ترامب ينفي اتهامات بإرسال اختبارات «كوفيد» لبوتين سراً
«الحرب»... بايدن وصف نتنياهو بأنه «كاذب» يهتم «فقط بنفسه»
- ترامب أكثر الرؤساء تهوّراً واندفاعاً في التاريخ الأميركي
- هاريس غير ذات تأثير حاسم في سياسة بايدن الخارجية
- حملة ترامب: الكتاب «يصلح لاستخدامه كورق للمرحاض»
- غراهام يصف زيارة مالاراغو بأنها «تشبه قليلاً الذهاب إلى كوريا الشمالية»
كشف الصحافي الاستقصائي بوب وودوورد، في كتابه الجديد War (حرب)، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أجرى ما يصل إلى 7 مكالمات هاتفية خاصة مع الرئيس فلاديمير بوتين منذ مغادرته المنصب عام 2021، وأرسل أجهزة اختبار «كوفيد - 19» الى زعيم الكرملين سراً، بينما كانت روسيا تعاني نقصاً في هذا المجال.
ويتطرق الكتاب الجديد للصحافي الشهير بتغطيته لفضيحة «ووترغيت»، أيضاً إلى إحباطات الرئيس جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه «كاذب»، و«لا يهمّه سوى صموده السياسي».
ووفق مقتطفات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن كتاب «الحرب» يصدر في 15 أكتوبر، سأل بايدن في إحدى المحادثات في أبريل، نتنياهو بشكل مباشر «ما هي استراتيجيتك، يا رجل»؟ وعندما أصر نتنياهو على التوغل في جنوب غزة، رد بايدن بحزم «بيبي، ليس لديك استراتيجية».
ولاحقاً في مايو، بعد إصرار نتنياهو على غزو رفح رغم التحذيرات الأميركية، وصف بايدن، نتنياهو لمستشاريه بلغة قاسية، واصفاً إياه بـ «الكاذب»، مضيفا أن معظم فريقه أيضاً كذابون «18 من 19 كلهم كذابون».
كما يذكر الكتاب أن بايدن عبّر عن شكوكه في دوافع نتنياهو، قائلاً إنه «لا يهتم» بحماس بل «فقط بنفسه»، مستخدماً تعبيرات أكثر حدة.
وبلغ التوتر ذروته في يوليو، عندما صرخ بايدن في وجه نتنياهو بعد غارات إسرائيلية أدت إلى مقتل القائد العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر، والعديد من المدنيين في غارة جوية في ضاحية بيروت الجنوبية، وبعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في طهران، قائلاً «بيبي، ما هذا بحق الجحيم»؟
وحذر بايدن، نتنياهو «أنت تعلم أن تصور إسرائيل حول العالم يتزايد على أنها دولة مارقة، فاعل مارق».
ورد عليه نتنياهو «هذا هنية... أحد كبار الإرهابيين. رجل فظيع. رأينا فرصة واغتنمناها»، وفقاً للمصدر ذاته.
ترامب وبوتين
وبحسب مقتطفات من «الحرب»، أرسل ترامب الى بوتين حزمة من اختبارات «كوفيد» العام 2020 في ذروة الجائحة. وسعى الرئيس الروسي الى إبقاء الأمر طيّ الكتمان لتجنّب أي تداعيات سياسية.
وبحسب وودوورد، قال بوتين لترامب «لا أريدك أن تخبر أحدا لأن الناس سيغضبون منك لا مني».
ونقل وودوورد عن مساعد لترامب لم يذكر اسمه، ان الرئيس السابق تواصل مع بوتين سبع مرات منذ نهاية ولايته الرئاسية مطلع العام 2021، رغم أن الولايات المتحدة بإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، هي أبرز داعمي أوكرانيا سياسياً وعسكرياً في مواجهة الغزو الروسي.
وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» في تقريرها عن الكتاب أن ترامب طلب من أحد مساعديه في مطلع 2024 أن يغادر مكتبه في منتجع مالاراغو الذي يملكه في فلوريدا، لأنه أراد أن يجري محادثة خاصة مع الرئيس الروسي.
ويتحدث وودوورد ايضاً عن إبقاء ترامب على علاقة شخصية مع بوتين رغم غزو أوكرانيا، وفي وقت يحاول الرئيس الجمهوري السابق العودة الى البيت الأبيض عندما يخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الديمقراطية كامالا هاريس في الخامس من نوفمبر.
وأضاف «كان ترامب أكثر الرؤساء تهوّراً واندفاعاً في التاريخ الأميركي، وهو يُظهر الشخصية نفسها كمرشح رئاسي في العام 2024».
وكتب وودوورد عن العديد من الرؤساء الأميركيين على مدى الأعوام الخمسين الماضية. وكتابه الجديد هو الرابع منذ فوز ترامب بالرئاسة في 2016.
وخلص الصحافي في كتابه الجديد إلى أن تواصل ترامب مع بوتين في وقت يخوض حرباً ضد دولة حليفة للولايات المتحدة، يجعله غير أهل للرئاسة بدرجة أكبر مما كان عليها ريتشارد نيكسون.
لكن ترامب نفى بشدة ما ورد في الكتاب. وفي مقابلة مع جوناثان كارل، من شبكة «إيه بي سي نيوز»، وصف وودوورد بأنه «مجرد راو، راو سيئ في الواقع. لقد فقد صوابه تماماً».
وسارعت حملة ترامب لنفي ما ورد في الكتاب. وقال الناطق باسمها ستيفن شونغ لـ «فرانس برس» إن «أيا من هذه الروايات المختلقة من قبل بوب وودوورد ليست صحيحة، هي ابتكار من رجل مجنون وغير موزون».
ورأى أن الكتاب «يصلح لاستخدامه كورق للمرحاض».
كما نفى الكرملين، ما جاء في كتاب «الحرب».
ولدى سؤال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عما إذا كان ترامب قد تحدث هاتفياً مع بوتين رد «لا... هذا ليس صحيحاً».
وكان ترامب تعاون سابقاً مع وودوورد في كتابه السابق «غضب» الصادر عام 2021، لكنه عاد لاحقاً ورفع دعوى قضائية، لافتاً إلى أن وودوورد لم يحصل على إذن لنشر تسجيلات مقابلاتهما علنا.
وقد نفى كل من الناشر والكاتب هذه الاتهامات، وفقاً لـ «وكالة أسوشيتد برس للأنباء».
هاريس
ووفق صحيفة «واشنطن بوست»، يتطرق كتاب وودوورد أيضاً إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي يشير إليها بأنها مؤيدة لمواقف بايدن، إنما غير ذات تأثير حاسم في سياسته الخارجية.
وفي يوليو، إثر لقاء مع نتنياهو، جاءت لهجة هاريس حادة في إطار توصيفها طريقة إدارة إسرائيل للنزاع في غزة، متعهّدة «بعدم الصمت» إزاء معاناة الفلسطينيين.
إلا أن تصريحاتها العلنية لم تعكس اللهجة الودية التي سادت المحادثات، وفق الكتاب.
وبحسب وودوورد، فإنّ هذا التباين في تصريحات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، أثار دهشة نتنياهو وحفيظته.
وفي شأن آ خر، قالت هاريس للإعلامي هاورد ستيرن، إن ترامب خضع للتلاعب خلال كارثة صحية شهدت «وفاة مئات الأميركيين يومياً».
وتابعت «كان الجميع يسعى للحصول على عدة الاختبار (وترامب) كان يقوم بإرسالها إلى روسيا، إلى ديكتاتور قاتل من أجل استخدامه الشخصي».
غراهام وترامب
وينقل كتاب «الحرب» أيضاً تصريحات مثيرة للسيناتور ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب، بشأن الأجواء في منتجع فلوريدا، ومزاعم تزوير انتخابات 2020 التي يكررها الرئيس السابق.
وألقى غراهام باللوم على البيئة المحيطة بترامب في منتجعه في تغذية سردية الانتخابات المزورة، ووصف زيارة مالاراغو بأنها «تشبه قليلاً الذهاب إلى كوريا الشمالية»، مضيفاً أن «الجميع يقف ويصفق في كل مرة يدخل فيها ترامب».
ويعد وودوورد من أبرز الصحافيين المطلعين على خبايا البيت الأبيض، وبرز اسمه بعدما كشف وزميله في صحيفة «واشنطن بوست» كارل برنستين فضيحة «ووترغيت» التي أدت لاستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974.