بوتين للغرب: روسيا مستعدة لحرب نووية... وأسلحتنا «أكثر تقدماً»
- «وثيقة مسربة» تكشف خطط الكرملين لحرب عالمية ثالثة
- موسكو ستنشر قواتها وأنظمتها الضاربة قرب حدود فنلندا والسويد
- بايدن: روسيا لن تتوقف في أوكرانيا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الأسلحة النووية الروسية «أكثر تقدماً» وحداثة من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن ترسانته «مستعدة» من الناحية الفنية، دائماً، لحرب ذرية.
يأتي ذلك، في وقت تمكن قراصنة من الاستيلاء على وثائق سرية، يُزعم أنها موجهة لمكتب زعيم الكرملين، وتتحدث عن استعدادات لحرب عالمية ثالثة.
وصرح بوتين في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، أمس، «ثالوثنا، الثالوث النووي، أحدث من أي ثالوث آخر. نحن والأميركيون فقط لدينا مثل هذا الثالوث. وقد أحرزنا تقدما أكبر بكثير هنا».
وأكد الرئيس الروسي، الذي يتهمه الغربيون بانتظام بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة في أوكرانيا «هناك تكافؤ تقريباً، ولكن لدينا أكثر حداثة، وجميع المتخصصين يعرفون ذلك».
وأضاف أن الولايات المتحدة «تقوم بتطوير مكوناتها ونحن كذلك. هذا لا يعني في رأيي أنهم يريدون بدء حرب نووية، لكن إذا أرادوا (...) فنحن مستعدون».
ومرة أخرى، نفى بوتين أنه فكر في استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا، رغم تهديداته المبطنة في الماضي. وقال «لماذا نستخدم وسائل الدمار الشامل؟ لم تكن هناك مثل هذه الضرورة على الإطلاق»، مشدداً على أن العقيدة العسكرية الروسية تنص على استخدام هذا السلاح إذا كان وجود روسيا مهددا أو في حالة «هجوم على سيادتنا واستقلالنا».
ورد الرئيس الروسي للمرة الأولى شخصياً على تصريحات الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال في 26 فبراير إنه «لا يستبعد» إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، معتبراً أن ذلك لن يغير شيئا.
وأكد أنه «إذا كانت هذه وحدات عسكرية رسمية من دول أجنبية، فأنا متأكد من أن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة. هذا هو الأهم، تماماً كما أن إرسال الأسلحة لا يغير شيئاً».
وجاء تحذير بوتين مصحوباً بعرض آخر لإجراء محادثات في شأن أوكرانيا كجزء من إعادة رسم خريطة الأمن الأوروبي بعد الحرب الباردة.
وقال إن «روسيا مستعدة للمفاوضات في شأن أوكرانيا، لكن يجب أن تستند إلى الواقع، وليس إلى رغبة جامحة تحت تأثير أدوية عقلية».
وأضاف «أنا لا أثق بأحد، لكننا بحاجة إلى ضمانات، ويجب توضيح الضمانات، ويجب أن تكون على النحو الذي يجعلنا راضين».
كما أكد بوتين، ان روسيا ستنشر قواتها وأنظمتها الضاربة قرب حدود فنلندا والسويد عقب انضمامهما إلى حلف «الناتو».
وأثارت الحرب في أوكرانيا أعمق أزمة في علاقات روسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وحذر بوتين مرات عدة من أن الغرب يخاطر بإثارة حرب نووية إذا أرسل قوات للقتال في أوكرانيا.
حرب عالمية ثالثة
وفقاً لصحيفة «الصن» البريطانية، تشير الوثائق المسربة، التي وصفتها بـ«الحكومية»، لكن لم تؤكدها موسكو أو تنفيها، أن «بوتين يستعد لشن حرب عالمية ثالثة».
وافاد مركز المقاومة الوطنية الأوكراني، إن قراصنة اعترضوا الوثائق عبر البريد الإلكتروني، وهي تحدد خطة من خمس خطوات سيتم طرحها بعد الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس، بينما اتهم بوتين أوكرانيا بمهاجمة مناطق روسية في محاولة لتقويض الانتخابات.
وفي رسالة يُعتقد أنها موجهة إلى بوتين، اقترح رئيس مجلس الدوما (البرلمان) فياتشيسلاف فولودين، سياسات لولاية بوتين المقبلة من شأنها أن «تغرق أوروبا على الأرجح في الحرب».
وتكشف الوثيقة عن خمس أفكار رئيسية، تتمثل في «تأميم الصناعات الرئيسية، والزيادة الهائلة في الرقابة، وسحق المعارضة، والتخلص التام من التغريب في روسيا، وتصدير الفوضى إلى مختلف أنحاء أوروبا».
وجاء في نص الرسالة: «بعد انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسقوط نظام كييف، فإن المواجهة بين روسيا والغرب لن تتوقف، بل ستشتد».
وانتقدت الوثيقة أيضاً معاهدة بريست ليتوفسك «المخزية»، وهي معاهدة السلام الموقعة عام 1918 بين روسيا السوفياتية والقوى المركزية، والتي أنهت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى.
وبموجب شروطها، فقدت روسيا السيطرة على أوكرانيا، وبولندا، وبيلاروسيا، ومقاطعات البلطيق، ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، ومقاطعتي كارس وباتوم في القوقاز.
وشددت الرسالة على «ضرورة إلغاء المعاهدة»، الأمر الذي قد يعرض تلك الدول للخطر.
مساعدات أميركية
وفي عام الانتخابات الأميركية، يتخبط الغرب حول كيفية دعم كييف ضد موسكو، التي تسيطر الآن على ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية، وتعيد تسليح نفسها بسرعة أكبر بكثير من الغرب وأوكرانيا.
وعلى الرغم من أن حزمة كبرى من المساعدات لأوكرانيا لا تزال عالقة في الكونغرس، أبدت الإدارة الأميركية، الثلاثاء، دعمها لكييف بإعلانها عن دعم عسكري جديد لها، في حين حذّر الرئيس جو بايدن من أن الخطر الروسي يتهدّد أوروبا الشرقية.
وقال بايدن على هامش لقائه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الحكومة دونالد توسك في البيت الأبيض، «علينا التحرك قبل فوات الأوان. لأن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا، وفي إمكان بولندا أن تتذكر ذلك».
وقبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لتلبية الحاجات «الملحة» لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وقال وزير الخارجية انتوني بلينكن في بيان ان «الحزمة الجديدة تشمل معدات دفاع جوي وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات وذخائر مدفعية اضافة الى قطع غيار ومعدات اضافية».
ميدانياً، شن جهاز الأمن الأوكراني، هجمات بطائرات مسيرة على ثلاث مصاف روسية للنفط في ريازان وكستوفو وكيريشي، ليل الثلاثاء - الأربعاء، في إطار استراتيجية تهدف للحد من الإمكانات الاقتصادية لروسيا.
كما شنت قوات الدفاع الأوكرانية، هجومين بمسيرات على قاعدة جوية روسية في بوتورلينوفكا ومطار عسكري في منطقة فورونيج.