في كل عصر وزمان يخرج على البشرية مجموعة من المخابيل الذين يغويهم الشيطان لتنفيذ أهدافهم لدرجة أنهم مستعدون للانتحار من أجل الشيطان وأتباعه، فيكونون شياطين أكثر من الشيطان ذاته.
ففي القرن الرابع عشر بدأ عصر النهضة في إنشاء التاريخ والحضارة على عاتق أقطاب من المثقفين والعلماء والمفكرين ورجال الأعمال والدين فكان رجل الاقتصاد في فلورنسا الفانزو دي ميديتشي، أحد الأركان الاقتصادية لتلك النهضة وكان غاليليو، العالم والفلكي والمفكر المنظر الثقافي، وهو أول من أعلن للعالم أن الشمس مركز المجموعة الشمسية التي تدور حولها بقية عناصر ومكونات المجموعة وأقمارها بشكل ميكانيكي منظم لا تتأخر ولا تتقدم الواحدة عن الأخرى، ولا بجزء من مليار الملليمترات عن خط مساره.
هذا ما ذكره الباري عز وجل في مُحكم كتابه وكان يؤمن به غاليليو ومن معه من تلامذة وعلماء، ثم كان المعماري الكبير والمهندس الفذ مايكل أنجلو، الذي أسند إليه بناء فلورنسا وإنشائها من العدم فكانت المدينة الحضارية التي عمرها اليوم أكثر من خمسة قرون يكتشف فيه كل يوم قاعدة هندسية ومعمارية راسخه تدرس اليوم في الجامعات والمدارس الهندسية الفنية.
في تلك الفترة خرج مع من خرج من العقول النيرة وأصحاب البعد الإبداعي ليوناردو دافنشي، المهندس والمخترع والمصمم والمعماري الذي تجد في مجتمعاتنا من الجهلة من يصغر حجم عطائهم الذي استمر طوال خمسمئة عام.
بني على ما قدّمه العبقري دافنشي وسائل كثيرة رفعت عن العالم الشيء الكثير من المشقة والعناء كالطائرة والدبابة والجسور المتطورة والساعة ودواليب نقل وتحويل المياه إلى مجاري أخرى، وهناك الإعلامي الأول جورج فزاري صاحب أول كتاب ومرجع ثقافي يوثق الحركة الفنية والمعمارية في العالم بأسره، وليس في فلورنسا فقط.
وتجد هذه الأيام بعض المغرورين بأنفسهم حملة بعض الشهادات التي لا تسمن ولا تغني من جوع يخرج علينا دون سابق إنذار يكفر الفنان المبدع صاحب الإنجاز الذي خدم البشرية بعطائه ويمجد في الجاهل، من يقول بعد وصول الإنسان إلى المريخ إن الأرض منبسطة وليست كروية وإن الشمس هي التي تدور حول الأرض. والغريب من أمر هؤلاء أنهم لولا غاليليو وعباقرة عصر النهضة الذين أسسوا ما نحن عليه من نهضة وتطور تكنولوجي ما امتلك ( جهاز آي فون 14).