كن أنت الأمل

تصغير
تكبير
| فهد الفضلي | بعد أن أجدت لغة الصمت التي أصبحت أتقنها مع الآخرين طرأ في نفسي أخيرا شعور مجسد، بضرورة الخروج عن صمتي هذا! وأقنعتها بأنه لاشيء يستحق التوقف عنده ولاشيء يستحق البكاء عليه، وتأكدت أن مع كل نهاية محزنة بداية للوقوف مجددا أقوى من ذي قبل، فعجلة حياتي يجب أن تستمر مادام في الأفق أمل وفي الجوار أمل وفي داخلي أمل! وان لم أبعث الأمل في نفسي وأكون أنا شرارته الأولى، فسيبقى الأمل لدي مجرد حلم لم ولن يتحقق. أيما شعور أعيشه الآن فالابتسامة لا تفارق محياي، ابتسامتي التي عادت لي بعد حرب ضروس وبنصر مؤزر، فأنا على يقين من أن هناك أملا في انتظاري؟ لا ولماذا الانتظار؟ إن الأمل موجود بيننا سنكشفه اذا اتقنا رحلة البحث عنه وتوصلنا للكيفية التي تكفل لنا الحصول عليه، أنه موجود انظر معي إلى شفق الغروب وهو محمر الوجنتين... نعم هي لحظات حزينة ولكن تيقن بأن الشمس لا تودعك بل تود القول: «إن هناك لقاء مقبلا فانتظر إشراقتي مع كل يوم جديد، أو أطل النظر إلى ضوء القمر ستجد أن في الأفق نورا لابد من الوصول إليه، إنه موجود تستنشقه ويملأ رئتيك كنسيم البحر الذي يهب عليك ويمنحك الارتياح، أنه على بعد خطوات منك ربما خلفك أو أمامك! أو تراه على بعد مسافة بعيدة فلا تجعل الشك يتسلل إليك فليست كل الأبواب مغلقة، أن ماهية الأمل تتشكل بأبهى حللها عندما نراها تتجسد في مخيلتنا بصورة جميلة أو كـ «لوحة فنية» لا نمل من النظر إليها تُرسم أمامنا في أحلك الظروف نبادلها بنظرات تعلوها علامات التودد والتقرب، الأمل الشمعة المضيئة في الدجى الحالك السواد وميض النور الذي نكتب معه سطور مرحلة جديدة، فلا تلطخ صفحتك البيضاء بيأس يشوه تعابير وجهك، ولا تحقن نفسك بالتثبيط وتقتل كل بادرة أمل في نفسك حتى لا تتحول إلى عدوى تنشر ثقافة اليأس، يأس تحلى به من فقد ثقته بالله أولا وبنفسه ثانيا فلتكن أنت الأمل ان أردت أن تكون لغيرك الأمل، فنحن الأمل ألم نكن ونحن في أحشاء أمهاتنا أمل ذوينا؟، وإليكم همسة السطر الأخير التي اختلقتها لنفسي لعلها تكون بارقة أمل في نفوس من يبحثون عنه: «ليس بالضرورة أن يعبر الفشل والإخفاق عن عجز صاحبهما»، فخذ الأمل من مصدره، أنت ولا أحد سواك.



Fahed_q822@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي