قلم أحمر / ولاية فيغس الأميركية وجدت لتكون كازينو القمار للعالم أجمع

تصغير
تكبير
| تكتبها : ليلى أحمد |

لا ادري ما الذي قطعني عن كتابة قلمي الاحمر في الاسبوعين الماضيين وربما أكثر، يمكن انشغالات الحياة الجديدة بعد عودة ابنتي نينار من الولايات المتحدة الاميركية ومتطلبات المرحلة بعد غيابها خمس سنوات دراسة... ربما بعض الفعاليات النشطة التي حضرتها.. أعتقد انشغالات المكتب... أخيرا أثق انه المزاج لانني مللت وانا أرى بلاوي اجتماعية تستحق الطرح وانا «فاردة» الصفحات للحديث عن رحلتي لاميركا.

ما علينا ولكي لا أتفلسف أكثر... قلت اني سأتحدث عن لاس فيغس الولاية الواقعة في صحراء نيفادا هذه الصحراء التي كانت في منتصف السبعينات من القرن الماضي موقعا للجيش الاميركي لاقامة بروفة «حرب الخليج» الثانية... وهو ما تحقق في التسعينات منه.

بيني وبين المدن التجارية التي لا تاريخ بها، والتي تعلي قيم لعبتها الاساسية المال وليس اي شيء سواه نفور نفسي... وفي فيغس تتضافر الجهود كلها في هذه الولاية الاصطناعية المركبة كبيوت الالعاب البلاستيكية الخاصة بالاطفال لتكون كازينو قمار كبيراً جدا للعالم أجمع يقيمون في فنادقه الجميلة المدهشة التنوع وبها كل فنون الجمال والابداع ليس في اختلاف المعمار وحده بل في التماثيل بالشوارع... والزهور التي تصنع منها تمثالاً لدب أبيض أو في طريقة عرض منتجات البوتيكات كل فندق في فيغس تحفة معمارية في شكله المميز وبغرفة نسلة رفاهية عالية وفي اللوبي الواسع جدا الذي يأتي على كبر مساحة الفندق تتواجد الآلاف والالاف من الالات والطاولات الخضراء المختلفة للعب القمار، فندق بحسب تراثنا يستقبلنا بالمنكر... تصطف حوله المطاعم والمحلات الصغيرة كما كل فنادق العالم.

وكل فندق على حدة يلحقه مجمع تجاري مربوط الهوية باسمه ومسرح لعرض الـshow مثلا الفندق الايطالي تجد نفسك وكأنك دخلت روما الحقيقية بدءا من نافورة الاماني التي ترمي بها النقود لتتحقق امانيك، هو طقس ترفيهي ولا تقنع نفسك بأن أحلامك ستتحقق، ووصولا الى الكافيهات والمطاعم المشهورة في ايطاليا، وبوتيكات للماركات الايطالية العالمية والازقة ذات البلاط الشهير والشوارع موجودة بشكل صغير ونهاية بتاريخ ايطاليا في الفنون خصوصا التماثيل المعبرة عن قصص اسطورية وقبة السقف مغلفة برسوم لسماء زرقاء تزينها غيوم متناثرة فحتى لو ذهبت ليلا لفنادق ايطاليا أو باريس لن تشعر انك بالليل ففندق باريس الذي يستقبلك في الخارج ببرج ايفل طبعا ليس بحجمه الطبيعي وفي الداخل - كالعادة - تحول عينيك من آلاف آلات القمار وفي المول الخاص به مقاهي الشانزليزيه ومحلاته الشهيرة ستجد ان النهار بفعل الاضاءة مازال حاضرا ولا تشعر ابدا بكذب المنظر فتتسلل لك حيوية النهار كله وهكذا الامر لفندق نيويورك الذي تجد به أهم الطرقات الرئيسية ومطاعمها وشوارعها الصاخبة التي تشم بها روائح قلي البطاطا وغيرها والتي تشمها في ولاية نيويورك الاصلية ولافتات تأخذك الى شارع برودوي.

زيارتي كانت بين ديسمبر ويناير للولايات المتحدة... وهي مناسبة للاحتفال العائلي بعيد كريسمس المجيد وصالات القمار تجد أتباع جميع الأديان والكثيرين من امة العرب وايرانيين وهنوداً وصينيين.

نهارات فيغس الناس نايمة والشوارع فاضية وهي ولاية خلقت لليل... وحين تبدأ الشمس بالمغيب تتحول فيغس الى كائن اسطوري من كمية الاضواء المنيرة، تشع ليلا ولا تجد لك مطرحاً في مطعم والمولات تصبح بحرا من البشر من كل جنسيات الارض.

حين سألت السائق ان كان هنا يوجد مكان بريء يمكننا غسل ارواحنا به ضحك قائلا... لا... فيغس ليس للعوائل ولا للارواح البريئة الا في مشاهدة عروض السيرك ولاحظي ان الكثيرين من السواح لا تجدين بيهم اطفالا... اما اذا اردت ان ترى روح المدينة فلن تجديها في فيغس... سأخذك الى الطرف الاخر من ولاية نيفادا وستجد بشرا وأماكن طبيعية.

في عرض سيرك أعجز عن التعبير عنه اسمه (O) تم عرضه في مسرح فندق بيلاجي يا ألطاف الله... لا يمكن أن تصدق الامكانات البشرية والتقنية المذهلة... العرض يتحدث عن رجل يبحث عن السلام فقد كره شرور الارض فتخطفه حوريات البحر... وتعال تفرج مسرح عمقه أكثر من خمسين مترا يهبط الممثلون من الحبال وهم في العلو الى الماء العميق جدا ويختفون ثم بعد ربع ساعة يطلع لك رجال الضفادع الذين يمدون اللاعبين بالاكسجين ليبقوا مدة طويلة تحت الماء.. ألعاب ما شاهدتها عيني من الرشاقة وخفة الحركة والامكانات التقنية المتاحة والموسيقى والنار التي تشتعل وتكتشف انها لمبات صفراء تحت اقمشة بيضاء تتحرك بهواء مندفع من المراوح فتبدو فعلا كأنها نار حقيقية.

ولانها ولاية هادفة استقطاب كل سكان الارض فقد شاهدت الاهرامات المصرية هناك قائمة على شكل فندق اسمه الاقصر... تذهب اليه بالمترو المعلق ويوصلك الى داخله وكل موتيفاته ورسوماته وايقوناته وتحفه وتماثيله العملاقة تشعرك انك في الاقصر المصرية فكسبوا سياحة لا ارهاب بها تدر الملايين لرؤية هذه التحف المعمارية في الفنادق اللاس فيغيسية.



تكتبها : ليلى أحمد

laila@alraimedia.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي