سعد المعطش / رماح / البقى بروسكم يا وزراء

تصغير
تكبير
في مجالس العزاء هناك جمل يقولها المعزون عند دخولهم للمجلس وجمل بعد تقديم واجب العزاء، فعند الدخول فأن الجملة المشهورة والمستحبة هي «عظّم الله أجركم» وعند الخروج فإن هناك شبه اتفاق على جملة «أحسن الله عزاكم».
ولكن هناك جمل تقال من باب الدعاء للتخفيف عن المصاب الجلل فيقولون «الله يجعلها آخر الأحزان» وشخصيا أشك في صحة قول تلك الجملة، فكل مخلوق ميت لا محالة مهما بلغت مكانته أو حرصه على نفسه ولن تكون آخر الأحزان، فسبحان الحي الذي لا يموت.
تلك المقولة الأخيرة عن آخر الأحزان تنطبق على أعضاء الحكومة والذين شاهدنا الفرحة في عيونهم وكأن بعضهم يقول «اللهم اجعلها آخر الاستجوابات» وهذا الدعاء غير منطقي نهائيا.
فما دام هناك مسؤولون في أماكنهم، فلن يكون استجواب وزير الإعلام هو الاستجواب الأخير, فهل تهريب أربع عشرة شاحنة بمواد تموينية يضبطها شباب جمارك السالمي لا يستحق فتح تحقيق كامل لمعرفة كم شاحنة تم تهريبها سابقا ومن خلفها؟
وهل الكارثة المرتقبة للمطار الجديد الذي حذر منه الطيران المدني لا يستحق المساءلة السياسية والقانونية؟
وهل مشروع تعديل طريق الجهراء الذي سيجعلنا اضحوكة بين دول العالم بقيمته التي تجاوزت قيمة انشاء طريق الحرير.
وهل ما تردد عما يتعرض له المعاقون من ذوي الاحتياجات الخاصة في دور الرعاية الاجتماعية لا يستحق المساءلة؟
وهل الشبهات الفنية والمالية التي تدور حول مقاتلات الرافال الفرنسية لا تستحق المساءلة والتي يعتقد المسؤولون في وزارة الدفاع أنها مقلاة تيفال تعتمد على قلي البيض وليست طائرات سيقودها أبناء الكويت.
لم يتبق سوى جملة «البقى بروسكم» والتي يقولها البعض في العزاء ونحن بدورنا نقول لبعض المسؤولين «البقي من الاستجوابات بروسكم إن شاء الله».
أدام الله نوابنا الذين سيحاسبونكم على ما اقترفتموه بحق الكويت ولا دام النائب الذي سيتجاهل دوره تحت قبة عبدالله السالم.
سعد المعطش
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي