د. مبارك عبد الله الذروة / ناقل الكفر... ساهم في الكفر

تصغير
تكبير
حالة التوهان الذي يعيشه الفضاء الكويتي بسبب فقدان البوصلة الإعلامية لمسارها الصحيح واستخدام لغة التشفي والإيذاء للآخر وظهور أنموذج الحوار الفرداني الإقصائي وغياب الحس الوطني وبعده الأمني، وبروز ملفات عديدة مسكوت عنها وملغومة، هذه الحالة تبعث على المراجعة لاتجاه الطريق الذي يسلكه إعلامنا.

صاحب السمو حفظه الله وما أثاره من أن النواب خيبوا آمال الشعب... لامس كبد الحقيقة. وأصبح نص كلامه، حفظه الله، يفهم على أكثر من وجه وهو كلام محتمل وقابل للتأويل. هذا حسب فهمي على أقل تقدير... وهو ما تزامن مع كلام السيد رئيس مجلس الأمة الموقر جاسم الخرافي من اتهامه الإعلام الذي يثير مشكلات لا أساس لها! هنا نعيش حالة التوهان... فالنواب والإعلام هما سبب خيبة الآمال، وهما سبب تردي البلاد.

السيد الخرافي أثار في «الملتقى الإعلامي» قضية مهمة وغاية في الخطورة وهي أن الإعلام هو الذي يثير الفتن الطائفية في البلاد، وأن الإعلام «مشكلة المشاكل»، يعني هناك مشاكل كثيرة والإعلام هو جوهر هذه المشكلات... بل هو موقدها، والفتنة نائمة...!

تصويب الخرافي رصاصته لم تكن لقتل الإعلام وإنما لينذر قومه إلى أن الإعلام يساهم في الكفر ان لم تك كافرة، إذا قلنا إن ناقل الكفر ليس بكافر، فهو كمن يصوب مسدسه للفضاء ويطلق رصاصاته قوية مدوية ويصيح انتبهوااااا! يريد أن يقول إن إعلامنا يقوم بنقل الأخبار، ويثير الفتن، ويشعل الحروب الكلامية بين مكونات المجتمع، ثم يقف يتفرج ويقول ناقل الكفر ليس بكافر!

ثم كان واضحاً السيد الخرافي حين أشار بأصابع الاتهام إلى الحكومة متسائلاً من الذي يمنع الحكومة من أن تقوم بواجباتها؟ فإذا كان الإعلام فعلاً يثير الفتن والغبار فوق رؤوس النواب والحكومة... فمن منحه صكاً ليكون مشكلة المشكلات، ومن دعمه وموله وجعل كثيراً من ملفاته الشائكة المسكوت عنها في الصدارة الإعلامية؟

لكننا نهمس بأذن السيد الرئيس ونقول إن هذا التحديد يحتاج إلى تحديد آخر... فهل الخلل يا سيادة الرئيس في الإعلام أم في القوانين التي تتعامى عن الإعلام، أليس مجلس الأمة قد سن القوانين وجعلها بيد الحكومة ووزارة الإعلام، فأين هي الحكومة عن مراقبة الإعلام وتطبيق قوانينه؟ اعتقد أن البلاء الذي نعانيه اليوم ليس في نواب الأمة ولا الإعلام إنما في تطبيق القانون.

نعم إن الدول التي تهمش القانون وتجعله موسمياً هي دول تستعدي صغارها. الإعلام يا سيدي كالطفل لا يفطمه سوى قانون الثواب والعقاب، والديموقراطية طرفان هما: الحرية والمسؤولية. ومن أمن العقوبة فقد أساء الأدب.

***

تحية اكبار وتقدير للقائمين على الملتقى الإعلامي العربي، وللسيد ماضي الخميس على ما قدموه من جهود لانجاح الملتقى... فقد كانت كوكبة من المتخصصين الذين اثروا الواقع الاعلامي العربي ليتلمس طريقه نحو التكامل والتنسيق الاعلامي المنشود.





د. مبارك عبد الله الذروة

كاتب كويتي

maltherwa@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي