نتنياهو يُهدد بتحويل بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس

إبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني بين الإغراء و... الإغراق

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان أمس
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان أمس
تصغير
تكبير

- اكتمالُ النصاب السياسي للتمديد لقائد الجيش في لبنان
على وقع ما يشبه الترسيخ المتدرّج لسياسة «العصا والجزرة» الأورو - أميركية - الإسرائيلية حيال مستقبل الوضع في جنوب لبنان وكيفية ضبْطه تحت سقفِ القرار 1701 وسحْب «حزب الله» من جنوب الليطاني «بالديبلوماسية أو بالقوة العسكرية»، ارتفعتْ الحماوةُ على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية أمس بما أّنْذَر بتبادُل رسائل بالنار بين تل أبيب والحزب، الأولى حيال جاهزيتها لـ «تفعيل» تهديداتها بعد أن تُستنفد فرص الحلّ على البارد، والثاني على قاعدة إدارة الظهْر للضغوط التصاعدية وعدم الاستعداد لإدخال أي مسارٍ لتثبيت الحدود البرية بين «بلاد الأرز» وإسرائيل واحتمالاتِ انسحاب الأخيرة من مزارع شبعا المحتلة لأي مُقابِلٍ «ولو لفْظي».

وفيما كانت بيروت تستعدّ لاستقبالِ وفدٍ فرنسي أمني في الساعات المقبلة يكمل ما بدأه مدير المخابرات برنارد ايمييه لجهة نسْج تفاهماتٍ تُجَنِّب لبنان «كأس» تَمَدُّد بركان غزة إليه وتُلاقي مَساعي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وذلك على قاعدة نزْع الذرائع من أمام اندفاعةٍ إسرائيلية - يَجْري التلويح بها - نحو فتْح جبهةٍ مع «حزب الله» يُخشى أن يكون بمثابة «الخرطوشة الأخيرة»، تطايرتْ أمس الصواريخُ والقذائف المتبادلة عبر الحدود بجرعةٍ أعلى من التوحّش الإسرائيلي وتَعَمُّدِ الإصابةِ من الحزب، فيما عمّقتْ الغاراتُ جِراح بلدات لبنانية أصيب فيها مواطنون وتضرّر العديد من المنازل.


تهديدات إسرائيلية
واعتبرتْ مصادر مطلعة أن رفْعَ إسرائيل منسوب استهدافاتها بدا مدجّجاً بأبعاد تتّصل بمحاولتها إفهام لبنان و«حزب الله» بأنّ مَسْرَبيْ الحرب والحلّ الديبلوماسي مفتوحان بالتوازي، وفق ما كان عبّر عنه ما نقلتْه صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليين من أنّ «واشنطن تدرس إمكان التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود البرية ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية» وأن هوكشتاين «يعمل على إبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد» وأن «الهدف من الاتفاق المحتمل إبعاد(حزب الله) بشكل دائم عن الحدود»، وذلك قبل أن يعلن وزير الدفاع يوآف غالانت خلال لقائه رؤساء البلديات والمجالس الواقعة في شمال إسرائيل «اننا سنُبعد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استناداً إلى القرار 1701 وإذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية، فإنّ إسرائيل ستتحرّك عسكريّاً لتحقيق ذلك».
كما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال جولة ميدانية، شمالاً «إذا شن حزب الله حرباً شاملة، فإنه سيحّول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس».

من جهته اختار «حزب الله» أن يقسو على إسرائيل في يومٍ من استهدافات لمواقع عسكرية لجيشها أدت إلى ما لا يقلّ عن قتيل (وعدد من الجرحى) وبدت بمثابة إعلان تفكيك أي «صندوقة بريد» يَعتقد أطراف غربيون أنهم زرعوها، عبر قناة أو أخرى، ويمرّرون عبرها رسائل الضغط سواء لفصْل جبهة الجنوب عن غزة فيما الحربُ مشتعلةٌ، أو لمحاولة القيام بما يَعتبره قريبون من جو محور الممانعة «دسّ السم» في طروحاتٍ مثل بتّ النقاط الخلافية على الحدود البرية والانسحاب حتى مما بقي من أراضٍ لبنانية محتلة، بحيث يُراد تحويل مسألة سلاح «حزب الله» برمّته، وليس فقط جزئية القرار 1701 وجعْل جنوب الليطاني خالياً من السلاح والمسلّحين، «مشكلة داخلية» لبنانية وتوريط الحزب في نزاعاتٍ تكرّس وضعيته الإشكالية والانقسام العمودي والأفقي حول سلاحِه.

التمديد لقائد الجيش

وثمة مَن يتعاطى مع ملامح انتقال «حزب الله» إلى عدم ممانعة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي يُحال على التقاعد في 10 يناير المقبل، وسط توقّعات بعقْد جلسة تشريعية للبرلمان بحلول منتصف الجاري لبتّ هذا الأمر في مجلس النواب، على أنه في سياق تَفادي استدراج انقساماتٍ حيال المؤسسة العسكرية التي يُنقل عن أجواء الحزب أنه حريص على عدم حصول أي فراغ في قيادتها، وعدم استفزاز المزاج المسيحي الذي يدعو في غالبيته وبدعْم من الكنيسة (ما عدا التيار الوطني الحر) إلى الإبقاء على عون في منصبه حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية.

ورغم أن من المبكر استشراف كيف سيوفّق حزب الله بين عدم عرقلة التمديد لقائد الجيش في جلسة ستمنح معها المعارضة (ولا سيما أحزابها المسيحية) الشرعية للتشريع في كنف الشغور الرئاسي على قاعدة «الضرورات القصوى تبيح المحظورات» وبين تلافي إظهار «التيار الحر» متروكاً بالكامل، فإن أوساطاً سياسية توقّفت عند المناخ الذي طَبَعَ زيارة التضامن «والتكاتف من أجل الصمود» التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجنوب (منطقة صور) أمس والتي شارك الحزب في محطات عدة منها (عبر ممثل له من كتلته البرلمانية).

وفي رأي الأوساط أن مثل هذه المشهدية تريح «حزب الله» الذي لا يرغب في هذه المرحلة بحصول أي استقطابات ذات طابع طائفي، وإن كانت مراعاته المفترضة في ملف الإبقاء على عون في موقعه لن تنطبق بالضرورة على الملف الرئاسي المؤجَّل والذي تبرز معطيات عن أن الحزب بات في أعلى درجات التشدد حياله بالتمسك بسليمان فرنجية.

عملياتٍ نوعيةً لـ «حزب الله»

في موازاة المسرح السياسي، كان الميدان يشتعل عملياتٍ نوعيةً لـ «حزب الله» الذي استهدف «تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيه إصابات مؤكدة» قبل أن يُعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هذه العملية.

كما أعلن حزب الله، الذي نعى اثنين من مقاتليه، أنه استهدف عصراً تجمّعيْن «لجنود الاحتلال الإسرائيلي في خلة وردة ومحيط جل العلام»، وذلك بعدما كان نفّذ 3 هجمات ضد موقع الجيش الإسرائيلي في وادي هونين (المرج)، واستهدف موقعي معيان باروخو وحرج راميم «وموقعي العدو الصهيوني في بياض بليدا وحدب البسان».

في المقابل، ذكر الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته ضربت سلسلة من الأهداف التابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية، تشمل بنى تحتية ومواقع إطلاق ومواقع عسكرية.

وكانت أعنف الغارات التي طاولت بلدة كونين وأفادت «الوكالة الوطني للإعلام» الرسمية أنها استهدفت مبنى قرب تعاونية السجاد في البلدة وتسبّبت بأضرار فيه، قبل أن يُعلن أن تَطايُر الزجاج أدى إلى إصابات في صفوف طلاب معهد كونين المهني، فيما أظهرت فيديوات حال الهلع بين السكان.

وبالتوازي قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة رميش وأطلقت ما لا يقل عن 6 قذائف فوسفورية باتجاه وادي «قطمون» قرب حدود البلدة، كما استهدفت أطراف يارون، الناقورة، عيتا الشعب، كفركلا، رامية، بيت ليف، الضهيرة، طيرحرفا، شيحين والجبين، ووادي «حامول» شرق الناقورة.


جدد إدانة إسرائيل لاستهدافها الطاقم الصحافي في الجنوب

ميقاتي: سنضمّ تقريريْ «رويترز» و«فرانس برس» إلى الشكوى المقدّمة أمام مجلس الأمن


| بيروت - «الراي» |


جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إدانة إسرائيل على استهدافها الطاقم الصحافي خلال عدوانها المستمر على لبنان ما أدى إلى استشهاد وجرح العديد منهم.

وتعليقاً على التقريرين اللذين أصدرتهما وكالتا «رويترز» و«فرانس برس» في شأن استشهاد الصحافي والمصور الصحافي في «رويترز» عصام عبدالله وجرح ستة آخرين هم مصورا «فرانس برس» كريستينا عاصي وديلان كولنز ومصورا «رويترز» ثائر السوداني وماهر نزيه، مراسلة قناة «الجزيرة» كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا في 13 أكتوبر الفائت، قال رئيس الحكومة «إن الاجرام الإسرائيلي لا حدود له، وهذا ما نشهده في غزة وجنوب لبنان. كما أن استهداف المؤسسات الإعلامية يهدف إلى إسكات كل صوت يفضح العدوان الإسرائيلي».

وتابع «ان الحكومة اللبنانية ستتخذ الاجراءات كافة لضم التقريرين إلى الشكوى المقدمة أمام مجلس الامن ومتابعتها. وقد تواصلتُ مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لاجراء المقتضى. كما تواصلت مع وزير الإعلام زياد المكاري الذي باشر الاجراءات العملانية لتقديم الشكاوى المطلوبة لدى المراجع الدولية المختصة. وهو أيضا في صدد مراسلة سفراء الدول الكبرى العاملة في لبنان للطلب إليها اتخاذ الموقف المناسب من التقريرين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي