رصْد لارتدادات الجولة الأولى من الانتخابات البلدية على المفاوضات الشاقة حول بيروت

لبنان: الجبل تمخّض مفارقات سياسية و... مفاجآت

تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|

بعدما انجلى «غبار» الجولة الاولى من الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان على انتصارات وانكسارات بعضها بـ «نكهة» سياسية وغالبيتها بـ «نفَس» عائلي ومناطقي، انهمك اللاعبون «البلديون» امس في «تحليل» ما أفرزته صناديق الاقتراع على «القلم والورقة»، في إطار محاولة استخلاص العِبر و«إسقاطها» على الجولات الانتخابية الثلاث المقبلة لا سيما في بيروت والبقاع اللذين يشكلان المحطة الثانية من الاستحقاق البلدي التي تجري الأحد المقبل.

واذا كانت الدوائر المراقبة انهمكت في تقويم «سرّ» المفاجأة غير المتوقعة التي طبعت انتخابات جبل لبنان وتمثلت في نسبة الاقتراع المرتفعة التي قاربت 59 في المئة (وصلت في بعض البلدات الى 75 في المئة) والتي لامست النسبة التي سُجلت في الانتخابات النيابية «الضارية» التي شهدتها هذه المحافظة، فان الافرقاء الأساسيين على رقعة الجبل انخرطوا في عملية تفكيك «شيفرة» الارقام التي حملتها الصناديق وارتداداتها على جحم كلّ منهم، لا سيما بالنسبة الى زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، والنائب ميشال المر، ومسيحيي «14 مارس» وتيار «المستقبل» الذين خاضوا المعارك «الموْضعية» التي دارت في بلدات ومدن محدودة على خلفية الاصطفاف السياسي التقليدي بين فريقيْ 14 و8 مارس.

وفيما اعتُبر المرور «الآمن» للجولة الافتتاحية من ثالث انتخابات بلدية منذ اتفاق الطائف والتي اعلن وزير الداخلية زياد بارود نتائجها الرسمية بعد ظهر امس نجاحاً للدولة على مستوى تثبيت مبدأ دورية الاستحقاقات الانتخابية وإدارتها بأقل شوائب وتجاوزات ممكنة، فان القراءة المتأنية والهادئة في خريطة النتائج التي حملتها انتخابات جبل لبنان (يطغى عليه العنصر المسيحي) لا سيما في القرى والبلدات التي تحوّلت «مستودعات» لمعارك سياسية، تفضي الى الخلاصات الآتية:



* خسارة العماد عون معارك ذات «رمزية» سياسية مهمة، كما حصل في جبيل ودير القمر وسن الفيل، وفوزه في معارك أخرى كما في الحدَث (فازت كامل اللائحة التي يدعمها بأعضائها الـ 18) والدامور والدكوانة، علماً ان «التيار الحر» فاز في نحو 8 بلديات في المتن من اصل 51 بينها نابيه وبصاليم وبرمانا ورومية.

* تعويض قوى «14 مارس» المسيحية ما خسرته في الانتخابات النيابية التي جرت في 7 يونيو الماضي، وهو ما عزته آنذاك الى «الرافعة» الشيعية في بعبدا، وجبيل، والارمنية في المتن. فقد نجح هذا الفريق، عبر دعمه لوائح من العائلات، في تحقيق انتصارات «صريحة» وكبيرة لا سيما في جبيل وعدد كبير من قرى القضاء وبلداته كقرطبا والعاقورة كما في دير القمر الشوفية وسن الفيل والدكوانة والحازمية في المتن.

وتلقى العماد عون ضربة قوية في مدينة جبيل حيث دعم بقوة و«شخصياً» المرشح لرئاسة البلدية الوزير السابق جان - لوي قرداحي الذي سقط مع لائحته كاملة بأعضائها الـ 18 امام «لائحة جبيل احلى» برئاسة زياد حواط القريب من الرئيس ميشال سليمان والمدعوم من «14 مارس». علماً ان هذه المعركة كان وُصفت بأنها «حرب الجنراليْن» (سليمان وعون).

أما في البلدات الأخرى في جبيل (بلغت نسبة الاقتراع فيه 61 في المئة)، فان المعركة السياسية التي شهدتها قرطبا افضت الى فوز اللائحة التي يترأسها فادي مارتينوس والتي يدعمها النائب السابق فارس سعيد وقوى في 14 مارس.

* «ردّ الاعتبار» للنائب ميشال المر الذي تكرّس مجدداً «الرجل الأقوى» في المتن بعدما كانت الانتخابات النيابية الاخيرة «هزّت» موقعه نتيجة تحالف حزب «الطاشناق» الارمني مع «التيار الوطني الحر» ما ادى الى اكتفائه مع النائب سامي امين الجميّل في خرق لائحة التيار - «الطاشناق».

فقد تمكن المرّ، سواء متحالفاً مع الكتائب او مع «التيار الحر» وقوى أخرى في 14 مارس، أو منفرداً من حصد نحو 41 بلدية من اصل 51 في المتن الشمالي، بينها نحو 25 بلدية فاز فيها بالتحالف مع القوى العائلية، و16 بالتحالف مع الكتائب.

أما في المخاتير، فنال المر مع الكتائب 92 مختاراً و«التيار الحر» 15 من دون احتساب برج حمود التي كانت حصتها كاملة لحزب «الطاشناق» في البلدية والمخاتير.

* تكريس زعامة جنبلاط في الشوف وعاليه (بلغت نسبة الاقتراع فيهما 51 و55 في المئة)، رغم تلقيه ضربة قاسية في دير القمر، اذ تعرّض تحالف «المرة الأولى» مع عون الذي شمل عدداً من القرى والبلدات الى «انتكاسة» في عاصمة الامراء حيث خيضت معركة سياسية انتهت الى فوز اللائحة التي ترأسها أنطوان بستاني والمدعومة من «القوات اللبنانية» و«الأحرار» على لائحة فادي حنين المدعومة من «التيار الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» والتي لم تنجح الا في اختراق اللائحة الاولى بخمسة مقاعد من اصل 18.

ويذكر انه في الدامور فازت اللائحة المدعومة من كل من «التيار الحر» و«الإشتراكي» برئاسة شارل غفري على لائحة العميد فريد ابو مرعي المدعومة من «القوات اللبنانية» وعائلات.

* تثبيت زعامة «تيار المستقبل» في اقليم الخروب (السني) في الشوف، حيث نجح في حسم معركة كسر العظم التي دارت في برجا وهي اكبر البلدات السنية في الاقليم (12800 ناخب) اذ فازت لائحة «قرار برجا» التي دعمها على اللائحة المدعومة من «الجماعة الأسلامية»، كما فازت اللائحة التي ايّدها مع «الجماعة» و«التقدمي» في شحيم اضافة الى انتصار التيار في بلدات الأقليم الأخرى.

* بروز آل فرام كمرجعية في كسروان، بعدما فازت اللائحة التي ترأسها انطوان فرام وضمّت ائتلاف الأحزاب («التيار الحر»، «القوات» «الكتائب») والقوى المحلية علة لائحة رئيس البلدية السابق جوان حبيش.

ويذكر ان من ابرز النتائج في قضاء كسروان، عاصمة الموارنة، (بلغت نسبة الاقتراع فيه 65 في المئة) فوز اللائحة المدعومة من الكتائب والنائب ميشال فريد هيكل الخازن على اللائحة المدعومة من التيار العوني و«القوات» في غوسطا وفي فتقا.

* نجاح تحالف «حزب الله» في الضاحية الجنوبية في تأمين فوز اللوائح التي دعمها لا سيما في برج البراجنة والغبيري.

على ان «القنبلة» التي حملتها الانتخابات في الضاحية، التي تُعتبر معقل «حزب الله»، تمثلت في الفوز «النظيف» الذي حققته اللائحة المدعومة من النائب السابق باسم السبع (شيعي من «14 مارس») في الانتخابات الاختيارية في برج البراجنة، اذ حلّ شقيقه حسن السبع في المركز الأول (بـ 2675 صوتاً) وتلاه المرشح محمد إسماعيل المتحالف مع السبع ( بـ 2362)، فيما حل مرشح «حزب الله» فاروق عمار (شقيق النائب علي عمار) ثالثاً بحصوله على 1209 أصوات، في حين نال مرشح «حركة أمل» زين السباعي المركز الرابع مع 912 صوتاً.

