«أقل حدة وتركيزاً»... وتوجّه إلى «جزر إنسانية» شمال القطاع
«مرحلة جديدة» من حرب غزة... ماذا سيحدث في يناير؟
قال المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، إن تفاهماً يتشكل عند المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن الحرب في قطاع غزة من المتوقع أن تنتقل إلى مرحلتها الثالثة (بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة البرية)، خلال يناير المقبل.
ولفت هرئيل إلى عوامل عدة تجبر إسرائيل على الانتقال إلى هذه المرحلة، منها، «الضغط الأميركي، والضغط بعيد المدى على الاقتصاد إثر استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط».
وتابع: «بحسب توصية الولايات المتحدة، فإن التغيير في طريقة القتال يجب أن يشمل الانتقال إلى منطقة عازلة قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، وربما أيضاً بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وتخفيض بعض قوات الاحتياط».
وأوضح المحلل العسكري أن النقاش يتركّز على مسألة متى يكون من الأفضل السعي لتحقيق هذا التغيير، في منتصف يناير أو قرب نهايته.
وتابع أنه «أمام الانتقال إلى هذه المرحلة عائق مركزي، هو وضع (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو في استطلاعات الرأي، الذي يخشى انهيار ائتلافه تحت الضغوط والاستياء من قِبل اليمين».
«جزر إنسانية»
في السياق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن مسؤولي إدارة جو بايدن يريدون أن تنتقل إسرائيل إلى مرحلة «أقل حدة وتركيزاً... قريباً»، وبالتحديد بحلول الأول من يناير.
ووفقاً لكاتب مقالات الرأي دافيد إغناتيوس، فإن وزارة الخارجية الأميركية أعدت وثيقة مكونة من 20 صفحة، تطرح خيارات لغزة ما بعد الحرب.
ويقول إغناتيوس إن الوثيقة تشير إلى أن «الأمن في غزة يمكن التعامل معه من قِبل الفلسطينيين الذين لا ينتمون إلى حماس، الذين هم على استعداد للتعاون مع القوات الإسرائيلية، التي لا تزال تطوق الحدود».
وأضاف: «من الناحية المثالية، سيتم تعزيز قوة الأمن هذه بقوات أجنبية تعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة».
وذكر إغناتيوس أيضاً أن إسرائيل تستكشف إمكانية إنشاء ما سماها «جزر إنسانية» شمال غزة، مع تحول القتال بشكل متزايد نحو الجنوب.
وأشار إلى أن «المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون نقطة انعطاف تقترب في حرب غزة».
وتابع: «قد تشمل المرحلة التالية إحياء مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مع حماس، وما يصاحب ذلك من وقف لإطلاق النار يدوم لأسابيع عدة، يعقبه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، خصوصاً في شمال غزة».
ويصر كبار المسؤولين الإسرائيليين على أن الحرب ستستمر لأشهر عدة، لكن، وفق الكاتب الأميركي، فإن قادة إسرائيل يدركون أنهم في الحاجة إلى «الانتقال إلى مرحلة جديدة»، بهدف السماح لجنود الاحتياط بمغادرة الخطوط الأمامية والعودة إلى وظائفهم.
وأضاف: «يتحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن عملية انتقالية في يناير أو بعده، لكن هناك اعترافاً واضحاً بأن مرحلة جديدة مقبلة».