موهبته الغنائية وثقافته تفوق سنوات عمره الأربعة عشرة

متعب العنزي: استبعدوني من أوبريت وطني لأني سعودي مع أن أمي كويتية... وهذا الظلم «وايد حزّ بنفسي»

تصغير
تكبير
|كتبت ليلى أحمد ومفرح حجاب|

متعب العنزي... اسم سنتذكره كثيرا في ما بعد، فهو موهبة كويتية «فظيعة» تمتلك صوتا شجيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث اعادنا بغنائه الشجي لأجواء الزمن الجميل فأطرب من خلال بعض الاغنيات الطربية الكويتية والخليجية والعربية كل الحاضرين من الزملاء الصحافيين بجريدة «الراي»

هو الموهوب متعب العنزي ابن مدرسة ابن النفيس المتوسطة، والذي لم يتعدى عمره الرابعة عشر والذي طلبه أحد الاوبريتات الوطنية الذي اقيت اخيراً لإعجابهم بصوته، وبعد ان قام بالتسجيل معهم تم استبعادة لانه سعودي الجنسية مع ان السيدة والدته كويتية ويعيش مع ذويه بالكويت منذ ولادته حتى اليوم وهذا الاستبعاد «حز» بنفس متعب كثيرا...

العنزي نجح بحضوره و«كاريزمته» فحط في فنون «الراي» مرتديا ثيابه الوطنية وهو الذي لم يخط شاربه بعد... شكله صغير وكلامه كبير وصوته يحمل طاقات كبيرة، سلس في الانتقال من الجواب للقرار، ومتميز بالانتقال بين المقامات الموسيقية... قمنا بعمل «ما يطلبه المشاهدون»... فكل اغنية اختارها الزملاء غناها بإقتدار عال... فغنى لنا «يادار يادار» لمحمد المسباح، واغنية «أكدب عليك» لوردة و«الاماكن» لمحمد عبده وكرت السبحة فغنى لنبيل شعيل ونوال وعبدالله رويشد وكان يشير لنا بطريقة عذبة لا تخلو من الادب بأنه لا يتمنى ارهاق صوته فهو في سن البلوغ والنمو ويجب عليه التوقف عن الغناء.

متعب الصغير ليس فنانا باهرا وروحا حلوة ومتواضعة - نتمنى ان يظل التواضع معه حين يصبح نجما كبيرا - فله آراء جميلة و«مثقفة» لا يعرفها الكبار... متمكن من طريقة طرح أفكاره واسلوب تعبيره عنها... «الراي» حاورته في مكاتبها... وهنا التفاصيل:



• متى بدأت الغناء يامتعب ومن اكتشفك ؟

- بدأت منذ أربعة أعوام وكان عمري لايتعدى العشرة والذي اكتشفني هو المخرج الاستاذ نعمان حسين واخي الكبير سلطان.وشاركت في حفلات وزارة التربية منذ سنوات وقدمت حفلتين امام وزيرة التربية السابقة نورية الصبيح، ولا شيء أكثر من ذلك ويفترض ان نتدرب طوال العام و«التعب» على الموهوبين واشراكهم في اوبريتات وزارة التربية كما كان عندنا ايام زمان أو ترشيح الموهوبين من كل المجالات للمشاركة في أعمال وطنية التى يقيمها الديوان الاميري سنويا كما تستطيع وزارة التربية اقامة حفلات موسيقية ومسرحية تدعى لها الصحافة ويحضرها جمهور من أولياء الامور وغيرهم من محبي الفنون الاصيلة ليتعلم الموهوبون مواجهة الجمهور و«ليفرحو» بشغلهم... وأتمنى من وزيرة التربية الدكتورة موضي الحمود الاهتمام بمئات المواهب بالمدارس الحكومية واشغالهم بصقل موهبتهم وحمايتهم من الفراغ فهذا افضل لهم بدلا من الضياع و«تطفر» أهلهم او «القز» الشوارع، فعلا... أتمنى عليها إنقاذهم من خلال الفنون الراقية.

• صوتك واحساسك العالي يعتبر موهبة نادرة فهل استفادت منك الاوبريتات الوطنية وشاركت بها خارج اطار وزارة التربية؟

- نعم... للأسف

• ولماذا الاسف يامتعب...؟

- لأنهم طلبوني للمشاركة في الاوبريت الاخير وبعد تسجيل صوتي تم استبعادي لانني سعودي الجنسية مع انني مواليد الكويت ووالدتي كويتية واموت في الكويت وهي بلدي ولم أعش بغيرها وكان بودي المشاركة من دون اي مقابل لكن... مع الاسف تم استبعادي وهذا «حز» في نفسي كثيرا،

• هل وجدت تشجيعا من الاهل؟

- نعم... خصوصا من الوالدة وهي نبراس حياتي وكذلك شقيقي سلطان وجميع أفراد العائلة وجميعهم احتضنوا موهبتي، وكان والدي «طول الله بعمره» لا يحب الفن بسبب ما يقرأ ويرى من أفعال شائنة لا علاقة لها بالفن بل هي محض مسلكيات شخصية مرتبطة بالفنان وبيئته وتربيته، فكان خائفا علي ولا يريدني خوض هذا المجال، وهذا حقه كأب مسؤول عني ويحبني ويخاف عليّ، الا ان عشقي للغناء جعلني اقنعه بالسلوك الراقي للفنانين الكبار بالخليج مثل محمد عبده ونبيل شعيل وحسين الجسمي ونوال..فبدأ يقتنع ان سلوكيات بعض الفنانين الهابطة لا علاقة لها بأجواء الفن الراقي، كما ان شقيقي سلطان وهو يمتلك صوتا جميلا جدا كان له دور - دون أن يدري - في اتجاهي الفني، فحين كان يغني كنت اقلده أعزكم الله - في الحمام «ضحك» فشجعني على أن اكون أكثر جرأة وأغني له وبدأ يسمعني إبداعات زمن الفن الجميل، وكل ما يطرح بالسوق المحلي والعربي،حتى أسرني ووقعت في غرام الفن الراقي الذي يعبر عن الانسان.

• ماذا تفكر بعد الانتهاء من المرحلة المتوسطة؟

- افكر جديا أن أؤسس نفسي بشكل علمي حتى أبدأ «صح» وسأعمل على الالتحاق بالثانوية الموسيقية ثم انتقل بعد ذلك الى المعهد العالي للفنون الموسيقية، ولا بد أن أتعلم العزف فأنا الان لدي معرفة بالعزف على آلة الاورغ وهي غير كافية، اريد تعلم العزف على الالات الوترية كالعود والقانون والكمان وآلات النفخ كالناي والفلوت والساكسفون... وكل شيء.

• كيف ساهم الفن في تطورك الفكري والنفسي... سؤال لايعرف الفنانون الكبار الاجابة عنه... نريد معرفة رأيك ؟

- الفن لغة عالمية فتحت «مخي» على عالم كبير... وهو عالم يلتقي على أرضه جميع البشر على الارض.

• كلام كبير يا متعب... هل تشرحه لقراء «الراي»؟

- سأعطيكم مثلا عليه... وكيف ان الفن يقرب بين البشر... لو في عازف بيانو ياباني وعازف كويتي... ما الذي يقرب بينهما؟ انها قراءة النوتة الموسيقية وهي التي ستخلق جسرا من التفاهم بينهما، مع ان الياباني لا يعرف كلمة واحدة باللغة العربية والكويتي لا يفهم اللغة اليابانية... أعتقد الان وضحت الصورة «مو جذيه».

• طبعا «جذيه» ... هل تحلم في اصدار اغان خاصة بك ؟

- «تو الناس» فأنا أميل الى التمهل والدراسة وصقل صوتي بالتدريب المتواصل على أمهات الاغاني الطربية لرغبتي في تقديم طرب أصيل واتمنى مستقبلا أن تتبنى موهبتي اي جهة أو مؤسسة لأقدم أعمالي.

• بصوتك مساحات حلوة... ولديك قدرة رائعة على التنقل بين المقامات الموسيقية... وتنتقل بين الجواب والقرار بسلاسة ودون نشاز... من وين تعلمت كل هذا؟

- تعلمته بالغناء المتواصل وتقليد الكبار.

• ولاحظت يا متعب ان صوتك به شجن عالي، وبعدك صغير ماشفت شيئاً من دنياك، من وين جبت كل هذا... هل في العائلة غير شقيقك سلطان يغني؟

- لا والله لا يوجد غير حبيبي سلطان، هي نعمة وموهبة من ربي،وربما اكتسبت ذلك لمشاركتي الفنان الكبير أحمد جوهر في مسلسل «اللاهوب»،كما شاركت بعدة أعمال فنية، يمكن من هنا... جاءت شحنة الشجن والحزن بصوتي لان التمثيل الدرامي يدربنا على تلون الاداء الصوتي والاحساس بالحالة بالاضافة للآداء الحركي.

• ما الذي تحلم به في عالم الغناء ؟

- احلم بترك بصمة اقتداء بالكبار مثل ام كلثوم وفريد الاطرش واسمهان لاني عاشق لهم فبالرغم من كل السنوات التي مرت على وفاتهم الا انهم أحياء بقلوب الناس، كما انني من عشاق محمد عبده وابوبكر سالم ورويشد ونبيل ونوال وبشار الشطي واحمد حسين.

• من حبك لأم كلثوم الى... الشاب الستار بشار الشطي هناك فرق... بين لونيين غنائيين ؟

- بشار فنان موهوب يجيد بشكل رائع اختيار اغنياته الشبابية... وهو واصل للناس.

• ما الاغنية التي تمنيت غناءها ؟

- اغنية «الاماكن» للفنان محمد عبدة واغنية «ما علينا» للفنان ابو بكر سالم.

• الكثيرون يبدأون مشوارهم بالطرب الشعبي... وهو لون ابوبكر؟... ماذا عنك ؟

- لدي نهم «مو طبيعي» لكل الألوان ابتداء من الطرب الاصيل الى أغاني الفنان شعبان عبد الرحيم واحمد عدوية مثل اغنيته

«ياعم ياصاحب الجمال... أرحمني دنا ليلي طال» وانا استمع اليه من باب الاستمتاع بالحكم والمأثورات الانسانية الطيبة بأغنياتهم.

• بصوتك شجن وحتى وجهك معبر عن الحزن حين تغني مقطعا حزينا... وانت ولد اربعتعش. هل تحب من ورانا؟

- «ضحك» نفعتني توجيهات اساتذتي بالمدرسة ورأي المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر الذي غنيت له فأسعدني رأيه بصوتي وكذلك توجيهات اخي سلطان والتدريبات المتواصلة أبرزت طاقات صوتي والتمثيل جعلني معبرا.

• اذاً... لا قصة حب لديك؟

- نعم... فبقلبي حب غير محدود لأبي وأمي ولشقيقي سلطان وجميع اخوتي واهلي و... أعشق الغناء لذا أجيد التعبير عنه.

• هل ستستمر في مجال التمثيل؟

- نعم وبعد ان قدمت مسلسلات «اللاهوب» و«الظل الابيض» و«الحب الذي كان» لدي الآن نصوص ما زلت أقرأها

• في رمضان يستعين المنتجون بالمطربين لغناء المقدمات الغنائية لمسلسلاتهم... هل هاتفك أحدهم.

- لا... ربما يرون بي ممثلا اكثر من كوني مطربا... ويفترض علي الان التوقف عن الغناء لانه ممنوع أن يغني مثلي وهو في طور البلوغ.

• لماذ ممنوع ؟

- لان حنجرتي في طور النمو ولا يجب أن اتعبها بالغناء المتواصل لان ذلك سيؤثر عليها وتتأذى.

• اذا... ألن تغني بالحمام «ضحكنا»

- حتما سأغني لأني سأموت إن لم أغن... سأتوقف فقط عن الغناء العالي أمام الناس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي