مُتهمة بعدم بذل جهود كافية لاطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة
الصليب الأحمر الدولي رداً على انتقادات: لا قوى خارقة لدينا... «لسنا وكالة استخبارات»
سيارات الصليب الأحمر الدولي أثناء إحدى عمليات نقل الرهائن من غزة
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رداً على اتهامها بعدم بذل جهود كافية لاطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة، على غرار ما فعلت مع أسرى الحرب في أوكرانيا، أنها لا تملك «قوى خارقة» وأن عملها يعتمد على حسن نيّة الأطراف المتنازعة.
وقال جايسن سترازيوسو، أحد المتحدثين باسم اللجنة في جنيف، لـ «فرانس برس»، «يتعيّن علينا من وقت لآخر أن نقول للناس إننا لسنا محصنين ضد الرصاص، ولا نمتلك قوى خارقة. لا يمكننا القيام بعمل إنساني إلا إذا منحتنا السلطات في منطقة معينة الإذن بذلك».
خلال الأيام الأخيرة، ومع بدء سريان هدنة في غزة، دخلت أمس يومها السادس، ومددت ليوم إضافي حتى اليوم، تمكنت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقل رهائن احتجزتهم حركة «حماس» في غزة، بعدما خطفتهم خلال الهجوم غير المسبوق الذي شّنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون، قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
ومنذ بدء الحرب، تتعرض المنظمة الدولية التي أتمّت عامها الـ160 ويحتل الحياد والسرية قائمة مبادئها الرئيسية، لانتقادات لاذعة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر البعض أن على اللجنة التفاوض من أجل إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن. وحمل آخرون عليها عدم زيارتها الرهائن الذين مازالوا محتجزين لدى فصائل فلسطينية.
وطالت انتقادات أخرى اللجنة لناحية عدم ممارستها الضغط الكافي على إسرائيل من أجل إطلاق عدد أكبر من المعتقلين الفلسطنيين أو السماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
«لسنا وكالة استخبارات»
في جنيف، تدرك المنظمة، وفق ما يشرح سترازيوسو، أن هذه التوقعات مرتبطة بـ«مشاعر جيّاشة»، لكنه يرى أن «الانتقادات غالباً ما تبيّن سوء فهم للطريقة التي نعمل بها أو حدود عملنا».
وتوضح الأستاذة في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف جولي بيّو «لا يمكن للمنظمات الإنسانية بشكل عام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل خاص، أن تحلّ مكان العمل السياسي المطلوب لإنهاء هذه الحرب أولاً، ولوضع حدّ بدرجة ثانية لنظام الفصل العنصري الذي أدى إليها».
وتقول «لقد تضاءل أفقنا السياسي إلى درجة باتت مقاربتنا تقتصر على المنظور الإنساني فحسب».
لا تعرف اللجنة الدولية مكان احتجاز الرهائن في غزة، وفق سترازيوسو، الذي يقول «لسنا وكالة استخبارات»، موضحاً أن الذهاب لرؤية الرهائن من دون موافقة من حماس قد يضع فرق اللجنة والعاملين في المجال الإنساني في دائرة الخطر.
ويتحدّث الأستاذ في قسم القانون الدولي العام والمنظمات الدولية في جامعة جنيف ماركو ساسولي عن صعوبة أخرى. ويشرح «على عكس السجناء، ينبغي إطلاق سراح الرهائن من دون شرط أو تفاوض، إذا ما تمّ احترام القانون الإنساني».
ويضيف الخبير الذي سبق له العمل مع المنظمة «تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خدماتها كوسيط حيادي، لكنها لن تتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن».
- «أشرار وأخيار»
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وجدت اللجنة الدولية نفسها، في كثير من الأحيان وبشكل حاد، موضع انتقاد من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يأخذ عليها عدم قيامها بما يكفي من أجل الوصول إلى جنود أوكرانيين أسرتهم القوات الروسية.
كذلك، طالت انتقادات عدة اللجنة لناحية عدم تقديمها تفاصيل عن عدد سجناء الحرب الذين تمكنت من لقائهم لدى الجانب الروسي، ولإيفاد رئيسها السابق إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي.
ويرى ساسولي أنه في الوقت الراهن بات في العالم «فهم أقل للحياد» وأنّه «يجب اتخاذ موقف، وأن هناك أشراراً وأخياراً». ولكن «إذا تفاوضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الأخيار فقط، فلن تتفاوض بعد الآن مع أي شخص تقريباً في النزاعات المسلحة».
وتعرّضت المنظمة في السابق لانتقادات مماثلة. ويشرح الأستاذ الجامعي «على سبيل المثال، في البوسنة كان عليها العمل مع الصرب والبوسنيين المسلمين، في وقت كان يُنظر إلى الصرب باعتبارهم من المعتدين ومن أبرز منتهكي القانون الإنساني».
