رسالتي

أخبث فئات المجتمع !

تصغير
تكبير

من أخطر وأخبث الفئات التي تتواجد في مجتمعاتنا، هم قوم أسماؤهم كأسمائنا، ويتحدثون بلهجتنا ولغتنا، هيئاتهم كأشكالنا، لكن قلوبهم ليست معنا!

جِراحُنا ليست بجِراحِهم، وهمومُنا ليست من أولوياتهم!

أفراحُنا تُحزِنهم، آلامنا تُطرِبهم، جميُلنا قبيحٌ عندهم، ومعروفنا منكرٌ في قاموسهم!

يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، يُهاجِمون الحق، ويُصفّقون للباطل!

هم فئة قال الله تعالى عنهم: «وإذا قيلَ لهم لا تُفْسِدوا في الأرضِ قالوا إنّما نحن مُصْلِحون* ألا إنّهم هُمُ المُفْسِدون ولكن لا يشعرون».

أكثر الفئات ضرراً على المجتمع المسلم هم المنافقون، عانى منهم المجتمع الإسلامي منذ عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا!

سخِروا من أهل القرآن في العهد النبوي فقالوا: (ما رأينا مثل قُرّائنا: أرغب بطوناً، وأكذب ألسنة، وأجبن عند اللقاء).

فأنّبهم الرسول عليه الصلاة والسلام، على سخريتهم، فقالوا إنما كنا نضحك ونلعب، فنزل قول الله تعالى: «قُل أباللهِ وآياتهِ ورسولهِ كنتم تستهزئُون* لا تعتذروا قد كفرتم بعدَ إيمانِكم...».

ولمّا نزلت آية الصدقة، جاء رجلٌ من الصحابة بشيء كثير، فقال المنافقون: مُرائي!

وجاء رجلٌ آخر فتصدّق بصاعٍ (شيء قليل) فقالوا: إن الله لغنيٌّ عن صدقة هذا!

فنزل قول الله تعالى «الذِين يَلْمِزُون المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤمِنين في الصّدَقاتِ والذِينَ لا يَجِدُون إلا جُهْدَهُم فَيَسْخَرون مِنْهُم سَخِرَ اللهُ مِنْهُم ولَهُم عَذابٌ أَلِيم»!

أحفاد أولئك المنافقين موجودون هذه الأيام بيننا، من أمثال أولئك الذين يستهزئون من أبطال المقاومة في غزة، أولئك الذين يقارعون الصهاينة، ويدافعون عن الأرض والعِرض، ويسعون من أجل تحرير المسجد الأقصى وفلسطين!

يسخرون من لثام الناطق العسكري لـ«حماس»، مع أن تغطية الوجه ضرورة تقتضيها المواجهة مع العدو!

ويلمِزون المجاهدين في لجوئهم إلى الأنفاق لمقتضيات المعركة، وللتغلب على التفوق العسكري لجيش الاحتلال!

وتناسى أولئك المنافقون، أو تعمدوا التغافل عن أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام احتمى وراء الخندق في غزوة الأحزاب، ولجأ إلى الغار ليلة الهجرة.

لكن المنافقين يتعمّدون الانتقاص من المقاومين ليُسقِطوا مكانتهم في قلوب الأمة!

لذلك، نقول لأبناء الأمة انتبهوا إلى هذه الفئة الشاذة، واحذروا مكرهم، ولا ترددوا شبهاتهم، وكونوا خير داعمين لإخوانكم في غزة والذين هم في أمسّ الحاجة إلى وقفتكم ودعمكم ودعائكم.

وأما المنافقون فنسأل الله تعالى أن يكشِف أستارهم، ويفضح دسائسهم، ويرُدّ كيدهم إلى نحورهم.

X @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي