انتقدت اتهامات الرئيس الإيراني «الخاطئة والتي تدل على هذيان»

كلينتون تؤكد استعداد واشنطن لدعم «تدابير ملموسة» ليصبح الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية

تصغير
تكبير
|طهران - من أحمد أمين|

حمل محمود احمدي نجاد، بعنف امام مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي على الدول التي تملك السلاح النووي واتهمها بتهديد العالم بهذه الاسلحة، ودعا واشنطن «الى تغيير نهجها الفاشل» بالنسبة للتعامل مع القضية النووية الايرانية، فيما سارعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى الرد على اتهامات الرئيس الايراني «الخاطئة والتي تدل على هذيان» في خطابها امام المؤتمر.

ويتوقع ان ترخي الازمة النووية الايرانية بثقلها على مناقشات هذا المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلو نحو 150 بلدا.

وقالت كلينتون (ا ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب ا)، ان ايران «هي البلد الوحيد الممثل في هذه القاعة الذي لا يفي حاليا بالتزاماته التي نصت عليها المعاهدة»، مؤكدة انها «تواجه عزلة وضغوطا متنامية» من جانب المجتمع الدولي.

وذكر احمدي نجاد في خطابه، «من المؤسف ان حكومة الولايات المتحدة لم تستخدم اسلحة نووية فحسب لكنها ايضا تواصل التهديد باستخدام مثل هذه الاسلحة ضد دول اخرى ولا سيما ايران».

وشددت كلينتون على ان الرئيس باراك اوباما «جعل من تقليص التهديد الناتج من الاسلحة والمواد النووية محورا مركزيا في السياسة الخارجية» للولايات المتحدة. واعتبرت ان ايران بلد «على الهامش»، لافتة الى انها «مصممة» على غرار كوريا الشمالية «على انتهاك القواعد وتحدي المجتمع الدولي».

واكدت ان المؤتمر يهدف الى «تعزيز النظام العالمي لحظر الانتشار النووي الذي يضمن امن كل الدول» وان «ايران لن تتمكن من تحويل الانظار عنه واحداث انقسام بين المشاركين فيه».

وقالت وزيرة الخارجية، ان الطموحات النووية لايران تضع العالم في خطر. وأضافت: «ايران تحدت مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية ووضعت مستقبل نظام حظر الانتشار النووي في خطر، لهذا فانها تواجه عزلة وضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي».

وانتقدت كلينتون كلمات احمدي نجاد قائلة انها «الاتهامات نفسها الكاذبة والجامحة احيانا التي سمعها العالم من قبل وحثت الدول على التركيز على تركيع ايران». وقالت: «ايران لن تنجح في جهودها لتشتيت الانظار وتفريق الاخرين. والولايات المتحدة وغالبية كبيرة من الدول الممثلة هنا جاءت الى هذا المؤتمر ولديها جدول أعمال أكبر كثيرا». واضافت: «حان الان الوقت لبناء اجماع لا لعرقلته».

وتقود كلينتون جهود الولايات المتحدة لكسب التأييد لفرض عقوبات جديدة للامم المتحدة على طهران.

وقالت ان ايران لديها تاريخ من «التصريحات المضللة والمتناقضة وغير الدقيقة عن برنامجها النووي ولم تبد رغبة حقيقية في معالجة المخاوف في شأنه.»

ودعت كلينتون فيما بعد الى فرض عقوبات مشددة على البلدان مثل ايران التي تخرق التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقالت: «يجب ان تكون القواعد ملزمة. والمخالفات يجب ان تقابل بالعقوبات. والكلمات يجب أن يكون لها معنى والعالم يجب ان يتحد لمنع انتشار هذه الاسلحة. لقد حان الوقت لرد دولي قوي».

وطالب احمدي نجاد بـ«انشاء مجموعة دولية مستقلة، تستمد سلطتها من المؤتمر». وقال ان على هذه المجموعة ان «تحدد موعدا نهائيا لازالة جميع الاسلحة النووية مع جدول زمني محدد».

وفي تصريحات أدلى بها نجاد في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «بي بي اس» نقلتها «وكالة مهر للانباء»، أشار أحمدي نجاد الى تنامي الشعور بعدم الارتياح من أوباما لدى الشعب الايراني قائلا: «لا ينبغي على السيد أوباما أن يخضع للضغوط وعليه أن يقرر ويعمل لأنه هو رئيس الجمهورية في أميركا».

وذكرت الوكالة أنه ردا على سؤال حول صفقة مبادلة اليورانيوم الايراني بوقود نووي من الخارج، أوضح نجاد أن الجمهورية الاسلامية مستعدة لعملية المبادلة التي يجب التوصل الى اتفاق في شأنها معربا عن اعتقاده بامكان التوصل الى حلول وسط في هذه القضية وتقدمت ايران باقتراحات في هذا المجال ينبغي الاتفاق على تفاصيلها من خلال المحادثات.

واضافت أن أحمدي نجاد أعرب عن اعتقاده بأن المشكلة لا تنتهي بارسال اليورانيوم الايراني الى الخارج واستبداله بوقود نووي مشددا على ضرورة حل القضية في شكل جذري بالاحتكام الى القانون والعدالة.

وتابعت الوكالة أن أحمدي نجاد صرح بأن «أميركا تملك 10 ألاف قنبلة ذرية فمن يشكل خطرا على العالم هل أميركا أم ايران التي يدعون أنها يمكن أن تصنع قنبلة ذرية في المستقبل»؟ مضيفا من الواضح أن هذا الكلام يمثل قضية سياسية ومن المؤكد كذلك أن الخطر الحقيقي يأتي من البلد الذي يملك حاليا القنبلة الذرية.

من جهته، حذر الرئيس الاميركي من ان الدول التي لن تتخلى عن سعيها الى امتلاك ترسانة نووية سيكون مصيرها العزلة. وفي رسالة موجهة الى مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي، اعلن اوباما ان على الدول الكبرى ان تختار بين الوفاء بالتزاماتها على الصعيد النووي او ان تتخلى عنها على مرأى من العالم برمته.

واعتبر ان «الدول التي تتجاهل التزاماتها ستجد نفسها اقل امانا واقل ازدهارا واكثر عزلة. انه الخيار الذي على الدول القيام به».

وفي واشنطن، اعلنت البنتاغون، ان الترسانة النووية الاميركية اشتملت حتى نهاية سبتمبر 2009 على 5113 رأسا نوويا، كاشفة معلومات ظلت حتى الان سرية.

من جهة اخرى، اعلنت كلينتون استعداد واشنطن لدعم «تدابير ملموسة» ليصبح الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.

وحذرت من ان الدول التي ستنتهك قواعد معاهدة حظر الانتشار النووي «ستدفع ثمنا باهظا».

ويستمر المؤتمر الذي يعقد في نيويورك حتى 28 مايو.

وفي طهران، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في لقائه الاسبوعي مع الصحافيين ان حيازة الولايات المتحدة اكثر من خمسة رؤوس نووية غير مبررة. ودعا الولايات المتحدة وغيرها من القوى النووية الى «تحديد جدول زمني واضح لتدمير اسلحتها».

وانتقدت ديبلوماسيين غربيين انسحبوا عندما بدأ أحمدي نجاد في القاء خطابه أمام المؤتمر.

وكان ديبلوماسيون من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وجمهورية التشيك والنمسا وهولندا وبلجيكا انسحبوا من قاعة الجمعية اول من أمس، عندما بدأ أحمدي نجاد خطابه.

الى ذلك، قال مهمانبرست ان ايران وجهت الدعوة الى الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل لزيارة الجمهورية الاسلامية لتعزيز العلاقات الاقتصادية.

بدوره، نفى حسين سبحانينا، نائب مدير لجنة السياسة الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني، وجود خطط وشيكة لتقليص مستوى التمثيل الديبلوماسي مع بريطانيا من مستوى سفير الى قائم بالاعمال.



إيران تستدعي القائم بالأعمال الإماراتي



طهران - يو بي أي - أعلن الناطق باسم وزاره الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، امس، استدعاء القائم بأعمال سفارة الإمارات وإبلغه احتجاجاً في شأن تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في شأن ثلاث جزر متنازع عليها بين البلدين ومقارنته بين إيران وإسرائيل.

ونقلت وسائل الإعلام عن مهمانبرست: «أبلغنا القائم بالأعمال الإماراتي في طهران والمسؤولين الاماراتيين خلال محادثات في ابو ظبي، استياء الشعب الإيراني من تصريحات وزير الخارجية الاماراتي، ولفتنا انتباههم إلى أن هكذا تصريحات تثير مشاعر الشعب الإيراني وسيكون لها رد فعل شديد».

وكان الوزير الاماراتي قال ان احتلال الامارات للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، من قبل إيران، كالاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

ودعا مهمانبرست المسؤولين في المنطقة إلى الدقة في الإدلاء بتصريحاتهم وألا يتأثروا بالأجواء المفتعلة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي