مضمون قصيدتها ينتج شكلها
حوار / إيناس مخايل: أكتب ما يجيش في كياني الإيماني

إيناس مخايل


|بيروت - من اسماعيل فقيه|
تنتمي قصيدة الشاعرة ايناس مخايل الى المعنى المفتوح على الصورة، وتكتب انطلاقاً من الصورة التي تعكس وهج المعنى والفكرة. ففي غالبية قصائدها تبرز الصورة بما تشكل وتتشكل من مفارقات جمة، وليس أقلها** صورة الانسان الباحث عن حقيقة يركن اليها ليستريح من قلق يكابده.
فماذا تقول الشاعرة لـ «الراي» لمناسبة صدور جديدها «رسالة فرح»؟
• الى اين وصلت في القول الشعري بعدما قلت الكثير في كتب وقصائد سابقة؟
- صحيح انني قلت الكثير في اشعاري السابقة، ولكن هذا الكثير لا يفي بغرض الوصول. الوصول لا يكتمل ولن يكتمل. فالقصيدة، بالنسبة الي، مساحة، وإن كانت عابرة، تبقى على صلة بما سيأتي. لا يمكن القصيدة مهما كانت مليئة بالمعنى والقول والشعور، ان تكون النهائية. واذا كانت القصيدة الاخيرة هي فعلاً الاخيرة، فهذا يعني ان كاتبها توقف لسبب غريب او غرائبي. فالحقيقة الشعرية هي ان تستمر القصيدة لا ان تتوقف في مساحة زمنية معينة.
• الى اي مدى تنجح القصيدة في جمع الاحساس كله لدى الشاعر او الشاعرة؟
- القصيدة المكتملة من حيث البناء المكثّف لغة وتعبيرا وشكلا قد تكون وافية في دلالاتها وإشاراتها، ولكن مهما كانت مكثفة وفاعلة لا يمكن ان تقدم الجواب النهائي عن سؤال معناها، اي ان القصيدة هي نتيجة الفعل والاحساس الذي يعيشه الشاعر، وحين ينجز هذا الاحساس وهذا الفعل داخل اللغة وحروفها، يبقى بها بقية في مساحات اخرى خارج اللغة. وهنا يمكن القول ان القصيدة هي على تماس مباشر مع اللغة ومحيطها، ولا يمكن الفصل بين الخطين المتوازيين. تنجح القصيدة في تشييد قصر الحياة لكنها لا تقدّم الجواب الكامل عن سؤال الاقامة والحضور. وقد يكون هذا التناقض الجميل من خصائص الشعر وسماته في شكل عام.
• ما زالت قصيدتك تخاطب الذات والانسان وتسعى الى بعد آخر؟
- لا شك ان قصيدتي هي بمثابة خطاب موجّه الى الحياة بما ترمز من معنى وحقيقة. وهذا الخطاب يتحرك في بحر من اللغة والصراخ والألم، وحين احاول تفكيك هذا الألم او تفسير هذا الصراخ المدوي على جوانب الزمن وفي اعماق ذاتي، اشعر بالقوة وبشيء من الضعف. اعيش لحظات التنافر والتناقض والتعاضد والتماسك في آن واحد، وهذا ما يجعل قصيدتي تسلك المدار المضني. ولا بد من الاشارة الى ان هذا التعب الذي تحدثه القصيدة يشكل حركة في ايامي، حركة ناشطة تقودني الى مناخات كثيرة، ليس اقلها مناخ الثقة والاطمئنان.
ان البعد الايماني في قصيدتي هو تعبير عن اقتناع راسخ في ذاتي، وتجسيد لصورة العلاقة القائمة بين الانسان وخالقه. اكتب في قصيدتي ما يجيش في كياني الايماني، وأشعر بان الكتابة في هذا المضمار توصلني الى طمأنينة كبيرة، قد تكون كافية لسنوات. والقصيدة حين تنشط في زمنها وزمن كاتبها فهذا يعني انها تخاطب القدرة العالية التي تقطف منها ما يزيدها فرحاً وقوة.
• انت اذا كاتبة تنطلق في قصيدتها من الوحي الايماني؟
- الايمان بالله حقيقة وواقع، وكل انسان يعيش هذه الحالة، ولكن عند الشاعر تختلف الصورة وتزداد تعمقاً في التفاصيل والاشياء والحالات التي تولد على وجه الارض. نعم، انا كاتبة تعطي للايمان دوره الفاعل في الحياة، ومنه استمد طاقتي على الحياة وشاعريتي وانسانيتي. لا يمكن الانسان ان يعيش بلا سند يلجأ اليه دائماً، والايمان بالله هو هذا السند الذي يساهم في تقوية كل ما من شأنه تفعيل حضورنا في الحياة. الايمان بالله يعني الايمان بالمحبة والخير، وبمجرد ولادة هذا الشعور في النفس ترتاح النفس وتطمئن وتصل الى ذروة السعادة.
• نلاحظ انك تواصلين كتابة الشكل نفسه في قصيدتك، هل الشكل هنا له علاقة بالمضمون؟
- طبعاً، الشكل هو لاحتواء المضمون، والمضمون هو الذي يحدد الشكل. وقصيدتي لها طابعها الخاص وقدرتها الخاصة على بلورة الصورة الشعرية. وحين اكتب الشكل لا افكر فيه كثيراً بقدر ما انتبه للمضمون، ويمكن تفسير ذلك على قاعدة تقول ان المضمون هو كثافة الاشكال. والمضمون الذي تنطلق منه قصيدتي كفيل انتاج الشكل مباشرة، ذلك ان ما اكتبه يتحول تلقائياً في اتجاه الشكل. أليست الكتابة حركة ونشاطا، وهذا النشاط هو جواب عن فرضية الاحساس او حقيقته.
• هل ستستمر قصيدتك في نهجها الذي بدأته خصوصاً في المضمار الايماني؟
- قصيدتي هي انا وهي اقتناعي ولغتي، وحين اقول انها لغتي وإحساسي، فهذا يعني انني اعيشها كما اكتبها. ولكن لا بد من توضيح امام هذا السؤال: تستمر قصيدتي في نهج اتبعته منذ القصيدة الاولى، ولكن هذا النهج له اصول متفرعة وليس نهجا ثابتا لا يتحرك عن خطوطه التي قد تبدو للبعض ثابتة. ليس الامر على هذا النحو. ان قصيدتي تسلك مدار الحياة بشغف، والشغف هو صلب الموضوع وصلب المعنى، وله ارتدادات واسعة في النفس، ولا يمكن هذه الارتدادات ان تبقى صافية، لا بد من ان تحدث دوياً في النهج واللغة والشكل والمضمون.
• هل يمكن القول انك شاعرة الفرح؟
- يسعدني هذا التعبير، رغم انني اعيش في زمن يصعب فيه الفرح، وقد يكون الفرح اشبه بحلم ينتابنا. واذا كان الحلم هو هذا الفرح، فإنني اقول ان القصيدة هي التي انتجت هذا الحلم وهذا الشعور بالفرح.
• هل انت حزينة؟
- ربما يكون الحزن في حياتي هو الوجه الآخر الذي يقربني من الله اكثر.
تنتمي قصيدة الشاعرة ايناس مخايل الى المعنى المفتوح على الصورة، وتكتب انطلاقاً من الصورة التي تعكس وهج المعنى والفكرة. ففي غالبية قصائدها تبرز الصورة بما تشكل وتتشكل من مفارقات جمة، وليس أقلها** صورة الانسان الباحث عن حقيقة يركن اليها ليستريح من قلق يكابده.
فماذا تقول الشاعرة لـ «الراي» لمناسبة صدور جديدها «رسالة فرح»؟
• الى اين وصلت في القول الشعري بعدما قلت الكثير في كتب وقصائد سابقة؟
- صحيح انني قلت الكثير في اشعاري السابقة، ولكن هذا الكثير لا يفي بغرض الوصول. الوصول لا يكتمل ولن يكتمل. فالقصيدة، بالنسبة الي، مساحة، وإن كانت عابرة، تبقى على صلة بما سيأتي. لا يمكن القصيدة مهما كانت مليئة بالمعنى والقول والشعور، ان تكون النهائية. واذا كانت القصيدة الاخيرة هي فعلاً الاخيرة، فهذا يعني ان كاتبها توقف لسبب غريب او غرائبي. فالحقيقة الشعرية هي ان تستمر القصيدة لا ان تتوقف في مساحة زمنية معينة.
• الى اي مدى تنجح القصيدة في جمع الاحساس كله لدى الشاعر او الشاعرة؟
- القصيدة المكتملة من حيث البناء المكثّف لغة وتعبيرا وشكلا قد تكون وافية في دلالاتها وإشاراتها، ولكن مهما كانت مكثفة وفاعلة لا يمكن ان تقدم الجواب النهائي عن سؤال معناها، اي ان القصيدة هي نتيجة الفعل والاحساس الذي يعيشه الشاعر، وحين ينجز هذا الاحساس وهذا الفعل داخل اللغة وحروفها، يبقى بها بقية في مساحات اخرى خارج اللغة. وهنا يمكن القول ان القصيدة هي على تماس مباشر مع اللغة ومحيطها، ولا يمكن الفصل بين الخطين المتوازيين. تنجح القصيدة في تشييد قصر الحياة لكنها لا تقدّم الجواب الكامل عن سؤال الاقامة والحضور. وقد يكون هذا التناقض الجميل من خصائص الشعر وسماته في شكل عام.
• ما زالت قصيدتك تخاطب الذات والانسان وتسعى الى بعد آخر؟
- لا شك ان قصيدتي هي بمثابة خطاب موجّه الى الحياة بما ترمز من معنى وحقيقة. وهذا الخطاب يتحرك في بحر من اللغة والصراخ والألم، وحين احاول تفكيك هذا الألم او تفسير هذا الصراخ المدوي على جوانب الزمن وفي اعماق ذاتي، اشعر بالقوة وبشيء من الضعف. اعيش لحظات التنافر والتناقض والتعاضد والتماسك في آن واحد، وهذا ما يجعل قصيدتي تسلك المدار المضني. ولا بد من الاشارة الى ان هذا التعب الذي تحدثه القصيدة يشكل حركة في ايامي، حركة ناشطة تقودني الى مناخات كثيرة، ليس اقلها مناخ الثقة والاطمئنان.
ان البعد الايماني في قصيدتي هو تعبير عن اقتناع راسخ في ذاتي، وتجسيد لصورة العلاقة القائمة بين الانسان وخالقه. اكتب في قصيدتي ما يجيش في كياني الايماني، وأشعر بان الكتابة في هذا المضمار توصلني الى طمأنينة كبيرة، قد تكون كافية لسنوات. والقصيدة حين تنشط في زمنها وزمن كاتبها فهذا يعني انها تخاطب القدرة العالية التي تقطف منها ما يزيدها فرحاً وقوة.
• انت اذا كاتبة تنطلق في قصيدتها من الوحي الايماني؟
- الايمان بالله حقيقة وواقع، وكل انسان يعيش هذه الحالة، ولكن عند الشاعر تختلف الصورة وتزداد تعمقاً في التفاصيل والاشياء والحالات التي تولد على وجه الارض. نعم، انا كاتبة تعطي للايمان دوره الفاعل في الحياة، ومنه استمد طاقتي على الحياة وشاعريتي وانسانيتي. لا يمكن الانسان ان يعيش بلا سند يلجأ اليه دائماً، والايمان بالله هو هذا السند الذي يساهم في تقوية كل ما من شأنه تفعيل حضورنا في الحياة. الايمان بالله يعني الايمان بالمحبة والخير، وبمجرد ولادة هذا الشعور في النفس ترتاح النفس وتطمئن وتصل الى ذروة السعادة.
• نلاحظ انك تواصلين كتابة الشكل نفسه في قصيدتك، هل الشكل هنا له علاقة بالمضمون؟
- طبعاً، الشكل هو لاحتواء المضمون، والمضمون هو الذي يحدد الشكل. وقصيدتي لها طابعها الخاص وقدرتها الخاصة على بلورة الصورة الشعرية. وحين اكتب الشكل لا افكر فيه كثيراً بقدر ما انتبه للمضمون، ويمكن تفسير ذلك على قاعدة تقول ان المضمون هو كثافة الاشكال. والمضمون الذي تنطلق منه قصيدتي كفيل انتاج الشكل مباشرة، ذلك ان ما اكتبه يتحول تلقائياً في اتجاه الشكل. أليست الكتابة حركة ونشاطا، وهذا النشاط هو جواب عن فرضية الاحساس او حقيقته.
• هل ستستمر قصيدتك في نهجها الذي بدأته خصوصاً في المضمار الايماني؟
- قصيدتي هي انا وهي اقتناعي ولغتي، وحين اقول انها لغتي وإحساسي، فهذا يعني انني اعيشها كما اكتبها. ولكن لا بد من توضيح امام هذا السؤال: تستمر قصيدتي في نهج اتبعته منذ القصيدة الاولى، ولكن هذا النهج له اصول متفرعة وليس نهجا ثابتا لا يتحرك عن خطوطه التي قد تبدو للبعض ثابتة. ليس الامر على هذا النحو. ان قصيدتي تسلك مدار الحياة بشغف، والشغف هو صلب الموضوع وصلب المعنى، وله ارتدادات واسعة في النفس، ولا يمكن هذه الارتدادات ان تبقى صافية، لا بد من ان تحدث دوياً في النهج واللغة والشكل والمضمون.
• هل يمكن القول انك شاعرة الفرح؟
- يسعدني هذا التعبير، رغم انني اعيش في زمن يصعب فيه الفرح، وقد يكون الفرح اشبه بحلم ينتابنا. واذا كان الحلم هو هذا الفرح، فإنني اقول ان القصيدة هي التي انتجت هذا الحلم وهذا الشعور بالفرح.
• هل انت حزينة؟
- ربما يكون الحزن في حياتي هو الوجه الآخر الذي يقربني من الله اكثر.