فاز بالمرتبة الأولى بين 160 عازفا من العالم في مسابقة الموسيقار شوبان

فيصل البحيري: «لوياك» هي التي اكتشفت موهبتي وأرسلتني على نفقتها لدورات خارجية

تصغير
تكبير
|كتبت سماح جمال|

عازف البيانو الكويتي فيصل البحيري يدين بالفضل لـ «لوياك» التي اصبحت منزلاً ثانياً له فلولا تبنيها له وتقديمها الكثير لما اصبح بمهارة العازفين الدوليين. البحيري طالب بكلية الاداب قسم اللغة الانكليزية بالجامعة الاميركية له قصة سطرها بتدريباته المكثفة تحدث عن تفاصيلها لـ «الراي» فكان هذا الحوار:



• كيف تعرفت على موهبتك ؟

- من موقع اليوتيوب الالكتروني لفت نظري عازف بيانو صيني يعزف مقطوعة موسيقية هي «هيروليكا» للعازف فرانزليز- وأعجبت بها ولا أدري ما الذي دفعني لاتخاذ قرار بتعلم العزف على البيانو، ومن هنا بدأت رحلتي بالبحث عن معلم للموسيقى ليعلمني أصول واساسيات العزف وبلغ عدد الأساتذة الذين رفضوا تعليمي إلى عشرين معلما حتي وجدت المعلم الاستاذ محمد النعمان فعلمني قراءة النوتة كونه عازف كمان بالأصل

• كيف تمت المعرفة بينك وبين «لوياك» وما سر الدعم الذي وجدته منهم ؟

- قرأت اعلانابإحدى الصحف اليومية تطلب به «لوياك» مواهب شابة للعزف والغناء فتقدمت اليهم واستمعت اللجنة لعزفي لمدة عشرة دقائق فقبلوني واعتبر هذا دين كبير لـ «لوياك» لا أعرف كيف أوفيه لهم وخاصة للاستاذة فتوح الدلالي التي دعمتني بصورة كبيرة وأنا أعتبرها والدتي فهي صاحبة فضل كبير لا يمكن أن أنساه.

• ما الدورات التي اجتزتها ؟

- حتى الآن خضعت لدورتين خارج البلاد رعتني بهما «لوياك» تحملت هي تكلفتهما بالكامل الاولى في بولندا وكانت مدة الكورس عشرة أيام ولمدة سبع ساعات يومية من التدريب المكثف مع المعلم «ستيفان كوتشيبا» والطلبة كانوا منذُ عمر الرابعة.أما الدورة الثانية فكانت في فنلندا مع نفس البروفيسور في دورة مكثفة لمدة 15 يوماً وعشر ساعات تمرين يومياً وساعتان لمشاهدة الأفلام الوثائقية عن تاريخ الموسيقى.

• كيف كانت معاملة أقرانك بهذه الدورات معك خاصة أنك العربي الوحيد بينهم؟

- كانو لطفاء للغاية وجمعتنا أيام وذكريات جميلة وأتذكر باحدى المرات طرح فيها أحدهم سؤالا عليّ: أمازلتم تعيشون في الخيام؟ فقلت: بالطبع والبيانو الخاص بي أضعه في خيمة وأنقله من مكان لاخر على ظهر البعير كما أننا نمتشق السيوف في حياتنا اليومية وهنا شعرت بنظرات الخوف على وجوهم فقلت لهم كنت أمازحكم وبلدنا متحضر واستعنت باليوتيوب وأريتهم معالم من وطني الكويت.

• هل خضت غمار المسابقات ؟

- حصلت على المركز الاول في مسابقة لأفضل أداء للموسيقار شوبان بالخليج،تقدم لها ما يقارب370 ألف عازف من العالم كله تم قبول مئة وستين فقط وكنت أنا العربي الوحيد فحصدت المركز الأول مناصفة مع متسابقة صينية.

• ماذا أضافت الموسيقى على حياتك ؟

- الموسيقى غيرتني بشكل كامل وأهم ما علمتني التفكير قبل الكلام وهذا كان انعكاسا طبيعيا لطقوس التدريب فمقطوعة تستغرق أربع دقائق من العزف تأخذ تدريب ثلاثة أشهر متواصلة وهذا بالإضافة للانفتاح على الاخر الى جانب فضيلة الصمت الذي كان للبروفيسور ستيفان كوتشيبا الفضل فيه فأثناء دورتي الثانية معه فوجئت به يدخل ويجلس بصمت وبدأ بالتأمل من حوله دون أن يوجه كلمة واحدة لي وبعد مضي ما يقارب الساعة فوجئت به يقول لقد انتهى درس اليوم فعرفت بعدها أنه درس لتعلم الصمت.

• أتتخيل أن يأتي اليوم الذي تتخلى فيه عن البيانو ؟

- مستحيل.. و«لو كان البيانو امرأة لتزوجتها» من شدة تعلقي بالبيانو فهي آلة شديدة الرقي والكبرياء فلو أراد عازف أن يعزف على الكمان أو الغيتار أو غيره من الالات هو من يذهب إليها أما عازف البيانو فعليه أن يذهب الى هذه الآلة هذا غير ما يمتلكه البيانو من رهبة تدخل في قلب العازف خاصة بالعزف المنفرد على المسرح وكل الأضواء مسلطة علينا.

• كيف تمضي حياتك من دون

عزف ؟

- ككل الشباب أمارس حياتي بشكل طبيعي بين جامعتي ومحاضراتي وقضاء الوقت مع «الربع» بالديوانيات.

• عندما بدأت هذا المشوار هل تخيلت أنك ستصل لما أنت فيه اليوم ؟

- لم أتصور أن تكون محاولتي بتعلم مقطوعة موسيقية شاهدتها على اليوتيوب- ستغير حياتي للأبد فبدأ الحلم يكبر شيئا فشيئا ولي أحلام المشاركة في المسابقات والمنافسات الكبيرة وتطوير نفسي موسيقياً قدر الإمكان.

• وهل من حفلات علنية ستقدمها قريباً ؟

- هناك حفلتان سأقدمهما في بولندا الاولى برعاية «لوياك» أما الثانية تحت رعاية وزارة الثقافة البولندية كنوع من الدعم الذي تقدمه لي كوني فزت بالمركز الأول لمسابقة الموسيقار شوبان.

• تلاقي دعما من بولندا فماذا عن الدعم الذي تقدمه لك الكويت...و أنت موهوب كويتي ؟

- «لوياك» عوضتني عن كل الدعم الذي كنت أبحث عنه الا ان الكثير من المواهب الشابة تحتاج لدعم حكومي ففي البلاد الكثير من المواهب غير المستغلة ماذا يمنعها من إقامة حفلا لهم فليس من العدل أن تبقى مدفونة.

• ما خططك المستقبلية ؟

- أستعد لمسابقة شوبان العالمية 2015 فهي من أكثر المسابقات عراقة كونها بدأت منذُ أكثر من 120عاما لم يدخلها عربي منذ تأسيسها فشروطها صعبة وأعتبر وجود أسمي بين المقبولين إنجازاً عظيماً فالتصفيات تتم بين ستة مشتركين فقط فكمية ونوعية الحرفية التي تتمتع بها هذه المسابقة هو حلم لكل عازف يتمنى خوضها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي