طهران أبلغت واشنطن ودول الجوار «مسبقاً» بالضربة... وتل أبيب علمت بتوقيتها
بايدن «أوقف في الجو» رداً إسرائيلياً وإيران تتوعّد بهجوم أقوى من «الوعد الصادق»
- تل أبيب تُعلن اعتراض «99 في المئة» من المسيّرات والصواريخ... وطهران تؤكد نجاح ضرباتها
- بايدن يعارض أي هجوم مضاد على إيران ويبلغ نتنياهو «لقد فزت... خذ الفوز»
- «اغتيال قيادات إيرانية كبيرة»... إسرائيل تدرس خيارات الرد على «هجوم الليل»
- إدانات غربية للضربات... ودعوات عربية لضبط النفس
شنت إيران ليل السبت - الأحد، أول هجوم مباشر على الدولة العبرية، باستخدام عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز وبالستية، انتقاماً لاستهداف قنصليتها في دمشق، وذلك في تصعيد ينذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط المضطرب.
وبين الحديث عن «صفعة قوية» والتأكيد على «إفشال الهجوم»، يساور القلق كبار المسؤولين الأميركيين من رد إسرائيلي سريع، «قد يؤدي إلى حرب إقليمية تبعاتها كارثية»، في حين كشفت صحيفة «معاريف» وهيئة البث الإسرائيلية، أن الرئيس جو بايدن نجح في ثني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مهاجمة طهران، حيث عادت طائرات حربية إسرائيلية كانت في طريقها لتنفيذ عمليات في الداخل الإيراني خلال الهجوم الليلي.
وفي ظل إدانات غربية للهجوم، ودعوات عربية وروسية وصينية لضبط النفس، شكّلت الضربات محور جلسة لمجلس الأمن، بطلب من تل أبيب التي أكدت أن «الرد سيأتي على الأراضي الإيرانية»، أعلنت إيران أن عملية «الوعد الصادق» كانت صفحة وطويت و«دفاعاً مشروعاً»، متوعدة بردّ «أقوى وأكثر حزماً».
تحذير إيراني
وفي طهران، كرر مسؤولون إيرانيون يتقدمهم الرئيس إبراهيم رئيسي، تحذير إسرائيل من الردّ.
وقال رئيسي في بيان «نال المعتدي عقابه»، مضيفاً «إذا قام النظام الصهيوني أو داعموه بأي تصرف متهوّر، سيتلقون ردّاً أقوى وأكثر حزماً».
وصرح وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، خلال اجتماع مع سفراء أجانب، بأن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون «محدودة» وللدفاع عن النفس.
وتابع أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بهجومها على إسرائيل، ونبهت الدول المجاورة قبل 72 ساعة من الضربة.
وأضاف أن إيران لا تنوي إطالة أمد «عملياتها الدفاعية» لكنها لن تتردد في حماية مصالحها المشروعة ضد أي عدوان جديد.
وفي السياق، كشف مصدر ديبلوماسي تركي، أن إيران أبلغت أميركا مسبقاً بالضربة عبر أنقرة، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت على دراية بالتوقيت عبر تلك الاتصالات.
عسكرياً، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الإيرانية محمد باقري، أن «عملية الوعد الصادق نفّذت بنجاح وحققت كل أهدافها».
وأشار إلى أن الضربات استهدفت موقعين عسكريين هما «المركز الاستخباري الذي وفّر للصهاينة المعلومات المطلوبة» لقصف القنصلية في دمشق، إضافة إلى «قاعدة نوفاتيم التي أقلعت منها مقاتلات إف - 35» لشنّ الضربة في الأول من أبريل.
وأكد باقري أن الموقعين أصيبا بأضرار بالغة «وخرجا من الخدمة».
وجدد التأكيد أن طهران بعثت برسالة إلى واشنطن حليفة إسرائيل عبر السفارة السويسرية «مفادها بأنه إذا تعاونت أميركا مع الكيان الصهيوني من خلال قواعدها العسكرية (في المنطقة)، فإن قواعدها لن تكون آمنة».
«99 في المئة»
وفي القدس، أعلن الجيش الإسرائيلي «إحباط» الهجوم، مؤكداً اعتراض «99 في المئة»، خصوصاً مسيّرات «شاهد 136» وصواريخ «خيبر 4»، بينما أكد نتنياهو «اعترضنا وتصدينا... معاً سننتصر».
وأفاد الناطق العسكري دانيال هاغاري بأن إيران «أطلقت أكثر من 300 مسيّرة وصواريخ كروز» باتجاه إسرائيل.
وأوضح أن 170 مسيَّرة و30 كروز أطلقت من دون أن تخترق المجال الجوي الإسرائيلي، وأن 110 صواريخ بالستية أطلقت كذلك وبلغ 7 منها فقط إسرائيل.
وكان الجيش ذكر في بيان سابق أن «عدداً ضئيلاً جداً» من الصواريخ «سقط في قاعدة لسلاح الجو في نيفاتيم (جنوب) وألحق أضراراً طفيفة في منشأة».
وذكر موقع «واللا» أن النجاح بالتصدي للهجوم نجم عن قدرات الدفاع الجوي والاستخبارات والتحالف الأميركي ـ الفرنسي ـ البريطاني، الذي أسقط أكثر من 70 هدفاً، بينما أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن معظم عمليات الإطلاق كانت من إيران، وجزءاً صغيراً من اليمن والعراق.
وأكدت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من جانبها، أن «الوضع الأكثر تعقيداً، فشل إسرائيل والولايات المتحدة في ردع إيران عن الهجوم».
وشددت على أن «الرد الإسرائيلي سيأتي على الأراضي الإيرانية».
بدوره، اعتبر وزير الدفاع يوآف غالانت أن «الحملة لم تنتهِ بعد... يجب أن نبقى متأهبين».
دعم أميركي «ثابت»
وفي واشنطن، أكد بايدن في اتصال مع نتنياهو «التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه أمن إسرائيل».
وأوضح «قلت له إن إسرائيل أبدت قدرة لافتة على الدفاع عن نفسها في وجه هجمات غير مسبوقة وفي إحباطها موجهة رسالة واضحة إلى أعدائها بأنه لا يمكنهم جدياً تهديد أمن إسرائيل»
وأكد أن واشنطن ساهمت في إسقاط «تقريباً كل» المسيرات والصواريخ الإيرانية.
وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن بايدن قال لنتنياهو، «لقد فزت... خذ الفوز».
وأضاف المسؤول، انه عندما أبلغ بايدن، نتنياهو، أن بلاده لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران ولن تدعم مثل هذه العمليات، رد رئيس الوزراء بأنه يتفهم ذلك.
ووفقاً لتقرير «معاريف» الذي نشرته نشرته «نيويورك تايمز»، فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي كان اتخذ بالفعل قراراً، خلال الهجوم الإيراني، بضرب إيران، لكن خلال المحادثة الهاتفية، تمكن بايدن من منع ذلك.
كما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إيرانيين أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي أمر بضرب إسرائيل من داخل إيران لتأكيد «التحول من الصبر الإستراتيجي إلى الردع».
وفي السياق، كشف موقع «واللا» أن هيئة الأركان الإسرائيلية تبحث استهداف قيادات عسكرية إيرانية بضربات دقيقة. وأضاف ان الجيش يدرس إمكانية استهداف السفن الإيرانية كأحد الخيارات، وإنه قد يتم ضرب هدف رمزي بالداخل مثل مؤسسة حكومية أو حقل نفطي، كما أن استهداف قواعد الحرس الثوري من ضمن خيارات الرد.
1.5مليار دولار لصد الهجوم الليلي
أنفقت إسرائيل، أكثر من مليار دولار، خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الليلي الإيراني.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية العميد الاحتياط رام أميناخ، ان الرد على الهجوم كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار).
وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ من دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها «طفيفة».
وتابع أميناخ أن كل صاروخ من نظام «آرو» الذي يستهدف الصواريخ البالستية يكلف نحو 3.5 مليون دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في منظومة «مقلاع داود» الخاصة باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلّفة باستهداف المسيرات.
في المقابل، يرى أميناخ أن إيران أنفقت نحو 10 في المئة فقط مما تكبدته إسرائيل.