الحريري يقود حملة تفكيك الـ «سكود» بالديبلوماسية


|بيروت - من وسام ابو حرفوش|
توحي التطورات المتصلة بما يشاع عن تهريب سورية السلاح لـ «حزب الله» بتحول ما يعرف بـ «ازمة سكود» الى ما يشبه «بقعة الزيت» الآخذة في الاتساع، وسط اعتقاد في بيروت بأن «التكبير الاميركي» لهذه الازمة هدفه الضغط على سورية لأسباب تتعلق بـ «تطمينات لاسرائيل» في اطار حضها على ملاقاة المسعى الاميركي لكسر الجمود على المسار الفلسطيني.
ولم تحجب التقديرات المتناقضة لأبعاد التطورات المتصلة بـ «ازمة سكود» التكهنات حيال احتمالات الحرب وعدمها، في ظل مواقف بـ «مكبرات الصوت» تصدر من واشنطن ودمشق وتل ابيب وبيروت، تحاكي هذه الاحتمالات، تارة عبر استبعاد الحرب وتارة اخرى من خلال تظهير حجم القلق الكبير من مغبة انزلاق المنطقة في اتجاه مغامرات جديدة.
وعلى وقع «حرب الاتهامات» المتبادلة، عاودت سورية تظهير موقفها حيال «كذبة سكود» وأبعادها في مقالة لمستشارة الرئيس بشار الاسد بثينة شعبان، في الوقت الذي طار وزير الدفاع الاسرائيلي يهودا باراك الى واشنطن سعياً لمزيد من الضغوط على سورية، اما «حزب الله» الذي لم يتعود البوح بما يملكه فإنه يمضي في الدفاع عن حقه في بناء ترسانة قادرة على المواجهة في اي حرب مقبلة.
واللافت في هذا السياق «الهجوم الديبلوماسي» الذي بدأه رئيس الحكومة سعد الحريري لتجنيب لبنان اي اخطار محتملة يمكن ان تهب من «ازمة سكود»، فإضافة الى موقفه الجازم بعدم تسلل مثل هذه الصواريخ الى لبنان، اجرى سلسلة مشاورات «هاتفية» مع قادة اوروبيين في مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، اضافة الى الاسد.
ورغم التطمينات التي تلقاها الحريري، لا سيما من الرئيس الفرنسي، فان بيروت، التي استضافت زيارة خاطفة لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، على موعد مع مباحثات سيجريها غداً رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، وستتركز في جانب اساسي منها على ابعاد الحملة الاميركية الاسرائيلية وامكان تضافر الجهود العربية لـ «تفكيكها»، خصوصاً ان لقطر علاقات اقليمية ودولية تؤهلها لعب دور في هذا الاتجاه.
وبرز امس استقبال الحريري مساعد الرئيس الأميركي نائب مستشار الأمن القومي جون برينان، في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، حيث جرى عرض الأوضاع الإقليمية والدولية، من دون استبعاد ان يكون موضوع «السكود» خيّم على أجواء اللقاء.
وكان الحريري واصل «ديبلوماسية الهاتف» الوقائية التي يعتمدها لمواجهة وتيرة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان وسورية، بالتزامن مع رفض إسرائيل التقدم على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين، اذ أجرى إتصالاً بنظيره الاسباني أكد خلاله «ضرورة إتباع الموقف الأوروبي بخطوات عملية ملموسة للضغط على إسرائيل لدفعها إلى وقف رفضها المتواصل القبول بالمطالب الفلسطينية المحقة والمشروعة، والانصياع لجهود المجتمع الدولي لدفع مسيرة السلام قدما الى الإمام، لافتا الى التزام لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701».
من جهته، أكد ثاباتيرو للحريري ان بلاده، التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، ستساهم بالعمل مع كل الأطراف في المجتمع الدولي لإعادة إحياء المسار التفاوضي الفلسطيني- الإسرائيلي كأولوية أساسية في هذه المرحلة، مشددا على ان اسبانيا مستمرة في مراقبة الموقف في المنطقة من اجل تامين جو من الاستقرار والحوار.
من ناحيته، طمأن ساركوزي الحريري الى «ان فرنسا تراقب الوضع الإقليمي عن كثب وهي لن تسمح بأي اعتداء على لبنان».
واصدر قصر الاليزيه بياناً اوضح فيه ان ساركوزي اعرب خلال اتصاله بالحريري «عن قلقه من تطورات التوتر في المنطقة» واكد ضرورة «ان يتحمل كل طرف مسؤوليته ويمتنع عن اي اعمال من شأنها تغذية التوتر والنيل من استقرار المنطقة». وامل «ان يتمكن الاطراف من تجاوز الجمود الذي يسيطر على محاور عملية السلام في الشرق الاوسط»، مؤكداً «التزام فرنسا العمل من اجل تحقيق هذا الهدف». اما في الاتصال مع ميركل، فعرض الحريري التهديدات الإسرائيلية لسورية ولبنان وخطورة التخلي عن العملية السلمية.
وكان لافتاً ما كُشف عن ان رئيس الوزراء اللبناني أجرى اتصالاً السبت، بالرئيس السوري اتسم بالإيجابية. ورغم ان الاتصال وُصع في إطار إيجاد الأجواء المريحة لمتابعة فريق المديرين والخبراء اللبنانيين مع نظرائهم السوريين ما توصلوا إليه في اجتماعهم الاثنين الماضي في دمشق تحضيراً لزيارة الحريري الثانية لدمشق، فان مصادر عدة توقعت ان يكون الاتصال تطرق في شكل رئيسي الى التهديدات لسورية ولبنان على خلفية المزاعم حول صواريخ «سكود»، علماً ان موقف رئيس الحكومة الذي شبّه فيه هذا الملف بأسلحة الدمار الشامل في العراق، لاقى ارتياحاً سورياً وقوبل بانزعاج أميركي.
وفي موازاة ذلك، نُقل عن مصادر ديبلوماسية ان الامين العام لقصر الاليزيه كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ينويان زيارة سورية قريباً موفدين من ساركوزي، من دون استبعاد ان يحطّا في بيروت ايضاً.
وسط هذا المناخ، أكد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبرهيم أمين السيد، ان «تصريحات السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان، تعبر عن مدى الانزعاج من الصورة الثلاثية الأبعاد في دمشق، التي جمعت كل من الرئيسين السوري والإيراني والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهو كان يتباكى ويحاول توهين موقع الرئاسة في لبنان، من خلال تصويره أن السيد نصر الله حل مكان الرئيس».
توحي التطورات المتصلة بما يشاع عن تهريب سورية السلاح لـ «حزب الله» بتحول ما يعرف بـ «ازمة سكود» الى ما يشبه «بقعة الزيت» الآخذة في الاتساع، وسط اعتقاد في بيروت بأن «التكبير الاميركي» لهذه الازمة هدفه الضغط على سورية لأسباب تتعلق بـ «تطمينات لاسرائيل» في اطار حضها على ملاقاة المسعى الاميركي لكسر الجمود على المسار الفلسطيني.
ولم تحجب التقديرات المتناقضة لأبعاد التطورات المتصلة بـ «ازمة سكود» التكهنات حيال احتمالات الحرب وعدمها، في ظل مواقف بـ «مكبرات الصوت» تصدر من واشنطن ودمشق وتل ابيب وبيروت، تحاكي هذه الاحتمالات، تارة عبر استبعاد الحرب وتارة اخرى من خلال تظهير حجم القلق الكبير من مغبة انزلاق المنطقة في اتجاه مغامرات جديدة.
وعلى وقع «حرب الاتهامات» المتبادلة، عاودت سورية تظهير موقفها حيال «كذبة سكود» وأبعادها في مقالة لمستشارة الرئيس بشار الاسد بثينة شعبان، في الوقت الذي طار وزير الدفاع الاسرائيلي يهودا باراك الى واشنطن سعياً لمزيد من الضغوط على سورية، اما «حزب الله» الذي لم يتعود البوح بما يملكه فإنه يمضي في الدفاع عن حقه في بناء ترسانة قادرة على المواجهة في اي حرب مقبلة.
واللافت في هذا السياق «الهجوم الديبلوماسي» الذي بدأه رئيس الحكومة سعد الحريري لتجنيب لبنان اي اخطار محتملة يمكن ان تهب من «ازمة سكود»، فإضافة الى موقفه الجازم بعدم تسلل مثل هذه الصواريخ الى لبنان، اجرى سلسلة مشاورات «هاتفية» مع قادة اوروبيين في مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، اضافة الى الاسد.
ورغم التطمينات التي تلقاها الحريري، لا سيما من الرئيس الفرنسي، فان بيروت، التي استضافت زيارة خاطفة لوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، على موعد مع مباحثات سيجريها غداً رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، وستتركز في جانب اساسي منها على ابعاد الحملة الاميركية الاسرائيلية وامكان تضافر الجهود العربية لـ «تفكيكها»، خصوصاً ان لقطر علاقات اقليمية ودولية تؤهلها لعب دور في هذا الاتجاه.
وبرز امس استقبال الحريري مساعد الرئيس الأميركي نائب مستشار الأمن القومي جون برينان، في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، حيث جرى عرض الأوضاع الإقليمية والدولية، من دون استبعاد ان يكون موضوع «السكود» خيّم على أجواء اللقاء.
وكان الحريري واصل «ديبلوماسية الهاتف» الوقائية التي يعتمدها لمواجهة وتيرة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان وسورية، بالتزامن مع رفض إسرائيل التقدم على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين، اذ أجرى إتصالاً بنظيره الاسباني أكد خلاله «ضرورة إتباع الموقف الأوروبي بخطوات عملية ملموسة للضغط على إسرائيل لدفعها إلى وقف رفضها المتواصل القبول بالمطالب الفلسطينية المحقة والمشروعة، والانصياع لجهود المجتمع الدولي لدفع مسيرة السلام قدما الى الإمام، لافتا الى التزام لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701».
من جهته، أكد ثاباتيرو للحريري ان بلاده، التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، ستساهم بالعمل مع كل الأطراف في المجتمع الدولي لإعادة إحياء المسار التفاوضي الفلسطيني- الإسرائيلي كأولوية أساسية في هذه المرحلة، مشددا على ان اسبانيا مستمرة في مراقبة الموقف في المنطقة من اجل تامين جو من الاستقرار والحوار.
من ناحيته، طمأن ساركوزي الحريري الى «ان فرنسا تراقب الوضع الإقليمي عن كثب وهي لن تسمح بأي اعتداء على لبنان».
واصدر قصر الاليزيه بياناً اوضح فيه ان ساركوزي اعرب خلال اتصاله بالحريري «عن قلقه من تطورات التوتر في المنطقة» واكد ضرورة «ان يتحمل كل طرف مسؤوليته ويمتنع عن اي اعمال من شأنها تغذية التوتر والنيل من استقرار المنطقة». وامل «ان يتمكن الاطراف من تجاوز الجمود الذي يسيطر على محاور عملية السلام في الشرق الاوسط»، مؤكداً «التزام فرنسا العمل من اجل تحقيق هذا الهدف». اما في الاتصال مع ميركل، فعرض الحريري التهديدات الإسرائيلية لسورية ولبنان وخطورة التخلي عن العملية السلمية.
وكان لافتاً ما كُشف عن ان رئيس الوزراء اللبناني أجرى اتصالاً السبت، بالرئيس السوري اتسم بالإيجابية. ورغم ان الاتصال وُصع في إطار إيجاد الأجواء المريحة لمتابعة فريق المديرين والخبراء اللبنانيين مع نظرائهم السوريين ما توصلوا إليه في اجتماعهم الاثنين الماضي في دمشق تحضيراً لزيارة الحريري الثانية لدمشق، فان مصادر عدة توقعت ان يكون الاتصال تطرق في شكل رئيسي الى التهديدات لسورية ولبنان على خلفية المزاعم حول صواريخ «سكود»، علماً ان موقف رئيس الحكومة الذي شبّه فيه هذا الملف بأسلحة الدمار الشامل في العراق، لاقى ارتياحاً سورياً وقوبل بانزعاج أميركي.
وفي موازاة ذلك، نُقل عن مصادر ديبلوماسية ان الامين العام لقصر الاليزيه كلود غيان والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ينويان زيارة سورية قريباً موفدين من ساركوزي، من دون استبعاد ان يحطّا في بيروت ايضاً.
وسط هذا المناخ، أكد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبرهيم أمين السيد، ان «تصريحات السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان، تعبر عن مدى الانزعاج من الصورة الثلاثية الأبعاد في دمشق، التي جمعت كل من الرئيسين السوري والإيراني والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهو كان يتباكى ويحاول توهين موقع الرئاسة في لبنان، من خلال تصويره أن السيد نصر الله حل مكان الرئيس».