استهداف أطقم إعلامية نجت بأعجوبة و«حزب الله» وسّع عملياته
جبهة جنوب لبنان «طنجرة ضغط» تزداد حماوتها... فهل تُغامر إسرائيل؟
النار تندلع بجوار سيارة صحافية بعد قصف إسرائيلي على بلدة يارون جنوب لبنان (أ ف ب)
- نتنياهو يُحذّر: سنردّ على إطلاق النار في الشمال بنيران أقوى بكثير
- مخاوف من سيناريوهات لحرب على لبنان من خلف ظهر واشنطن والهدف دفْع «حزب الله» إلى شمال الليطاني
... لبنان يسير فوق جمر المحرقة في غزة. عبارةٌ اختزلت بها أوساط واسعة الاطلاع في بيروت الوضع على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل والذي ازداد تأجُّجه أمس، وسط خشيةٍ لا تهدأ من أن يكون التسخين التصاعُدي بمثابة «رياح سبّاقة» لعاصفةِ نارٍ تربط «بلاد الأرز» بـ«تسونامي» الدم والدمار في قطاع غزة.
وجاء تَوَهُّج الميدان أمس على طول الحدود اللبنانية - الاسرائيلية التي يرتفع مستوى «الخشونة» عليها بين طرفيْ المواجهة، «حزب الله» والجيش الاسرائيلي، واستهداف الأخير منزلاً في الجنوب سقط فيه شخصان ثم قصْفه موقعاً كانت تتمركز فيه فرق إعلامية في بلدة يارون بقذيفتين صاروخيتين نجا منهما الإعلاميون بأعجوبة، ليجعل كثيرين في لبنان وخارجه يقرعون «ناقوس الخطر» حيال إمكان أن تخرج «جبهة الضغط» الجنوبية عن ضوابطها في ظل مؤشرات إلى أنها تحوّلتْ «طنجرة ضغط» تزداد سخونتها بفعل العمليات العابرة للخط الأزرق والاستهدافات الإسرائيلية المتوغّلة، وقد تنفجر في أي لحظةٍ وفي غفلة من «أزرار التحكّم» التي يَعتقد «اللاعبون بالنار» أنها في يدهم.
وفي موازاة العدسات التي توزّعت على جبهة الجنوب وأعمدة الدخان التي تصاعدت على مقلبيها، مع تسجيل المزيد من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي بعمليات «حزب الله»، كان «الرادار السياسي» يلتقط إشاراتٍ مُقْلِقة بدت أخطر من التغاضي عنها بحجة توازن الردع القائم أو الركون لِما كُشف عن ضغوط أميركية متكررة على تل أبيب لتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة بينها وبين الحزب.
والواقع أن هذه الضغوط نفسها، وارتكازها على استشعارِ واشنطن بأن اسرائيل تَسعى إلى استفزاز «حزب الله» وإيجاد ذريعة لحرب أوسع في لبنان تُفرض كأمر واقع على الولايات المتحدة، عزّزت المَخاوف من سيناريواتٍ خفية يمكن أن تشقّ طريقَها الى التنفيذ في لحظة أو أخرى، لاسيما في ظلّ عدم انقشاع الرؤية حيال الأفق السياسي لحلٍّ نهائي «مِن تحت الركام» ويتطلّب طرفيْن ليكون قابلاً للتطبيق وكلاهما في الوقت الراهن غير جاهزيْن أو لا يريدان.
- اسرائيل التي لم يَبرز ما يشي بأنها اقتنعتْ من «درس» 7 اكتوبر بأن أمنها لا يحميه إلا السلام وليس القوة والتي تصرّ على هدف «تمزيق» حماس وإنهائها وعلى مساراتٍ أمنية و«عازلة» للحلّ.
- والفلسطينيون المنقسمون على أنفسهم والذين سبق لـ «حماس» أن أطلقت موقفاً حمّال أوجه بتأييدها «حل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس»، قبل أن يُعزّز إعلانُ طهران تحفُّظها عن البند في بيان القمة العربية - الإسلامية المتعلق بحل الدولتين ومرتكزاته (في قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية 2002 بكل عناصرها) كما عن اعتبار منظمة التحرير الممثل الوحيد للفلسطينيين، الاقتناعَ بأن مَساربَ الحلول تعترضها معوقات هائلة.
وهذه «الأقفال» السياسية والميدانية، ترفع منسوب الخطر على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية التي تشهد منذ يومين ما يشبه عمليات «المحاكاة» خصوصاً في تل أبيب التي تقيس «الممكن والمستحيل» تحت سقف «الخيارات الضيّقة» التي حُشرت بها، منذ 7 اكتوبر.
ولم تعُد تخفى تحليلاتٌ لخبراء أمنيين وعسكريين اسرائيليين، وكأنها تمهّد «الميدان» السياسي لاحتمالاتِ توسع الحرب تجاه لبنان، على قاعدة أنه لن يكون ممكناً إعادة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل ما دام الخطر الذي تَسَبَّبَ بهذا الإجلاء مازال قائماً، واعتبارهم أن التصدي لـ «حزب الله» بات مسألة وقت قريب وأن ما يلجم هذا المسار حتى الساعة هو الضغط الأميركي.
وتبرز قراءاتٌ إسرائيلية اعتبرت أن الهدف من أي حرب مع لبنان سيكون دفع «حزب الله» إلى شمال الليطاني وضمان جعل جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح وفق ما ينص القرار 1701 وإبعاد عناصر الحزب عن الحدود، وتالياً إزالة خطر تكرار 7 اكتوبر من الجبهة اللبنانية وتبديد القلق الذي حفر عميقاً لدى الاسرائيليين بأن ما اعتُقد أنه «الدولة الأكثر أماناً ليهود العالم، أي إسرائيل، هي نمر من ورق».
وبمعزل عن مدى واقعية هذا الهدف وقابليته للتحقق وقدرة اسرائيل على التحكّم بما بعد الضغط على زر التفجير مع «حزب الله»، فإن ثمة خشيةً من أن ينجح الجناح الاسرائيلي الضاغط لمثل هذه الحرب في الدفع نحوها، ولو من ضمن ضوابط زمنية لـ «إعصار الهدم»، ولكن بما يكون كافياً لاستدراج الولايات المتحدة ودولاً عدة للضغط نحو «وحدة الحل» في غزة ولبنان وعلى قاعدة تطوير الـ 1701 و«تنفيذه بالقوة».
«اللعب بالنار»
وفي حين كان قائد القوة الجيوفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده يُعلن أن «رقعة الحرب اتسعت، ودخل لبنان في الصراع، ومن الممكن أن يتفاقم حجم الصراعات أكثر، والمستقبل غير واضح، لكن إيران مستعدة لكل الظروف»، برز تحذير بنيامين نتنياهو أمس، بأن «مَنْ يعتقد أن بإمكانه توسيع الهجمات ضدنا في الشمال فإنه يلعب بالنار»، و«سنرد على إطلاق النار في الشمال بنيران أقوى بكثير».
وكانت «وول ستريت جورنال» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان فرصة اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وقوى في لبنان زادت في الأيام الأخيرة، حتى مع استمرار القتال حول أكبر مستشفى في قطاع غزة.
استهداف إعلاميين
وأتت الوقائع اللاهبة في الجنوب أمس، لتزيد الصورة قتامة، وسط تكرار الجيش الاسرائيلي استهدافه المتعمَّد للإعلاميين على ما فعل عند أطراف يارون، حيث نفّذ الطيران المسيّر غارة بصاروخين بفارق دقائق قليلة، ضد موكب كان يضم نحو 15 سيارة تابعة لوسائل إعلام عدة، ما أدى لإصابة البعض بجروح طفيفة جداً، وتضرُّر 8 سيارات كانت من ضمن الموكب، لتُستعاد الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل قبل شهر بالتمام والكمال باستهداف أطقم إعلامية في بلدة علما الشعب ما أدى إلى سقوط المصوّر عصام عبدالله وجرح زملاء آخرين.
وقبلها، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن العدوان الذي استهدف ظهر أمس، أحد المنازل في بلدة عيناثا بغارة جوية أدى الى استشهاد مواطنيْن وعدد من الجرحى، فيما تسبب القصف على بلدة محيبيب بتضرر 3 منازل وتدميرها بشكل كلي.
وفيما شمل القصف الاسرائيلي والغارات منطقة اللبونة، الناقورة، رميش، أطراف بنت جبيل وعيترون وكفرحمام، خراج كفرشوبا والهبارية وشانوح، وحولا ومركبا والخيام، وسّع «حزب الله»، الذي نعى أحد عناصره، رقعة عملياته ضد المواقع الاسرائيلية فاستهدف موقع الرمثا في مزارع شبعا المحتلة، وموقع حدب يارون، وموقع الراهب، بعدما كان أعلن «استهداف قوة مشاة صهيونيّة في موقع الضهيرة بالصواريخ وحقّقنا فيه إصابات مباشرة».
وتحدث إعلام «حزب الله» عن «سقوط عدد من الاصابات في استهداف بصاروخ في مستوطنة«نطوعا»وعن«استهداف موقع «المرج» الصهيوني في وادي هونين بالصواريخ الموجّهة»، قبل أن توزع العلاقات الإعلامية في الحزب إحصاء قالت إنها استندت فيه«الى وزارة صحة الإحتلال يظهر أعداد المصابين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات العدو في حيفا والشمال»ومجموعهم 1405 مصابين.
من جهتها، أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية مقتل أحد موظفيها في هجوم صاروخي من لبنان (وقع الأحد)، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن إسرائيلييْن اثنين أصيبا بنيران صاروخ مضاد للدبابات انطلق من الأراضي اللبنانية، بالتوازي مع نقل قناة«العربية»عن مصادر خاصة إصابة 5 جنود أحدهم إصابته حرجة بقذيفة مضادة للدبابات أطلقت من لبنان.
كما أفيد أن الجيش الاسرائيلي أسقط 4 مسيرات اخترقت الأجواء في شمال إسرائيل، وسط إطلاق صفارات إنذار في مدينة صفد ومحيطها في الجليل الأعلى.
وفي وقتٍ سابق، أعلن الجيش استهداف خلية مُسلحة داخل لبنان، زاعماً أن هذه الخطوة جاءت رداً على إطلاق قذيفتي هاون سقطتا في منطقة مفتوحة داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، من دون وقوع إصابات.
بدورها، ذكرت«يديعوت أحرونوت»إنه جرى رصدُ إطلاق 18 صاروخاً باتجاه منطقة عرب العرامشة المُحاذية للبنان، موضحة أن جميع القذائف سقطت في مناطق مفتوحة.
وتزامناً مع التوتر القائم، أفادت تقارير إسرائيليّة بأنه جرى الطلب من سكان المستوطنات الحدودية مثل المالكية، يفتاح، يارو، برعام، ساسا، أفيفيم ونتوعا، الدخول إلى الأماكن المُحصنة إثر الاشتباك بتسلُّل طائرة من دون طيار من لبنان.
وكانت تقارير اسرائيلية تحدث عن أن اليوم الساخن على الجبهة الشمالية الأحد، أدى الى ما لا يقل عن 23 جريحاً بين عسكريين ومدنيين.
شيا تُجدّد رفض واشنطن دخول لبنان في حرب غزة
برز لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
وفيما غادرت شيا من دون الادلاء بأي تصريح، افادت مندوب «الوكالة الوطنية الاعلام»الرسمية، بانه تم التداول في مختلف المواضيع«وكان تشديد على أن أحوج ما يكون اليه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية، إذ ان الولايات المتحدة مهتمة باستقرار لبنان على كل الصعد، وترفض دخوله في حرب غزة».
وجاء تَوَهُّج الميدان أمس على طول الحدود اللبنانية - الاسرائيلية التي يرتفع مستوى «الخشونة» عليها بين طرفيْ المواجهة، «حزب الله» والجيش الاسرائيلي، واستهداف الأخير منزلاً في الجنوب سقط فيه شخصان ثم قصْفه موقعاً كانت تتمركز فيه فرق إعلامية في بلدة يارون بقذيفتين صاروخيتين نجا منهما الإعلاميون بأعجوبة، ليجعل كثيرين في لبنان وخارجه يقرعون «ناقوس الخطر» حيال إمكان أن تخرج «جبهة الضغط» الجنوبية عن ضوابطها في ظل مؤشرات إلى أنها تحوّلتْ «طنجرة ضغط» تزداد سخونتها بفعل العمليات العابرة للخط الأزرق والاستهدافات الإسرائيلية المتوغّلة، وقد تنفجر في أي لحظةٍ وفي غفلة من «أزرار التحكّم» التي يَعتقد «اللاعبون بالنار» أنها في يدهم.
وفي موازاة العدسات التي توزّعت على جبهة الجنوب وأعمدة الدخان التي تصاعدت على مقلبيها، مع تسجيل المزيد من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي بعمليات «حزب الله»، كان «الرادار السياسي» يلتقط إشاراتٍ مُقْلِقة بدت أخطر من التغاضي عنها بحجة توازن الردع القائم أو الركون لِما كُشف عن ضغوط أميركية متكررة على تل أبيب لتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة بينها وبين الحزب.
والواقع أن هذه الضغوط نفسها، وارتكازها على استشعارِ واشنطن بأن اسرائيل تَسعى إلى استفزاز «حزب الله» وإيجاد ذريعة لحرب أوسع في لبنان تُفرض كأمر واقع على الولايات المتحدة، عزّزت المَخاوف من سيناريواتٍ خفية يمكن أن تشقّ طريقَها الى التنفيذ في لحظة أو أخرى، لاسيما في ظلّ عدم انقشاع الرؤية حيال الأفق السياسي لحلٍّ نهائي «مِن تحت الركام» ويتطلّب طرفيْن ليكون قابلاً للتطبيق وكلاهما في الوقت الراهن غير جاهزيْن أو لا يريدان.
- اسرائيل التي لم يَبرز ما يشي بأنها اقتنعتْ من «درس» 7 اكتوبر بأن أمنها لا يحميه إلا السلام وليس القوة والتي تصرّ على هدف «تمزيق» حماس وإنهائها وعلى مساراتٍ أمنية و«عازلة» للحلّ.
- والفلسطينيون المنقسمون على أنفسهم والذين سبق لـ «حماس» أن أطلقت موقفاً حمّال أوجه بتأييدها «حل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس»، قبل أن يُعزّز إعلانُ طهران تحفُّظها عن البند في بيان القمة العربية - الإسلامية المتعلق بحل الدولتين ومرتكزاته (في قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية 2002 بكل عناصرها) كما عن اعتبار منظمة التحرير الممثل الوحيد للفلسطينيين، الاقتناعَ بأن مَساربَ الحلول تعترضها معوقات هائلة.
وهذه «الأقفال» السياسية والميدانية، ترفع منسوب الخطر على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية التي تشهد منذ يومين ما يشبه عمليات «المحاكاة» خصوصاً في تل أبيب التي تقيس «الممكن والمستحيل» تحت سقف «الخيارات الضيّقة» التي حُشرت بها، منذ 7 اكتوبر.
ولم تعُد تخفى تحليلاتٌ لخبراء أمنيين وعسكريين اسرائيليين، وكأنها تمهّد «الميدان» السياسي لاحتمالاتِ توسع الحرب تجاه لبنان، على قاعدة أنه لن يكون ممكناً إعادة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل ما دام الخطر الذي تَسَبَّبَ بهذا الإجلاء مازال قائماً، واعتبارهم أن التصدي لـ «حزب الله» بات مسألة وقت قريب وأن ما يلجم هذا المسار حتى الساعة هو الضغط الأميركي.
وتبرز قراءاتٌ إسرائيلية اعتبرت أن الهدف من أي حرب مع لبنان سيكون دفع «حزب الله» إلى شمال الليطاني وضمان جعل جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح وفق ما ينص القرار 1701 وإبعاد عناصر الحزب عن الحدود، وتالياً إزالة خطر تكرار 7 اكتوبر من الجبهة اللبنانية وتبديد القلق الذي حفر عميقاً لدى الاسرائيليين بأن ما اعتُقد أنه «الدولة الأكثر أماناً ليهود العالم، أي إسرائيل، هي نمر من ورق».
وبمعزل عن مدى واقعية هذا الهدف وقابليته للتحقق وقدرة اسرائيل على التحكّم بما بعد الضغط على زر التفجير مع «حزب الله»، فإن ثمة خشيةً من أن ينجح الجناح الاسرائيلي الضاغط لمثل هذه الحرب في الدفع نحوها، ولو من ضمن ضوابط زمنية لـ «إعصار الهدم»، ولكن بما يكون كافياً لاستدراج الولايات المتحدة ودولاً عدة للضغط نحو «وحدة الحل» في غزة ولبنان وعلى قاعدة تطوير الـ 1701 و«تنفيذه بالقوة».
«اللعب بالنار»
وفي حين كان قائد القوة الجيوفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده يُعلن أن «رقعة الحرب اتسعت، ودخل لبنان في الصراع، ومن الممكن أن يتفاقم حجم الصراعات أكثر، والمستقبل غير واضح، لكن إيران مستعدة لكل الظروف»، برز تحذير بنيامين نتنياهو أمس، بأن «مَنْ يعتقد أن بإمكانه توسيع الهجمات ضدنا في الشمال فإنه يلعب بالنار»، و«سنرد على إطلاق النار في الشمال بنيران أقوى بكثير».
وكانت «وول ستريت جورنال» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان فرصة اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وقوى في لبنان زادت في الأيام الأخيرة، حتى مع استمرار القتال حول أكبر مستشفى في قطاع غزة.
استهداف إعلاميين
وأتت الوقائع اللاهبة في الجنوب أمس، لتزيد الصورة قتامة، وسط تكرار الجيش الاسرائيلي استهدافه المتعمَّد للإعلاميين على ما فعل عند أطراف يارون، حيث نفّذ الطيران المسيّر غارة بصاروخين بفارق دقائق قليلة، ضد موكب كان يضم نحو 15 سيارة تابعة لوسائل إعلام عدة، ما أدى لإصابة البعض بجروح طفيفة جداً، وتضرُّر 8 سيارات كانت من ضمن الموكب، لتُستعاد الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل قبل شهر بالتمام والكمال باستهداف أطقم إعلامية في بلدة علما الشعب ما أدى إلى سقوط المصوّر عصام عبدالله وجرح زملاء آخرين.
وقبلها، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن العدوان الذي استهدف ظهر أمس، أحد المنازل في بلدة عيناثا بغارة جوية أدى الى استشهاد مواطنيْن وعدد من الجرحى، فيما تسبب القصف على بلدة محيبيب بتضرر 3 منازل وتدميرها بشكل كلي.
وفيما شمل القصف الاسرائيلي والغارات منطقة اللبونة، الناقورة، رميش، أطراف بنت جبيل وعيترون وكفرحمام، خراج كفرشوبا والهبارية وشانوح، وحولا ومركبا والخيام، وسّع «حزب الله»، الذي نعى أحد عناصره، رقعة عملياته ضد المواقع الاسرائيلية فاستهدف موقع الرمثا في مزارع شبعا المحتلة، وموقع حدب يارون، وموقع الراهب، بعدما كان أعلن «استهداف قوة مشاة صهيونيّة في موقع الضهيرة بالصواريخ وحقّقنا فيه إصابات مباشرة».
وتحدث إعلام «حزب الله» عن «سقوط عدد من الاصابات في استهداف بصاروخ في مستوطنة«نطوعا»وعن«استهداف موقع «المرج» الصهيوني في وادي هونين بالصواريخ الموجّهة»، قبل أن توزع العلاقات الإعلامية في الحزب إحصاء قالت إنها استندت فيه«الى وزارة صحة الإحتلال يظهر أعداد المصابين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات العدو في حيفا والشمال»ومجموعهم 1405 مصابين.
من جهتها، أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية مقتل أحد موظفيها في هجوم صاروخي من لبنان (وقع الأحد)، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن إسرائيلييْن اثنين أصيبا بنيران صاروخ مضاد للدبابات انطلق من الأراضي اللبنانية، بالتوازي مع نقل قناة«العربية»عن مصادر خاصة إصابة 5 جنود أحدهم إصابته حرجة بقذيفة مضادة للدبابات أطلقت من لبنان.
كما أفيد أن الجيش الاسرائيلي أسقط 4 مسيرات اخترقت الأجواء في شمال إسرائيل، وسط إطلاق صفارات إنذار في مدينة صفد ومحيطها في الجليل الأعلى.
وفي وقتٍ سابق، أعلن الجيش استهداف خلية مُسلحة داخل لبنان، زاعماً أن هذه الخطوة جاءت رداً على إطلاق قذيفتي هاون سقطتا في منطقة مفتوحة داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، من دون وقوع إصابات.
بدورها، ذكرت«يديعوت أحرونوت»إنه جرى رصدُ إطلاق 18 صاروخاً باتجاه منطقة عرب العرامشة المُحاذية للبنان، موضحة أن جميع القذائف سقطت في مناطق مفتوحة.
وتزامناً مع التوتر القائم، أفادت تقارير إسرائيليّة بأنه جرى الطلب من سكان المستوطنات الحدودية مثل المالكية، يفتاح، يارو، برعام، ساسا، أفيفيم ونتوعا، الدخول إلى الأماكن المُحصنة إثر الاشتباك بتسلُّل طائرة من دون طيار من لبنان.
وكانت تقارير اسرائيلية تحدث عن أن اليوم الساخن على الجبهة الشمالية الأحد، أدى الى ما لا يقل عن 23 جريحاً بين عسكريين ومدنيين.
شيا تُجدّد رفض واشنطن دخول لبنان في حرب غزة
برز لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
وفيما غادرت شيا من دون الادلاء بأي تصريح، افادت مندوب «الوكالة الوطنية الاعلام»الرسمية، بانه تم التداول في مختلف المواضيع«وكان تشديد على أن أحوج ما يكون اليه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية، إذ ان الولايات المتحدة مهتمة باستقرار لبنان على كل الصعد، وترفض دخوله في حرب غزة».