وعلى وقع هذا «البازل» البلدي في جبل لبنان، عادت الانظار الى بيروت التي لا تزال تشهد مفاوضات شاقة في محاولة للتوصل الى توافق صعب بين «تيار المستقبل» ومسيحيي «14 مارس» من جهة وبين «التيار الحر» و«حزب الله» من جهة أخرى، وسط تمسك «التيار» بالنسبية في مجلس بلدية العاصمة بما يمنحه و«الطاشناق» نحو نصف الأعضاء المسيحيين الـ 12 فيما يصرّ «حزب الله» على تمثيل «المعارضة السنية».

وبعد ما افضت اليه انتخابات جبل لبنان، ترى دوائر مراقبة ان مآل الاتصالات المتعلقة ببيروت مفتوح على 3 سيناريوات هي: إما تراجُع «التيار الحر» وانسحابه من المواجهة، خشية ان تؤدي الخسارة المحتومة في العاصمة، معطوفة على النتائج المترجحة في الجبل، الى استنزاف صورته ورصيده، وإما الانخراط في المعركة على طريقة «يا قاتل يا مقتول»، وإما الموافقة على الدخول في الائتلاف مع التراجع عن بعض الشروط التي يعتبرها «المستقبل» ومسيحيو «14 مارس» تعجيزية.

وفيما أعرب سليمان عن ارتياحه الى تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، والى «أجواء الهدوء وروح التنافس الديموقراطي التي سادت المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية»، متمنياً أن «تشهد المراحل اللاحقة أجواءً مماثلة من روح المنافسة الرياضية»، ومعلناً أن «الفترة المقبلة ستشهد انكبابا على الاصلاحات بالنسبة الى قوانين الانتخابات البلدية والنيابية»، رأى المنسق العام لقوى «14 مارس» فارس سعيد ان ما جرى في الانتخابات البلدية في قضاء جبيل «كان تأكيداً على تمسك الناخبين بمبدأ العبور إلى الدولة «رغم رفض البعض حدوث الاستحقاق في وقته».

وأشار إلى ان الانتخابات «كانت مزيجاً من الطابع الإنمائي، العائلي والسياسي»، وأضاف: «انما بعض المناطق شهد معارك سياسية بامتياز بسبب ما حصل في الانتخابات النيابية الماضي». ولفت إلى ان زيارة العماد عون لجبيل يوم السبت «شكلت نقطة الانطلاق لنقل المعركة من طابعها الإنمائي والعائلي وأرست الطابع السياسي للمعركة بحيث عبر الناخبون عن رفضهم لسياسة عون».

وأعلن رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أن فوز اللائحة التي يدعمها بالتحالف مع «القوات اللبنانية» والعميد المتقاعد ادونيس نعمة في انتخابات دير القمر البلدية بنتيجة 13-5 «امر عظيم وشبه أعجوبة اذ لم يكن من المتوقع خوض معركة أساساً، إذ كان سكان البلدة يعيشون في وفاق حتى اللحظة الأخيرة».

وأبدى شمعون تفاجؤه بالنتيجة، مشيراً إلى أن من خرج من الوفاق كان يحضر معركته مسبقاً. وقال: «كان أمامنا خيار من اثنين إما الوقوف على جنب وتركهم يسيطرون على دير القمر بعدما أخلّوا بوعودهم في الوفاق وإما أن نواجههم».

في المقابل، اعتبر النائب نبيل نقولا (من تكتل عون) أن «معركة الانتخابات البلدية في جبل لبنان، كانت شبه عائلية وإنمائية»، مع عدم استبعاده للعامل السياسي في بعض الأمكنة.

وحول زيارة عون لجبيل قبيل الانتخابات دعماً لقرداحي، اكد ان «الجنرال ليس وحده من تبنّى ترشيح الوزير قرداحي بل أيضاً «الكتائب»، وقال: «في جبيل لم يكن هناك فريق ضد آخر، بل دخل الجميع مع بعضهم البعض»، وأضاف: «هناك عنصر سياسي دخل على الخط، لا يمكن القول إن الرئيس (ميشال سليمان) تدخّل بذاته، ولكنّ المقربين منه يستطيعون استعمال نفوذه السياسي ويتعاملون على هذا الأساس».

وحول استفادة «التيار الحر» من الصوت الأرمني والصوت الشيعي، في الإنتخابات، رد: «هناك مناطق كثيرة ربحنا فيها، من دون الصوت الأرمني والصوت الشيعي، ويجب عدم تحويل الموضوع الى طائفي، ويجب عدم اللعب على هذا الوتر لأن الجميع لبنانيون».

واستبعد أن تكون هناك انعكسات لنتائج انتخابات جبل لبنان على انتخابات بيروت البلدية «لأن الموضوع مختلف في بيروت، ولا يمكن القول إن الأمور في العاصمة تتجه نحو المعركة، اذ ما زال لدينا أسبوع ويمكن أن تتغير الأمور»، ومعتبراً «أن انتخابات بيروت ستتخذ منحاً مغايراً كلياً لمنحى انتخابات جبل لبنان».

الا ان النائب عمار حوري (من كتلة رئيس الحكومة سعد الحريري) كرر أنّ هناك ممراً واحداً للتفاوض مع «التيار الحر» حول الانتخابات البلدية في بيروت هو نواب الدائرة الأولى المسيحيون، مشيراً إلى «أنّ اللقاء بين رئيس الحكومة والعماد عون، حتى لو حصل، لن يقدم أو يؤخر شيئاً لأنّ هكذا لقاء يمكن أن يحصل في أي وقت».

ونصح قياديي «التيار الحر» بعدم التلهي بهذا اللقاء واضاعة وقتهم، معتبراً أن «من يعقد الأمور هو من يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية عام 2009». واذ لفت الى «ان تيار «المستقبل» مصر على التوافق حتى هذه اللحظة وفق مطالب منطقية ومعقولة»، خلص الى القول «اننا نمد اليد للتفاهم ونتحضر في نفس الوقت للمعركة وإلا نكون مخطئين».





جعجع: إذا كان هناك خطر يواجه لبنان

فهو ناشئ من وجود «حزب الله»




أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه «إذا كان ثمة خطر يواجه لبنان في الوقت الراهن، فإنه ناشئ من وجود «حزب الله» وارتباطه بمشاريع الجمهورية الإسلامية في ايران»، لافتاً في حديث لصحيفة «الوطن» القطرية الى «أن هناك خطوة واحدة يمكن أن تجنب لبنان مخاطر المخاض الحالي في الشرق الأوسط، تتمثل في وضع القرار الاستراتيجي وقرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة اللبنانية بكل معنى الكلمة».

واذ شدد على «اننا نؤيد كل الجهود التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري لمحاولة تطبيع الأوضاع بين لبنان وسورية»، قال: «لكن حاليا النتائج غير مشجعة، وهناك ملفات عالقة أهمها في الوقت الحاضر ملف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، وهذا الملف ذو طابع إنساني».

واوضح انه لا يرى «أي ضرورة لزيارة سورية لانها لن تقدم أو تؤخر»، موضحا انه يفضل الانتظار حتى تصبح العلاقة طبيعية بين البلدين».





جنبلاط في السعودية

يرافقه تيمور




توقفت الدوائر المراقبة في بيروت عند الزيارة التي قام بها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الى السعودية يرافقه نجله تيمور ووزير الأشغال العامة غازي العريضي.

وسيتخلل الزيارة، التي بدأها جنبلاط مساء الأحد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بحث القضايا المشتركة وذلك في اطار استمرار التواصل المستمر بين البلدين.





السجن لخشان وعبدو

شهراً بدعوى لحود

على «المستقبل»




أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت حكما قضى بسجن كل من كاتب المقال في صحيفة «المستقبل» فارس خشان والسفير السابق جوني عبدو مدة شهر، وتغريم المدير المسؤول في الصحيفة توفيق الخطاب مبلغ 50 مليون ليرة (نحو 33 الف دولار اميركي)، لإقدامهم على نشر مقال في «المستقبل» عام 2006 تضمن قدحاً وذماً برئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي