حررها آسيويان سلماها إلى مرتدٍ للزي الوطني داخل مركبة أقلتها إلى مخفر الصليبخات

«مايا» المختطفة عادت إلى زوجها ... وخاطفها جوسن لا يزال طليقا يبحث عن ضحايا جدد

تصغير
تكبير
| كتب عزيز العنزي |

عادت مايا المخطوفة إلى زوجها راجو... وبقي خاطفها جوسن متواريا عن الانظار بعد ان نقل معه 15 فتاة مخطوفة إلى مكان مازال غائبا عن اعين رجال مخفر ومباحث الصليبخات.

بعودة مايا عادت الحياة إلى اسرة وظلت عشرات الفتيات في قبضة جوسن الذي تسرب كالمياه من البناية الكائنة في جليب الشيوخ ومعه ضحايا من الفتيات يحرسهن فتية شداد إلى مكان آخر لينشئ مبنى جديدا في منطقة جديدة ليزاول نشاطه في خطف فتيات اخريات يجبر من شاء منهن على بيع المتعة الحرام، ويطلب ممن شاء منهن فدية لاطلاق سراحها.

مايا التي عادت جاءت برفقة زوجها امس إلى «الراي» لتروي من خلالها فصول خطفها من البداية وحتى تحريرها على يد آسيويين سلماها إلى رجل مرتدٍ للزي الوطني يجلس في مركبة تبين انه رجل مباحث، فقالت «بينما كنت عند مواطن اعمل عنده كخادمة بعلم زوجي، تلقيت اتصالا هاتفيا ليلة الثاني عشر من ابريل الجاري من فتاة اندونيسية اخبرتني انها حصلت على رقم هاتفي من احدى صديقاتي وطلبت مني ضرورة مقابلتها حيث دبرت لي عملا في احد الاسواق المركزية، ونصحتني بالا افوت الفرصة لان الراتب مغرٍ، فوافقت واتفقت معي على الخروج من منزل مخدومي ليلا، وسأجد في انتظاري سيارة (تاكسي) جوال سيحملني اليها، فخرجت في الواحدة بعد منتصف الليل لاجد (التاكسي) في انتظاري وخلفه مركبة سوداء بداخلها شخص ظل وراءنا حتى اوصلني راعي الجوال إلى احدى الشقق في منطقة حولي وهناك وجدت الاندونيسية في انتظاري».

واضافت مايا «قضيت ما تبقى من الليل في شقة الاندونيسية، وفي الصباح عرفتني على شخص يدعى سابن، طلبت اليَّ مرافقته، ولما سألتها عن وجهتنا افهمتني انه سيقلني لاحد محال التصوير قبل ان يذهب بي إلى محل عملي، وعندما ذهبت معه تفاجأت حين طلب مني الركوب في سيارة سوداء كانت مركونة اسفل البناية انها هي السيارة عينها التي كانت تسير خلف التاكسي الجوال ليلاً».

واردفت مايا «اخذني سابن وانطلق بي إلى منطقة الحساوي، وظل يتنقل من شارع إلى شارع حتى توقف فجأة امام - بيت عربي يقف على بابه رجل يشعل سيجارة، وما ان رآني حتى رحب بي، فنظرت إلى (سابن)، فأشار إليّ قائلا (هذا شقيقي اذهبي معه ... ولا تخافي ... وسألحق بكما بعد ان اشتري لك بعض الاغراض) فلم املك سوى الرضوخ لطلبه لانني لا املك غير ذلك خصوصا بعد ان وجدت عيونا ترقبنا من كل جانب، فتأكدت عندئذ أنني وقعت في ايدي (من لا يرحم)، وترجلت من السيارة السوداء، بخطى متثاقلة ودخلت مع من ادعى سابن انه شقيقه البيت العربي اعبر كل باب حديدي يفتحه ولا امضي لغيره حتى يغلق الآخر ورائي حتى انتهى بي المطاف داخل غرفة صغيرة بداخلها فتاتان من الجنسية الاندونيسية لنصبح ثلاثتنا حبيسات جدرانها وبابها الحديدي الذي اغلق دوننا».

وزادت مايا «لما سألت الفتاتين عن سبب وجودهما هنا ومصيرنا تبسمتا (بكاء)، واعلنتا لي عن حقيقة وجودنا في تلك الغرفة بالقول (اننا ملك مَنْ جعلك حبيسة معنا ويدعى (جوسن) بعد ان دفع ثمنك، فتساءلت ثمني ماذا تقولان؟ لقد بعثتني

امرأة تسكن حولي للعمل في أحد الأسواق التجارية، فقالتا اذاً هي من باعتك لـ (جوسن)، ولما تساءلت ماذا سيفعل بي جوسن هذا؟، فأجابتني إحداهما سيجعلك مثلنا تبيعين المتعة لكل من يدفع ثمنها من زبائنه، فانتفض جسدي ورحت أصرخ، ضاربة بيدي الباب الحديدي مستغيثة... لكن صوتي كان يرد إليّ فلا يسمعه غيري أنا ومن حبستا معي».

وأكملت مايا عاد المدعو جوسن، في صورته القبيحة ليصارحني بحقيقة عملي الجديد (ممارسة الرذيلة) مع زبائن يحضرهم لي مقابل توفير مستلزماتي كافة اضافة الى طعامي وشرابي أسوة بغيري من الفتيات اللاتي وصل عددهن حسبما أخبرني 15 فتاة توزعن على غرف البيت العربي الذي يخضع لمراقبة شديدة من قبل حراس أشداء «(لا يعصون لجوسن أمراً ويفعلون ما يأمر به) من اصطياد زبائن، وتأمين الاجواء حتى نظل بعيدين عن أعين رجال الشرطة ومصادرهم... ولما أعلنت رفضي العمل في هذه المهنة المحرمة هنا أظهر جانباً آخر من وجهه القبيح بصفعة قوية لطمت خدي صارخاً معها (إما ان تخضعي كغيرك ممن هن رهن اشارتي وإما ستموتين هنا ولن يعثر على جثتك كائن حي)، وراح ينهال عليّ ضرباً».

ومضت مايا «لما يئست كل محاولاته في ارغامي على (الدعارة)، هنا بدت صورة جديدة من صور الشيطان وهي المهادنة حيث قال مادمت لا تريدين (مضاجعة) زبائني فعليك دفع مبلغ 350 ديناراً لاطلاق سراحي، 300 دينار دفعها للاندونيسية التي سلمتني إليه و50 ديناراً ربحاً، فوافقت وقلت له دعني اتصل على زوجي وأنا على يقين انه سيدبر لك المبلغ فأعطاني هاتفه النقال واتصلت بزوجي وأخبرته بما كان من أمري، فأعلن موافقته لـ جوسن على دفع المبلغ».

مايا واثناء سردها لـ «الراي» لما حصل وجدت يد زوجها تمتد في حنو الى كتفها فوضعت رأسها على صدره لثوان قبل أن تكمل سرد حكايتها قائلة «بعد ان أنهيت اتصالي خرج جوسن من الغرفة، وأغلق عليّ ثانية أنا والاندونيسيتين اللتين أكدتا لي أن زوجي سيقتل على أيدي جوسن ورجاله بمجرد أن يسلمهم الـ 350 ديناراً ونصحتاني بألا أجعله يحضر... وبالفعل حين فتح علينا جوسن محبسنا في صباح اليوم التالي وأعطاني الهاتف وطلب مني الاتصال بزوجي لتحديد موعد ومكان تسليم النقود، وتهديدي بالقتل ان فكر في ابلاغ رجال الشرطة، انطلق لساني بمجرد أن رد زوجي واستحلفته بالله ألا يحضر خوفاً على حياته، فالتقط جوسن مني الهاتف، وأوسعني ضرباً، قبل أن يحادث زوجي ويرسم معه خطة تسلم نقود ما أسماه بالفدية».

وأضافت مايا «خرج جوسن لمقابلة زوجي وبعد غياب دام نحو ساعة عاد ليفرغ فيَّ جام غضبه قائلاً (زوجك أبلغ رجال الأمن لقد كتب عليك الموت»...

وزادت مايا «في الحادية عشرة من مساء يوم أول من أمس، جاء جوسن ومعه رجلان اصطحبوا الاندونيسيتين بحجة انهما ستقيمان في غرفة أخرى، وأغلقوا دوني الباب وانصرفوا بهما... لأفاجأ بعد ثلاث ساعات بآسيويين يفتحان عليّ سجني، ويسحباني من يديّ يتخطيان بي الأبواب الحديدية التي سبق وأن اجتزتها أنا وجوسن ليلة أتى بي سابن ونزلا بي درج سلم البيت العربي لأجد نفسي في الشارع أمام رجل يرتدي الزي الوطني جالساً داخل مركبة طلب مني الدخول بعد أن قال لي (لا تخافين... احنا شرطة)، فاطمأننت وانطلق بي الى مخفر الصليبخات وبرفقتنا الآسيويان اللذان أطلقا سراحي وعندما وصلنا ترجل مرتدي الزي الوطني ومعه الآسيويان وتواروا عن الأنظار قليلاً، ليعودوا ومعهم عدد كبير من رجال الأمن ركبوا أربع سيارات وانطلقوا خلفنا لنعود من جديد الى البيت العربي ثانية فعاودني خوفي - فأشار اليّ رجل الشرطة بألا أخاف».

وزادت مايا «وصلنا الى وجهتنا وعندما اقتحموا البيت العربي لم يعثروا فيه لكائن من كان على اثر، اختفى جوسن، واختفت الفتيات الخمس عشرة اللاتي علمت بوجودهن، واصبح البيت خاوياً على عروشه لم يبق فيه إلا الاسرّة تخبر ان أحياء كانوا سجناء على فُرشها ... توارى جوسن وزبانيته ومعه ضحاياه من الفتيات المختطفات يبحث لهن عن بيت جديد في مكان جديد، على أن يتولى رجاله الأشداء البحث من جديد على زبائن جدد ينهشن لحومهن خلف الابواب الحديدية بثمن بخس دنانير معدودة يضعها جوسن في جيوبه مقابل توفير الطعام والشراب».

وختمت مايا حديثها الباسم الباكي لـ «الراي» بأسئلة لم تبرح مخيلتها «من هما الآسيويان اللذان حرراها من أيدي جوسن؟ وكيف علما بوجودها؟ ولما ذهبنا الى مخفر الصليبخات ثم عدنا إلى البيت السجن بعد أن كان الجميع مثل فص الملح الذي ذاب؟... في النهاية أحمد الله أن خلصني من براثن وحوش تنهش لحم البشر من دون أن يستحل أحدهم جسدي، داعية الله أن يسقط جوسن وأمثاله في قبضة رجال الأمن فيقدموا الى المحاكمة ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يتاجرون في أجساد النساء». 
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي