«ظلال متاهاتها» تسعى إلى القول والفعل
حوار / رلى صليبا: قلقي الهادر يعانق قصيدتي

رلى صليبا


|بيروت - من اسماعيل فقيه|
تسعى الشاعرة اللبنانية رلى صليبا الى البحث في تفاصيل الحياة عبر القصيدة، وكتابها «ظلال المتاهات» يقدّم الصورة على اكمل وجه في البوح الشعري المفتوح على مداه. وتتوسّع الشاعرة في البوح، لتصل الى مفترق الاسئلة، حيث الاجوبة اكثر من الاسئلة، وتصير القصيدة محاولة مستمرة للقبض على المعنى المرتجى بين «تلال» و«أشجار» و«مدن».
فماذا تقول الشاعرة لـ «الراي» عن ديوانها وما احدثته «الظلال» في حياتها وقصيدتها؟
• كيف تفسرين حضورك في الزمن الهارب او في «ظلال المتاهات» وفق عنوان كتابك؟
- كتابي الاخير يستند الى قصائد تسعى الى البحث والقول والفعل. وفي كل حركة اقدّمها في هذا الكتاب، تتبلّور الصورة الراكدة في متاهة الحياة. وكلما توغلت في هذا الامر اجد نفسي عند مفترق صعب، لا يمكن الركون اليه طويلاً، فأنتقل الى الجهة المقابلة، او الجهة الاخرى، او الضفة الاخرى، علّني اصل الى ما يخفف من وطأة هذه المتاهة، وهكذا تستمر محاولاتي، كأنها محاولات مستمرة الى ما لا نهاية. وأعتقد ان هذه «المتاهة» هي المعنى او البوصلة التي اتوجه منها الى مساحة اخرى من دون انذار سابق.
• تعيشين في «المتاهة» الشعرية؟
- انها «متاهة» مستمرة، لا تتوقّف، تبقى مستمرة ما دامت استمرت الحياة. وحين ادور في هذه المتاهة اجد نفسي اكثر وأكاد اتعرّف اكثر على المساحة الحياتية التي اسعى اليها او التي ستلي اليوم الذي اعيشه. انها متاهة مضنية ولكنها تفي بغرض السؤال، وبسؤال الذات الممتد من الانسان وشجونه مروراً بالمكان والزمان الذي يعايشهما، وصولاً الى الحالة الكبرى او النتيجة التي ترسم معنى الانسان وحضوره في الحياة. المهم ان هذه المتاهة فعل مباشر ومستتر في آن واحد، يتقدّم على سائر الظنون التي تنتاب الانسان، وحين يسيطر يصير حقيقة لامعة وبرّاقة يمكن عبرها الوصول الى حيوية فائضة. هذه الحيوية تساهم في بلورة القصيدة وتحويلها الى حيث التناغم بين الكائن وذاته، بين الكائن وناسه ومكانه وزمانه.
• ماذا تكتبين اليوم، اما زالت «المتاهة» هي نفسها في حياتك ام انها تغيّرت وأخذتك الى مكان آخر وشعور آخر؟
- الكتابة في حياتي لا تتوقف ابداً، وهي مستمرة كما «المتاهة» نفسها. ويمكن القول ان «المتاهة» جميلة ومضنية في آن واحد وقد تسيطر الصفة الاولى على الثانية والعكس صحيح، لكن النتيجة واحدة: فرح عارم وسط جنون الحياة. والانسان هو لولب هذا الشعور، بكل ما يعنيه هذا الشعور.
• هل تعتبرين نفسك شاعرة قلقة الى درجة قاسية؟
- القلق هائل في حياتي، ويبدو هذا القلق في قصيدتي مثل مروحة تدور وتتضاعف. فكل شيء في هذه الحياة يحوّل قلقي ويجعله اكثر نبضاً وأكثر فوراناً. وقلقي هادر لا يستقر، وهو السؤال المستمر الذي لا يبارحني.
• ما مصادر قلقك؟
- القلق نبض فاجر يعانق القصيدة، لا يغيب عنها، يبقى معها، معلق بها، متوثب. فكيف يحيد هذا القلق؟ انه سؤال محير في ذاتي، ما القلق؟ وحين يرتسم هذا السؤال في كياني اجد نفسي في حال فوضى عارمة، وتتنازعني الافكار الاتية والمسبقة. انه قلق الحياة برمتها، فكل اللحظات الهادئة والعابرة في حياتي تساهم في اشتعال سؤال القلق. واذا كان لا بد من تشخيص لهذا القلق اقول: قلقي يبدأ من عذاب الآخر، من تعب الانسان في لحظاته القاسية. يبدأ من جنون الحياة حين تخيم على المكان والزمان، وأكاد اصرخ داخل هذه الدوامة، خصوصاً حين يكون قلبي مراقباً لحريق الحياة وناسها وسكانها. القلق هو الألم الكبير الذي ينخر الجسد جلياً، انه ألم الوجود، ألم المعنى الذي يرتسم في حركة الحياة وتحولاتها المفاجئة.
• هل يمكن القصيدة ان تُعالج هذا القلق او تواجهه؟
- لولا القصيدة لما كانت الحياة في المستوى المطلوب، ولولا تلك الحقيقة الناصعة التي تجسّدها القصيدة لما استطعت تفعيل حضوري في المكان المناسب لي، ولما استطعت توجيه اللحظة التي اعيشها. القصيدة بالنسبة الي هي نشاط مُضاعف يُساهم في بلورة ظنوني وتحويلها صوب الجمال والفرح. ومهما تمادى هذا القلق في حياتي، ومهما استعرت الاسئلة المجنونة في كياني، تبقى القصيدة الملاذ والمناخ العارم الذي يحفظ هذا النشاط ويفعّله ويقدمه الى ذاتي على اكمل صورة، وعلى اكمل هيئة ممكنة وهادئة.
• متى تكتبين؟
- اكتب في شكل دائم، وبصورة يومية. ومهما كانت الظروف التي اعيشها صعبة او مزدحمة بالاشياء الكثيرة والهموم الاكثر، يبقى هناك متسع للكتابة، للبوح، لقول ما يجيش في النفس وتفسيره. اكتب ضمن خط عام في حياتي، وأكاد اجد نفسي ضمن نظام حياتي خاص، يرتكز على ضرورة الكتابة اليومية. لذلك لا يحيد القلم عن ورقتي، خصوصاً ان الافكار تتنازعني وتشدني الى نفسي دائماً. وأرى في الكتابة ما يطمئن النفس، وهذا ما يجعلني اكثر اقتراباً من الكلمة والقصيدة.
• الكتابة اذا هي عامل طمأنينة؟
- بالتأكيد الكتابة هي عامل طمأنينة وعامل مؤثر جداً في تفسير اللحظة التي اعبرها.
• ثمة حزن في قصيدتك؟
- نعم، الحزن من ضمن المناخ العام للقلق الذي ينتاب قصيدتي، وتالياً ينتابني في شكل دائم. الحزن حال صعبة يعيشها الانسان، وحين تلامس الاحزان الشاعر تجعله اكثر عرضة للقلق، وتحوّله كائنا متعبا اكثر من سواه. والقصيدة هي المأمن او المتنفس الذي يساهم في تهدئة النفس اثناء الحزن العظيم.
• كيف تفسرين المعنى الذي انجزته قصيدتك حتى الآن؟
- كل ما كتبته حتى الآن ساهم في تفسير الحياة بالنسبة اليّ، ولذلك سأسعى دائماً الى الكتابة لأبقى مع نفسي جيداً، ومع الآخر والكيان. ان تجربتي الشعرية كانت مليئة بالشجون والاحزان، وربما قاربت الفرح في هذه التجربة، الا ان المسافة مازالت في اولها، والقصيدة ما زالت في اولى كلماتها وحروفها، وعليّ ان ابقى مع المسافة الممتدة الى ما لا نهاية.
تسعى الشاعرة اللبنانية رلى صليبا الى البحث في تفاصيل الحياة عبر القصيدة، وكتابها «ظلال المتاهات» يقدّم الصورة على اكمل وجه في البوح الشعري المفتوح على مداه. وتتوسّع الشاعرة في البوح، لتصل الى مفترق الاسئلة، حيث الاجوبة اكثر من الاسئلة، وتصير القصيدة محاولة مستمرة للقبض على المعنى المرتجى بين «تلال» و«أشجار» و«مدن».
فماذا تقول الشاعرة لـ «الراي» عن ديوانها وما احدثته «الظلال» في حياتها وقصيدتها؟
• كيف تفسرين حضورك في الزمن الهارب او في «ظلال المتاهات» وفق عنوان كتابك؟
- كتابي الاخير يستند الى قصائد تسعى الى البحث والقول والفعل. وفي كل حركة اقدّمها في هذا الكتاب، تتبلّور الصورة الراكدة في متاهة الحياة. وكلما توغلت في هذا الامر اجد نفسي عند مفترق صعب، لا يمكن الركون اليه طويلاً، فأنتقل الى الجهة المقابلة، او الجهة الاخرى، او الضفة الاخرى، علّني اصل الى ما يخفف من وطأة هذه المتاهة، وهكذا تستمر محاولاتي، كأنها محاولات مستمرة الى ما لا نهاية. وأعتقد ان هذه «المتاهة» هي المعنى او البوصلة التي اتوجه منها الى مساحة اخرى من دون انذار سابق.
• تعيشين في «المتاهة» الشعرية؟
- انها «متاهة» مستمرة، لا تتوقّف، تبقى مستمرة ما دامت استمرت الحياة. وحين ادور في هذه المتاهة اجد نفسي اكثر وأكاد اتعرّف اكثر على المساحة الحياتية التي اسعى اليها او التي ستلي اليوم الذي اعيشه. انها متاهة مضنية ولكنها تفي بغرض السؤال، وبسؤال الذات الممتد من الانسان وشجونه مروراً بالمكان والزمان الذي يعايشهما، وصولاً الى الحالة الكبرى او النتيجة التي ترسم معنى الانسان وحضوره في الحياة. المهم ان هذه المتاهة فعل مباشر ومستتر في آن واحد، يتقدّم على سائر الظنون التي تنتاب الانسان، وحين يسيطر يصير حقيقة لامعة وبرّاقة يمكن عبرها الوصول الى حيوية فائضة. هذه الحيوية تساهم في بلورة القصيدة وتحويلها الى حيث التناغم بين الكائن وذاته، بين الكائن وناسه ومكانه وزمانه.
• ماذا تكتبين اليوم، اما زالت «المتاهة» هي نفسها في حياتك ام انها تغيّرت وأخذتك الى مكان آخر وشعور آخر؟
- الكتابة في حياتي لا تتوقف ابداً، وهي مستمرة كما «المتاهة» نفسها. ويمكن القول ان «المتاهة» جميلة ومضنية في آن واحد وقد تسيطر الصفة الاولى على الثانية والعكس صحيح، لكن النتيجة واحدة: فرح عارم وسط جنون الحياة. والانسان هو لولب هذا الشعور، بكل ما يعنيه هذا الشعور.
• هل تعتبرين نفسك شاعرة قلقة الى درجة قاسية؟
- القلق هائل في حياتي، ويبدو هذا القلق في قصيدتي مثل مروحة تدور وتتضاعف. فكل شيء في هذه الحياة يحوّل قلقي ويجعله اكثر نبضاً وأكثر فوراناً. وقلقي هادر لا يستقر، وهو السؤال المستمر الذي لا يبارحني.
• ما مصادر قلقك؟
- القلق نبض فاجر يعانق القصيدة، لا يغيب عنها، يبقى معها، معلق بها، متوثب. فكيف يحيد هذا القلق؟ انه سؤال محير في ذاتي، ما القلق؟ وحين يرتسم هذا السؤال في كياني اجد نفسي في حال فوضى عارمة، وتتنازعني الافكار الاتية والمسبقة. انه قلق الحياة برمتها، فكل اللحظات الهادئة والعابرة في حياتي تساهم في اشتعال سؤال القلق. واذا كان لا بد من تشخيص لهذا القلق اقول: قلقي يبدأ من عذاب الآخر، من تعب الانسان في لحظاته القاسية. يبدأ من جنون الحياة حين تخيم على المكان والزمان، وأكاد اصرخ داخل هذه الدوامة، خصوصاً حين يكون قلبي مراقباً لحريق الحياة وناسها وسكانها. القلق هو الألم الكبير الذي ينخر الجسد جلياً، انه ألم الوجود، ألم المعنى الذي يرتسم في حركة الحياة وتحولاتها المفاجئة.
• هل يمكن القصيدة ان تُعالج هذا القلق او تواجهه؟
- لولا القصيدة لما كانت الحياة في المستوى المطلوب، ولولا تلك الحقيقة الناصعة التي تجسّدها القصيدة لما استطعت تفعيل حضوري في المكان المناسب لي، ولما استطعت توجيه اللحظة التي اعيشها. القصيدة بالنسبة الي هي نشاط مُضاعف يُساهم في بلورة ظنوني وتحويلها صوب الجمال والفرح. ومهما تمادى هذا القلق في حياتي، ومهما استعرت الاسئلة المجنونة في كياني، تبقى القصيدة الملاذ والمناخ العارم الذي يحفظ هذا النشاط ويفعّله ويقدمه الى ذاتي على اكمل صورة، وعلى اكمل هيئة ممكنة وهادئة.
• متى تكتبين؟
- اكتب في شكل دائم، وبصورة يومية. ومهما كانت الظروف التي اعيشها صعبة او مزدحمة بالاشياء الكثيرة والهموم الاكثر، يبقى هناك متسع للكتابة، للبوح، لقول ما يجيش في النفس وتفسيره. اكتب ضمن خط عام في حياتي، وأكاد اجد نفسي ضمن نظام حياتي خاص، يرتكز على ضرورة الكتابة اليومية. لذلك لا يحيد القلم عن ورقتي، خصوصاً ان الافكار تتنازعني وتشدني الى نفسي دائماً. وأرى في الكتابة ما يطمئن النفس، وهذا ما يجعلني اكثر اقتراباً من الكلمة والقصيدة.
• الكتابة اذا هي عامل طمأنينة؟
- بالتأكيد الكتابة هي عامل طمأنينة وعامل مؤثر جداً في تفسير اللحظة التي اعبرها.
• ثمة حزن في قصيدتك؟
- نعم، الحزن من ضمن المناخ العام للقلق الذي ينتاب قصيدتي، وتالياً ينتابني في شكل دائم. الحزن حال صعبة يعيشها الانسان، وحين تلامس الاحزان الشاعر تجعله اكثر عرضة للقلق، وتحوّله كائنا متعبا اكثر من سواه. والقصيدة هي المأمن او المتنفس الذي يساهم في تهدئة النفس اثناء الحزن العظيم.
• كيف تفسرين المعنى الذي انجزته قصيدتك حتى الآن؟
- كل ما كتبته حتى الآن ساهم في تفسير الحياة بالنسبة اليّ، ولذلك سأسعى دائماً الى الكتابة لأبقى مع نفسي جيداً، ومع الآخر والكيان. ان تجربتي الشعرية كانت مليئة بالشجون والاحزان، وربما قاربت الفرح في هذه التجربة، الا ان المسافة مازالت في اولها، والقصيدة ما زالت في اولى كلماتها وحروفها، وعليّ ان ابقى مع المسافة الممتدة الى ما لا نهاية.