سموه يعود إلى البلاد اليوم بعد زيارة رسمية إلى ألمانيا وإيطاليا والفاتيكان

الأمير: سعينا لدعم أواصر التعاون وتحقيق المصالح المشتركة

تصغير
تكبير
كونا - يصل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن مساء اليوم، بعد ان قام سموه بزيارة رسمية الى كل من جمهورية المانيا الاتحادية وجمهورية ايطاليا ودولة الفاتيكان.

وبعث سموه ببرقية شكر للرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو عقب انتهاء الزيارة الرسمية التي قام بها سموه لايطاليا أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة اللتين حظي بهما سموه والوفد المرافق له والذي عكس عمق العلاقات الطيبة بين البلدين والشعبين الصديقين، وأعرب عن بالغ سعادته بهذه الزيارة التي ستسهم في دعم أواصر التعاون بين البلدين لما فيه مصلحتهما المشتركة.

كما بعث سموه ببرقية شكر مماثلة الى رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلوسكوني

وأعلن وزير التجارة والصناعة أحمد الهارون عن توقيع اتفاقيتين مع ايطاليا تتعلق أولاهما بالتعان في مجال السياحة والثانية في مجال البيئة والتنمية المستدامة.

وأكد الهارون اهتمام سمو الأمير بتعزيز التعاون الاقتصادي مع ايطاليا للاسهام في استراتيجية تنويع الاقتصاد الكويتي لأن ايطاليا تعد من الدول الرئيسية على خارطة السياحة وتتبوأ مركزا متقدما جدا في جذب السائحين، ولفت الى حركة السياحة النشطة للايطاليين سواء داخل بلدهم أو نحو الخارج، حيث تجوب أعداد ضخمة منهم دول العالم المختلفة ومن بينها دول الشرق الأوسط، متسائلا لماذا لا تكون الكويت ايضا واحدة من محطات السياحة في المنطقة خاصة وانها «تتمتع ببعض المزايا النسبية المهمة التي تسمح بتحقيق قيمة مضافة في الاقتصاد الكويتي».

وأشار الهارون الى ما تتميز به الكويت من «أسواق جيدة ومتنوعة وبمناخها المعتدل والمتعدد بوجود شواطئ جذابة بينما أصبح قطاع الفندقة والمطاعم متقدما جدا ليبلغ مصاف العالمية»، وأوضح أن الاتفاقية تسعى الى توطيد العلاقات الثنائية في القطاع السياحي من خلال تبادل الوفود والأفواج السياحية وتنشيط شركات الطيران وغيرها من المرافق التي تيسر الربط والانتقال بين الكويت وايطاليا، وقال: ان «الاتفاقية الثانية التي وقعها نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ أحمد الفهد تتعلق بالتعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة».

وحول المباحثات الثنائية التي جرت اليوم بقصر الضيافة قال الهارون: ان أبرز ما فيها «أن صاحب السمو كان حريصا كل الحرص على التأكيد أن الكويت بلد مفتوح أمام الشركات الايطالية للدخول الى السوق الكويتي بمختلف قطاعاته»، ونوه بتوجه حكومة الكويت التي بدأت بتنفيذ الخطة الخمسية للتنمية خلال السنوات الأربع المقبلة بحجم نفقات ضخم يقدر بحوالي 102 مليار دولار، موضحا أن ذلك يمثل دعوة للشركات الايطالية للمشاركة في تنفيذ العديد من مشروعات الخطة بما تمتلكه من قدرة تنافسية في سوق الكويت التي تتواجد فعلا فيه وتعمل في مجالات عديدة مثل النفط والكهرباء.

وقال: ان «الزيارة المهمة الحالية مثلت دعوة مفتوحة لكل الشركات الايطالية»، مؤكدا أن الكويت «مستعدة لمساعدة كل الشركات التي تريد الدخول الى أسواقها وأنها لسوف تحاول تذليل العقبات أمامها».

وفي الختام أوضح الهارون أن دور وزارته «هو العمل على أن تخلق من الكويت منطقة جاذبة لهذه الشركات القادرة على المساهمة في انجاز أهداف التنمية الطموحة وتنويع موارد الاقتصاد والارتقاء بخدمات الدولة».

من ناحية أخرى، أشاد عدد من ممثلي عالم الاقتصاد والأعمال الايطاليين بنتائج زيارة سمو الأمير لايطاليا والدفعة القوية التي ستنعكس على العلاقات الاقتصادية، مؤكدين الرغبة الكبيرة للمشاركة في مشروعات الخطة الخمسية وتنمية الاستثمارات المتبادلة والمشتركة.

وقال رئيس مؤسسة صندوق الودائع والقروض (كاسا ديبوزيتي اى بريستيتي) فرانكو باسانيني: ان «ايطاليا لديها فرصا ممتازة للاستثمار فهي بلد يتمتع بوضع مالي سليم بعد اتمام اصلاح مالية الدولة ولم تعد ايطاليا من هذا الجانب في الوضع السيئ الذي كانت عليه داخل أوروبا، كما أصبحت تتمتع باستقرار سياسي وحكومي لم تكن تعرفه قبل عقدين»، وأكد على الفرص الاستثمارية المغرية المتاحة أمام التعاون مع الكويت سواء داخل ايطاليا أو بالشراكة مع مؤسسات ايطالية تجاه بلدان المتوسط الأخرى.

وأوضح أن ايطاليا من هذا المنظور مستعدة لتشجيع قيام شراكات قوية مع الكويت خاصة الهيئة العامة للاستثمار التي قال ان بوسع مؤسسته أن تكون شريكا استثماريا مهماً لها.

وشدد باسانيني في هذا الصدد على متانة وضع صندوقها المالي بما لديها من سيولة تتجاوز 100 مليار يورو وبمشاركة الحكومة الايطالية تمتلك 70 في المئة من أسهمها «الأمر الذي يضمن متانة الاستثمارات التي يمكن أن تقوم بها في اطار هذه الشراكة».

وحول خطط الكويت في تنويع مصادر الدخل القومي وامكانية قيام شراكات انتاجية على أرضها تسهم أيضا في استيعاب الكوادر والقوى العاملة الكويتية، قال باسانيني: ان «لدى ايطاليا في هذا المجال أداة متخصصة هي «مصرف التصدير» وضمانات أخرى متاحة لتشجيع الشركات التي تريد العمل والاستثمار في الخارج وذلك بالاضافة للتمويل الذي تتيحه مؤسسته مما ييسر لها للانتقال والعمل في الكويت».

وأضاف باسانيني ملاحظا وجود اهتمام من المسؤولين الكويتيين «للاستثمار في مشروعات البنى التحتية الايطالية الكبيرة»، موضحا أن الامر يتعلق بانتقاء أي مجال من هذه البنى التحتية التي تعطي عوائد موثوقة ومنها على سبيل المثال مشروعات السكك الحديد فائقة السرعة ومحطات استخلاص الطاقة من النفايات أو شبكة الكهرباء أو المحطات الجديدة في عرض البحر لاسترجاع الغاز الطبيعي المسيل.

وأكد رئيس مؤسسة صندوق الودائع والقروض في هذا الصدد الى أنه أصبح من الانسب الاستثمار في هذا النوع من المشروعات التمويلية في اطار ما يعرف بنظام «المشروعات التمويلية» أي تمويل مشروعات عامة باستثمارات خاصة بما يسمح بعدم استخدام موارد مالية من ميزانية الدولة، منوها الى أنه تحدث بالخصوص مع وزير الاقتصاد الايطالي حول الالتزام بخلق الظروف المالية والضريبية والتعاملية التي تكفل موثوقية واستقرار عوائد هذا النوع من الاستثمارات، وأوضح أن ذلك يعني أن المستثمر في هذه المشروعات الضخمة يعرف أنه لن يحصل على أرباح ضخمة كالتي قد توفرها المضاربات بل سيحصل عوائد مضمونة وأكثر استقرارا على مدى الوقت، مشددا بالقول ان المستثمر الحريص والذكي يلجأ الى تنويع استثماراته جزئيا في أدوات مالية يعلم أنها تنضوي على معدل مخاطره عال ومن ناحية أخرى يوجه جانب منها في بنى تحتية مضمونة على المدى الطويل بما يسمح بتنويع حقيبة استثماراته وكذلك مأمونة من المخاطر.

وحول آثار زيارة سمو الأمير التي هدفت الى تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع ايطاليا أعلن باسانيني أنه تلقى من العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار الكويتية بدر السعد الذي شارك في الوفد المرافق لسموه دعوة للذهاب مع وفد ايطالي لعقد جلسات عمل في الكويت يتم خلالها مناقشة المشروعات الممكن قيام شراكة بين الصندوقين الكويتي والايطالي بشأنها. وقال: ان «هذا يعني اننا دخلنا بفضل الدفعة القوية التي أثمرت عنها زيارة سمو الامير المهمة لايطاليا في مرحلة عملية ملموسة تفتح الباب لفرص تعاون واسعة لصالح الجانبين».

من جانبه أكد السياسي العريق نائب وزير الخارجية السابق أوغو انتيني أهمية ملاحظة «ان سمو الأمير قام في هذه الجولة بزيارة بلدين أوروبيين هما ألمانيا وايطاليا مما يمثل لنا في ايطاليا رسالة خاصة مما يعد امرا ايجابيا للغاية يملؤنا بالاعتزاز»، وأعرب عن ثقته ان هذه الزيارة المهمة والتي لم تشهد ايطاليا في السابق التزاما على هذا المستوى العالي تعد دليلاً على حدوث نقلة نوعية كبيرة في علاقات الصداقة الراسخة نحو آفاق جديدة واعدة، وعبر عن أمله أن تؤدي هذه الاجواء المتجددة الى تواجد أكبر للشركات الايطالية في الكويت ذات الأهمية الخاصة في المنطقة وعلى الجانب الاخر أن تتجه الكويت نحو مزيد من الاستثمارات في ايطاليا التي لاحظ بشكل عام ضعف الاستثمارات الخليجية فيها مقارنة بالبلاد الأوروبية الأخرى، واكد أن الفرص للاستثمار في ايطاليا متوافرة واستدل بذلك بنجاح شركة «كويت بتروليوم ايطاليا» العاملة في ايطاليا.

وبدورها قالت نائبة رئيس اتحاد الصناعات الانشائية في أوروبا ورئيسة مجموعة توديني العالمية ماريا لويزا توديني التي شاركت في لقاء رجال الصناعة والأعمال ان سمو الامير حدثنا في كلمته عن الكثير مما كنا نعلمه بفضل اهتمامنا بفرص الاستثمار الكامنة في المنطقة في الكويت بشكل خاص والتي تشكل أهمية خاصة بالنسبة للشركات الصناعية الايطالية وعلى الأخص تلك العاملة منها في قطاع البنى التحتية والانشاءات.

وأشارت الى مجموعة شركاتها المتواجدة والتي تعمل بالفعل في المنطقة العربية في بلدان مثل الأردن والامارات العربية المتحدة تنظر باهتمام متزايد تجاه شبه الجزيرة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها الكويت التي تعد شريكا رئيسيا لايطاليا، وأوضحت أن مشروعات البنية التحتية الطموحة التي تتضمنها الخطة الخمسية في الكويت في اطار النهضة الكبيرة التي يقودها سمو الامير تمثل فرصة ممتازة للشركات الايطالية العالمية للعمل على المديين المتوسط والطويل، وأوضحت أن الشركات الكبيرة تهتم دائما بالعمل على النطاق العالمي وتحقيق تواجد متواصل بسبب الاستثمارات الكبيرة وما يتطلبه ذلك من التمهيد لتواجد كبير والتجهيزات والمعدات والقوى العاملة المتخصصة.

وأكدت توديني أن لقاء ممثلي قطاع الاعمال والصناعة والمال بسمو الامير كان مناسبة بالغة الأهمية للتعرف على الفرص المتاحة والتجاوب الكويتي لدخول الشركات الايطالية المتميزة للعمل وترسيخ أنشطتها في بلد مهم مثل الكويت، متمنية أن تتمكن مجموعتها الصناعية للتواجد سريعا في الكويت.

وكان وزير المالية مصطفى الشمالي قد أكد في تصريحات له من روما الاسبوع الجاري ان جميع مشروعات الخطة الخمسية ستطرح في مناقصات عامة، معربا عن أمله بأن تتمكن الشركات الايطالية من المشاركة فيها على قدم المساواة مع بقية الشركات من الدول الأخرى، وأوضح ان فرص ايطاليا في المساهمة بتنفيذ مشروعات التنمية في الكويت تعتمد على قدرة شركاتها التنافسية سواء على الصعيد العالمي أو المحلي حيث ستكون الفرص متساوية أمام جميع الساعين للفوز في كل أنواع المشروعات المطروحة، آملا بوجود مشاركة واسعة في تحقيق هذه المشروعات. ورحب الشمالي بالشركات الايطالية في كافة المجالات التي تريد الدخول فيها سواء منفردة أو في شراكات لانجاز الخطة الخمسية التي بلغت المخصصات الأولية لها 130 مليار دولار.



مأدبة عشاء



على شرف سموه والوفد الرسمي المرافق لسموه أقام سفير الكويت لدى الاتحاد السويسري ودولة الفاتيكان الدكتور سهيل خليل شحيبر مأدبة عشاء مساء أمس، وذلك بمناسبة زيارة سموه الرسمية الى ايطاليا والفاتيكان.



برلوسكوني... يستعد



بعث سمو الأمير برقية شكر الى رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلوسكوني عبّر فيها عن عميق شكره وتقديره على الحفاوة التي قوبل بها سموه والوفد المرافق، والتي عكست عمق العلاقات الطيبة بين البلدين.

وكان سموه قد أجرى مباحثات ثنائية مع برلوسكوني تكللت بتوقيع اتفاقيتين بين البلدين في مجالي البيئة والسياحة، ودعوة الشركات الايطالية للمساهمة في مشاريع خطة التنمية في الكويت.

والصور (د ب ا) توضح اللحظات الأخيرة لبرلوسكوني وهو يستعد لمقابلة سمو الأمير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي