د. صلاح خليفة الجري / نعم... الحكومة بدأت تخرج من عنق الزجاجة

تصغير
تكبير
مما أثلج صدري وصدور الكثير من ابناء الكويت الغيورين على عزّة هذه الأرض الكريمة، هذا التوجه الحكومي الشجاع نحو اعادة هيكلة المنظومة الثقافية في الدولة، والعزم على إعادة صياغة المشهد الثقافي الكويتي بالكيفية التي تليق به. ويظهر ذلك جلياً من خلال تشييد دار للأوبرا، وإنشاء متاحف بالجزر، ومسارح بالمحافظات، وهو ما يضعنا في الطريق السليم، ويجعل من الكويت مركزاً ثقافياً اشعاعياً في المنطقة والعالم، فبناء الدولة لا يمكن أن يتحقق من دون تنمية العقول البشرية، وتطوير مهاراتها الابداعية حتى تتم عملية النهوض والاقلاع بما يستجيب لرغباتنا وتطلعاتنا.

ولم تتوقف الحكومة عند هذا الحد، بل صارت الأهداف أبعد وأشمل في سبيل نشر ثقافة الكويت وتطبيقها فعلياً على المستوى المحلي والاقليمي والدولي... ويتجلى ذلك من خلال شراء المتاحف وأجنحة المعارض الثقافية في الخارج ليظهر الوجه المشرق لهذه الأرض المعطاءة.

لذلك، فإن من يرد النجاح فعليه أن يعمل، ومن يرد التألق فالواجب ان يجتهد، والنجاح يشجع على النجاح ويحفز كل فئات الشعب للنظر الى الامام بعيون متفائلة تسعى الى الانجاز والابداع لتحقيق ما تصبو إليه. لأن الاحباط الذي دب فينا قتل طموحنا وزادنا انطواء وانكفاء الى درجة جعلتنا غير قادرين على التعاطي مع المتغيرات العالمية، فأصبحنا لا نرى أبعد من أنوفنا، ودفعت الأخ الى ان يطعن في وطنية أخيه.

والآن، وبعد اتخاذ هذه المبادرات الحكومية الرائدة، والالتفات الى الثقافة باعتبارها شريكاً أساسياً لا يمكن للتنمية الشاملة ان تنجح من دونه، نتمنى أن يتم تفعيل هذه المبادرات بسرعة حتى لا يصيبنا الاحباط مرة أخرى بعد أن لاحت بوادر الأمل في التخلص منه.

فلنسارع بالانجاز، ولنخرج من عنق الزجاجة، ولنكسر الحلقة المفرغة التي ندور داخلها، فقد لا يحتمل الوطن ثمناً أغلى من الثمن الذي نواجهه الآن من كيل للتهم ومن مساءلات وطعن بالوحدة الوطنية وتشكيك في نزاهة الحكومة.

انطلقوا، والله الموفق، الى الانجاز، واحموا شعبكم بالاقتراب منه أكثر، اجعلوه انساناً مثقفاً طموحاً يحترم ماضيه ويبني حاضره ويفكر في مستقبله. وادفعوا به الى المشاركة في البناء وتحريك عجلة التطور.



د. صلاح خليفة الجري
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي