رسالة من «جنس» إلى «الراي»: لدينا العزم والقوة وسننفجر كالقنبلة الموقوتة

تصغير
تكبير

بعث «جنس» برسالة عبر البريد الالكتروني لـ «الراي» علق فيها على موضوع «الجنوس» الذي نشر الأحد الماضي أكد فيها على ان «الجنوس» لديهم القوة والعزم والاصرار وسيثبتون للجميع انهم ليسوا كما يظنهم ويتخيلهم البعض.

وحذر «الجنس» في بريده الالكتروني من خطورة النظرة الدونية لهم فهم على حد قوله: «كالقنبلة الموقوتة ستنفجر في أي لحظة... واتقوا شر الحليم اذا غضب».



وفيما يلي نص الرسالة:

السلام عليكم

بما يخص موضوع الجنس الثالث.

على أي أساس كل جريدة وكل وسيلة إعلام تلقبنا بألقاب سخيفة ولا تدل الا على السخرية، أين اللباقة التي يجب ان يتقيد بها كل صحافي؟ أليس هذا ما نتعلمه عن الصحافة؟ أم اصبحت الطريقة الوحيدة في طرح هذا الموضوع هي السخرية والتحقيق غير المتوازن. كل وسائل الإعلام التي تطرقت لهذا الموضوع تأخذ رأي الناس التي ليس لديها أي شيء مهم تقوله ويبقى الموضوع وسيلة لجذب المزيد من الكره والحقد لنا. أريد ان أقول لكم اننا سئمنا من هذه الطريقة التي لا تمت للموضوع بصلة لا من قريب ولا من بعيد. نحن بشر مثل أي بشر ولكن أراد الله ان يخلقنا بمرض عضوي أو نفسي او داخلي او عقلي يجبرنا ان نكون مختلفين عن الجميع ولكن هذا لا يعني اننا بلا قلب وروح وكرامة. نحن بشر، فنبكي اذا تألمنا ونضحك اذا فرحنا كما باقي البشر. يا أخي الفاضل - محرر الجريدة - دعني من فضلك أن أعطيك نبذة عن حياتنا وانت كن القاضي والحكم بما يخص هذا الموضوع الذي لا سيما فتح جروحاً كبيرة لنا نحن الملقبين بالجنس الثالث. يجب على الجميع فهم معنى المتحولين لابد من ان يجمعوا كل الفئات تحت مسمى الجنس الثالث وهذا ما نراه  حيث اصبح كل شيء ملقبا بالجنس الثالث. المثليون هم رجال ونساء يمتلكون شهوة غريزية تجذبهم للجنس المثل، فهؤلاء لا يريدون ان يكونوا رجالاً او نساء فهم ليسوا متحولين لانهم يحبون الشكل والأعضاء الجسدية التي خلقوا بها ولكن لا يتمتعون بالشهوة الجنسية للجنس الآخر. اما نحن المتحولين مختلفون جداً عن هذا الصنف لاننا لا نواجه مشكلة بالغريزة بل بالهوية الجنسية والاعضاء الجسدية فتلاقي الكثير من المتحولين من ذكر الى انثى تكون لديهم شهوة جنسية للاناث، فالتحول الجنسي بعيد كل البعد عن الناحية الغريزية فهي تبدأ في الرحم عندما نخلق وكلنا نتكون في الرحم بلا أعضاء تحدد جنسنا في البداية ولكن في الاشهر الاخيرة تحصل موجة هرمونات في الرحم التي تكمل نمو الجنين وتعطيه الأعضاء الانثوية او الذكورية وفي الدراسات التي أجريت في شتى الجامعات الأميركية والأوروبية تثبت ان المشكلة عند المتحولين تكمن في هذه المرحلة من النمو عندما تحصل الموجة الهرمونية، الجسد يتكون كذكر مع الأعضاء الخارجية الذكورية نتيجة التستيرون ولكن التستيرون لم يصل الى المخ فيولد الطفل في هيئة ذكر وعندما يكبر الطفل يتصرف كأنثى، لأن المخ تكون تكوينا انثويا. ان الموضوع دقيق جداً ولا أستطيع ان أشرحه برسالة ولك اردت ان اوحي مدى تعقيد المسألة وهي ليست مشكلة تربية أم حياة مترفة.

الموضوع الآخر الذي أود ان أتكلم به هو الناحية القانونية. الآن لدينا قانون جديد لمعاقبة من هم في هيئة أنثى وأوراق ثبوتية ذكورية، ينص القانون بغرامة الف دينار أو سجن سنة. احنا لاقيين ناكل عشان نعطيهم الفا؟ واذا سجنونا فتحصل ضجة في السجن هذا ليس موضوعي انما موضوعي هو ان هذا القانون قانون عنصري، اذا كان القانون هدفه حفظ الحياء العام فماذا عن المثليين الذين لا نستطيع ان نثبت وجودهم لأن أشكالهم توافق اوراقهم الثبوتية وماذا عن الرجال الذين يضايقوننا ويعبرون عن اعجابهم بنا؟ أليس هذا خدشا للحياء العام؟ لماذا لا يحاكمون هذه الفئات من الناس؟ ولاّ على ناس وناس؟

اذا كنا متشبهين كما يقال وممثلين للأنوثة فهل يعقل ان نمثل هذا الدور منذ نعومة اظافرنا ونحن لا نفهم ما هو الصح من الغلط؟ نعم ستقول هذا دور الأهل ان يربونا على ما هو صحيح ولكن دعني اقول لك انهم فعلوا كل شيء لكي اصبح الولد الذي يجب ان يكبر رجل. لم أكبر الا العكس ليس لأنهم لم يربوني، فإذا تريد ان تلوم التربية فلماذا لم يكبروا اخواني الباقين مثلي؟ واذا تريد ان تقول اني تأثرت بالعاب اخواتي فهذا مستحيل لأني ليس لدي اخوات وان اردت ان تقول اني مدلل لأني آخر العنقود فهذا غير صحيح لأني ولدت الطفل الاوسط. فلقد كسرت كل القواعد التي وضعت لمعرفة سبب التحول. هذه القواعد ما هي الا وسيلة لحجب صلب الموضوع وطريقة لكي يقتنع الناس ان هذا سبب هذه الظاهرة كما تسمونها. هل يعقل ان نكون متشبهين وممثلين؟ كيف نمثل وكيف يظن الناس اننا نعيش حياة مترفة وحياة وردية؟ لا يعرفو اننا طردنا من بيوتنا ونحن لم نكمل السابعة عشرة من العمر؟ لا يعرفون اننا تحملنا القهر والسخرية والمعاملة الدونية؟ لا يعرفون اننا ضربنا ضرباً مبرحاً ليلاً ونهاراً من أهلنا لأنهم يفكرون ان الضرب سيجعل منا رجالاً؟ لا يعرفون اننا نعيش خارج بيوتنا لوحدنا نشكي الوحدة والضيم؟ لا يعرفوا اننا نتحمل المعاملة الدونية اينما ذهبنا لكي نعيش؟ اذا كنا ممثلين الم يحن الوقت لكي نكف عن التمثيل لأنني لا اعتقد ان اي ممثل سيتحمل كل هذا العبء طيلة حياته في سبيل التمثيل والتشبه فقط او لأننا نهتم بمظهرنا كما قال البعض في المقابل ان القضية اكبر من ان استطيع ان اعبر عن رسالة ولكن يجب ان يكون هناك ثقافة طبية وسيكولوجية وعقلية كي يفهم الناس فقامة مشكلتنا، ولكن بدل من ان يثقفوا انفسهم وان يقرأوا الابحاث عن هذا الموضوع يقرأون او يشاهدون برامج سخيفة تناقش هذه القضية من دون خلفية علمية او توافق فكري بين ضيوف البرامج والجمهور فتحصل ضجة وينقلب البرنامج إلى مهزلة وهذا هدف البرنامج او الجريدة لأنهم للأسف يحققون معنا ويستضيفوننا ليس للنقاش بل لجذب اكبر كم من الجمهور كما اننا وسيلة تسويق، كفى سخرية وكفى القاباً لقد سئمنا ومللنا وتعبنا من هؤلاء الناس التي تفكر ان لهم الحق ان يجرمونا تارة ويلعنونا للجحيم تارة اخرى. فمن انتم لكي تظنوا انكم تملكون الحق لتلقيبنا على امزجتكم. لا نريد ان يعطف الناس علينا فنحن لدينا القوة والعزم والإصرار ان نثبت للجميع اننا لسنا كما يظنون واريد ان اختم رسالتي بقول اتق شر الحليم اذا غضب فنحن كما القنبلة الموقوتة وسننفجر في اي لحظة في النهاية اود ان اقول اننا سنبقى وان قطع أهلنا صلة الرحم عنا، وسنبقى وان قطعوا كل سبل العيش الكريم عنا، وان قطعوا رؤوسنا فسنبقى.

(مريض الاضطراب بالهوية)

مع جزيل الشكر

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي