الداعية المصري حاضر في «تراث الجهراء»: الرفق واللين في الدعوة إلى الله

u0627u0644u0645u0635u0631u064a u064au0644u0642u064a u0645u062du0627u0636u0631u062au0647
المصري يلقي محاضرته
تصغير
تكبير
شد|

دعا الشيخ محمود المصري المسلمين إلى تأمل سيرة النبي عليه الصلاة والسلام في التعامل مع العصاة والمذنبين من الناس، مبينا أن النبي عليه الصلاة والسلام ترك ثلاثمئة صنم حول الكعبة لمدة ثلاثة عشر عاما لم يهدمها بيديه بل ترك المشركين بأيديهم يفعلون ذلك.

جاء ذلك في محاضرة للمصري استضافته فيها جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومبرة طريق الإيمان تناول فيها المصري قضية الرفق واللين في التعامل مع الناس.

بدأ المصري حديثه عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي ملأها الرفق ولين الجانب طوال ثلاثة وعشرين عاما لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم أحدا رغم أن حياته مليئة بالجهاد في سبيل الله إلا أبي بن خلف الذي آذى النبي ونال منه كثيرا رغم أنه لم يكن عاجزا عن القتل ولم يكن ضعيفا وليس لديه منعة، ولكنه لم يبعث لذلك بل جاء برسالة خالدة يعبّد فيها العباد لرب العباد، مؤكدا بفتح مكة حينما دخلها النبي صلى الله عليه وسلم وقال لخصومه وأعدائه: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

وأشار المصري إلى مواقف من حياته عليه الصلاة والسلام تدل على أنه لم يكن ليغضب لنفسه قط، رغم حادثة الأعرابي الذي جذب النبي بقوة ليعطيه من المال فابتسم عليه الصلاة والسلام في وجهه وأعطاه، داعيا إلى اتخاذ مثل هذه المواقف من حياة النبي عليه الصلاة والسلام هدى ونبراسا نقتدي به خصوصا للدعاة الذين ألقي على عاتقهم دعوة الناس برفق ولين رافعا شعار كل داعية أنه بحاجة للناس لكي يهتدوا على يديه، ناصحا الدعاة بألا يقسوا على الناس، ولا يجبروهم على فعل شيء، ولا يجعلوا الناس في قنوط من رحمة الله،وكذلك ولا يجرؤوهم على معصيته.

واستشهد المصري بمواقف دعوية توضح الأسلوب الدعوي الصحيح من حياة التابعين أمثال الحسن البصري والفضيل بن عياض في تعاملهم مع العصاة، متناولا بعض الأساليب الدعوية التي يحملها بعض الدعاة الذين يملكون علماً شرعياً ولكنهم يفتقدون النزول لأرض الواقع ضاربا أمثلة من حياة النبي عليه الصلاة والسلام وكيف كان يتعامل مع الأشخاص كل حسب موقفه وحاجته لذلك تجد كثيرا من الذين سألوا النبي عليه الصلاة والسلام سؤالا مكررا وإجابته مختلفة فيسألونه «ما أحب العمل إلى الله ؟» فيجيب اجابات متنوعة لأشخاص مختلفين فيقول تارة «بر الوالدين» وتارة «الصلاة على وقتها» وتارة يجيب بأنها «سرور تدخله على قلب مسلم»؟

ودعا المصري كل داعية بأن يتأمل مسألة فقه النفس لدى الناس لأن المسألة ليست مسألة حفظ نصوص وأحكام إنما هي مسألة فهم النفوس التي نحتاج فيها لتأليف قلوب البشر، ساردا قصة حبر من أحبار اليهود الذي أقرض النبي صلى الله عليه وسلم عشرين صاعا من تمر فتطاول على النبي فنهره عمر وأراد أن يقتله فقال النبي ( أردت منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الطلب ) فأقضاه النبي حقه وزاده عشرين صاعا جزاء ترويع عمر له.

وطالب المصري الدعاة بألا يقفلوا الأبواب في وجوه الناس وأن يجعلوها مواربة فلعل أحدكم يخفق في دعوته ويستجيب لغيرك وقال « لو أقفل الداعية الباب في وجه أحد العصاة وعرض له بأسلوب منفر وأيّسه من رحمة الله فإنه بذلك وسّع من حيث لا يدري دائرة الباطل لهذا العاصي»، مبينا بأننا نحتاج لأن نهدم الباطل في قلوب المذنبين حتى يقر بأنه باطل فيأتي للحق.

وانتقد بعض المسلمين الذين يفهمون الدين بشكل خاطئ ويمنحون أعداء الإسلام فرصة لتعميم التهم على المسلمين وطالب المصري بقراءة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرة الصحابة لكي نتعلم منهم أساليب الدعوة باللين والرفق مع الناس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي