إنسانيات / للعقول الساخنة!

ميساء سعيد الشريف





|ميساء سعيد الشريف |
كثيرا ما نسمع عند فتوى تكفير أحدهم لدعوى قالها أو لفكرة طرحها، فيسارع البعض للتكفير، ويغالي في هذا الموضوع كثيرا، حتى أصبح كل من يفكر أو يتكلم في مواضيع جديدة تنشط العقول الباردة، أو كل مقترح لقوانين جديدة تزيل الغبار وتكسر التكرار والجمود العقلي كافرا أو ناقص إيمان أو مارقا!، فيوصف المفكر أحيانا بأنه قليل الايمان والمتأمل بأنه «مصخها»، والكاتب السؤول أو العالم المتطلع للمستقبل، بأنه متمرد أو أرعن، وأصبحنا نسمي المسميات ونضع الألقاب ونغالي في ذلك، فنرد الصفة لغير موصوفها حتى نريح عقولنا بالأمور المسلمة، التي عهدنا عليها وعهدت علينا وتعودنا سماعها، فنصف كل جديد بأنه خاطئ وكل مختلف بأنه فاسد جهلا منا في بعض الأحيان.
لقد شهد التاريخ جهابذة رفضوا في أزمانهم ممن حولهم لأفكارهم المختلفة، إلا أن مجتمعهم شعر بقيمتهم بعد أن توفاهم الله، كما شهدنا الكثير من حالات التفكير التي رفعت أصحابها إلى أعلى هرم التساؤل، وهو التساؤل عن الوجود وعن الله سبحانه وتعالى، حتى أن بعضهم من دخل في الدين بَعُدَ أن بعد عنه فترة زمنية من التساؤل... ولا أقصد في ذلك التشكيك بالمبادئ الإلهية العليا، بالتأكيد لا... ولكن لابد من استيعاب العقول «الساخنة» العقول السؤولة التي تحمل الكثير لأن السؤال رأس المعرفة، وقلم العبقرية وعدم اسكات هذه العقول أبدا أو رفضها، بل احتوائها وفهمها لعلها تحمل ما نريد... لطالما كان السؤال هو رأس المعرفة ولطالما كان التساؤل سمة الأنبياء، أولم يتساءل سيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام» عن الخالق فاستدل عليه، أولم يطلب سيدنا إبراهيم عليه السلام رؤية خلق الله لخلقه، أولم يطلب ذلك صراحة من الله قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... «البقرة 260»، لقد طلب نبي الله من ربه صراحة أن يريه ويفهمه... فهل غضب عليه ربه؟ بالطبع لا استجاب لطلب نبيه وأراح قلبه كما طلب... والأمثلة بديننا واضحة وكثيرة لتقبل الأفكار الطارئة والإجابة عنها، إذاً لماذا يتسرع البعض بالتكفير و«يتلاقف» ليصف المفكرين بالفساد والكفر والخروج عن القانون... أليس من حق الجميع التفكير والبحث في كل الأمور والعلوم والأفكار والقوانين... وبالتأكيد ليس هذا في أمور الدين فقط بل في أمور الدنيا أيضا، فإذا كان رب العالمين يقبل التساؤل والبحث، ألا نقبل نحن المقترحات والتساؤلات والأفكار الجديدة والمختلفة والنشيطة؟ الله أكبر!
* كلية الدراسات العليا
MAYSAA_ALSHARIF@LIVE.COM
كثيرا ما نسمع عند فتوى تكفير أحدهم لدعوى قالها أو لفكرة طرحها، فيسارع البعض للتكفير، ويغالي في هذا الموضوع كثيرا، حتى أصبح كل من يفكر أو يتكلم في مواضيع جديدة تنشط العقول الباردة، أو كل مقترح لقوانين جديدة تزيل الغبار وتكسر التكرار والجمود العقلي كافرا أو ناقص إيمان أو مارقا!، فيوصف المفكر أحيانا بأنه قليل الايمان والمتأمل بأنه «مصخها»، والكاتب السؤول أو العالم المتطلع للمستقبل، بأنه متمرد أو أرعن، وأصبحنا نسمي المسميات ونضع الألقاب ونغالي في ذلك، فنرد الصفة لغير موصوفها حتى نريح عقولنا بالأمور المسلمة، التي عهدنا عليها وعهدت علينا وتعودنا سماعها، فنصف كل جديد بأنه خاطئ وكل مختلف بأنه فاسد جهلا منا في بعض الأحيان.
لقد شهد التاريخ جهابذة رفضوا في أزمانهم ممن حولهم لأفكارهم المختلفة، إلا أن مجتمعهم شعر بقيمتهم بعد أن توفاهم الله، كما شهدنا الكثير من حالات التفكير التي رفعت أصحابها إلى أعلى هرم التساؤل، وهو التساؤل عن الوجود وعن الله سبحانه وتعالى، حتى أن بعضهم من دخل في الدين بَعُدَ أن بعد عنه فترة زمنية من التساؤل... ولا أقصد في ذلك التشكيك بالمبادئ الإلهية العليا، بالتأكيد لا... ولكن لابد من استيعاب العقول «الساخنة» العقول السؤولة التي تحمل الكثير لأن السؤال رأس المعرفة، وقلم العبقرية وعدم اسكات هذه العقول أبدا أو رفضها، بل احتوائها وفهمها لعلها تحمل ما نريد... لطالما كان السؤال هو رأس المعرفة ولطالما كان التساؤل سمة الأنبياء، أولم يتساءل سيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام» عن الخالق فاستدل عليه، أولم يطلب سيدنا إبراهيم عليه السلام رؤية خلق الله لخلقه، أولم يطلب ذلك صراحة من الله قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... «البقرة 260»، لقد طلب نبي الله من ربه صراحة أن يريه ويفهمه... فهل غضب عليه ربه؟ بالطبع لا استجاب لطلب نبيه وأراح قلبه كما طلب... والأمثلة بديننا واضحة وكثيرة لتقبل الأفكار الطارئة والإجابة عنها، إذاً لماذا يتسرع البعض بالتكفير و«يتلاقف» ليصف المفكرين بالفساد والكفر والخروج عن القانون... أليس من حق الجميع التفكير والبحث في كل الأمور والعلوم والأفكار والقوانين... وبالتأكيد ليس هذا في أمور الدين فقط بل في أمور الدنيا أيضا، فإذا كان رب العالمين يقبل التساؤل والبحث، ألا نقبل نحن المقترحات والتساؤلات والأفكار الجديدة والمختلفة والنشيطة؟ الله أكبر!
* كلية الدراسات العليا
MAYSAA_ALSHARIF@LIVE.COM