تلبية لطلبات «القائد الأعلى لإسرائيل»

وثيقة مسربة من البنتاغون... واشنطن زادت مساعداتها العسكرية لتل أبيب «سراً»

مدفع «هاوتزر» إسرائيلي يطلق قذائف بالقرب من الحدود مع غزة (أرشيفية - أ ف ب)
مدفع «هاوتزر» إسرائيلي يطلق قذائف بالقرب من الحدود مع غزة (أرشيفية - أ ف ب)
تصغير
تكبير

- صواريخ موجهة بالليزر لـ «أباتشي» وقذائف 155 ملّم وأجهزة رؤية ليلية وذخائر خارقة للتحصينات ومركبات عسكرية جديدة
يبدو أن الخلافات في الداخل الأميركي حول موقف إدارة الرئيس جو بايدن من الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر الماضي، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والتي انتقلت من كواليس وزارة الخارجية إلى أروقة الكونغرس، لم تؤثر على النهج الذي يتبعه البيت الأبيض.
فقد أظهرت وثيقة داخلية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، أن الولايات المتحدة زادت مساعداتها العسكرية لإسرائيل سراً، لتمتد لما هو أبعد من صواريخ نظام «القبة الحديد» الاعتراضية، وذلك تلبية لقائمة طلبات قدمتها تل أبيب، أكدت فيها حاجتها لمزيد من الذخيرة والأسلحة، من بينها الصواريخ الموجهة بالليزر لمروحيات «أباتشي» القتالية، فضلاً عن قذائف مدفعية من عيار 155 ملّم، وأجهزة رؤية ليلية، وذخائر خارقة للتحصينات، ومركبات عسكرية جديدة.
وهذه الأسلحة التي تسعى إسرائيل للحصول عليها مدرجة في وثيقة تحمل عنوان طلبات «القائد الأعلى لإسرائيل»، يعود تاريخها إلى أواخر أكتوبر، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

وبحسب الوثيقة، يتم بالفعل في الوقت الحالي شحن كثير من هذه الأسلحة لإسرائيل، حيث تعمل البنتاغون على توفيرها من مخزونات الولايات المتحدة وأوروبا.
وحتى أواخر أكتوبر، سلمت الولايات المتحدة، إسرائيل 36 ألف قذيفة مدفعية من عيار 30 ملّم، و1800 من الذخائر الخارقة للتحصينات M141، وما لا يقل عن 3500 جهاز رؤية ليلية.
ورفض ناطق باسم البنتاغون، مناقشة تفاصيل الوثيقة، لكن وزارة الدفاع ذكرت في بيان أنها «تلجأ إلى سبل عدة - من المخزونات الداخلية إلى قنوات الصناعة الأميركية - لضمان حصول إسرائيل على الوسائل اللازمة لها للدفاع عن نفسها».
وأثار توفير قذائف المدفعية والذخائر الأخرى انتقادات من المنظمات غير الحكومية، التي تعتبر أن الإمدادات العسكرية الأميركية سمحت لإسرائيل بالمضي قدماً في قصفها لغزة، الذي أسفر عن سقوط نحو 12 ألف شهيد.
وفي رسالة يوم الاثنين، كتب أكثر من 30 منظمة إغاثة إلى وزير الدفاع لويد أوستن تحثه على عدم إرسال قذائف عيار 155 ملّم على وجه الخصوص.
وأكدت المنظمات أنه في غزة، أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً في العالم، فإن القذائف المدفعية من عيار 155 ملم، لا تميز بطبيعتها نظراً لحجمها، كما أن هذه الذخائر غير موجهة، ولديها هامش خطأ عالٍ، مشيرين إلى أن هذه القذائف عادة ما تسقط على بعد 25 متراً من هدفها.
ويأتي استمرار إرسال أسلحة لإسرائيل وسط شعور البيت الأبيض بإحباط متزايد من سلوك تل أبيب في غزة، وفقاً لما أكده تقرير آخر لـ«بلومبرغ» نُشر في وقت سابق، ليل أول من أمس.
وأعلن البيت الأبيض، انه لا يؤيد قصف المستشفيات جواً، ولا يريد رؤية تبادل لإطلاق النار فيها، بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي عملية ضد «حماس» في مستشفى «الشفاء» الأكبر في غزة.
وأضاف ناطق باسم مجلس الأمن القومي، طلب عدم الكشف عن اسمه: «لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو ولا نريد أن نرى معركة بالأسلحة النارية في مستشفى، ليقع الأبرياء والأشخاص العاجزون والمرضى الذين يحاولون الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها في مرمى النيران».
وتابع «تجب حماية المستشفيات والمرضى».
والثلاثاء، وجَّه أكثر من 400 من المسؤولين المعينين سياسياً، والموظفين الذين يمثِّلون نحو 40 وكالة فيديرالية، رسالة إلى بايدن تتضمن احتجاجاً على دعمه إسرائيل في الحرب، وتطالبه بالسعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وهذه الرسالة هي الأحدث من عرائض احتجاج لمسؤولين في كل أنحاء إدارة بايدن، ومنها 3 مذكرات داخلية تلقاها وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي أقر بأن المئات من موظفي وزارته يرفضون السياسة المتبعة، إضافة إلى رسالة مفتوحة وقّعها أكثر من 1000 موظف لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ومن مظاهر الخلافات العلنية الكبيرة أيضاً، الإضراب الذي حدث الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول وموجة من الرسائل المفتوحة إلى المشرعين، تعكس انقساماً عميقاً بين الديموقراطيين حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه انتقاد الحملة العسكرية الإسرائيلية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي