مباراة كروية لأهل الحكم ومانشيتات موحدة ومظاهر تجعل «الذكرى للعبرة»
اللبنانيون «يلعنون» الحرب من دون أن يضيئوا... السلام

شابات لبنانيات يزرعن اشجاراً امام مبنى لايزال يحمل اثار الحرب في بيروت امس (ا ف ب)


|بيروت - «الراي»|
بدا لبنان في الذكرى الـ 35 لاندلاع الحرب التي صمتت مدافعها في العام 1990 وكأنه «يلعن الظلام» بدل ان يضيء شمعة.. فمظاهر التضامن التي خرجت امس على صدر الصفحات الاولى للصحف وحواجز المحبة والمباراة الكروية لاهل الحكم، لم تحجب عمق المأزق السياسي الامني الذي تعيشه البلاد رغم مرور نحو 20 عاماً على اتفاق الطائف، الذي قال اللبنانيون عبره «وداعاً للحرب».
فلبنان الذي يراوح فوق «محك» انتاج تسويات دائمة للحفاظ على استقرار لا يرقى الى مستوى السلام الاهلي، ولتجنب السقوط مجدداً في فخ الحروب، امضى امس يوماً ماراتونياً في رحاب الذكرى المشؤومة التي احياها تحت شعار «السلام بيننا... او على لبنان السلام!» الذي تصدّر مانشيتات الصحف البيروتية، وسط دعوات لاستخلاص العبر من المحنة الكبرى التي دهمته بين 1975 و1990.
وقد اكد رئيس الوزراء سعد الحريري في هذه المناسبة «ان الحرب الأهلية وما رافقها من مجازر وخطف وتدمير وتهجير هي ذكرى مؤلمة في تاريخ لبنان، تفرض علينا أن يكون همنا الأول الحفاظ على السلم الأهلي والعيش الواحد والمناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان».
وقال الحريري: «بمناسبة ذكرى 13 ابريل، نؤكد التزامنا الكامل باتفاق الطائف الذي لم يضع حداً للحرب الأهلية وحسب بل هو يشكل خريطة طريق لتحصين الوفاق الوطني وتطوير نظامنا السياسي»، معلناً «التزامي الكامل بما ورد في البيان الوزاري لجهة قفل ملف المهجرين والعمل على انضمام لبنان إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول التابع لها والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لحقوقهم»، مضيفاً: «كما أن المعاناة الإنسانية والاجتماعية المتأتية عن عدم معرفة مصير المفقودين يجب أن يوضع حد نهائي لها».
وختم: «أدعو جميع اللبنانيين واللبنانيات إلى جعل رفضهم لعودة الحرب الأهلية ممارسة يومية بالابتعاد عن كل ما من شأنه تغذية العصبيات والنعرات والارتقاء فوق المصالح الضيقة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية التي وحدها تحفظ لبنان».
وكان لبنان شهد امس سلسلة نشاطات وطنية تربوية ورياضية تحت عنوان «تنذكر ما تنعاد» و«كلنا فريق واحد» اكدت على التمسك بالسلم الأهلي ورفض الاقتتال الداخلي تحت أي ذريعة.
الا ان الحدَث «الفريد» الذي لم يسبق للبنان ان عرف مثيلاً له، تمثّل في مباراة كرة القدم التي خاضها مساء امس وزراء ونواب من مختلف الطوائف والمشارب السياسية تحت راية «كلنا فريق واحد»، وبدا معها ان الأطراف السياسيين الذين خاض غالبيتهم غمار الحرب ضمن «خنادق» متقابلة، اختاروا ان يستذكروا «اشتباكاتهم العسكرية» التي استمرت 15 عاماً في «شِباك» مدينة كميل شمعون الرياضية التي احتضنت مباراة «أهل الحكم».
... «كل الدولة»، كانت عند السادسة مساء في المدينة الرياضية، بدءاً من «رأسها» ميشال سليمان مروراً برئيس البرلمان نبيه بري والوزراء والنواب الذين لم ينخرطوا في «المنازلة» الكروية، اضافة الى عدد من السفراء والديبلوماسيين والشخصيات والإعلاميين، فيما غاب الجمهور العريض الذي تابع وقائع المباراة عبر شاشات التلفزيون التي نقلت مشهد السياسيين الذين غالباً ما اعتمدوا استراتيجية «تسجيل النقاط» ضدّ بعضهم البعض، يحاولون تسجيل الأهداف «بروح رياضية» وفي مرمى... «حقيقي».
على مدى ثلاثين دقيقة، هي عمر شوطيْ المباراة التي شارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري ونحو 60 لاعباً توزعوا بين سياسي وديبلوماسي وعدد من نجوم كرة القدم الحاليين، اختصر ملعب المدينة الرياضية 15 عاماً من عمر لبنان تحوّل خلالها «ملعب نار» للاعبين محليين واقليميين ودوليين أطفأوا محركات «معاركهم» العام 1990 فيما بقي «الجمر» يخرج تارة من تحت الرماد او تعود «الحرب الباردة» طوراً.
لبنان الذي كان منذ العام 1975 «كرة نار» تقاذفتها مصالح «الكبار» وأضرمها «أهل البيت» بأيديهم، كان امس «مسحوراً» بكرة القدم التي شكّلت ميداناً جديداً لـ «تمرين» على الاختلاف بروح الرياضة والالتقاء تحت سماء الوطن في فريق واحد، ضمن مباراة خاضها سياسيو «14 مارس» و«8 مارس» ضمن فريقين «مختلطين» ضم كلّ منهما وزراء ونواب من المعسكريْن.
أما الهدف الذي أراده المنظمون لهذا الحدَث الذي جاء تتويجاً للاسبوع الرياضي بذكرى 13 ابريل، فهو توجيه رسالة الى الشعب اللبناني بضرورة إبعاد التشنجات عن حياته اليومية ووضع حد للتحديات وتجاوز الانقسامات والأهم هو تحويل يوم 13 ابريل 1975 يوماً للوحدة والعمل كفريق واحد.
بدا لبنان في الذكرى الـ 35 لاندلاع الحرب التي صمتت مدافعها في العام 1990 وكأنه «يلعن الظلام» بدل ان يضيء شمعة.. فمظاهر التضامن التي خرجت امس على صدر الصفحات الاولى للصحف وحواجز المحبة والمباراة الكروية لاهل الحكم، لم تحجب عمق المأزق السياسي الامني الذي تعيشه البلاد رغم مرور نحو 20 عاماً على اتفاق الطائف، الذي قال اللبنانيون عبره «وداعاً للحرب».
فلبنان الذي يراوح فوق «محك» انتاج تسويات دائمة للحفاظ على استقرار لا يرقى الى مستوى السلام الاهلي، ولتجنب السقوط مجدداً في فخ الحروب، امضى امس يوماً ماراتونياً في رحاب الذكرى المشؤومة التي احياها تحت شعار «السلام بيننا... او على لبنان السلام!» الذي تصدّر مانشيتات الصحف البيروتية، وسط دعوات لاستخلاص العبر من المحنة الكبرى التي دهمته بين 1975 و1990.
وقد اكد رئيس الوزراء سعد الحريري في هذه المناسبة «ان الحرب الأهلية وما رافقها من مجازر وخطف وتدمير وتهجير هي ذكرى مؤلمة في تاريخ لبنان، تفرض علينا أن يكون همنا الأول الحفاظ على السلم الأهلي والعيش الواحد والمناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان».
وقال الحريري: «بمناسبة ذكرى 13 ابريل، نؤكد التزامنا الكامل باتفاق الطائف الذي لم يضع حداً للحرب الأهلية وحسب بل هو يشكل خريطة طريق لتحصين الوفاق الوطني وتطوير نظامنا السياسي»، معلناً «التزامي الكامل بما ورد في البيان الوزاري لجهة قفل ملف المهجرين والعمل على انضمام لبنان إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول التابع لها والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لحقوقهم»، مضيفاً: «كما أن المعاناة الإنسانية والاجتماعية المتأتية عن عدم معرفة مصير المفقودين يجب أن يوضع حد نهائي لها».
وختم: «أدعو جميع اللبنانيين واللبنانيات إلى جعل رفضهم لعودة الحرب الأهلية ممارسة يومية بالابتعاد عن كل ما من شأنه تغذية العصبيات والنعرات والارتقاء فوق المصالح الضيقة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية التي وحدها تحفظ لبنان».
وكان لبنان شهد امس سلسلة نشاطات وطنية تربوية ورياضية تحت عنوان «تنذكر ما تنعاد» و«كلنا فريق واحد» اكدت على التمسك بالسلم الأهلي ورفض الاقتتال الداخلي تحت أي ذريعة.
الا ان الحدَث «الفريد» الذي لم يسبق للبنان ان عرف مثيلاً له، تمثّل في مباراة كرة القدم التي خاضها مساء امس وزراء ونواب من مختلف الطوائف والمشارب السياسية تحت راية «كلنا فريق واحد»، وبدا معها ان الأطراف السياسيين الذين خاض غالبيتهم غمار الحرب ضمن «خنادق» متقابلة، اختاروا ان يستذكروا «اشتباكاتهم العسكرية» التي استمرت 15 عاماً في «شِباك» مدينة كميل شمعون الرياضية التي احتضنت مباراة «أهل الحكم».
... «كل الدولة»، كانت عند السادسة مساء في المدينة الرياضية، بدءاً من «رأسها» ميشال سليمان مروراً برئيس البرلمان نبيه بري والوزراء والنواب الذين لم ينخرطوا في «المنازلة» الكروية، اضافة الى عدد من السفراء والديبلوماسيين والشخصيات والإعلاميين، فيما غاب الجمهور العريض الذي تابع وقائع المباراة عبر شاشات التلفزيون التي نقلت مشهد السياسيين الذين غالباً ما اعتمدوا استراتيجية «تسجيل النقاط» ضدّ بعضهم البعض، يحاولون تسجيل الأهداف «بروح رياضية» وفي مرمى... «حقيقي».
على مدى ثلاثين دقيقة، هي عمر شوطيْ المباراة التي شارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري ونحو 60 لاعباً توزعوا بين سياسي وديبلوماسي وعدد من نجوم كرة القدم الحاليين، اختصر ملعب المدينة الرياضية 15 عاماً من عمر لبنان تحوّل خلالها «ملعب نار» للاعبين محليين واقليميين ودوليين أطفأوا محركات «معاركهم» العام 1990 فيما بقي «الجمر» يخرج تارة من تحت الرماد او تعود «الحرب الباردة» طوراً.
لبنان الذي كان منذ العام 1975 «كرة نار» تقاذفتها مصالح «الكبار» وأضرمها «أهل البيت» بأيديهم، كان امس «مسحوراً» بكرة القدم التي شكّلت ميداناً جديداً لـ «تمرين» على الاختلاف بروح الرياضة والالتقاء تحت سماء الوطن في فريق واحد، ضمن مباراة خاضها سياسيو «14 مارس» و«8 مارس» ضمن فريقين «مختلطين» ضم كلّ منهما وزراء ونواب من المعسكريْن.
أما الهدف الذي أراده المنظمون لهذا الحدَث الذي جاء تتويجاً للاسبوع الرياضي بذكرى 13 ابريل، فهو توجيه رسالة الى الشعب اللبناني بضرورة إبعاد التشنجات عن حياته اليومية ووضع حد للتحديات وتجاوز الانقسامات والأهم هو تحويل يوم 13 ابريل 1975 يوماً للوحدة والعمل كفريق واحد.