقدس الشرقية وعملية الاستيطان».

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث ان بلاده تسعى الى التوصل الى اتفاقية تجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف سميث عقب اجتماعه الى الشيخ محمد: ان «النقاش تناول امكانات توصل بلاده الى اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي»، وقال: «تحدثنا حول أهمية عمل استراليا ودول الخليج معا عن كثب فاستراليا حريصة كل الحرص على السعي للتوصل مع دول مجلس التعاون الخليجي الى اتفاقية التجارة الحرة ولهذا نحن نجري المناقشات والمفاوضات حول هذه الموضوع».

وعلى الساحة السياسية قال سميث: ان «استراليا حريصة ايضا على السعي لاجراء «حوار استراتيجي» مع دول الخليج، ونوه بالمحادثات التي أجراها مع الشيخ محمد الصباح، واصفا اياها بـ «الجيدة جدا» حيث تناولت «العلاقات الثنائية الدافئة والقوية»، وأكد متانة العلاقات التي تربط استراليا والكويت والصداقة القوية التي تربطهما والتي تعود الى مساهمة استراليا في حرب تحرير الكويت في عام 1990.

رافق الشيخ محمد خلال هذه الاجتماعات سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي ومدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ أحمد ناصر المحمد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي