رئيس الديبلوماسية اللبنانية من القاهرة: ميشال سليمان أدان الحادثة

كترمايا تدافع عن صورتها في مواجهة ... صورها «الممثلة» بجثة القاتل المصري

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |

بدت كترمايا مفجوعة مرتين، مرة بالجريمة التي ابادت عائلة منها (جد وجدة وحفيدتان طفلتان) ومرة بـ «الجريمة» التي اقترفتها ضد صورتها حين ثأرت بنفسها من القاتل ومثلت بجثته بـ ... الصوت والصورة.

ولم تتجاوز هذه البلدة الشوفية الواقعة في اقليم الخروب واقع تلك «الجريمة المزدوجة» التي حدثت يومي الاربعاء والخميس حين ارتكب المصري محمد سليم مسلم «مذبحة» بحق «الاربعة»، قبل ان تقوم جماعات غاضبة من الاهالي بـ «إعدامه» وسحله، في الوقت الذي تجاوزت اهوال ما حصل كل الجغرافيا وصارت على كل شفة ولسان.

ووسط دخول مصر، رسمياً وعبر وسائل إعلامها، على خطّ استنكار ما ارتكبه مواطنها وما تعرّض له، مع عدم بروز اي مؤشرات على ازمة ديبلوماسية بين بيروت والقاهرة، رفض رئيس الديبلوماسية اللبنانية وزير الخارجية علي الشامي من القاهرة التي وصل اليها للمشاركة في اجتماعات وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، التعليق على حادثة مقتل مسلم والتمثيل بجثته في كترمايا، مكتفيا بقوله «الرئيس اللبناني ميشال سليمان اصدر بيانا دان فيه الحادثة». وفي «نشرة توجيهية» أصدرها لكل عناصر قوى الأمن الداخلي ذكرهم فيها «بالواجب القانوني والمهني والإنساني الذي يقع على عاتق قوى الأمن لجهة حماية الجاني أو المشتبه به عند توقيفه مهما كانت الجريمة المرتكبة»، روى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي تفاصيل ما جرى في كترمايا فقال «إنه في بتاريخ 28/4/2010 وفي بلدة كترمايا حصلت جريمة قتل مروعة ذهب ضحيتها أربعة مواطنين أبرياء (يوسف نجيب أبو مرعي مواليد عام 1932 وزوجته كوثر جميل أبومرعي مواليد عام 1931 والطفلتان أمينة محمد الرواس مواليد عام 2001 وزينة محمد الرواس مواليد عام 2003)، أشاعت جوا من الحزن والغضب لدى المواطنين في كل أنحاء الوطن لا سيما منطقة إقليم الخروب، وبنتيجة المتابعة الأمنية الحثيثة من القطاعات المختصة في قوى الأمن الداخلي، أميط اللثام عن هوية المجرم، فتمّ توقيفه في غضون ساعات قليلة واعترف بجريمته النكراء وهذا ما ثبت بنتيجة تحليل الحمض النووي».

واضاف ريفي «ان سوء تقدير الموقف الميداني وعدم توقع التداعيات التي قد تنجم من جراء التسرع في تنفيذ إجراءات الإثبات لجريمة شنعاء كالتي نحن بصددها، أدى الى وصول المواطنين الغاضبين الى الجاني وقتله».

ومضى «إن ما حصل قضى على هذا الإنجاز، لأن المسؤولية في حفظ حياة الجاني أو المشتبه به تقع على عاتق قوى الأمن الداخلي، فكان لا بد من اتخاذ إجراءات مسلكية بحق عدد من الضباط بدل مكافأتهم والتنويه بهم نتيجة كشفهم الجاني وتوقيفه في سرعة قياسية».

تابع: «لذلك تهيب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكل العناصر وتذكرهم بالواجب القانوني والمهني والإنساني الذي يقع على عاتقهم لجهة حماية الجاني أو أي مشتبه به عند توقيفه مهما كانت جريمته، وإن ما حصل خطأ جسيم يجب عدم تكراره ومنعه مستقبلا والاستفادة من العبر لتحسين أدائنا المهني الذي قطعنا شوطا كبيرا في مسيرته».

واوضح اهالي كترمايا في بيان أصدروه ملابسات الجريمة البشعة التي ارتكبها مسلم، لافتين الى «ان ما جرى من اعمال مجموعها ردات فعل ناتجة عن عدم قيام المسؤولين بمعالجة الواقعة بمسؤولية بعدما تم إلقاء القبض على المشتبه به ليلة الجريمة، ولما كان الاهالي بحال الحزن والحداد العام المعلن بالبلدة بانتظار امرين اولهما القيام بدفن الضحايا والثاني متابعة مجريات التحقيق الجاري مع الموقوف الذي تم تأكيد قيامه في وقت سابق بجريمة اغتصاب قاصر ودخوله لبنان خلسة».

وحمّل البيان الجهات الامنية مسؤولية ما حصل «بإحضارها المتهم الى البلدة لتمثيل الجريمة قبل دفن الضحايا، مما استفز الاهالي الذين انتهكت كرامتهم في امنهم واستقرارهم»، داعين المسؤولين كافة «وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ايلاء الامر اهتماماً خاصاً»، وموضحين «ان كترمايا ليست عاصية على القانون او مأوى للارهاب او للمتسلطين والمجرمين كما تستغل وسائل الاعلام الحادث مستعملين السبق الصحافي دون العودة الى حقائق الامور».

وأعلن عارف العبد مستشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أن الذي حصل في كترمايا «لا يمكن تبريره»، مستدركا أن «ما يقدم الان هو لا عدالة ثانية»، ومتمنياً «أن تؤخذ الجريمة بكل عناصرها».

وأوضح العبد وهو من قرية كترمايا «أن المجرم كان سبق أن اعتدى على قاصر في المكان نفسه الذي ارتكب فيه جريمته الثانية، واهل الضحية لم يدعوا عليه حرصا على الشعور والكرامة، ولم يثن ذلك المجرم الذي عاد الى القرية وأباد عائلة بكاملها»، معتبرا أنه «لو حصلت جريمة كترمايا في أي مكان من العالم وحتى في سويسرا لكانت حصلت ردة الفعل ذاتها»، محملاً المسؤولية «لخطأ وتسرع بالتصرف واحضار المجرم الى مكان الجريمة في وقت لم يكن الضحايا قد دفنوا بعد». وإذ أكد أن «أهالي كترمايا ليسوا سفاحين»، برر الحوادث التي حصلت بأن أهالي البلدة «شاهدوا الجثث في الارض وكيفية التمثيل بها، غير أن الرأي العام لم ير هذه الجثث انما رأى فقط الأحداث بحق المجرم».





السفير اللبناني في القاهرة لـ «الراي»: لا علاقة لحادث «التمثيل» بأحكام قضية حزب الله

 

القاهرة - من أحمد الطاهري

ما بين القاهرة وبيروت وحي الجمالية «بالقرب من وسط القاهرة» وبلدة كترمايا اللبنانية تتصاعد نبرة الاحتجاجات على حادث التمثيل بشاب مصري، اتهم بقضية قتل، على يد أهالي المنطقة التي يقيم فيها.

وديبلوماسيا، طالب سفير لبنان لدى القاهرة الدكتور خالد زيادة بعدم خلط الأوراق في الحادثة البشعة التي شهدتها بلدة كترمايا.

وشدد زيادة في تصريحات لـ «الراي»: «أنه لا يوجد ثمة ارتباط على الاطلاق بين الحادث وبين اصدار القضاء المصري أحكامه على خلية حزب الله، كما لا يعد رسالة من أي نوع للدور المصري الداعم للبنان»، قائلا: «أرجو من حملة الأقلام أن يتوخوا الدقة في هذا الأمر، وأن يرجعوا الى ملابسات الحادث، وألا يذهبوا الى أي أبعاد تتجاوزه»، مضيفا فكرة الثأر أو الانتقام الجماعي ليست من العادات اللبنانية، ولبنان يرفض أن يحل الانتقام محل القضاء»، موضحا أن «منطقة كترمايا معظم سكانها هم من (سُنة) لبنان». واكد السفير زيادة ان «الدولة اللبنانية كانت واضحة وحاسمة في التعامل مع الأمر، وأن هناك اجماعاً بضرورة ملاحقة كل من يثبت أن له علاقة أو تقصيراً في حماية المتهم»، مضيفا «أريد أن أنقل ما أكده فخامة الرئيس ميشيل سليمان، الذي ندد بقتل مواطنين في البلدة للمتهم، كما أنه أعطى توجيهاته الى وزيري الداخلية والعدل لملاحقة الفاعلين، وانزال العقوبات الصارمة في حق المقصرين من قوى الأمن الداخلي اللبناني»، مشيرا الى أن «ما حدث يمس بصورة لبنان الدولة، التي لم تقصر في الكشف عن الفاعل»، مبررا ان وزير العدل اللبناني استنكر الجريمة، ووصفها بالجريمة الهمجية والشنيعة، وأنه لا يوجد شيء في العالم قد يمثل أساسا قانونيا لردة الفعل التي حدثت، والتي تنعكس سلبا على صورة لبنان»، مشددا على أن «لبنان دولة مؤسسات ولا يقبل بهذا الحادث الذي لا يقل خطورة عما سبقه من أعمال همجية».

ومن جهته، أكد سفير مصر لدى لبنان أحمد فؤاد البديوي أن «السفارة تحركت منذ اللحظة الأولى وأثارت الأمر مع السلطات اللبنانية على أعلى مستوى».

وقال البديوي - في اتصال هاتفي مع «الراي» بالقاهرة «قابلت وزير الداخلية اللبناني والمدعي العام التمييزي، وسأقوم بمقابلة وزير العدل اللبناني بعد غد، وأن الموضوع أصبح في حوزة وزارة العدل اللبنانية».

وأضاف البديوي «جميع المسؤولين في لبنان أعربوا عن ادانتهم للحادث، ونحن لدينا ثقة كاملة في السلطات اللبنانية التي تدرك انعكاس حادث بهذه البشاعة على صورة لبنان الدولة، وهو الأمر الذي قمت بإثارته مساء أول من أمس مع وزير السياحة اللبناني، وقلت له: أنت أكثر من تدرك انعكاسات حادث بهذه البشاعة على صورة لبنان بغض النظر عن جنسية المطبق عليه سواء كان مصريا أو لبنانيا، وهو الأمر الذي يتفهمه الجميع في لبنان».

السفير البديوي في بقية تصريحات لـ «الراي» رفض بشكل قاطع أي ربط سياسي للحادث، وقال «الحادث يعد حادثا جنائيا صرفا ولا يتحمل أي تأويل أو اسقاط سياسي». وشدد على أن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط يتابع الحادث منذ وقوعه وأصدر توجيهاته للسفارة بالتحرك مع السلطات اللبنانية من أجل الكشف عن جميع ملابساته، والسفارة بدورها تحيط القاهرة علما بما يستجد أولا بأول.





... وبكري يتقدم بطلب إحاطة عن الحادث

 

القاهرة - «الراي»

تقدم الكاتب الصحافي عضو البرلمان المصري مصطفى بكري بطلب احاطة عاجل لوزير الخارجية في بلده حول واقعة قتل المواطن المصري في لبنان والتمثيل بجثته وتعليقه على عمود انارة بقرية كترمايا. بكري قال ان ما قام به عدد من المواطنين اللبنانيين من سكان القرية باختطاف المواطن المصري محمد سليم المتهم بقتل أسرة لبنانية من يد قوات الشرطة أثناء اعادة تمثيل جريمته في موقع الحادث، هو عمل ومشهد لا يمت للانسانية بصلة، بل هو جريمة مكتملة الأركان واساءة للعلاقات التي تربط بين الشعبين المصري واللبناني.

وأضاف بكري كما أنه يمثل اعتداء سافرا على القانون بغض النظر عن ادانة المتهم أو براءته، حيث انه كان لايزال يخضع للتحقيقات، وان ما جرى يمثل اهانة لكل المصريين. وتساءل بكري في طلب الاحاطة عن الاجراءات التي اتخذتها الخارجية منذ القبض على المواطن ونتائج الاتصالات التي أجرتها مع الحكومة اللبنانية حول القصور الأمني ومحاسبة الجناة والمتسببين في الجريمة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي