بصمة عربية للأمير الراحل... «فلسطين» الهم والاهتمام
- تأكيد وقوف الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم كل الجهود لتمكينه من إقامة دولته المستقلة
- الوقوف إلى جانب الأردن بما يدعم استقراره ورفض التدخل في الشؤون الداخلية العراقية
لم تغب القضايا العربية عن اهتمام سمو الأمير الراحل، وكان لقضية فلسطين مكانة خاصة لديه، فقد أعرب عن بالغ استنكاره وإدانته للتصعيد المأسوي على يد قوات سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين في المسجد الأقصى، في أعقاب واحدة من الانتهاكات الصهيونية للمسجد.
وجدّد سموه موقف الكويت المبدئي والحازم تجاه مثل هذه الممارسات اللا إنسانية، وطالب سلطات الاحتلال بالتوقف عنها على الفور، واحترام حق الفلسطينيين بممارسة شعائرهم في القدس الشريف. وأكد وقوف الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم كل الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يُمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتفاعلاً مع تصاعد الأحداث في غزة، شدد ممثل سموه، سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد (عندما كان ولياً للعهد)، لدى مشاركته في قمة القاهرة للسلام في أكتوبر الماضي، على رفض الكويت أي دعوات هدفها التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحميل دول الجوار تبعات هذه المأساة التي تعتبر انتهاكاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة دوره بالإيقاف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية إلى أهالي غزة.
وقال سموه إن التطورات الاستثنائية المأسوية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، تحمل تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بل العالم كله، معرباً عن ألم الكويت لاستمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء.
وعبر عن أسفه للعقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيون العزل في القطاع بغارات جوية متواصلة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء، أطفالاً ونساء ورجالاً، مع الاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود ودعوات التهجير القسري لسكان القطاع، مشدداً على تعارض تلك الممارسات مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة.
استقرار العراق والأردن
وكان سموه حريصاً على استقرار الدول العربية وضمان أمنها وسلامتها. وفي هذا الصدد أكد سموه لملك الأردن عبدالله الثاني ابن الحسين، وقوف الكويت إلى جانب المملكة، وتأييدها للإجراءات والقرارات كافة، التي اتخذها الملك، وولي العهد الأمير الحسين ابن عبدالله، للحفاظ على أمن واستقرار المملكة الشقيقة، انطلاقاً مما يربط البلدين من روابط وثيقة وراسخة.
وأكد سموه أن أمن واستقرار المملكة من أمن واستقرار الكويت، سائلاً سموه المولى تعالى أن يحفظ المملكة الأردنية الهاشمية من كل سوء، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لملكها.
وفي ما يتعلق بالعراق، حرص سموه على تأكيد التزام الكويت بمساندة العراق، والوقوف الى جانبه، لتجاوز الصعاب التي تعترض طريق استتباب أمنه واستقراره، وتمكنه من إعادة الإعمار، وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه، متطلعة إلى مشاركة فعالة للقطاع الخاص الكويتي في عملية إعادة الإعمار وما بعدها، حتى تتبوأ بلاد الرافدين، مكانها الطبيعي في محيطها الإقليمي والدولي.
واعتبر ممثل سموه، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، في كلمة الكويت في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أن «منطقتنا العربية والإقليم لن ينعما بالاستقرار، طالما أن العراق يفتقده، فالعراق مهد الحضارات غني بموارده البشرية والطبيعية ومتميز بموقعه الجغرافي، وأحد الركائز الأمنية والاقتصادية المهمة في منطقتنا، وباستقراره يستتب أمن المنطقة، وتتعزز فرص تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، ما بين دولها».
وأضاف أن العراق «على الرغم من المعاناة والأوضاع الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية، والتحديات الأمنية الكبيرة التي عاشها خلال محاربته للإرهاب والتطرف، إلا أنه استطاع، وبإرادة شعبه، وبدعم من المجتمع الدولي، تجاوزها والتغلب على الجزء الأعظم منها، والدليل على ذلك هو اجتماعنا اليوم في العاصمة بغداد والتي كان لها نصيب كبير من هجمات الجماعات الإرهابية».
وجدد «التزام الكويت بمساندة العراق، والوقوف الى جانبه، حتى يتجاوز الصعاب التي تعترض طريق استتباب أمنه واستقراره، وتمكنه من إعادة إعمار بلاده، وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه، وتتطلع لمشاركة فعالة للقطاع الخاص الكويتي في عملية إعادة إعمار العراق وما بعدها، ولحين تبوؤ العراق، بلاد الرافدين، مكانه الطبيعي في محيطيه الإقليمي والدولي بين أشقائه».
تواصل مع القادة العرب
كان سمو الأمير الراحل، رحمه الله، يحرص على التواصل مع قادة الدول العربية لتبادل الآراء في ما يتعلق بالقضايا الثنائية والعربية.
فقد استقبل سموه، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد الرسمي المرافق له، وقد تم تبادل الأحاديث الودية الطيبة التي عكست عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل دعمها وتنميتها بين الكويت ومصر على كل الأصعدة، كما تم استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين وسبل التعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة في إطار ما يجمعهما من روابط أخوية وثيقة.
وفي السياق نفسه، بحث سموه مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في زيارة للأخير إلى الكويت، عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، بين دولة الكويت والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة، على كل الأصعدة وفي مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة في إطار ما يجمعهما من روابط وثيقة.