بعد الحرب العالمية الثانية، انتُقدت اللجنة بسبب عدم تحرّكها بمواجهة النازيين، وتحديداً من أجل الوصول الى معسكرات الاعتقال، ما دفعها لاحقاً الى تقديم اعتذار.
وقال جايسن سترازيوسو، أحد المتحدثين باسم اللجنة في جنيف، لـ «فرانس برس»، «يتعيّن علينا من وقت لآخر أن نقول للناس إننا لسنا محصنين ضد الرصاص، ولا نمتلك قوى خارقة. لا يمكننا القيام بعمل إنساني إلا إذا منحتنا السلطات في منطقة معينة الإذن بذلك».
خلال الأيام الأخيرة، ومع بدء سريان هدنة في غزة، دخلت أمس يومها السادس، ومددت ليوم إضافي حتى اليوم، تمكنت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر من نقل رهائن احتجزتهم حركة «حماس» في غزة، بعدما خطفتهم خلال الهجوم غير المسبوق الذي شّنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون، قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
ومنذ بدء الحرب، تتعرض المنظمة الدولية التي أتمّت عامها الـ160 ويحتل الحياد والسرية قائمة مبادئها الرئيسية، لانتقادات لاذعة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر البعض أن على اللجنة التفاوض من أجل إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن. وحمل آخرون عليها عدم زيارتها الرهائن الذين مازالوا محتجزين لدى فصائل فلسطينية.
وطالت انتقادات أخرى اللجنة لناحية عدم ممارستها الضغط الكافي على إسرائيل من أجل إطلاق عدد أكبر من المعتقلين الفلسطنيين أو السماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
«لسنا وكالة استخبارات»
في جنيف، تدرك المنظمة، وفق ما يشرح سترازيوسو، أن هذه التوقعات مرتبطة بـ«مشاعر جيّاشة»، لكنه يرى أن «الانتقادات غالباً ما تبيّن سوء فهم للطريقة التي نعمل بها أو حدود عملنا».
وتوضح الأستاذة في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف جولي بيّو «لا يمكن للمنظمات الإنسانية بشكل عام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل خاص، أن تحلّ مكان العمل السياسي المطلوب لإنهاء هذه الحرب أولاً، ولوضع حدّ بدرجة ثانية لنظام الفصل العنصري الذي أدى إليها».
وتقول «لقد تضاءل أفقنا السياسي إلى درجة باتت مقاربتنا تقتصر على المنظور الإنساني فحسب».
لا تعرف اللجنة الدولية مكان احتجاز الرهائن في غزة، وفق سترازيوسو، الذي يقول «لسنا وكالة استخبارات»، موضحاً أن الذهاب لرؤية الرهائن من دون موافقة من حماس قد يضع فرق اللجنة والعاملين في المجال الإنساني في دائرة الخطر.
ويتحدّث الأستاذ في قسم القانون الدولي العام والمنظمات الدولية في جامعة جنيف ماركو ساسولي عن صعوبة أخرى. ويشرح «على عكس السجناء، ينبغي إطلاق سراح الرهائن من دون شرط أو تفاوض، إذا ما تمّ احترام القانون الإنساني».
ويضيف الخبير الذي سبق له العمل مع المنظمة «تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خدماتها كوسيط حيادي، لكنها لن تتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن».
- «أشرار وأخيار»
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وجدت اللجنة الدولية نفسها، في كثير من الأحيان وبشكل حاد، موضع انتقاد من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يأخذ عليها عدم قيامها بما يكفي من أجل الوصول إلى جنود أوكرانيين أسرتهم القوات الروسية.
كذلك، طالت انتقادات عدة اللجنة لناحية عدم تقديمها تفاصيل عن عدد سجناء الحرب الذين تمكنت من لقائهم لدى الجانب الروسي، ولإيفاد رئيسها السابق إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي.
ويرى ساسولي أنه في الوقت الراهن بات في العالم «فهم أقل للحياد» وأنّه «يجب اتخاذ موقف، وأن هناك أشراراً وأخياراً». ولكن «إذا تفاوضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الأخيار فقط، فلن تتفاوض بعد الآن مع أي شخص تقريباً في النزاعات المسلحة».
وتعرّضت المنظمة في السابق لانتقادات مماثلة. ويشرح الأستاذ الجامعي «على سبيل المثال، في البوسنة كان عليها العمل مع الصرب والبوسنيين المسلمين، في وقت كان يُنظر إلى الصرب باعتبارهم من المعتدين ومن أبرز منتهكي القانون الإنساني».
بعد الحرب العالمية الثانية، انتُقدت اللجنة بسبب عدم تحرّكها بمواجهة النازيين، وتحديداً من أجل الوصول الى معسكرات الاعتقال، ما دفعها لاحقاً الى تقديم اعتذار.