«حماس» تدفع نحو «حرب عصابات» طويلة
جرحى غزة... بين خياري الموت أو «فقد طرف»؟
تعرض قطاع غزة، أمس، لعمليات قصف جديدة مع إعلان إسرائيل تكثيف القتال ضد حركة «حماس» رغم الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار والخسائر البشرية المدنية الفادحة في القطاع المحاصر، حيث بات الكثير من الجرحى، بين خيارين أحلاهما مر، إما الموت أو فقدان يد أو رجل، والعيش طوال حياتهم «معوقين».
ويرى العديد من الخبراء، أنه في بعض الحالات كان من الممكن إنقاذ الأطراف بالعلاج المناسب، لكن 9 مستشفيات فقط من أصل 36 في غزة مازالت تعمل بالحد الأدنى، بعد أسابيع من الهجوم اللا إنساني الإسرائيلي.
وكانت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة، أعلنتا أن عمليات بتر الأطراف باتت إشاعة نتيجة الحرب، لكنهما لم تتمكنا من تقديم أعداد دقيقة.
ميدانياً، تواصلت الضربات ليل الإثنين - الثلاثاء خصوصاً على خان يونس ورفح، حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم.
ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأخيرة إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وفق وزارة الصحة في «حماس»، التي أعلنت ارتفاع حصيلة المجازر في القطاع إلى 20915 شهيداً 54918 جريحاً، في اليوم الـ 81 للحرب.
كما أعلنت شركة الاتصالات بعد الظهر، عن انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والانترنت في القطاع مجدداً.
في المقابل، وفي مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثلاثة «شروط مسبقة» لتحقيق السلام: «يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرّف من المجتمع الفلسطيني».
وتأتي شروط نتنياهو، رغم أن إسرائيل باتت مقتنعة بأن الحرب «ستستمر لأشهر عدة أخرى»، وبأن أمنيات رئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف غالانت وعضو حكومة الطوارئ بيني غانتس ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي، وكذلك رئيس المعارضة يائير لابيد، بالقضاء على حركة «حماس»، لن تتحقق من خلال المناورة البرية الوحشية التي دمرت القطاع، وأن عليها إجراء «تغيير في إستراتيجيتها القتالية»، بحسب تقارير نشرتها هيئة البث العامة «مكان» وصحيفة «معاريف» والقناة 12، أمس.
ووفقاً للمحلل العسكري في القناة 12، نير دفوري، الذي يعتبر أحد أبرز أبواق جيش الاحتلال، فإن «بعد 81 يوماً من القتال، فإن حماس تدرسنا وتلائم نفسها لحرب عصابات طويلة الأمد. وهي تلحق أضراراً لأنها تحت الأرض، والجيش مطالب بملاءمة نفسه لهذا التهديد الجديد - القديم. ويفضل في حالات معينة أن يقلص الجيش القوات على سطح الأرض كي لا تكون أهدافاً للقنص».