«الراي» رافقتهم في يوم عمل ففتحوا دفتر الضبطيات وما يواجهونه من مخاطر ... وقدموا جملة مطالب

فريق «جوالة الجمارك» في ميناء الشويخ... عين على البحر ويد على ضبط كل ممنوع

تصغير
تكبير
| كتب ناصر الفرحان |

يعملون بصمت، عيون يقظة على كل ما قد يؤدي إلى ضرر، لكن الصمت في العمل والسكون في أدائه بعزيمة، لا يمنع من كسر حاجز الصمت عن جملة من المطالب يرونها مستحقة لهم، على الاقل أسوة بنظرائهم في وزارتي الدفاع والداخلية.

إنهم أفراد فريق الجوالة في الادارة العامة للجمارك في ميناء الشويخ. لا يهم أن يكون عددهم اقل من عشرة، لكن المهم ما يقومون به من وقاية وطنهم واهله والمقيمين على أرضه من شرور الأشرار المحملين بسموم المخدرات ومواد السحر والشعوذة، او أولئك الساعين إلى تهريب مواد تموينية بما يضر الوطن.

«الراي» جالت مع فريق الجوالة، رافقتهم في جولة وفتحت معهم دفتر الحديث عن العمل والضبطيات والمعاناة، فطالبوا بجملة من البدلات، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه انهم حتى لو لم يحصلوا عليها فإن نفوسهم راضية عما يقومون به من عمل يخدمون به وطنهم ويقونه شر المتربصين بأمنه وامان وسعادة اهله.

هؤلاء على موعد مع قدوم موسم السفر في جميع المنافذ، وإن كانت أعينهم لا تغمض على مدار العام قياما بالواجب.

أما البداية لفريقهم فقد كانت في العام 2004 عندما انشأت الإدارة العامة للجمارك فريقا سمي «فريق الجوالة» يعتبر الثاني في العالم بعد فريق الجوالة الاميركي مهمته التدقيق والفحص ومراقبة القادمين والوقوف بالمرصاد لكل من يحاول تهريب الممنوعات.



البداية كانت مع مساعد مراقب جمرك ميناء الشويخ رئيس فريق الجوالة محمد الدوسري:

• ما طبيعة عمل فريق الجوالة في الادارة العامة للجمارك؟

- نختص بتفتيش المسافرين القادمين من ايران والحد من عمليات تهريب المخدرات.

ولقد أنشأت الادارة العامة للجمارك برئاسة المدير العام ابراهيم الغانم فريق الجوالة في عام 2004 وهو أول فريق جوالة بحري على مستوى العالم العربي وأوروبا، والثاني بعد الولايات المتحدة الأميركية وقد تشكل الفريق من نخبة من رجال الجمارك الكويتية وأثبت نجاحاً كبيراً في وقف وضبط تهريب المخدرات والخمور، وحد من عملية التهريب عبر ميناء الشويخ البحري بما نسبته 90 في المئة.

• كم عدد رجال فريق الجوالة؟

- عددهم ستة، ولكن الانجاز لا يقاس بالعدد بل بالعمل الجاد والاخلاص والمثابرة، وعملهم على مدار 24 ساعة بالاضافة الى فرق جوالة أخرى في المطار والمنافذ الحدودية.

• هل لديكم مصادر تعتمدون عليها في الخارج؟

- نعم، لدينا مصادر وتزودنا بالمعلومات الصحيحة وقد القينا القبض على مهربين عدة بفضل هذه المصادر، ولعل آخر قضية هي ضبط 3000 زجاجة خمر نتابعها منذ شهر بفضل معلومات المصادر.

• ما الجهات التي يتم التعاون معها في عملكم؟

- بالتأكيد رجال المباحث والاثر من أكثر الناس تعاوناً معنا، سواء في التفتيش أو التدقيق على المسافرين او في تبادل المعلومات، ولكن نعمل لهدف واحد هو حماية الكويت وأهلها.

• ما أخطر الناس تعاملاً معهم اثناء عملكم؟

- المسافر قد يأتي مرتبكاً ويمكن أن ينكشف أمره بسرعة ولكن الطامة الكبرى في العاملين داخل الميناء من عمال ومندوبين ومخلصين وفنيين من رجال الجمارك لأن هؤلاء يدخلون ويخرجون «وماخذين راحتهم» في العمل، ومع ذلك ضبطنا الكثير منهم لديهم ممنوعات او انهم متعاونون مع مهربين وهذه أخطر فئة يمكن ان نتعامل معها.

• لماذا لا يتم تركيب كاميرات مراقبة عند المرسى وفي الطريق الى صالة الجمارك، وحتى في الصالة نفسها لمزيد من الرقابة؟

- لقد طالبنا ونكرر بأننا في حاجة ماسة لوجود كاميرات زمنية لمراقبة المسافرين، والطريق الذي يسلكونه من العبارة الى صالة الجمارك لتوفير الجهد والوقت ولمزيد من الامان وكذلك نقل صالة الجمارك الى المرسى ليكون مقرها قريباً من العبارة بدل هذا الطريق الطويل والنقل بالباصات في هذا الجو الحار والبارد والغبار وغيرها من أمور.

• ما الأجهزة المساعدة لكم في التفتيش؟

- لدينا أجهزة الاثر وهي التي تساعدنا في الكشف عن المخدرات والمتفجرات، بالاضافة الى جهاز «سوتر» وهو جهاز يكشف التهريب عن طريق «البلع» وهو يفحص الشخص الذي يشتبه به وجهاز فحص الحقائب بالاضافة الى يقظة وحذر وفراسة رجل الجمارك وهي الاساس في عملنا.

• لا نرى لديكم مفتشات جمركيات؟

- للاسف نعاني من نقص شديد في المفتشات الجمركيات، وهذا مهم جداً خصوصا في الكشف على النساء وقد طالبنا منذ فترة طويلة ولم ينفذ طلبنا، والآن لا يوجد الا اثنتان فقط وفي سن التقاعد وأتمنى توفير العنصر النسائي الشاب ليكون قادراً على تحمل المسؤولية والعمل على الاجهزة الحديثة.

• لماذا لا توجد أماكن مخصصة لاستقبال المسافرين بدلاً من الانتظار في المواقف؟

- لقد طالبنا بضرورة وجود صالة انتظار لاستقبال متوفر فيها جميع الخدمات، ولكن تكثر الوعود ولا نرى التنفيذ خصوصا مع رؤية المستقبلين يجلسون على الرصيف وداخل مواقف السيارات ولساعات بسبب تأخر العبارات في بعض الاحيان وفي مكان غير حضاري ولا يليق بالكويت.

• ما أهم مطالبات رجال الجمارك والجوالة بشكل خاص؟

- صرف بدل عدوى نتيجة لما يتعرضون له من مواد خطرة، وأدوية وغيرها لا يعرف مصدرها، بالاضافة الى صرف بدل شاشة وتعامل مع الجمهور، وكذلك زيادة بدل طريق لأن ما يصرف حالياً هو 20 ديناراً، بينما يصرف في وزارتي الدفاع والداخلية مبلغ 70 ديناراً، وهذا أمر غير متكافئ، ورجالنا في المنافذ يستحقون ذلك، بالاضافة الى ضرورة زيادة راتب رجل الجمارك لأنه معرض للخطر والاغراء من قبل المهربين، سواء للمخدرات أو المواد المقلدة او المفرقعات وغيرها.

• هناك نقطة مهمة وهي انه لا يجب الاعتماد على مكافأة المضبوطات لأن هناك من يعمل 24 ساعة ولكن غير محظوظ بالضبطيات وهذا من أكثر الناس تعرضاً للاغراء والفتنة، ولكن لو كان راتبه كافياً فلا ينظر للفتات، ورجال الجمارك في حالة طوارئ لمدة 14 ساعة وليسوا كالعسكريين فقط وقت الحروب أو المهام بل نحن في حال استنفار يومي.

• هل هناك عقوبة لمن يهرب مواد سحر وشعوذة؟

- للاسف لا توجد لدينا عقوبة، وقد طالبنا بضرورة اصدار قانون يجرم استيراد مواد سحر وشعوذة، وكل ما نملكه تعهدا يؤخذ على المسافر وينتهي الأمر، ونطالب باصدار قانون يمنع دخول المسافر الذي يحمل مواد سحر وشعوذة نهائياً من دخول البلاد لضرره الكبير على العوائل والاهالي.

وقد أصيب أحد العاملين لدينا بسحر أقعده في الفراش 3 سنوات، وغيره أصيب بحالة نفسية ووسواس غير طبيعي، فما ذنبنا خصوصا ان السحر أخطر من المخدرات، لأن خطره أعم وأشمل من المخدرات التي يكون خطرها على الشخص نفسه فقط.

• كم عدد الحاويات التي يتم تفتيشها في ميناء الشويخ يومياً؟

- قرابة 700 حاوية.

• هل تضبطون مواد تموينية مهربة؟

- نضبط شهرياً 30 طناً من مواد التموين مهربة ونسلمها الى وزارة التجارة، وتقوم مشكورة باعطائنا «كتاب شكر»، وأنا أطالبها بتشديد الرقابة على مراكز توزيع هذه المواد بالاضافة الى ضبط ومخالفة من يتاجر بها في الاسواق والساحات.

من جهته، طالب المفتش الجمركي حمد العجمي بضرورة صرف بدل عدوى للمفتشين لأن ما يتعرضون له اثناء التفتيش يفوق الخيال، خصوصا وان هناك ادوية ومواد سحر وشعوذة، ورجل الجمارك هو أول من يواجه هذه البضائع وقد أصيب الكثيرون من زملائنا بأمراض جلدية معدية وبعضهم تعرض للضرر بسبب مواد السحر والشعوذة، ولذا فإن صرف بدل العدوى أمر ضروري لتشجيع رجال الجمارك على العمل.

وأضاف العجمي أن رجال الجمارك في المنافذ محرومون من بدل شاشة أو التعامل مع الجمهور، بالرغم من ان عملنا الاساسي هو مقابلة الجمهور والتعامل معهم، وقد حرمنا من هذا البدل الذي يصرف لزملائنا في وزارتي الدفاع والداخلية.

وذكر أن عملنا هو خدمة الوطن والمحافظة عليه من المهربين ومن يريد به شراً، ولكن هذا لا يمنع من ان تهتم الحكومة برجالها وتمنح لهم العطايا والمزايا تشجيعاً لهم، ودرءاً للفتنة والاغراءات، ثم اني أطالب بتحديث مبنى وصالة الجمارك ونقلها لتكون قريبة من المرسى لمزيد من الامان، وحتى لا تعطى فرصة للقادم ان يرمي اي ممنوعات في غفلة من رجال الجمارك او وزارة الداخلية اذا أحس بالخطر، وبالتالي لا تستطيع محاسبته أو معرفة من رمى هذه الممنوعات.

أما المفتش الجمركي علي بوغيث فقد أوضح أن رجال الجمارك يعتبرون خط الدفاع الأول لحماية البلاد والعباد وبالتالي هم أول من يواجهون بضائع الركاب وتفتيشها، وهذا يعرضهم للعدوى والامراض والحساسية والسحر بأنواعه، وعليه فإننا نستحق صرف بدل عدوى لأن ما نتعرض له أكبر من قيمة البدل الذي لا يصرف.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي