الكويتيون هم أطيب شعوب العالم وأشدها محبة للآخرين، وطبيعة الكويتيين هي رفض العنف وإيثار الوئام والانفتاح على الجميع، ولقد أعطاهم الله تعالى على نياتهم فجعل بلدهم بلد السلام وحفظه من الاعداء المتربصين وهيأ له بلدان العالم تدافع عنه عندما تعرض للغدر من
جيرانه.
لكن يجب أن يدرك أهل الكويت بأن الركون الى تلك الحال وترك الاستعداد لمواجهة الاعداء وإبطال خطط المتآمرين هو نوع من الغباء الذي لابد ان يؤدي الى عواقب وخيمة لا يعلم مداها الا الله تعالى.
خلية «الحرس الثوري» الايراني التي تم الكشف عنها قبل أيام هي مؤشر خطير على حجم الاختراق الذي نعاني منه لاسيما ان التحقيقات الرسمية قد أثبتت بأن الخلية تضم كويتيين وإيرانيين وبدون، وأن منهم رائداً في الداخلية ولديهم كشوف بأسماء ضباط كويتيين وأسلحة كويتية، وأن الخلية على اتصال بموظف في السفارة الايرانية.
وبالرغم من النفي الرسمي الكويتي والايراني لارتباط تلك الشبكة بالحرس الثوري الايراني الا ان ما يهمنا هو ان هنالك من يخطط لتفجير الكويت من الداخل وأن أمننا الداخلي مخترق وبقوة، فهل ننتظر حتى يأتينا الطوفان ليجرف بلادنا بينما نعيش في الاحلام الوردية ولا ندرك ما يخططه الاعداء لنا؟!
لقد كان اليمن يعيش بأمن وسلام ولديه قبيلة تطلق على نفسها «الحوثيين» لا تشكل اي تهديد او خطر الى ان سعى الاعداء الى غسل عقول قيادات تلك القبيلة وتلقينها العداء لشعبها، ثم سلحوها لتكون خنجرا في خاصرة اليمن، واستدعى الامر تجنيد آلاف الجنود والاستعانة بدول اخرى وأنهار من الدماء لتطهير البلاد من الحوثيين، كما كان لبنان يعيش بسلام قبل ان يتم زرع «حزب الله» فيه بتمويل وإمداد ايراني ثم اصبح مصدر تهديد، وأصبح القوة المسيطرة على البلاد.
وفي العراق أرسلت ايران ميليشيات دربتها وسلحتها لتحقق أطماع ايران في البلاد.
واحتلت ايران ثلاث جزر اماراتية وشتمت العرب الذين طالبوها بردها، وطالبت بالبحرين وتسلحت حتى الاسنان، وتغلغلت في السودان والجزائر والمغرب وغيرها ونحن لا نزال نردد القول بأن من حق ايران الحصول على السلاح النووي السلمي وكأننا لا ندرك أهدافهم من تلك التجارب او الاهداف الحقيقية لتلك القوة!!
قالوا للغبي: ان البلد يشتعل، فقال: وما دخلي، ان الحي الذي أعيش فيه آمن؟ ثم قالوا له: ان الحي قد اشتعل، فقال: ولكن بيتي آمن، ثم قالوا له: ان بيتك يشتعل، فقال: وماذا استفيد من تحذيركم وقد فات الأوان؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com