رسالة أميركية عاجلة ومَهمة متعددة البُعد على وقع «تَفَسُّخ» قواعد الاشتباك
هوكشتاين: تطبيق الـ 1701 كاملاً فلا نريد تمدُّد التصعيد إلى لبنان
ميقاتي مستقبلاً هوكشتاين في السرايا الحكومية أمس
... «لا نريد أن نرى الصراعَ في غزة يتمدّدُ نحو لبنان، والأولية القصوى يجب أن تكون استعادة الهدوء جنوباً، وندعو إلى التطبيق الكامل للقرار 1701».
موقفٌ مقتضبٌ ومتعدّد البُعد، أطلقه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارة مفاجئة وقصيرة قام بها لبيروت أمس، ناقلاً قلق بلاده حيال ما تشهده الحدود اللبنانية - الإسرائيلية و«اهتمام» واشنطن بألا تنزلق هذه الجبهة إلى عين «عاصفة النار» في قطاع غزة.
وجاءتْ زيارةُ هوكشتاين، وهي الأولى لمسؤولٍ أميركي لبيروت منذ بدء «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، حيث التقى رئيسا البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (ومسؤولين آخَرين)، غداة اتساع رقعة المواجهات على الجبهة الجنوبية خارج «قواعد الاشتباك» المعهودة وبلوغها حيفا في تطوّرٍ غير مسبوق منذ العام 2006، بالتوازي مع توغُّل القصف الإسرائيلي في اتجاه شمال الليطاني.
وإذا كان تَمَدُّد ميدان المواجهاتِ على المقلبين، أَعْقَبَ كسر إسرائيل، بروتوكول تحييد المدنيين باستهدافها مساء الأحد سيارة كانت تقلّ عائلة سقطت فيها 3 طفلات شقيقات وجدتهن وأصيبت والدتهنّ بجروح، فإنّ تولّي «كتائب القسام - لبنان» إعلان (مساء الاثنين)، أنها «قصفت نهاريا وشمال حيفا بـ 16 صاروخاً رداً على مَجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة» أعطى لتوسيع نطاق المعركة بُعْداً مختلفاً وأكثر خطورة.
وفي حين سارعتْ تل أبيب، عبر عضو حكومة الطوارئ أفيغدور ليبرمان، لإعلان أنّ «حزب الله» هو مَن «أطلق الصواريخ من لبنان وليس حماس وعليه تحمّل العواقب»، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت، عبّرتْ عن الخشية من التمادي في «تجيير» قرار الحرب والسلم، الذي سلّمت الحكومة اللبنانية بأنه ليس في يدها بل عند «حزب الله»، إلى فصائل فلسطينية، وما قد يشكّله ذلك من خاصرة رخوة يمكن أن ينزلق من خلالها الوضع، وأحياناً بفعل عدم «وحدة» التقديرات والحسابات، إلى حيث تحترق «جسور العودة» إلى اللعبة... المنضبطة.
وإذ اعتبرتْ الأوساط أن حصول زيارة هوكشتاين بعد 3 أيام على لقاء ميقاتي وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في عَمان، عزّز الاقتناعَ بأنه كُلّف بمهمة عاجلة استظلّت إعلانَ البيت الأبيض، الاثنين، «أنّ تأثير توسع النزاع إلى لبنان سيكون دماراً لا يمكن تصوره، ولا نريد حدوث ذلك»، فإنها توقفت عند أن محطة الموفد الأميركي، الذي هنْدس اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل (أُبرم في أكتوبر 2022) جاءت على وقع التهديداتِ التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للولايات المتحدة (الجمعة) وأساطيلها «وقد أعددنا العدّة لها»، ما جعل لقاء هوكشتاين، بشريك الحزب في الثنائية الشيعية، أي بري، يكتسب دلالات مهمة، أقلّه بأن تأثيرَ «جرسِ الإنذار» كان «صوتياً».
ولاحظتْ الأوساط أن واشنطن، التي تختلف مع تل أبيب في بعض المفاصل ذات الصلة بإدارة الحرب على «حماس» وضمان خفض حصيلة الضحايا المدنيين وبلوغ هدنة إنسانية، ومع العرب حول موضوع وقف إطلاق النار بمتطلباته السياسية، مضتْ في تعزيز قوة الردع تجاه أي انخراط من إيران وأذرعها في معركة غزة كما أي تطويرٍ للاستهدافات لقواعدها العسكرية في المنطقة، وهو ما عبّر عنه، أمس، إعلان وصول الغواصة الهجومية «يو إس إس فلوريدا» التي تعمل بالطاقة النووية إلى الخليج غداة الكشف عن وجود غواصة «اوهايو» النووية في المتوسط.
ولم تستبعد الأوساط أن يكون ملف الأسرى لدى «حماس» شكل أحد نقاط البحث خلال زيارة هوكشتاين، في ضوء ما كان المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، كشفه قبل أيام من أنه يلعب دوراً في الاتصالات الخاصة بالمساعي للإفراج عن الرهائن، عبر الموفد الأميركي، موضحاً أنه كان لهما دور في شأن خروج حاملي الجنسية المزدوجة والجرحى من غزة.
وحرص هوكشتاين على توضيح الرسالة التي نَقَلها الى لبنان، وذلك بعد لقائه بري، حيث قال «حضرت الى لبنان لأن الولايات المتحدة تهتم كثيراً بلبنان وشعبه ولا سيما في هذه الأيام الصعبة».
وأضاف: «نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، واستمعتُ الى وجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعتُه على ما تقوم به الولايات المتحدة التي لا تريد لِما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له أن يتمدد الى لبنان».
وتابع «ان المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك يجب أن تكون الأولوية القوى بالنسبة للبنان وإسرائيل وهذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صُمم، ويجب تطبيقه بالكامل».
وسبق ذلك، زيارة قام بها ميقاتي لرئيس مجلس النواب، لتنسيق الموقف قبيل وصول هوكشتاين، «في ضوء تصاعُد العدوانية الإسرائيلية».
ميدانياً، وغداة غارات إسرائيلية طاولت ليل الاثنين، جبل صافي (بين جزين واقليم التفاح)، أي خارج أرض القرار 1701، ساد الهدوء الحذر نهاراً وسط توقعات بإمكان تجدّد المواجهات مساء، ولا سيما في ضوء الغموض الذي لفّ، هل يعتبر «حزب الله» قصْفه الأحد مستوطنة كريات شمونة رداً كافياً على مقتل الشقيقات الثلاث وجدّتهن اللواتي تم تشييعهن أمس في بليدا، في مأتم من دموع وغضب سرق فيه الوالد المفجوع الأضواء (عاد إلى بيروت من أفريقيا حيث يعمل)، أم أن معادلة «المدني بالمدني» م زالت تتطلب استهدافات أكبر لتحقيق «تعادل الضحايا».
وشهدت ساعات قبل ظهر أمس قصفاً إسرائيلياً لمنطقة اللبونة (الناقورة) وأطراف يارين والبستان، في مقابل إطلاق صواريخ في اتجاه شمال إسرائيل استدعت تفعيل منظومة «القبة الحديد».
وأُعلن أن عناصر الصليب الأحمر اللبناني عملت عند منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء على سحب جثتي عنصرين من «حزب الله» من جبل بلاط قبالة بلدة مروحين كانا سقطا بعد قصف طائراتٍ اسرائيلية المنطقة (يوم الأحد)، وتمّت عملية سحبهما بمؤازرة قوات «اليونيفيل» والجيش.
موقفٌ مقتضبٌ ومتعدّد البُعد، أطلقه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارة مفاجئة وقصيرة قام بها لبيروت أمس، ناقلاً قلق بلاده حيال ما تشهده الحدود اللبنانية - الإسرائيلية و«اهتمام» واشنطن بألا تنزلق هذه الجبهة إلى عين «عاصفة النار» في قطاع غزة.
وجاءتْ زيارةُ هوكشتاين، وهي الأولى لمسؤولٍ أميركي لبيروت منذ بدء «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي، حيث التقى رئيسا البرلمان نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (ومسؤولين آخَرين)، غداة اتساع رقعة المواجهات على الجبهة الجنوبية خارج «قواعد الاشتباك» المعهودة وبلوغها حيفا في تطوّرٍ غير مسبوق منذ العام 2006، بالتوازي مع توغُّل القصف الإسرائيلي في اتجاه شمال الليطاني.
وإذا كان تَمَدُّد ميدان المواجهاتِ على المقلبين، أَعْقَبَ كسر إسرائيل، بروتوكول تحييد المدنيين باستهدافها مساء الأحد سيارة كانت تقلّ عائلة سقطت فيها 3 طفلات شقيقات وجدتهن وأصيبت والدتهنّ بجروح، فإنّ تولّي «كتائب القسام - لبنان» إعلان (مساء الاثنين)، أنها «قصفت نهاريا وشمال حيفا بـ 16 صاروخاً رداً على مَجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة» أعطى لتوسيع نطاق المعركة بُعْداً مختلفاً وأكثر خطورة.
وفي حين سارعتْ تل أبيب، عبر عضو حكومة الطوارئ أفيغدور ليبرمان، لإعلان أنّ «حزب الله» هو مَن «أطلق الصواريخ من لبنان وليس حماس وعليه تحمّل العواقب»، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت، عبّرتْ عن الخشية من التمادي في «تجيير» قرار الحرب والسلم، الذي سلّمت الحكومة اللبنانية بأنه ليس في يدها بل عند «حزب الله»، إلى فصائل فلسطينية، وما قد يشكّله ذلك من خاصرة رخوة يمكن أن ينزلق من خلالها الوضع، وأحياناً بفعل عدم «وحدة» التقديرات والحسابات، إلى حيث تحترق «جسور العودة» إلى اللعبة... المنضبطة.
وإذ اعتبرتْ الأوساط أن حصول زيارة هوكشتاين بعد 3 أيام على لقاء ميقاتي وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في عَمان، عزّز الاقتناعَ بأنه كُلّف بمهمة عاجلة استظلّت إعلانَ البيت الأبيض، الاثنين، «أنّ تأثير توسع النزاع إلى لبنان سيكون دماراً لا يمكن تصوره، ولا نريد حدوث ذلك»، فإنها توقفت عند أن محطة الموفد الأميركي، الذي هنْدس اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل (أُبرم في أكتوبر 2022) جاءت على وقع التهديداتِ التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للولايات المتحدة (الجمعة) وأساطيلها «وقد أعددنا العدّة لها»، ما جعل لقاء هوكشتاين، بشريك الحزب في الثنائية الشيعية، أي بري، يكتسب دلالات مهمة، أقلّه بأن تأثيرَ «جرسِ الإنذار» كان «صوتياً».
ولاحظتْ الأوساط أن واشنطن، التي تختلف مع تل أبيب في بعض المفاصل ذات الصلة بإدارة الحرب على «حماس» وضمان خفض حصيلة الضحايا المدنيين وبلوغ هدنة إنسانية، ومع العرب حول موضوع وقف إطلاق النار بمتطلباته السياسية، مضتْ في تعزيز قوة الردع تجاه أي انخراط من إيران وأذرعها في معركة غزة كما أي تطويرٍ للاستهدافات لقواعدها العسكرية في المنطقة، وهو ما عبّر عنه، أمس، إعلان وصول الغواصة الهجومية «يو إس إس فلوريدا» التي تعمل بالطاقة النووية إلى الخليج غداة الكشف عن وجود غواصة «اوهايو» النووية في المتوسط.
ولم تستبعد الأوساط أن يكون ملف الأسرى لدى «حماس» شكل أحد نقاط البحث خلال زيارة هوكشتاين، في ضوء ما كان المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، كشفه قبل أيام من أنه يلعب دوراً في الاتصالات الخاصة بالمساعي للإفراج عن الرهائن، عبر الموفد الأميركي، موضحاً أنه كان لهما دور في شأن خروج حاملي الجنسية المزدوجة والجرحى من غزة.
وحرص هوكشتاين على توضيح الرسالة التي نَقَلها الى لبنان، وذلك بعد لقائه بري، حيث قال «حضرت الى لبنان لأن الولايات المتحدة تهتم كثيراً بلبنان وشعبه ولا سيما في هذه الأيام الصعبة».
وأضاف: «نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، واستمعتُ الى وجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعتُه على ما تقوم به الولايات المتحدة التي لا تريد لِما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له أن يتمدد الى لبنان».
وتابع «ان المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك يجب أن تكون الأولوية القوى بالنسبة للبنان وإسرائيل وهذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صُمم، ويجب تطبيقه بالكامل».
وسبق ذلك، زيارة قام بها ميقاتي لرئيس مجلس النواب، لتنسيق الموقف قبيل وصول هوكشتاين، «في ضوء تصاعُد العدوانية الإسرائيلية».
ميدانياً، وغداة غارات إسرائيلية طاولت ليل الاثنين، جبل صافي (بين جزين واقليم التفاح)، أي خارج أرض القرار 1701، ساد الهدوء الحذر نهاراً وسط توقعات بإمكان تجدّد المواجهات مساء، ولا سيما في ضوء الغموض الذي لفّ، هل يعتبر «حزب الله» قصْفه الأحد مستوطنة كريات شمونة رداً كافياً على مقتل الشقيقات الثلاث وجدّتهن اللواتي تم تشييعهن أمس في بليدا، في مأتم من دموع وغضب سرق فيه الوالد المفجوع الأضواء (عاد إلى بيروت من أفريقيا حيث يعمل)، أم أن معادلة «المدني بالمدني» م زالت تتطلب استهدافات أكبر لتحقيق «تعادل الضحايا».
وشهدت ساعات قبل ظهر أمس قصفاً إسرائيلياً لمنطقة اللبونة (الناقورة) وأطراف يارين والبستان، في مقابل إطلاق صواريخ في اتجاه شمال إسرائيل استدعت تفعيل منظومة «القبة الحديد».
وأُعلن أن عناصر الصليب الأحمر اللبناني عملت عند منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء على سحب جثتي عنصرين من «حزب الله» من جبل بلاط قبالة بلدة مروحين كانا سقطا بعد قصف طائراتٍ اسرائيلية المنطقة (يوم الأحد)، وتمّت عملية سحبهما بمؤازرة قوات «اليونيفيل» والجيش.