ملامح / هل نستطيع

تصغير
تكبير
| د.عالية شعيب |

طلب مني عدد كبير من القراء أن أكتب عن موضوع يشغل بال المواطنين بمختلف اعمارهم، من شباب وكبار، طلاب وموظفين معا. الموضوع هو تدهور حال المواطن ماديا واجتماعيا واقتصاديا، في مقابل ارتفاع المستوى المعيشي للوافدين، العرب منهم والاجانب. لاشك ان هناك جوانب عدة لعرض الموضوع. أولا علينا ان نكون موضوعيين فلا نتحيز لعربي او خليجي او مواطن او وافد، فنعرض الحقائق كما هي في الواقع. فنقول، ان المواطن اعتاد على الديون والقروض، فيستقطع من راتبه استقطاعات عدة، فلا يبقي له مايسد احتياجاته وطلبات اسرته المعيشية، الأمر الذي يدفعه للاعتماد على بطاقات الائتمان من فيزا وغيرها، وايضا تخصم الفواتير الائتمانية من راتبه فيغرق اعمق فأعمق. وكم من مرة قرأت في الصحف عن مواطن يطلب المساعدة لتراكم الديون عليه، وعجزه عن اعالة اسرته وابنائه. ومواطنة تستنجد بفاعلي الخير لانقاذها من ديونها. الوافد يا أصدقائي لا يفعل هذا بنفسه. ولدي صداقات ومعارف عديدة بعرب واجانب في البلاد وخارجها، لأخبركم بسياستهم. لاتهمهم السيارة والملابس والماركات، والتوافه المادية الاستهلاكية التي تهمنا كشعوب خليجية. انهم يعملون ليل نهار، وفجرا احيانا. عرفت شاعرا مميزا عربيا، يعمل فجرا في توزيع الصحف، ثم كمدرس، ثم كمحرر ومدقق وينام بضع ساعات فقط، حتى يتمكن من اعالة اسرته وطباعة دواوينه. أما نحن فنثقل كاهلنا بالديون والقروض، ثم ننوح وننتحب مطالبين باسقاطها بعد ان استنفدناها وطلبنا غيرها وتراكمت تلال وجبال علينا، وعجزنا عن ايجاد حل.

اضافة الى ان العربي الوافد والاجنبي، يهتم بالاستثمار، فنجدهم يبتاعون الشقق والبيوت والمزارع في بلادهم، ثم محطات بنزين ومحلات ويتاجرون ويجتهدون، بينما نحن نعمل في المكاتب فقط دون ذكاء او ابداع، فلا نريد ان ننجز او نرتقي السلم الوظيفي الطبيعي، بل نريد الادارة المرفهة والبدلات والاجازات والرحلات وتسلم الراتب.

وقد كتب لي بعض القراء الشباب عن استيائهم من احتلال الوافدين للاماكن الوظيفية التي يستحقونها بعد تخرجهم. والحقيقة ان الكثير من طلبتي الخريجين مكثوا في بيوتهم شهورا طويلة بسبب عدم توافر وظائف بينما الاخوة العرب الوافدين يعملون ثلاث وظائف واكثر. ترى هل نحن على استعداد لبذل الجهد والتعب والاخلاص الذي يقوم به هؤلاء، والتدرج في الوظيفة، مجرد سؤال.



Aliashuaib.net

admin@aliashuaib.net
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي