الاحتلال يواصل محاصرة مجمّع الشفاء... وتكدّس جثامين الشهداء بعد قصف النصيرات
جيش إسرائيل «يتفتّت» وإصلاحه خلال الحرب غير ممكن!
- «وول ستريت جورنال»: «حماس» تتفاوض من أجل بقائها في غزة
- البيت الأبيض سيقترح «بدائل» على إسرائيل في شأن رفح
- الاتحاد الأوروبي يوجه نداء عاجلاً لضمان احترام حقوق الأطفال الفلسطينيين
في اليوم الـ166 للحرب على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى بالتوازي مع استمرار اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي لليوم الثالث على التوالي، في حين لفت الباحث في العلاقات بين الجيش والمجتمع في إسرائيل البروفيسور ياغيل ليفي، إلى أن ظواهر تحدث في الجيش خلال الصراع الحالي، تشير إلى «عملية تفتت» داخلية، مؤكداً أن «إصلاح الجيش» لا يمكن أن يتم طالما أن الحرب، مستمرة.
وتوصل المحاضر في الجامعة المفتوحة في مقالة نشرتها صحيفة «هآرتس» إلى استنتاجاته، على إثر تصريحات وتصرفات ضباط رفيعي المستوى وكذلك جنود نظاميين واحتياط، وفي ظل الشرخ السياسي والاجتماعي الداخلي.
وبرأيه، فإن القضايا التي أثارها، أخيراً، قائدا الفرقتين العسكريتين، دن غولدفوس وباراك حيرام، «ليست إلا مؤشر على تفتت السلسلة القيادية للجيش، وهي أخطر مما يُعتقد».
وأشار أيضاً إلى أن قائد الفرقة 36، ديفيد بار خاليفا، «طالب جنوده من خلال أمر عسكري بالانتقام من الفلسطينيين، من دون أن يتعالى أي تحفظ في هيئة الأركان العامة».
ولذلك، أضاف ليفي، «ليس مستغرباً أنه عندما صدرت أوامر لبار خاليفا بإخلاء قواته من القطاع، تعالى الاشتباه في هيئة الأركان العامة بأن تعليمات رئيس الأركان (هيرتسي هاليفي) غامضة عمداً».
«بدائل» لعملية رفح
من ناحية ثانية، قرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إرسال كلّ من وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي، إضافة إلى ممثل عن الجيش، إلى واشنطن، «بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن» للبحث في الهجوم البري الذي تعد له إسرائيل في رفح في جنوب قطاع غزة، لـ «القضاء على حماس».
وشدد بيان من مكتب رئيس الوزراء، على أن «نتنياهو أوضح أنه عازم على العمل في رفح من أجل القضاء نهائياً على ما تبقى من كتائب حماس، مع توفير الحلول الإنسانية للسكان المدنيين».
وفي السياق، نقل موقع «أكسيوس»، عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة بايدن، تدرس «بدائل عدة» لعملية رفح، «الملاذ الأخير» لمئات آلاف النازحين.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليين للموقع، إن «بايدن فاجأ نتنياهو عندما اقترح خلال مكالمتهما الهاتفية يوم الاثنين، أن يرسل وفداً إلى واشنطن للحديث عن عملية رفح».
وأضاف مسؤولون أميركيون، أن أحد المقترحات «يدور حول تأجيل العملية العسكرية في المدينة، والتركيز على استقرار الوضع الإنساني في شمال غزة»، حيث المجاعة «وشيكة»، وفقاً لتقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر الاثنين.
وستتضمن الخطة أيضاً، «بناء ملاجئ للمدنيين الذين سيتم إجلاؤهم من رفح».
وأوضح أحد المسؤولين، أن الهدف سيكون «تقليل احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين أثناء الغزو».
وبحسب تقرير للقناة 12، فقد أمر نتنياهو، رئيس جهاز «الشاباك» رونين بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون حاليفا، بإلغاء الاجتماعات المقررة لهما مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا أ. ليف، التي تزور البلاد، في خضم توترات محتدمة بين تل أبيب وواشنطن بشأن أسلوب إدارة رئيس الوزراء للحرب.
كما يتوجه وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن الأسبوع المقبل، في أول زيارة رسمية له منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. بناء على دعوة نظيره الأميركي لويد أوستن.
«بارقة أمل»
تفاوضياً، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن حركة «حماس تصر من خلال مفاوضاتها غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي على بقائها في غزة والتوصل إلى هدنة دائمة».
وقال مصدر عربي مطّلع على المفاوضات، إن التوصل إلى صفقة بين الطرفين ليس وشيكاً، لكنه أكد أن المحادثات تحرز تقدماً، وإن كان بطيئاً.
وتابع أن «حماس» تُبدي مرونة في الاتفاق على الأسماء التي سيجري إطلاقها من السجون الإسرائيلية، لكنها تصر على عودة سكان شمال قطاع غزة إلى مناطقهم وتأمين إيواء لهم هناك، وهو ما ترفضه تل أبيب.
وأضاف: «المفاوضات متواصلة، والوسيطان المصري والقطري ينقلان الردود بين طرفي الصراع»، لافتاً إلى أن هناك تأخراً في بعض الردود التي تصل إلى الوسطاء من الطرفين.
وأكد أن مسألة إطلاق سراح 40 محتجزاً إسرائيلياً مقابل هدنة مدتها 42 يوماً قد «حسمت تقريباً»، إلا أن التفاوض يجري الآن حول التفاصيل.
«مخطط تجريبي»
من جانب آخر، قال نتنياهو، إنه صادق على «مخطط تجريبي» لإدخال عمال فلسطينيين من سكان الضفة الغربية المحتلة للعمل في قطاع البناء في إسرائيل، في ظل معارضة شركائه في معسكر اليمين، لإدخال عمالة من الضفة.
وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش شكل فريقاً خاصاً للبحث عن أنفاق محتملة في الضفة بعد إبلاغ سكان إحدى المستوطنات عن سماع ما قالوا إنها أصوات حفر قرب منازلهم.
تكدس جثامين الشهداء
وعلى الأرض، واصل جيش الاحتلال، محاصرة مجمع الشفاء الطبي وسط غزة، لليوم الثالث على التوالي، وشن قصفاً عنيفاً على مخيم النصيرات، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء تتكدس جثامينهم في مستشفى شهداء الأقصى.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الاحتلال أعدم أكثر من 50 مدنياً أثناء اقتحامه مجمع الشفاء الطبي.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش أن قواته اعتقلت «حتى الآن 300 مشتبه بهم في مجمع الشفاء وقتلت عشرات المسلحين».
وفي مخيم النصيرات (وسط)، استشهد 27 فلسطينياً، معظمهم نازحون، وأصيب آخرون فجر أمس، في غارات جوية.
وأظهر مقطع فيديو وثقه صحافي فلسطيني، تكدس جثامين شهداء داخل وخارج ثلاجة حفظ الموتى في مستشفى شهداء الأقصى.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة العداون إلى 31923 شهيداً و74096 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينهم 104 شهداء و162 إصابة، سقطوا خلال الساعات الـ 24 الماضية وحتى صباح أمس.
الاتحاد الأوروبي
وفي بروكسيل، وجه الاتحاد الأوروبي نداء عاجلاً لضمان احترام حقوق الأطفال الفلسطينيين، داعياً إلى هدنة إنسانية فورية وطويلة الأمد من شأنها أن تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار.
وأكدت الرئاسة البلجيكية للمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية في بيان مشترك مساء الثلاثاء، أن «أكثر من مليون طفل نازح في غزة يواجهون مخاطر مستمرة للتعرض للعنف والإساءة بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والاحتجاز والمخاطر المرتبطة بفقدان الوثائق المدنية لإثبات وجودهم والمرتبطة بالهجمات على المدارس والمستشفيات وعدم وصولهم إلى المساعدات الإنسانية».
«لم شمل» جرحى