قطف دان / خطوات الهوى

عبدالله عيسى


| عبدالله عيسى |
قال شوقي:
نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
نظرة: آمنت أن بها منشأ التيم و**إن سوّغ بغيرها، غير أنها أ مِن اللآسر كانت أو الأسير أحرى أن تسلب أصم الألباب بله الغض منها، على هذا فإن رسول عقيدتي في الحب العين مهما توشحت!
فما هو إلا العين بالعين تلتقي
وإن عددوا أسبابه والدواعيا
ابتسامة: تبعاً تأتي وهي فضلة لما قبلها وفاتحة لما بعدها، وتنازعانها حالان؛ فإن جلل الحياء صاحبها؛ إما تنسل رويداً رويداً فما اكتمل منها تلاشى على الفور ويا حبذا وإما نقبها الحياء وثمَّ لات حين سعاد لعاشق يتربص سوانح القبول.
فسلام: وهو ذو الحدين فيصل؛ فوصال أو انفصال؛ إذ الكيف والزمان والمكان والمرسل والمتلقي كل أولئك كان عامله في سلام البدء محفوظاً قديراً، أواه كم أنت مسكين أيها العاشق الصب؛ كالبهلوان على الحبل تحاول الاتزان... أنّى لك هذا وأرض الغرام تميد بك... أليس غراما؟! بيد أنك ما إن تفلح به حتى يُفتق الرتق وتُشرع الأبواب.
فكلام: برغم ما هو عليه من واصلة ومجلاة لما بين المحبين، غير أني أرى أن الكلام يمكن أن يجتاز لئلا يطول الأمد على أول العاشقين رحمة به، فالكلام قد يكون بواسطة، ولا مرأى حينها يلتذ به المولع، والموعد وهو التالي قد يعقد حال السلام الأول أو برسول كريم.
فموعد: آه كم يطول الزمن دهوراً ودهوراً ما إن يلقي الخليل بوعد اللقاء، ويظل يدوك أيامه ولياليه العاشق متى يلقى روحه التي بين يدي معشوق، فإذا حل الوعد وأخلف على عادة المحبوب موعده لمانع غصباً أو قصداً، فيا حسرتا على العباد! وما أهلك الأولين من العاشقين والآخرين إلا ذاك، فدونكم دواوين العشاق وما نظموا، وكنت قد قلت ذات مرة:
يا ليتها صدقت أم سنة قضيت
صدق المواعيد من خلاننا صدفُ
فلقاء: به عود الروح للجسد وحياة الرميم، فإن طال فنعم المعاش وإلا فموت وأي موت، وعند اللقاء انعقاد فصيح اللسان!
* شاعر وكاتب كويتي
abdullah_eas@hotmail.com
قال شوقي:
نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
نظرة: آمنت أن بها منشأ التيم و**إن سوّغ بغيرها، غير أنها أ مِن اللآسر كانت أو الأسير أحرى أن تسلب أصم الألباب بله الغض منها، على هذا فإن رسول عقيدتي في الحب العين مهما توشحت!
فما هو إلا العين بالعين تلتقي
وإن عددوا أسبابه والدواعيا
ابتسامة: تبعاً تأتي وهي فضلة لما قبلها وفاتحة لما بعدها، وتنازعانها حالان؛ فإن جلل الحياء صاحبها؛ إما تنسل رويداً رويداً فما اكتمل منها تلاشى على الفور ويا حبذا وإما نقبها الحياء وثمَّ لات حين سعاد لعاشق يتربص سوانح القبول.
فسلام: وهو ذو الحدين فيصل؛ فوصال أو انفصال؛ إذ الكيف والزمان والمكان والمرسل والمتلقي كل أولئك كان عامله في سلام البدء محفوظاً قديراً، أواه كم أنت مسكين أيها العاشق الصب؛ كالبهلوان على الحبل تحاول الاتزان... أنّى لك هذا وأرض الغرام تميد بك... أليس غراما؟! بيد أنك ما إن تفلح به حتى يُفتق الرتق وتُشرع الأبواب.
فكلام: برغم ما هو عليه من واصلة ومجلاة لما بين المحبين، غير أني أرى أن الكلام يمكن أن يجتاز لئلا يطول الأمد على أول العاشقين رحمة به، فالكلام قد يكون بواسطة، ولا مرأى حينها يلتذ به المولع، والموعد وهو التالي قد يعقد حال السلام الأول أو برسول كريم.
فموعد: آه كم يطول الزمن دهوراً ودهوراً ما إن يلقي الخليل بوعد اللقاء، ويظل يدوك أيامه ولياليه العاشق متى يلقى روحه التي بين يدي معشوق، فإذا حل الوعد وأخلف على عادة المحبوب موعده لمانع غصباً أو قصداً، فيا حسرتا على العباد! وما أهلك الأولين من العاشقين والآخرين إلا ذاك، فدونكم دواوين العشاق وما نظموا، وكنت قد قلت ذات مرة:
يا ليتها صدقت أم سنة قضيت
صدق المواعيد من خلاننا صدفُ
فلقاء: به عود الروح للجسد وحياة الرميم، فإن طال فنعم المعاش وإلا فموت وأي موت، وعند اللقاء انعقاد فصيح اللسان!
* شاعر وكاتب كويتي
abdullah_eas@hotmail.com