خلال افتتاحه المؤتمر السادس للمختبرات الطبية
العوضي: الكويت اعتمدت سياسات صارمة ومبتكرة لتنظيم استخدام المضادات الحيوية في جميع منشآتها الصحية
- الانتشار المتسارع للبكتيريا المقاومة للمضادات ظاهرة مقلقة واتخذنا حيالها خطوات حازمة
أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي اليوم الاثنين، أن الانتشار المتسارع للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يعد ظاهرة مقلقة تتفاقم بفعل الاستخدام العشوائي للمضادات، موضحا أن الكويت اعتمدت سياسات صارمة ومبتكرة لتنظيم استخدام المضادات الحيوية في جميع منشآتها الصحية منسجمة بذلك مع الأهداف الطموحة لخطة العمل العالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وضمن إطار برنامج (AWARE).
وقال الوزير العوضي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر السادس للمختبرات الطبية تحت عنوان (المستجدات في علم الأحياء الدقيقة السريرية وضبط الجودة)، إن الوزارة اتخذت خطوات حازمة للتصدي لهذا التحدي بتعيين ضابط اتصال متخصص للعمل مع منظمة الصحة العالمية منذ العام 2021 يتولى جمع بيانات شاملة ودقيقة حول هذه الجراثيم من كل مختبرات الأحياء الدقيقة بالوزارة ليتم تقديمها مباشرة للمنظمة.
وأضاف أن الكويت ضمن هذا التعاون الدولي رفعت بيانات دقيقة وشاملة شملت 59926 عينة خلال العام 2023 مظهرة التزامها العميق بدعم الجهود العالمية في مكافحة مقاومة الميكروبات، وتم تقديم البيانات الخاصة بالفطريات التي تؤدي إلى تسمم الدم ما يعزز قدرات النظام العالمي على تحليل ومتابعة هذه الحالات المعقدة ويضع الكويت في موقع متقدم بمجال الرصد الطبي الدقيق والمتكامل.
وذكر أن الكويت تبنت منهجيات متقدمة لتصنيف وتطبيق المضادات الحيوية مثبتة بذلك التزامها الراسخ بتوفير نظام صحي مرن وقادر على مواجهة التحديات بأعلى معايير الاحترافية والجودة.
وبين الوزير العوضي أن الكويت وفي إطار جهودها المتفانية لتعزيز الأمن الصحي أثبتت مكانتها الرائدة عبر شراكتها الاستراتيجية مع منظمة الصحة العالمية بانضمامها إلى نظام (Glass) العالمي للترصد والمراقبة الحثيثة المقاومة المضادات الحيوية وتلك الشراكة الجادة تعكس رؤية الكويت بعيدة المدى لتضع نفسها في مقدمة الصفوف العالمية وتساهم في صياغة استجابات صحية حاسمة.
ولفت إلى أن مختبرات الميكروبيولوجي في المنشآت الصحية تضطلع بدور ريادي في تشخيص الأمراض المعدية عبر تقنيات مخبرية متقدمة ودورها يتجاوز مجرد التشخيص بل تعمل على رصد عدوى الرعاية الصحية وتحدد مسبباتها خصوصا التي تتميز بقدرتها العالية على مقاومة المضادات بشكل متعدد ومتزامن وتقف عائقا أمام العلاج الفعال وتجعل السيطرة على العدوى أكثر صعوبة.
من جانبها قالت مدير إدارة المختبرات الطبية رئيس المؤتمر الدكتورة رماء الصفي في كلمتها إن الاهتمام بتدريب الطواقم الطبية وإثراء معلوماتهم العلمية وتطوير مهاراتهم المهنية بما يتناسب مع التطور العلمي السريع في مجالات العلوم الطبية بكل اختصاصاتها هو من أهم الأهداف التي تسعى الوزارة لتحقيقها.
وأضافت الصفي أن ذلك يأتي لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية تماشيا مع المعمول به وفق المعايير العالمية وتعد المؤتمرات الطبية إحدى الوسائل لتحقيق ذلك وهو ما يهدف إليه أيضا هذا المؤتمر وصولا إلى رفع المستوى العلمي والإكلينيكي وتبادل الخبرات لفئات أطباء وفنيي المختبرات الطبية والصحة العامة خصوصا ومقدمي الرعاية الصحية عموما.
وذكرت أن المختبرات الطبية إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها العمل في أي منظومة صحية، كما أن صحة ودقة النتائج المخبرية وسرعة وصولها للطبيب المعالج يساعد في تحديد الخطة العلاجية للمريض ومتابعتها.
وبينت أن المختبرات الطبية التابعة للوزارة تجري أكثر من 45 مليون فحص مخبري سنويا من خلال 29 مختبرا بالمستشفيات والمراكز الصحية التخصصية و98 مختبرا بمراكز الرعاية الصحية الأولية علاوة على تطبيق نظام الجودة الداخلي في المختبرات يوميا تم إدراجها في أكثر من 13 نظام ضبط جودة خارجيا معتمدا عالميا يتم من خلالها التحقق من دقة وكفاءة ما يقرب من 900 جهاز مخبري.
وأشارت إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على كل جديد في برامج ضبط الجودة العالمية بالمختبرات الطبية وآخر المستجدات في علم الأحياء الدقيقة السريري ويهدف إلى تناقل الخبرات بين المشاركين وتوطيد التواصل بين الأطباء وفنيي المختبرات وغيرهم من المتخصصين في هذا المجال.
وقالت الصفي إن المؤتمر الذي يستمر يومين يستضيف 25 محاضرا من ذوي الخبرة والاختصاص بالمختبرات الإكلينيكية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ويشهد أكثر من 20 محاضرة علمية وثلاث دورات تدريب إضافة إلى العديد من الحوارات النقاشية.
بدورها أكدت رئيس مجلس أقسام المختبرات بالوزارة الدكتورة ابتسام الجمعة الالتزام بتحقيق أعلى معايير الصحة والعافية لمجتمعنا عبر الكشف عن أحدث التطورات في تشخيص الأمراض المعدية وتحديد الجراثيم والبكتيريا والطفيليات المسببة للأمراض.
وقالت الجمعة إن مختبرات الأحياء الدقيقة استقبلت أكثر من مليون و428 ألف عينة خلال العام 2023 وتم إجراء نحو مليونين و616 ألف فحص وكل هذه الأرقام تعكس الجهد الهائل والتفاني من فريقنا من الفنيين والأطباء المتخصصين.
وأشارت إلى أن مختبرات الوزارة تعمل بأعلى المعايير المحلية لضبط الجودة مما يضمن دقة وموثوقية النتائج المخبرية في وقت يشكل سعي إدارة المختبرات الطبية للحصول على الاعتماد الدولي المعروف بـ "آيزو 15189" دليلا آخر على الالتزام بالتميز.