مساء القبور

u0644u0648u062du0629 u0644u0644u0641u0646u0627u0646 u0623u062du0645u062f u0645u0642u064au0645
لوحة للفنان أحمد مقيم
تصغير
تكبير
| هناء العنزي |

صباح الخدر والتعب

واللهم اني اعوذ بك من الكسل...

أريد في الخروج من هذه الجدران...

ولا رغبة لدي في العبور لغيرها...**

وعلى وحين غره:

بُخ عينك: فداء قالت لي هذا

بينما كنت افرز أوراق الذاكرة الواهنة على عجل

هذا لك، وذاك لك، ولا شيء لي البتة في النهاية...

ضحكت بتهكم حتى عقدت حاجبي...

فقلت اليوم لم تخيفيني يا فداء

حاولي مرة أخرى أو في يوم آخر...

يبدو أن الحياة ما عادت تخيفني حتى الموت

أو... حتى ما عاد بي أن أخاف أكثر

أو لأنني خفت حتى الثمالة...

فلم يعد في كأس الإحساس شيء متبقٍ لذكرى الخوف عندي...

وبالمناسبة ما عدت أخاف من الموت أيضاً

لا شيء يخيف كالموت وكالحياة أيضاً.

وقلبك أيضاً يحصل أن يُسلب منك عنوة او بحيلة مسبقة

الشاهد:

مات خلق كثير، وذهب قلبك وعمرك لغيرك!

نفضت يدي من غبار قور الذاكرة كي أصافحها ...

* افتقدتُكِ اليوم...

فلم تخرجي من الفصل...!

«كيف لك أن تفتقديني وأنا لا أعرفك؟»

- نعم... كان بودي أن اخرج فأفزعك بالتبادل كعادتك الصباحية...

لكني قد شغلت باشيائي هنا

ألا ترين ...

** كاذبة ...

** اصمتي يا هذه

ودعيني وشأني ...

لست انا الوحيدة التي تكذب على سطح الوجود...

الناس تكذب يا سيدتي

- تبدين حزينة

جميل لشخص غريب، في عالم غريب عنك

أن يجادلك في شعورك في الصباح الباكر...

- ومن منا ليس كذلك يا فداء...

كلنا محزونون أحياناً...

لكن من أخبرك أني حزينة

* وجهك... !

ابتسامتك التي لم تفسح مجالا لغمز وجنتيك...

فضحكت ببلاهة واقتربت منها...

والآن!

** الآن وقد كنت تعبسين طيلة البارحة بوجهي

ليس من شأنكٍ... كما أنك السبب

** ألن تعتقي صباحي من همسك المزعج حتى ما عاد في الضمير مكان ليتضخم أكثر

اتركيني من أجل أي شيء أنت مؤمنة به...

نعم... أذية المؤمن لا تجوز

وأنتِ تؤذينني... لذا ابتعدي حباً بالسلام يا هذه

** نعم... لكنك...!

* يا امرأة أين ذهبتِِ...!

- نعم فداء ليس لبعيد...

خلف جدران الحزن لا أبعد

سأقضي ما قدر الله لي أن أقضيه...

وسأخرج يا فداء

• لا تتأخري

سأحاول

لا شيء يشبه البيت... وجدرانه

ورغم انه للجدران «ودان»

إلا أنها حانية لطيفة... لا تسمع إلا ما أرادت سماعه

كل شيء يقضي في عالم المهرجين في الخارج هناك

عداي واياك...

كنت أظن أن القدامى قد جاؤوا بي إلى هنا

فعاد بي الحنين إليك... ظناً مني أنك الزمن القديم... والوجد العتيق

والنور الذي يرام لي من بعيد حينما كنت لا أبصر إلا وجعي...

روحي حزينة حد الموت...

فارجعني لنفسي

واليأس من أمنية أصلها ثابت بافطرة وفروعها باتت تجرني إلى زمن غابر مقبل

كانت بذورها قبل أن تطحن في رحى الواقع لأدسها في جيبي «تمنيت لو تحسست وجهك كالأعمى»... ولا أريد أن أُبصر بعدها.

صارت رماد... مخلوط بماء حزني... أعجن عجينه كل ليلة في صحن الارق، فتصبح خمائر الوقت في النهار بعدها جاهزة لتتشكل بوجه أحلامي البائتة ليلة البارح دون غطاء...

فلا تصلح للأكل بعدها.

في عيني فراغ

لا يملأه إلا حضورك...

وشيء من دفق المشاعر صار يهدهد صدر المساء عله يغفو في حجري

حتى يتناسى أن عليه الرحيل بعد حين

فلا يغدو لي غداً آخر...

لا أريد إلا غدك أنت!

انتهى الحبر من شرايين يدي

وفي قلبي حزن مازال يحبو...

والوجع بدا شائخا أكثر هذه الليلة...

والريح في الخارج تستفز صمت نافذتي...

ونفسي حزينة حتى السُكر...

وددت لو أغمض عيني فقط.



* الجامعة العربية المفتوحة- الأدب الإنكليزي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي